أقلام وأراء
الأحد 18 ديسمبر 2022 10:23 صباحًا - بتوقيت القدس
تداعيات الحكومة الإسرائيلية الجديدة: سيناريو قديم جديد
بقلم: د. دلال عريقات
قد تكون حكومة نتنياهو ديمقراطية لكنها بالتأكيد غير شرعية، حيث تضم أفراداً أقل ما يمكن وصفهم بأنهم "غير شرعيين" لأنهم "مستوطنين"، ولا يمكن قبولهم أو التعامل معهم بشكل فردي. سيرد البعض إن هذه الشخصيات، رغم تطرفها، انتخبت ديمقراطيًا واكتسبت شرعيتها من خلال صناديق الاقتراع. يستمر الجدل بين الديمقراطية والقانون الدولي, هنا نذكر ان المجتمع الدولي يمتلك سيناريو déjà vu عندما رفضوا الديمقراطية التي أخرجتها صناديق الاقتراع التشريعية الفلسطينية التي جلبت حماس إلى السلطة.
هناك اختلافات بيت رؤساء الوزراء بين يائير لابيد ونفتالي بينيت وبيبي نتنياهو، لكنهم حميعاً متشابهون في التطرف الصهيوني اليميني، في سياساتهم العنصرية وتوجهاتهم الاستعمارية. من الطبيعي أن يكون لتورط عدد من المستوطنين المتطرفين والإرهابيين في هذه الحكومة نتائج سلبية على دولة الاحتلال. سيظهر الوجه العنصري والإجرامي الحقيقي للدولة المحتلة على سطح ما يسمى بديمقراطية الشرق الأوسط. من المتوقع أن يقول أعضاء المجتمع الدولي كلمة الحقيقة ومواجهة تلك الشخصيات العنصرية ورفض التعامل مع أي حكومة بمثل هذا الشمول المتطرف. الاستيطان غير مقبول وغير قانوني، ويعتبر الإجماع الدولي المستوطنات عقبة أساسية أمام عملية السلام. دخول هؤلاء المستوطنين للحكومة المقبلة يحمل نفس الطابع غير القانوني، وهذا الخطاب يجب أن يكون واضحا وصريحا. وهنا نتذكر موقف أعضاء المجتمع الدولي الذي قاطع في الماضي أي حكومة فلسطينية شكلتها حماس المنتخبة ديمقراطياً!
نتنياهو لا يحمل صفة مستوطن مثل نفتالي بينيت أو وزراء حكومته المرتقبة مثل بن غفير أو سموتريش على سبيل المثال لا الحصر، ونتيجة لذلك، قد يُنظر إلى نتنياهو على أنه أقل تطرفاً. الحقيقة أن نتنياهو أثبت للعالم مرارا وتكرارا وعلى مدار حكومات متعاقبة أنه لا يؤمن بالسلام السياسي، فهو رجل الضم والاستيطان الفعلي على الأرض بامتياز. إيمانا منه بمبدأ "فرق تسد" تبنى نتنياهو استراتيجية الفصل والضم، حيث يعتمد على فصل الفلسطينيين، سواء بين غزة والضفة الغربية من جهة، أو بين القدس والضفة الغربية من جهة أخرى، وسياسته هي الاستمرار في الضم ومصادرة الأراضي بطريقة عملية de facto ويومية ومنظمة تفرض على الأرض "بحكم الأمر الواقع" تحت مظلة الفصل العنصري والابارتهايد ضد كل ما هو غير يهودي، والتي تتوازن مع التهجير القسري، والاستيطان، وخطط المصادرة وعزل القدس، خدمة للمشروع الاستعماري الاستيطاني.
عودة نتنياهو تعني عودة مكثفة لجهود السلام الاقتصادي. اتفاقيات التطبيع (إبراهام) وصفقة القرن ستتربع على العرش! اتفاقيات التطبيع التي دبرها نتنياهو في الماضي ستأخذ شكل مشاريع اقتصادية استراتيجية للغاز وبدائل الطاقة وغيرهما، وفق المدرسة البراغماتية القائمة على مصالح الدول في المقام الأول. وتبقى الحقيقة غير محل خلاف في أن استبدال المسار الاقتصادي بالمسار السياسي قد يخدم مصالح الدول، لكنه لن يجلب السلام للمنطقة. تستلزم مدرسة المفاوضات القائمة على الفائدة (المصالح) المتبادلة التعاون، ولكن من المهم لأولئك الذين يحرصون على إحلال السلام في المنطقة أن يتذكروا أن الدول العربية مع مبادرة السلام العربية وعدت بالتطبيع الكامل مع إسرائيل من قبل جميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية!
هذه الحكومة لا ترى الفلسطينيين كبشر، ولا تعترف بحقوقهم السياسية أو الإنسانية ولا تؤمن بأي دولة فلسطينية. بالمقابل، الولايات المتحدة الأمريكية تطالب بإجراءات متساوية من الحرية والأمن والفرص والعدالة والكرامة، والاتحاد الأوروبي يدعو للشرعية وحل الدولتين، ولكن رداً على تشكيلة الحكومة الجديدة تختار الدول الأعضاء الانتظار!! موقف المجتمع الدولي ليس بجديد, أقرت إسرائيل مشروع قانون الدولة اليهودية لعام 2018، وها هي دولة الاحتلال ترتكب جرائم موثقة ضد الإنسانية تحت مظلة الاحتلال، ومع ذلك تتمتع إسرائيل بالإفلات من العقاب. عندما يُكافأ العنف، لا يمكن إلا أن يزداد الوضع سوءًا، وبالتالي سنشهد التصعيد في الشارع بسبب عنف المستوطنين وجنود الاحتلال، الإعدام الميداني، والقتل خارج نطاق القضاء، وعنف الدولة المنظم على أقل تقدير. وهذا يرقى إلى مستوى جرائم الحرب. وتطالب القيادة الفلسطينية برفض صريح للتعامل مع هذه الحكومة التي تضم شخصيات متطرفة شهدنا جرائمها الموثقة.
قريباً ستطرح قضية الاحتلال المطول على محكمة العدل الدولية وتحديد الاحتلال كمسألة قانونية سيخلي الفلسطينيين من مسؤولية حل النزاع عبر أداة التفاوض وحدها، وسيخرج التحكيم والآليات القانونية الأخرى الى السطح قريباً! استلهاماً من تفكير نتنياهو البراغماتي وفيما يتعلق بتسويات السلام الإقليمية والتعاطف الاستراتيجي في تحقيق الأمن والأمان للبشر في المنطقة، قد يتساءل المرء عما إذا كان نتنياهو يريد إحلال السلام والأمن لشعبه من خلال التطبيع، أليس الفوز أكبر بكثير إذا ما طبع مع أكثر من 22 نظامًا عربيًا بدلاً من ذلك؟ نذكر هنا أن نتنياهو سيد الدبلوماسية القسرية وتوصل إلى اتفاقيات تطبيع مع الإمارات والأنظمة العربية الأخرى وأقنع تلك الدول أن علاقاتها مع إسرائيل ستوقف الضم! ويتساءل المرء ما إذا كانت الدول العربية الكبرى الأخرى قد تنضم الآن بذريعة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي؟
- دلال عريقات: أستاذة الدبلوماسية والتخطيط الاستراتيجي، كلية الدراسات العليا، الجامعة العربية الأمريكية
دلالات
خلود عامر قبل ما يقرب من 2 سنة
كلام بكلام. الله يستر يحطوكي "صغيرة المفاوضين". والدك مع الشلة ضيع ربع قرن من عمرنا ... وانت شو ناوية؟ّ؟؟؟!!!!
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
حرب غزة تخطف 18 ألف طفل فلسطيني
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 88)
شارك برأيك
تداعيات الحكومة الإسرائيلية الجديدة: سيناريو قديم جديد