Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأحد 28 أغسطس 2022 11:14 مساءً - بتوقيت القدس

محكوم 27 عاماً ...والدة الأسير عبد الجبار صبري تعيش على أمل تنسمه الحرية

جنين –"القدس" دوت كوم- علي سمودي – على مدار السنوات الماضية عانى الأسير المريض عبد الجبار صبري الكثير من صنوف المعاناة خلف القضبان، بين المرض والعزل وممارسات إدارة السجون التعسفية، ووجع الاعتقال والفراق والحرمان من الأهل خاصة عندما رحل والده حزيناً على فراقه، بينما ما زالت والدته السبعينية تقاوم الأمراض، وحديثها الدائم عن فلذة كبدتها، وأمنيتها الوحيدة "أن تفرح بعناقه وحريته وزفافه قبل حلول الأجل"، فهي تعيش على أمل تنسمه الحرية وضمه لأحضانها، وليل نهار تتضرع لرب العالمين ليكرمه بالشفاء بعدما تدهورت أوضاعه الصحية، بسبب إهمال مصلحة السجون علاجه.


يعتبر الأسير عبد الجبار، الابن الأخير في أسرته المكونة من 9 أفراد، ولد ونشأ وتربى في بلدة عرابة بمحافظة جنين، وتعلم بمدارسها كما أوضح شقيقه عبد الفتاح، حتى أنهى الثانوية العامة بنجاح، أنتسب لكلية الهندسة في جامعة بيرزيت تخصص "هندسة مدنية"، وأنهى 4 سنوات وبقي له عام واحد على التخرج، لكن الاحتلال نغص فرحته وعائلته التي كانت تنتظر هذه اللحظة الجميلة باعتقاله وتحويله من طالب علم لأسير.


يروي عبد الفتاح، أن قوات الاحتلال اعتقلت شقيقه عن حاجز عسكري طيار قرب بلدة سردا، بتاريخ 26/6/2001، ويقول: "بسبب دراسته، استقر في بيرزيت، وكان مهتماً بدراسته الجامعية، وفور اعتقاله، نقلوه لأقبية التعذيب في سجن الجلمة التي احتجز فيها لمدة أكثر من 3 شهور، عانى خلالها صنوف التعذيب والأساليب والإجراءات المريرة وسط العزلة ومنع الزيارات".


 ويضيف: "تنقل بين عدة سجون خلال فترة محاكمته التي استمرت لأكثر من عام، حتى حوكم بالسجن الفعلي لمدة (27 عامًا) بتهمة مقاومة الاحتلال".


لم ينال الحكم من عزيمة ومعنويات الأسير عبد الجبار، فحرص على التأقلم مع واقع الأسرى ومشاركتهم محطاتهم النضالية في مواجهة سياسات الاحتلال، فانتسب لجامعة القدس المفتوحة تخصص الخدمة الاجتماعية، لكن ما أخر تخرجه عمليات التنقل التعسفية ومعاناته من المرض.


يقول عبد الفتاح: "تمتع طوال حياته بصحة ممتازة ولم يعاني من أي مشاكل صحية، لكن التحقيق وظروف الاعتقال والسجون السيء، أثر على صحته كثيراً، فمنذ فترة يعاني من فقدان التوازن ودوخة مستمرة وألآم في المريء والمعدة".


ويضيف: "رغم المضاعفات، تعرض لإهمال طبي متعمد، والعلاج الوحيد حبوب الأكمول المسكنة التي لا تجدي نفعاً، وحتى اليوم لم تتوقف معاناته من الاوجاع ".


 ويكمل "قدمنا طلبات عديدة لإدخال لجنة طبية لفحصه وتقييم حالته وعلاجه، لكن الاحتلال ما زال يرفض ضمن سياساته لقتل أسرانا بشكل بطيء".


تعانق أم خليل صور حبيب قلبها، وتقول: "كيف نفرح بالعيد، وابني مريض وعليل، ناشدنا كافة المؤسسات للضغط على الاحتلال لعلاجه لكن دون جدوى، ونطالب المؤسسات الدولية والحقوقية والمتخصصة بالأسرى للضغط على الاحتلال لإطلاق سراح ابني لعلاجه".


وتضيف "مشاعرنا مخلوطة بين الاشتياق والألم وقناعتنا أننا جزء من هذا الشعب الذي واجبه أن يضحي، ونفخر بابني وبطولاته، ونتمنى له الصحة والسلامة وجميع أسرانا الأبطال الذين نقول لهم  "أنتم فرسان الحرية، وأملنا رؤيتكم بيننا لتشرق الأعياد بحياتنا بحريتكم".


أوضاع عبد الجبار الصحية، أثارث خوف وقلق أسرته، كما يقول عبد الفتاح "فوالدي من شدة القهر والقلق، أصبح يبكي ليل نهار وحزين على ابنه، بسبب البعد والفرق والحكم والمرض، فأصابته الأمراض حتى أصبح غير قادر على زيارته، وتوفي وهو يوصينا به".


ويضيف: "لم تجف دموع والدتي منذ اعتقاله الذي أثر على حياتها بشكل كلي، فحرمت على نفسها الأفراح وتحولت المناسبات لحزن وألم حتى عندما تزوجنا، فاسمه وذكره لا يغيب عن لسانها، وبشكل دائم تجمع أحفادها حولها، لتسرد لهم قصص حياته وبطولاته ومواقفه وذكرياته التي لا تنساها".


 ويكمل "تحاول والدتي إخفاء حقيقة مشاعرها وحزنها، لكنها لا تتقن ذلك، فزينت كل جدران منزلنا بصوره وكل صباح تستيقظ وتتحدث إليه عن طريق الصور الوسيلة الوحيدة التي تخفف عنها".


رغم المرض ومشاق السفر، واظبت الوالدة أم خليل على زيارة أسيرها في كل سجن احتجز فيه، حتى أصبحت تحفظ الأسماء والتفاصيل والعناوين عن ظهر قلب، ويقول عبد الفتاح: "كانت تستعد لزيارته كأنه يوم عيد، فكل مواعيد حياتها ارتبطت بمواعيد الزيارة التي التزمت بها حتى رغم المرض".


ويضيف: "حتى الأعياد، غابت بهجتها وطقوسها على مدار السنوات الماضية، فمنذ اعتقاله توقفت عن تجهيز الحلويات وكعك العيد، ورغم التفاف الجميع حولها، وأحفادها ال30، تعتبر أن العيد يوم حرية ابنها وضمه لصدرها". 

دلالات

شارك برأيك

محكوم 27 عاماً ...والدة الأسير عبد الجبار صبري تعيش على أمل تنسمه الحرية

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.12

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 126)