Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 24 نوفمبر 2022 10:44 صباحًا - بتوقيت القدس

فارس عوده.. إيقونة الانتفاضة..

بقلم:رشيد حسن
سيبقى اسم الفتى الجنرال فارس عوده يتردد في سجل الخالدين، ما تعاقب الليل والنهار، وما دامت فلسطين موجودة على الخارطة، تقارع الطغاة..
وستبقى غزة والمنطار وشارع صلاح الدين، حيث استشهد الفتى.. وستبقى القدس وهضابها.. وجنين وأسودها..ونابلس والخليل والجليل.. والسبع والنقب الثائر.. والمثلث والناصرة.. ويافا وحيفا وعكا وكل الساحل.. والاغوار مثوى الصحابة الابرار.. والمسافر رمز الرجولة.. وكل شبر في فلسطين يردد حكاية البطل الذي واجه دبابات العدو في شارع صلاح الدين في غزة والمنطار.. بعوده الصلب، وإرادته الفولاذية.. يرمي بها دبابات ( الميركافا ).. لا يخاف ولا يرتعد.. حتى أصبحت المواجه عنده عادة.. وأمسى التصدي للعدو شرف.. لا يرقى إليه شرف.. رغم خوف أهله وذووه عليه، وخوف والده و والدته عليه.. والتي روت حكايته مع الشهادة بكل فخر واعتزاز:
( حاولت كثيرا، ولكنني لم أستطع حمايته من الموت.. كل يوم إجري وراءه، وأحضره من عند الدبابات، وبعد ان احضره، يضربه أبوه بشدة، فيغلق على نفسه الحجرة بالمفتاح، ويغني.. «لو كسروا عظامي مش خايف... لو هدوا بيتي مش خايف»..!!
يغنيها لابيه وهو يدبك الدبكة الفلسطينية.. ويقول: أنت تضربني.. وانا كل يوم رايح على المنطار.. لم أستطع حمايته من اليهود طوال شهرين وانا اجري وراءه.. من المنطار الى (نتساريم ) الى ( ايرتز ) الى بيت حانون أريد حمايته ).
و في 29 تشرين الاول من العام 2000 بثت الوكالات صورة الطفل فارس عودة وهو يقف أمام دبابه اسرائيلية.. يتصدى لها بحجر، وفي 8 تشرين ثاني، أطلقت دبابه النار عليه..وهو في مفرق المنطار في غزة فاستشهد، وفي يديه حجر من سجيل،استشهد فارس الذي عرف بحبه للدبكة والغناء الفلسطيني.. حتى وهو يواجه الدبابة يغني.. ولو كسروا عظامي مش خايف.. ولو هدوا بيتي مش خايف.. !!
قصة الجنرال الفتى فارس عوده.. هي قصة كل اطفال فلسطين، قصة كل جنرالات الحجارة الذي تصدوا لدبابات العدو في مخيمات الضفة وغزة.. ومخيمات جنوب لينان بالحجارة وكذلك «بالار بي جي».. فاستحقوا بشرف لقب جنرالات «ال ار بي جي» كما سماهم القائد ابو عمار.. وقد حولوا دبدبات العدو إلى اكوام من الحديد.. ونشروا الرعب في أوصال جنوده، مؤكدين كذب مقولة العاهرة ( غولدا مائير ) بان الصغار ينسون بعدما يموت الكبار.. فاثبت هؤلاء الفتيان الابطال بان الصغار لا ينسون.. رغم ايمانهم بان الكبار يموتون حقا.. فالامانة ينقلها السلف الى الخلف جيلا وراء جيل.. كما تتعاقب موجات البحر.. وها هم فتيان فلسطين أشد ايمانا بوطنهم وقضيتهم.. واشد التصاقا بشعبهم.. واشد تصميما واقبالا على الشهادة.. ويكفي ان نراجع سجلات الشهداء.. لنجد ان نسبة كبيرة من شهداء ثورة السكاكين والخناجر.. والسيارات التي تدهس رعاع المستوطنين.. والذئاب المنفردة.. هم من الشباب.
يحق لفلسطين ان تفتخر بفارس عوده.. واترابه.. وكل اشبال وزهرات وفتيان فلسطين.. من قضوا شهداء.. ومن لا يزالون ينتظرون الشهادة.وما ىبدلوا تبديلا..
فهولاء الابطال لم يعرفوا الطفولة.. ولم يمروا بمرحلة المراهقة.. بل اختصروا الزمن والعمر كله.. في مقارعة العدو.. والتصدي «للميركافا» ب «الا.ر بي جي «.. وحجارة من سجيل..
وها هم في عصر الاسود التي تزأر في جنين ونابلس والخليل.. ومخيمات العودة يبرهنون كل يوم، أنهم اتراب ورفاق فارس عودة، وسيبقون على العهد والوعد.. حتى يلاقوا الله كما وعدوه..فاما النصر.. واما الشهادة..
الخلود للشهيد الفتى فارس عوده.. وكل الشهداء الذين يرقدون في عليين.. وعيونهم على القدس والاقصى..
وحي على المقاومة.. عن "الدستور الاردنية"

دلالات

شارك برأيك

فارس عوده.. إيقونة الانتفاضة..

المزيد في أقلام وأراء

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)