لا يتوقف الاحتلال عن ممارسة سياسته العدائية تجاه شعبنا وارضنا ومستقبلنا في اي وقت من الاوقات، حتى انهم وهم يحتفلون او يستعدون للاحتفال باعيادهم يزيدون من ممارساتهم هذه، كما نرى في هذه الايام، حيث يحتفلون بـ «يوم الغفران» و «عيد العرش» وقد اغلقوا المعابر والطرق، ورفعت الشرطة، حالة الطوارىء وزادت قواتها المدججة بالسلاح على ابواب عاصمتنا الموعودة، وعلى حدودها مع القدس الغربية.
وفي الخليل تحولت اروقة الحرم الابراهيمي الشريف وشوارع المدينة الى ساحات رقص للمستوطنين مستخدمين الآلات الموسيقية الصاخبة بشكل يستفز المشاعر لدى المواطنين ويسيء الى قدسية بيت الله ومتجاوزين كل الخطوط الحمراء بهذا التدنيس في رابع اقدس المساجد لدى المسلمين في كل انحاء العالم، وبهذا فإنهم وهم يحتفلون بأعيادهم تزداد اعتداءاتهم ويؤدي التواجد المكثف للمستوطنين في الشوارع العامة الى الاستفزاز ولا سيما ان هؤلاء المستوطنين يوجهون الشتائم والاهانات لكل المواطنين، حتى ان سكان البلدة القديمة في مدينة خليل الرحمن  باتوا يعيشون كابوسا من هذه الممارسات في هذه الاعياد.
وكما هي العادة  فقد بات اقتحام المسجد الاقصى المبارك يوميا كما حدث بالامس حيث اقتحمه عشرات المستوطنين  وأدوا طقوسا تلمودية في رحابه، وقد دعت «جماعة الهيكل» المغرقة بالتطرف الى زيادة اقتحام الحرم القدسي الشريف بثياب دينية بيضاء وكذلك اقتحام مقبرة باب الرحمة والمنطقة المحاذية للمصلى المرواني.
ومن اغرب وأقبح مظاهر التطرف الاسرائيلي  هذا وجود حركة تسمى نفسها «فرض السيادة الاسرائيلية» تقوم بتحرك سياسي وتدعو فيه لتكثيف البناء بالضفة الغربية بدعوى وجود ازمة اسكان اسرائيلية تستوجب ذلك، ولا تفكر هذه الحركة بالبناء   الا بالضفة فقط مما يؤكد نواياها التوسعية السيئة والمنافية لكل القوانين والدواعي السلمية، ومن ابرز قادة هذه الحركة  بنيامين نتانياهو وآرييه درعي، وهذا التطرف المتزايد  في اسرائيل يجعل السلام امرا غائبا كليا ولا احد يتحدث عنه بشكل جدي ومسؤول مما يعني ان الاوضاع سواء طال الزمان او قصر، مهددة بالانفجار ولا بديل لذلك مع هذا التطرف الجنوني الاسرائيلي.