حديث القدس

الطفلة، جنى مجدي زكارنة كانت على سطح منزل عائلتها في حي البيادر في جنين ، وقد اخترقت جسدها اربع أعيرة نارية من بنادق جنود الاحتلال في الصدر والوجه والرأس مما ادى الى استشهادها فورا. وقد زعمت قوات الاحتلال ان الجريمة وقعت بالخطأ في تحديد الهوية مع ان الجندي القناص الذي اغتالها يعرف الشخص الذي اطلق عليه النار بالضبط.

والشهيدة جنى ليست الطفلة الاولى التي يغتالها الاحتلال وانما هناك 61 طفلا شهيدا منذ مطلع هذا العام بواقع 44 طفلا في الضفة و 17 في قطاع غزة خلال العدوان الاخير عليه.

وقد اثارت جريمة اغتيال جنى ردود فعل دولية واسعة بالاضافة طبعا للغضب الشديد الذي ساد نتيجة ذلك والتنديد بالاحتلال وجرائمه المتكررة ضد الاطفال والابرياء ودعوة العالم الى التحقيق في هذه الجرائم حتى ان الولايات المتحدة وهي الداعم الاعمى لاسرائيل، طالبت هي الاخرى بالتحقيق في جريمة الاغتيال الاخيرة هذه.

ولا يكتفي الاحتلال باقتحامات المدن والقرى الفلسطينية وانما يواصل مصادرة الارض وبناء المستوطنات والتوسع الاستيطاني الذي لا يتوقف، وكان اخرها هذه القرارات وليس اخيرها بالتأكيد، وهي المصادقة على بناء 1400 وحدة استيطانية في مستوطنات القدس وتتضمن المخططات المدمرة هذه بناء ابراج بارتفاع يصل الى اكثر من ثلاثين طابقا.

وقد اعلن مسؤول في الاتحاد الاوروبي ان اتصالات تجري مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لتهدئة الاوضاع وقال شادي عثمان مسؤول الاعلام في بعثة الاتحاد في القدس ورام الله ان الاوضاع بالضفة صعبة بفعل الاقتحامات اليومية للقوات الاسرائيلية واعتداءات المستوطنين التي لا تتوقف، وان الاتحاد يحاول العمل على تطبيق حل الدولتين واعطاء الفلسطينيين بارقة الامل في تحقيق ذلك.

نكرر القول ان جرائم اغتيال الاطفال هو تصرف لا اخلاقي وغير انساني، وقد سلمت وزارة الخارجية الممثلة الخاصة للامين العام للامم المتحدة تقريرا مفصلا حول هذه الجرائم، ونأمل الا يتحول هذا التقرير الى مجرد اوراق بالملفات وان يتحرك المجتمع الدولي والامم المتحدة الى محاسبة الاحتلال على هذه الجرائم البشعة.