بيت لحم – "القدس" دوت كوم - نجيب فراج – يكتسب قرار  الفصائل الفلسطينية داخل السجون الإسرائيلية بحل هياكلهم التنظيمية المخولة للتعامل مع مصلحة السجون، أهمية كبيرة فيما يتعلق بالخطوات الاحتجاجية التي أعلن الأسرى اتخاذها تدريجيًا.

وقال مدير عام نادي الأسير عبد الله الزغاري لـ "القدس" دوت كوم، إن الهياكل التنظيمية في السجون هي جزء أصيل من تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة التي ثبتت هذه الهياكل بنضالاتها على مر العقود، حيث كانت  ترفض مصلحة السجون الاعتراف بهذه الهياكل، ولكن نضالات الأسرى وتضحياتهم حققت العديد من الانجازات التاريخية ومن بينها الاعتراف بالفصائل الفلسطينية.

وأضاف: مصلحة السجون تتخذ القرارات الجائرة التي تريدها متى تشاء ومن قبيل التعامل مع الأسرى كمجموعات عشوائية وليس تنظيمية وعندما تريد أن تتعامل مع هذه الهياكل وحسب مصلحتها تستشيط غضبًا من مثل هذا القرار الأخير.

وتابع: إن القرارات والإجراءات التي يقدم الأسرى على اتخاذها في مواجهة سياسة القمع التي تتفنن بها مصلحة السجون الذراع التنفيذي لحكومات إسرائيل المتعاقبة هي قرارات مدروسة وحسب الحاجة وطبيعة المعركة.

وواصل: إن المعركة الحالية تتطلب حل الهياكل كما يرى الأسرى وممثلوهم في المعتقلات الإسرائيليةـ، معتبرًا أن قرار الحل في هذه المرحلة يعني بوضوح أن إدارات السجون مجبورة أن تتعامل مع الأسرى في كل قضاياهم على انفراد كخروج المرضى للعيادات والعد والفحص الأمني أو الخروج إلى الفورة، وهو الأمر الذي يزيد من مسؤوليات إدارات السجون ويربكها ما قد يدفعها لاستدعاء قوات احتياط للقيام بالمهام.

وأكد الزغاري، أن هذه الخطوة سوف تقطع الطريق على خطط مصلحة السجون الإسرائيلية وجهاز الاستخبارات التي يتبعها، ومحاولة خلق انقسام في صفوف الأسرى والاستفراد ببعض التنظيمات كما حاولت سابقًا بعد تمكن ستة من الأسرى بتحرير أنفسهم عبر "نفق الحرية" في أيلول الماضي من سجن جلبوع، فانقضت هذه الإدارة على تنظيم الجهاد الإسلامي ومحاولة عزل عناصرها عن بعضهم البعض وعدم الاعتراف بتنظيمهم، وهددت الفصائل جميعها على حل الهياكل في ذات الوقت وقد أخذ التهديد مفعوله بأن تراجعت إدارة السجون عن خطواتها القمعية بعض الشئء لتعود مرة أخرى للانقاض على كل الأسرى ومنجزاتهم.

وقال: إن خوض هذه التجربة من جديد وهي الأولى منذ أكثر من 20 عامًا، يعني أن الوضع داخل السجون أصبح لا يطاق بعد كل هذه الإجراءات الإسرائيلية التي ستؤدي إلى تفجر الوضع.

واعرب الزغاري عن اعتقاده بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية التي تقدم على التصعيد مع الشعب الفلسطيني بالاغتيال والاعتقالات الواسعة وارتكاب الجدرائم  بما في ذلك مس حقوق الأسرى تأتي في سياق الاستخدام الاستفزازي والسيء للساحات الفلسطينية بما فيها ساحة الأسرى كورقة انتخابية في سياسة عنصرية لا بد من الوقوف أمامها بقوة، وأن خطوات الأسرى تأتي في سياق هذه الخطوات التي تحتاج إلى إسناد شعبي حقيقي خارج أسوار السجن.