نابلس - "القدس" دوت كوم - روان الأسعد - بين شغف المعرفة وفرصة الالتحاق بسوق العمل، حرصت ناريمان حسون على الإستفادة من كل مادة متاحة لها بتخصصها العلوم المالية والمصرفية، بل وسعت دائما لزيادة معرفتها، لم تكن تدرك وقتها أنها ستقف أمام فجوة التخصص وسوق العمل، سعت لتطوير تجربتها الجامعية بالعمل والاجتهاد لتكون من أوائل الطلبة على كليتها، جدت واجتهدت في تخصصها الجامعي لتحقيق أداء أفضل لتتميز عن غيرها بابداعها.

اكتشاف المهارة

في كثير من الأحيان تتحول المهارات إلى فرصة للعمل وبداية للاستقلالية المادية والتمكين الاقتصادي، لنبدأ بمشوار العمل دون الإلتفات للوظيفة أو انتظارها، هذه هي روح الشباب الطموح الذي يسعى جاهدا لإثبات نفسه في المجتمع وتحقيق استقلاليته وهكذا بدأت ناريمان حسون طريقها من اكتشافها لمهارة تمتلكها حولت مسار حياتها من البطالة للانخراط في العمل.

تقول ناريمان: بعد أن تخرجت من كلية التجارة بجامعة النجاح الوطنية بتخصص العلوم الماليه والمصرفيه عام 2020 بدأ ت كأي شابة طموحة خريجة بالبحث عن وظيفة تناسبني ولكن للأسف لم أجد فصفوف البطالة وطوابيرها مزدحمة لذلك لم أشأ أن أحجز لنفسي دورا فيها، وبدأت ألتفت حولي عن مشروع خاص يمكنني العمل به فكرت في التوجه نحو بيع الملابس أو أخذ دورات للعمل في مجال المكياج كميك أب آرتست ولكن لم أجد نفسي في كلا المكانين وفكرت بالعديد من المشاريع التي من الممكن أن أجربها وأنجح فيها ، وذات يوم بمحض الصدفة جائني اتصال من صديقة لي بالجامعة تصغرني بالعمر تطلب مني أن أقوم بعمل تحليل بياني لمشروع تخرجها، نظرا لكوني من الطلبة المتفوقين في تخصصي.

تحول المهارة لمشروع ريادي

أدركت حسون المهارة التي تمتلكها واكتسبتها من خلال مساق في دراستها الجامعية وعقدت العزم على الاستفادة من هذه المهارة والعمل بها رغم محدودية هذا المجال إلا أنها تستطيع العمل دون أفق واسع وفي تخصصها الذي أحبته.

تتابع : من خلال هذه الصديقة استطعت اكتشف مهارتي والعمل على الاستفادة منها والبدء بمشروعي الخاص وبالفعل وافقت على عمل تحليل البيانات لها وقمت بالنشر على بعض الجروبات عن أنني أعمل في مجال تحليل البيانات وبدأت الكثير من المراكز والطلاب يتعاونون معي وبدأت العمل مباشره فيما أحب.

ماهية تحليل البيانات وآلياته

الكثير منا عندما يسمع كلمة محلل بيانات يخطر بباله صورة ذهنية وانطباعا غير واضح أبدًا مصدره عدم الإدراك لمفهوم وطبيعة هذا العمل، بشكل عام محلل البيانات يقوم بجمع وتنظيم وتفسير المعلومات الإحصائية لجعلها مفيدة للجهة التي تحتاجها، لاتخاذ القرارات بناءً على الأرقام والبيانات المدروسة التي يقوم باستخراجها .

وعن طبيعة العمل وضحت ناريمان ذلك من خلال أمثلة بسيطة جدا حيث قالت: محلل البيانات يعمل على جمع البيانات ودراستها وتحليلها من أجل استخراج المعلومات الصحيحة ولايقتصر مجال المحلل في إطار معين بل يمكن أن يعمل في المصارف أو في الصحة أو التسويق أو الشركات الاستثماريه أو التكنولوجية وغيرها لذلك فإن محلل البيانات تعد من أفضل الوظائف في الخارج كونه عنصرا أساسيا للشركات وأصحاب الأعمال في صناعة القرارات لعمل أي منظمة ونجاحها لكن في فلسطين للأسف الأفق محدود ومحصور فقط بفئة الطلاب والأبحاث.

وأضافت: العمل الأساسي لمحلل البيانات ينقسم إلى قسمين بالبداية الحصول على البيانات والقسم الثاني تحليلها أي معالجتها حسب المطلوب واكتشاف الخلل أو المشاكل الموجودة وفق اساليب تحليلية متعدده، من ضمن أدوات التحليل Excel و SPSS و SAS وغيرها لعمل التحليل الإحصائي ، على سبيل المثال طالب الطب قام بقياس السكر ويريد أن يعرف كيفية تأثيره على نشاط الدم يقوم الطالب بأخذ القياسات والمحلل يعمل على تحليل العلاقة بيانيا واختبارها ليخرج بتأثيراتها ومعامل الإرتباط فيها وهل التأثير سلبي أو ايجابي، كذلك يتم تطبيقها اقتصاديا لنعرف كيف ترتبط أجور العمال مع ال gdp الناتج المحلي الإجمالي ، هذه هي وظيفة المحلل المالي بكل بساطة أن يأخذ العوامل المتعدده عند كل التخصصات من أجل استخراج تأثيرات العناصر مع بعضها البعض عن طريق اختبار العناصر وتأثيراتها سواء كانت ايجابيه أو سلبية.

يعتبر المحلل البياني هو المسؤول عن استخلاص النتائج والأفكار لمجموعة من البيانات بعد استخراج تأثيراتها الايجابية والسلبية ووضع النتائج في جداول بيانية سهلة القراءة لايصال المعلومات بكل بساطة وسلاسة للمستخدمين الذين يأخذونها ويعملون وفقا لها لاتخاذ القرارات بناءً على الأرقام والبيانات المدروسة لذلك يكون العمل وفق آلية معينة.

تشرح حسون هذه الآلية قائلة: بالبداية نستخرج البيانات المطلوبة وعادة لان العمل مقتصر على الطلاب لعدم وجود أسواق وشركات مالية كبرى في حسون فلسطين كسائر الدول فعملنا محدود جدا يتم الحصول على المعلومات الأولية والثانوية من خلال الطالب لجمع قواعد البيانات وإزالة التالف منها ثم العمل على إجراء التحليل بمراحله المختلفه من إدخال وفحص جودة البيانات وتحليلها لفهمها وتفسيرها لتحديد وتحليل وتفسير الإتجاهات والأنماط في المجموعات البيانية والخروج بالنتيجة بعد ذلك في خطوة أخيره يتم التحقق منها واخيرا إعدادها بصورتها النهائية على أساس التحليل لتقديمها للجهة المستفيدة.

رسائل وعبرة

وأوضحت حسون بأن مشروعها ممتاز جدا من الناحية المادية فهو يحقق لها الإكتفاء الذاتي ويعتبر مصدر دخل لها، لكن لايوجد فيه أي أفق للتطور أو التوسيع عليه خاصة في بلدنا، لكنها تطمح لأن تعطي دورات في تحليل البيانات للطلاب الذين وجهت لهم رسالة مفادها: لدينا العديد من طوابير الخريجين الجامعيين الذين يقفون على أعتاب الإنتظار لذلك أقول للطلاب أن يركزوا من خلال دراستهم على مهارات جديدة ويكتسبوها بحيث يستفيدوا منها بعد التخرج للعمل بها كما حصل معي بدلا من انتظار الوظيفة التي ربما لن تأتي وأريد أن أوجة رساله للمجتمع بكل أطيافة خاصة أننا مجتمع فتي أن يتم العمل أكثر على فئة الشباب إن لم يكن ماديا بمشاريع خاصة من خلال فعاليات تكسبهم مهارات ليتم دمجمهم في الفئة الريادية ليؤدوا دورهم في النهضة وبناء المجتمع.