أقلام وأراء
الأحد 18 ديسمبر 2022 10:30 صباحًا - بتوقيت القدس
أمريكا والتعامل مع حكومة الكاهانات في اسرائيل
بقلم : د. أماني القرم
أشك أن إدارة الديمقراطيين في الولايات المتحدة حظيت بالنصيب الأكبر من القلق جراء نتائج الانتخابات الاسرائيلية وتشكيل الحكومة الأشد تطرفا في تاريخ الكيان ..
مؤخرأ وحسب ما أورد موقع أكسيوس الاخباري أنّ اجتماعاً رفيع المستوى عقد بين مسئولين كبار في البيت الابيض لمناقشة كيفية التعامل أو عدم التعامل مع تلاميذ كهانا أعضاء الحكومة المرتقبين أمثال بن غفير (عضو حركة كاخ المصنفة دوليًّا وأمريكيًّا واسرائيليًّا ارهابية منذ العام 1997 وحتى 20 ايار 2022 ) والعنصري المتطرف سموتريتش. ويبدو أن الاجتماع لم يسفر عن أيّة قرارات حاسمة علنيّة..
جميع خطابات التهنئة لنتنياهو سواء من البيت الابيض او من معقل الدبلوماسية الامريكية أكدت على أن الالتزام بأمن اسرائيل لا يتزعزع ، وأكّدت أيضاً على أنّ العلاقة الخاصة التي تربط البلدين مبنيّة على القيم الديمقراطية والمصالح المشتركة .
لكن يا ترى هل ستبقى القيم بين واشنطن وتل ابيب مشتركة مع الحكومة الاسرائيلية الجديدة والتي بلا أدنى شك تمثل نقطة تحول في شكل الكيان وديمقراطيته المزعومة؟ خاصة مع جدول أعمال /لأعضائها المتطرفين/ مزدحم بتغييرات مفصلية داخلية في مجالات شتّى أبرزها القضاء والامن والحريّات ، فضلاً عن سياسات عنصرية تعد دافعاً مباشراً لمواجهات شرسة وتأجيج للوضع مع الفلسطينيين. وهو آخر ما تريده حكومة بايدن التي سعت منذ اليوم الاول لها إلى ضمان إبقاء الامور هادئة ولو في حدودها الدنيا، مع حرصها على تصدير خطاب بلاغي عام يدعم حق الشعبين في العيش بسلام دون وجود آفاق للحل أو ضغوطات على اسرائيل . وفي ظل هذا المتغير القادم هل من الممكن أن يتجاوز الضغط الامريكي البلاغ الخطابي الفارغ من الحلول ؟ أشك ..
فمن جهة ، نتنياهو البارع جدا في اقتناص الفرص داخليًّا وخارجيًّا يعلم جيداً أنّ بايدن الذي يعد جزءاً من تاريخ اسرائيل ليس أوباما، والولايات المتحدة عام 2015 لم تعد كذلك اليوم . وعليه فإنّ جدول أعماله الشخصي لن يتضمن أبداً استفزازات علنية للحكومة الامريكية. بالعكس، فقدرته على المناورة وتوخّي الحذر ورغبته في حجز مكانة له بين القادة العالميين ودعم ما يعتبره انجازات /ما يعرف "باتفاقات ابراهيم" / ستقوده لإيجاد نقاط مشتركة مع الولايات المتحدة تبعد الخلافات وتقرّب المسافات وهو ما بدأه فعلا بالحديث عن تطور في تطبيع العلاقات مع السعودية وبخطط لضبط علاقاته مع بوتين !
ومن جهتها ، ستتبع حكومة الديمقراطيين في واشنطن تقليدا قديما مفاده: لننتظر ونرى، وستبقى محافظة على نفس الخطاب المكرر فيما يخص الموضوع الفلسطيني والسلام في الشرق الأوسط. في المقابل لا يمكن إنكار أنّ الفجوة بين البلدين آخذة في الاتساع. ووصول اليمين الارهابي للحكم في اسرائيل يمنح مساحة أوسع للديمقراطيين التقدميين في الولايات المتحدة ولبعض الاصوات التي تدعم ليبرالية اسرائيل نحو مزيد من الجرأة لانتقاد السياسات الاسرائيلية، وازدياد المطالبين بالاشراف على المساعدة الامريكية غير المشروطة لاسرائيل في الكونجرس، وربّما تخفيف الضغط عن الفلسطينيين. ومثلما كان اسم نتنياهو دافعاً للاستقطاب بين الحزبين في امريكا ومجالا للخلاف حول اسرائيل والموضوع الفلسطيني ، فإن اسمي بن غفير و سموتريتش يعدّان رافعة أكبر لهذا الاستقطاب وهو برأيي فرصة للفلسطينيين ولأنصارهم في العالم .
وفيما يتعلق بالواقع على الأرض، فكلّ الدلالات تشير الى أن القنبلة التي يحملها نتنياهو بين يديه حيث تحالفه مع أقصى اليمين المتطرف ومنحه هذه الصلاحيات الواسعة مقابل انقاذ مستقبله السياسي، ستنفجر لامحالة لتخلق مواجهة دامية قريبة جداًّ بين الفلسطينيين واسرائيل لن تستطيع امريكا تجاهلها!
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
حرب غزة تخطف 18 ألف طفل فلسطيني
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 88)
شارك برأيك
أمريكا والتعامل مع حكومة الكاهانات في اسرائيل