Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الإثنين 10 أكتوبر 2022 11:03 صباحًا - بتوقيت القدس

بريطانيا كانت وما زالت داعمة للصهيونية واسرائيل

 بقلم:‏ فتحي احمد


بريطانيا العظمى الداعمة للمشروع الصهيوني بحذافيره من الالف الى الياء ما زالت كما هي، فتيريزا ماي ‏رئيسة وزراء بريطانيا السابقة دفعتها غريزتها الصهيونية لتبوح بسر كان دفينا لديها، اذ تقول ‏ان إسرائيل واحدة من اعظم قصص النجاح في العالم، وانها منارة للتسامح، وفي نفس السياق ‏قال وزير الدفاع البريطاني غافن ويليامسون، ان إسرائيل نور الأمم، وان العلاقات البريطانية ‏الإسرائيلية ترتكز على الشعور المشترك بقيم التسامح والرحمة والعدالة، وفي نفس الدائرة حتى ‏لا نخرج عن السياق رئيسة وزراء بريطانيا ميز تراس ( اجت تكحلها خلعت عينها) حيث ‏قالت، بانها صهيونية كبيرة، بمعنى انها صهيونية حتى النخاع، وان المملكة المتحدة ستدافع عن ‏إسرائيل ولن تسمح لإيران بالحصول على أسلحة نووية، وقال إيان أوستن، النائب السابق عن ‏حزب العمال، والذي يخدم الآن كعضو مستقل بمجلس اللوردات والمبعوث التجاري لرئيس ‏الوزراء لدى إسرائيل: "أي شخص يؤمن بتعزيز العلاقات بين بريطانيا وإسرائيل يجب أن ‏يسعد بتعيين ليز تراس بمنصب وزير الخارجية الجديد. لا شك في دعمها لإسرائيل وحقها في ‏الدفاع عن نفسها.‏
‏ بعد كل هذه التصريحات النارية يجب ان لا نغفل حجم القنابل التي انفجرت في اجسادنا بفعل ‏بريطانيا وسياستها، وهي ما زالت مصرة حتى اللحظة على دعم اليهود ودولتهم، فهي تقف ‏خلف التطهير العرقي في فلسطين، وان جريمتها اثقلت كواهل شعب اعزل وزادت من ‏همومه وشقائه، فواجه فوهة الدبابات وقذائف الطائرات بصدره العاري، والنتيجة شرد في دول ‏الشتات والمنافي قسرا.‏
ان الاعتراف بالذنب فضيلة المفروض، فالمشهد مغاير ومتحول اتجاه الاخر، فهي تعتبر أي ‏بريطانيا ما قامت به تجاه اليهود هو عمل انساني بطولي، واقتضت النخوة الإنجليزية ان تحل ‏شعب محل اخر، هذا التناقض السياسي هل له مدلولات نفسية يصل الى حد الاضطراب ‏النفسي؟ لا شك ان الحرب العالمية الأولى والتحول الفكري في أوروبا، ساعد اليهود في إقامة ‏دولتهم المصطنعة على ارض فلسطين التاريخية.‏
‏ اذن قبل ان نطالب بريطانيا بالاعتذار وهو حق وواجب لنا، فعليهم قبل ذلك واجب شطب وعد ‏بلفور ومحي اثاره الاجتماعية والنفسية والاقتصادية، تلك الاثار التي كبدت الشعب الفلسطيني ‏الكثير من الخسارة والمعاناة، لكن يبقى ذلك حلما ما دامت بريطانيا من خلال تصريحات ساستها ‏تدعم الحركة الصهيونية كحركة وإسرائيل الدولة، بهذا النهج المنحاز لإسرائيل، وطراوة ‏الحديث والمغازلة السياسية الذي يقوم به ساسة بريطانيا، ما زلنا نمسي ونصبح على خازوق ‏دق ولن يخلع من الراس الناقورة الى سعسع.‏
‏ فبريطانيا البروتستانتية لا يعول عليها، ولا نثق بمعسول كلامها المسترسل في المحافل الدولية ‏وفي غيرها، لقد بلغت من الوقاحة السياسية حدا لا يوصف، وهي ما زالت تمعن في طعن ‏الشعب الفلسطيني في الظهر سرا وعلانية، فعندما تلتقي الايدولوجية والفكر لطرفين أصلا ‏تجمعهما الصهيونية المسيحية علينا ان نقف ونفكر، ان لا امل في عدو الامس حتى لو أصبح ‏صديق اليوم، لا يجدي نفعا ان تزوق بريطانيا شجبها واستنكارها بما يحل بالشعب الفلسطيني ‏اليوم، من قتل وتدمير وتجويع وحصار، فوقع الفأس في الراس، وهي ما زالت تسترق السمع ‏وتشاهد حجم جريمتها دون ان تحرك ساكنا.‏
المهم ان دور بريطانيا في بلورة المشروع الصهيوني لا يختلف عليه اثنان، والأسباب كثيرة، ‏فلا غرو بأن بريطانيا تعاملت في لحظة مخاض إسرائيل على انها محمية تحافظ على وجودها ‏المباشر وغير المباشر في مصر، وان تكون جزءا من الثقافة الغربية، وهذا عامل له انعكاسات ‏سلبية على دول الطوق العربي، فنحن نعاني من تبعات الفلسفة الاستعمارية ومالاتها، لو عدنا ‏للوراء سبعة عقود، سنلاحظ بان المنظومة العربية اقصد هنا الشعوب العربية برمتها، وجدت ‏نفسها في أمواج متلاطمة.‏
لقد نجح الاستعمار في دمج الكيان الصهيوني في المنطقة، وهذا واضح من خلال موجة التطبيع ‏مع العرب، وهي سياسة قديمة جديدة على الصعيد الفكري، وهو تجديد سياسة التعايش السلمي ‏لتحقيق أهداف جيوسياسية ، فمجرد أن الاستعمار سهل الطريق ومهدها لشعب غريب لا يمت ‏لواقع فلسطين بصلة، ولم يستطيع توحيد كلمته كأمة او قومية يهودية متناثرة في ارجاء ‏المعمورة، وثبت اقدامه في فلسطين بحد السيف والترويع، وهو دليل قاطع على انه هو القلة ‏الدخيلة وان الملايين من العرب هم الأصل والشمس لا تغطى بغربال.‏
لقد تحايلت بريطانيا على السلاطين العثمانيين من اجل تسكين اليهود في فلسطين، وتوطينهم ‏فيها، فرئيس وزراء بريطانيا الفايكونت بالمرستون شرح في رسالة وجهها لسلطان الدولة ‏العثمانية المنافع السياسية والمادية للدولة العثمانية جراء السماح لليهود في الهجرة لفلسطين، ‏كما تشكل هجرة اليهود سدا منيعا في وجه محمد علي باشا ومخططاته، والحيلولة دون سيطرته ‏على ما ترنو اليه بريطانيا وفرنسا من أملاك الرجل المريض، ولم يكن هذا المراد وفعلا كان ‏محمد علي باشا ومخططاته الشماعة لبريطانيا كي تحقق مشروعها الصهيوني في فلسطين. ‏
لا شك ان زرع جسم غريب في الشرق الأوسط أدى لأضعاف العالم الإسلامي وتفككه، وهذا ‏الحاجز يشكل مصدر قلق وخوف في المنطقة، والتدخل في شؤنها، بعد كل هذا يجب علينا ان ‏لا ننتظر من بريطانيا الاعتذار.‏

دلالات

شارك برأيك

بريطانيا كانت وما زالت داعمة للصهيونية واسرائيل

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 82)