Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الثّلاثاء 06 سبتمبر 2022 8:14 مساءً - بتوقيت القدس

البث الأخير.. محمد سباعنة شهيدًا!

جنين - "القدس" دوت كوم - علي سمودي - فور اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة جنين، فجر اليوم الثلاثاء، توجه الشاب محمد موسى سباعنة 29 عامًا، لشوارع مدينته، لتوثيق الأحداث، لكن القناصة الذين نصبوا الكمائن في العمارات المطلة على الشوارع الرئيسية، باغتوه بعيار ناري قاتل، اخترق هاتفه المحمول ثم صدره، وعجز الأطباء عن انقاذه، وسرعان ما أعلن استشهاده.


"محمد لم يكن مطلوبًا، ولم يكن مسلحًا، ولم يشارك في المواجهات أو يشكل خطرًا على أمن الاحتلال، وكان بجواله البسيط يوثق لحظات العدوان الذي تتعرض له مدينته"، هذا ما قاله رفاقه الذين كانوا بالقرب منه، عندما سقط على الأرض بعجالة قرب دوار زايد المؤدي للحي الشرقي، حين يوثق ما يجري من خلال حسابه الشخصي  عبر تطبيق "تيك توك".


ويقول الشاب محمد حسين: عندما بدأ الاحتلال عمليته في جنين، شاهدت العديد من الشبان يركزون على تصوير العدوان والأحداث، وقفوا في أماكن بعيدة عن تواجد قوات الاحتلال ونشاطه، وكانوا حريصين على عدم الاقتراب منه .. اختار محمد إحدى الزوايا في منطقة دوار زايد، وشاهدته يقف بطريقة طبيعية، ويصور على هاتفه الخلوي، وفجأة ما كدنا نسمع صوت الرصاصة التي أطلقها الجنود، حتى شاهدنه يسقط على الأرض غارقًا في الدماء".


ويؤكد الشهود لمراسل "القدس" دوت كوم، أنه لم يقع في المنطقة التي أصيب بها سباعنة، أية أحداث، ولم يكن هناك اشتباكات  أو مسلحين، مشيرين إلى أن فرق القناصة الإسرائيلية، احتلت كافة العمارات الواقعة في امتداد المنطقة المؤدية لمنزل الشهيد رعد خازم القريب من المنطقة، ورصدوا قيامها بإطلاق النار على كل جسم يتحرك، وهو ما يشير إلى ارتفاع عدد المصابين الذين بلغوا وفق آخر اخصائية 16 جريحًا، 14 منهم وصلوا لمستشفى ابن سينا التخصصي في المدينة.


فور اصابته، توقف البث المباشر لسباعنة، وظهر أمام متابعيه، تشويش وصوت كأنه يركض، وهو ما حدث معه، فبعدما أصابت الرصاصة جهازه الخلوي ثم صدره، توقف البث، وبدا يهرول مسرعًا - كما قال رفاقه - بحثًا عن نجدة واسعاف، حتى وصلت إليه مركبة اسعاف ونقلته لمشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي، ورغم جهود الأطباء، أعلن استشهاده، وأبلغ مدير المشفى الدكتور وسام بكر مراسلنا، أن الرصاصة  دخلت من الجانب الأيسر للصدر وخرجت من الناحية اليمنى.


احتفظ رفاق سباعنة بالجهاز الخلوي الشاهد الحي على جريمة الاحتلال الذي أطلق النار عليه، كما قال أمين سر حركة فتح عطا أبو ارميلة "دون سبب .. فأي خطر تشكله تغطية الأحداث على الاحتلال الذي يصر على مواصلة جرائمه وعدوانه بحق شعبنا .. إن قتل الشهيد سباعنة بهذه الطريقة،توثيق لجريمة جديدة، تأتي بعد ساعات من نشر الاحتلال نتائج التحقيق في جريمة اعدام الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة، والذي يعتبر تشريع بالقتل واطلاق يد جنود الاحتلال، الذين أعدموا سباعنة بدم بارد ودون سبب".


في مدينة جنين، ولد سباعنة قبل 29 عامًا، وهو الذي يرعى والدته كون شقيقه الوحيد والبكر مغترب في ألمانيا منذ سنوات، وقد عاشت والدته صدمة كبيرة عندما تلقت الخبر، وبكت بحرقة ومرارة، وقالت في وداعه: "الحياة ظلمتنا كثيرًا، كنت انتظر لحظة زفاف محمد ورؤيته عريسًا، لكنهم قتلوه بدم بارد ودون سبب، فأي شريعة أو قانون يجيز ذلك، وأين العدالة؟، ومن يعيد لأحضاني محمد  روحي وحياتي .. خسرت اليوم أولادي الاثنين،  علاء مغترب وبعيد عنا، ومحمد رحل ولن يعود إلينا، أسال رب العالمين أن يصبرني على مصيبتي وحزني".


وبكى رفاق وأقارب سباعنة عندما شاهدوه ممدًا في المشفى، وعانقوه بحرارة وألم، وهم يصرخون استنكارًا لجريمة الاحتلال الذي قتله دون سبب، وقال صديقه أحمد: "إنه طيب وخلوق ومحترم .. خسارتنا كبيرة وجرحنا لن يندمل، لماذا قتلوه؟"، وعانقته خالته أم كفاح وهي  تبكي، وتضرعت لرب العالمين أن يتقبله مع الشهداء، وسط الدموع والتعبير عن صدمتها.


يشار إلى أن الشهيد محمد، المعيل لوالدته، فقد كان يعمل على دراجة نارية، ويرعاها ويخدمها حتى آخر لحظة من حياته كما عبرت.

دلالات

شارك برأيك

البث الأخير.. محمد سباعنة شهيدًا!

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.12

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 128)