Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 30 نوفمبر 2022 9:47 صباحًا - بتوقيت القدس

الانتخابات البلدية في قطاع غزة: خطوة مستحقة لا بدَّ منها!!

بقلم:د. أحمد يوسف


لم يعد هناك أحد يرغب في استمرار تفرد حركة حماس بالبلديات في قطاع غزة، حتى أنَّ الكثيرين من أبناء الحركة باتوا يميلون إلى هذا الرأي؛ لأن ذلك أصبح يؤثر سلباً على الحاضنة الشعبية للحركة.
إنَّ النداءات ما زالت تتعالى بين النخب الفلسطينية في قطاع غزة مطالبة بإجراء الانتخابات البلدية، كونها أصبحت ليس فقط ضرورة لأثبات شرعية هذا الفصيل أو ذلك، ولكن لأن هذه الاستمرارية تعني فقدان هذه البلديات فرص الحصول على منح دولية لتطوير قدراتها على الارتقاء بعملها كقطاع خدمي، من خلال تحديث البنى التحتية ومستوى الخدمات، التي تراجعت وتهالكت وتضررت بسبب تكرار حالات الحرب والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتقصِّد استهداف هذه المنشآت على وجه الخصوص.
أعرف أن حركة حماس وحكومتها التي تدير القطاع تدرك صعوبات الحصول على معونات دولية لتمويل مشاريع ومعدات أصبحت أكثر من ضرورية لتحسين حالات الخدمة التي تقدمها هذه البلديات.
إنَّ من نافلة القول، الإشارة إلى إن حركة حماس لن تقف اليوم حجر عثرة أمام إجراء هذه الانتخابات، وهي مستعدة أكثر من أي وقت مضى لدعم واسناد هذا التوجه، وضمان عمل لجنة الانتخابات المركزية في الإشراف على كل مجريات الأمور الخاصة بتلك العملية الديمقراطية، التي ستشارك بها كلُّ قطاعات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
في جلسة جمعت شخصيات وازنة تنتمي لكلِّ التوجهات الفصائلية والأكاديمية وعددٍ من رجال المال والأعمال، تمَّ طرح هذا الموضوع للنقاش والتداول، وكان هناك أكثر من رأي، إذ إنَّ البعض ما زال يتخوف من اخفاق مثل هذا التجربة إن تمَّت؛ لاعتبارات لها علاقة بهيمنة فصيل بعينه على كلِّ مؤسسات القطاع بما في ذلك البلديات؛ كون طبيعة عمله وفعله المقاوم تتطلب "تجاوزات" قد تواجه باعتراضات أو رفض من قِبل السلطات البلدية، كما أن هناك تناقضات قد تنشأ بين سلطات الحكم المحلي الذي تتحكم به حركة حماس وصلاحيات عمل هذه البلديات المستقلة، والتي تتبع في مرجعيتها لتلك السلطات.
في الواقع، هذه مجرد تخوفات لها وجاهتها، ولكنها في ظل التوصل إلى صيغة عمل وتفاهمات وطنية يمكن التغلب على مثل هذه المخاوف المشروعة.
يقولون: إذا صدق العزم وضح السبيل، وفي سياق ما يتطلع إليه الجميع من أهمية خوض التجربة الديموقراطية، والتي سيؤدي نجاحها إلى مزيد من الثقة والتفاهم والوصول إلى تسويات سياسية تؤكد على الشراكة السياسية، في ظل توافقات وطنية يمكن أن تقفز فوق كل خطوط التابوهات لهذا الفصيل أو ذلك.
لا شكَّ لم يخلُّ النقاش عن طروحات لتعزيز نجاح التجربة، إذا ما توافق الفصيلين أو الفصائل على دخول الانتخابات ضمن "قائمة موحدة"، وإعطاء الفرصة لأن يكون الجميع حاضراً في إدارة هذه البلديات وبشخصيات تتمتع بالمهنية والوطنية والقبول لدى الجميع، بعيدةً عن اتهامات الفساد والمحسوبية، وهذه قضايا يمكن ضبطها والتفاهم حولها.
إنَّ هناك من يوافقني الرأي والنظر كخطوة على طريق الخلاص والحِراك الوطني، باقتراح ألا تشارك حركة حماس بكلِّ ثقلها الانتخابي، وأن تعطي الفرصة لإنجاح الآخرين، بحيث لا يزيد تمثيلها عن 20% من مجموع المرشحين، لضمان تصدر شخصيات مستقلة لها من السمعة الطيبة والمهنية ما يشكِّل إضافة لعمل هذه البلديات، وفرص انفتاحها على المجتمع الدولي، وإمكانية الوصول إلى صناديق المساعدات أو المشاريع التي اعتادت أن تخصصها الدول الأوروبية أو أمريكا لإخراج القطاع من حالة الضعف التي عليها مرافقها الخدمية، والميزانيات المتدنية التي لا تكفي لإقالة عثارها وتطوير إمكانياتها.
إن هناك بشريات تلوح في الأفق حول غاز غزة، وإمكانية تسييل بعضه في مصر للاستخدام الداخلي وتصدير الباقي للأسواق العالمية، بما يدُّر على السلطة مداخيل عالية سيكون لقطاع غزة نصيباً وافراً منها، وأن هذه الأموال ستذهب إلى النهوض بالمشاريع التنموية والإنسانية والصحية والتعليمية وتطوير البنى التحتية في القطاع.
بالطبع، هناك تحديات أمام إنجاز هذه المهمة، وتخليص حاجة السلطة في قطاع غزة من طلب المساعدات الإنسانية والإغاثية الدولية من هنا وهناك.
إن قطاع غزة بيئة واعدة للتطور، ويمكن بمثل هذه الأموال من "البترودولار" إخراج الناس من دائرة الفقر والمعاناة، وإعفاء الجوار العربي والإسلامي من سؤال "لله يا محسنين".
إن سياسة المراوحة في المكان، وغياب أية حلول أخرى لموضوع الانتخابات البلدية في قطاع غزة، فإنَّ ذلك سيؤدي إلى تكريس القطيعة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، واستمرار المسرح السياسي الفلسطيني في تقديم عرضه الهزلي "حكومتان لشعب بلا وطن" لأكثر من عقٍد ونصف العقد!!
إنَّ الانتخابات البلدية هي خطوة ضرورية لا بدَّ منها على طريق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، وستكون -بلا شك- عامل مساعد ومشجِّع لإنجاح الانتخابات التشريعية والرئاسية بعد ذلك.
أخيراً.. وبعد إعلان الجزائر للمِّ الشمل، والاتفاق على خطوات لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، تبدو الانتخابات البلدية -كعملية إجرائية- مهمة سهلة، ولكنَّ هذا يظلُّ مرتبطاً بالإرادة السياسية والتفاهم حول مشهد الحكم والسياسة، من حيث الشراكة والتفاهم الوطني.

دلالات

شارك برأيك

الانتخابات البلدية في قطاع غزة: خطوة مستحقة لا بدَّ منها!!

-

غالب حسن نصرالله قبل ما يقرب من 2 سنة

الانتخابات البلدية ضرورة وطنية لإيجاد مجتمع متماسك متحاب يمارس افراده معا صناعة حياته المستقرة ويواجه تحديات الآخرين بروح الفريق الواحد.

-

طارق صدقة قبل ما يقرب من 2 سنة

حكومتي لشعب بلا وطن.. اصبت الوصف .. قد يكون هنالك مخرجا لحالة مراوحة المكان من خلال الهيئات المحلية ولكن لابد اولا من تهيئة البيئة الدافعة لهذه الحفلة الديمقراطية .. واظنها بعيدة .. اذا

-

أبو بشارة قبل ما يقرب من 2 سنة

شيء جيد اذا بدأنا بذلك، لكن، هل برأيك ان مضمون مقالكم غير معلوم لدى طرفي الخلاف؟ هل تتوقع أن تكون هناك جرأة لاتخاذ وتنفيذ هكذا قرار؟ لا شك أن التمني شيء والواقع الأليم

المزيد في أقلام وأراء

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)