كتب:المحامي كمال عبيدات /

رئيس الغرفة التجارية الصناعية  

31 ايار من العام 2001 كان يوم الرجوع للقدس عاصمته التي أحبها واحبته، ليرقد الشهيد الفيصل بجوار والده الشهيد، كان يوما مشهودا في تاريخ العاصمة حيث أختفى عنها الأغراب وتحررت المدينة في مشهد لم نر له مثيل منذ سقوط المدينة يوم الخامس من حزيران بالعام 1967 ، وقبل ايام قليلة كنا في يوم شبيه له، حين ودعنا شهيدة الكلمة والصورة ايقونة الاعلام شيرين ابو عاقلة، في يوم وداع الفيصل توافد مئات الالاف من ابناء فلسطين التاريخية ليودعوا الجثمان الطاهر في اقدس بقعة من بقاع المسلمين بعد مكة والمدينة.

   أخترت هذه الصورة لهذه الكلمة لما لها من معان كبيرة وعزيزة علي وعلى الراحل امير القدس ابو العبد، فهي كانت صورة من الحراك والنشاط اليومي للفيصل حين كان ابو العبد يتفقد أرض الرباط في برج اللقلق وكان معنا الصديق المناضل سليم الشلبي الذي رحل باكرا عن دنيانا الفانية .

   دافع ابو العبد عن أرض البرج بجسده العاري كي لا تذهب للأغراب الطامعين فيها "وما زالوا".. أحب ابو العبد برج اللقلق كما أحب نادي جبل المكبر وهلال العاصمة وغزة الرياضي وسلوان وعميد اندية فلسطين "شباب الخليل" ، كان دائم الزيارة لنادي سلوان والمعهد العربي الرياضي ونادي القدس ، كان يتابع تفاصيل اندية القدس ويرفدها بالمال .

   أحببت ابو العبد الذي اطلق علي لقب "الشهيد الحي" حينما زارني في مستشفى جمعية المقاصد الخيرية ايام الانتفاضة المجيدة، ومذ ذاك التاريخ ارتبطت به وأصبحت مرافقا له وكنت أحب مرافقته فهو كان نعم الاخ الكبير والقائد والوالد الحاني والصديق المقرب لي ولغيري من ابناء المدينة المقدسة.

  في هذه الايام بالذات نفتقد البوصلة ونفتقد العنوان  نعم نفتقد ابو العبد كما تفتقده المدينة بحجرها وشجرها وبشرها ، نفتقد المرجعية التي ضاعت نفتقد القائد صاحب القرار الشجاع وصاحب الحل والربط.،نفتقد القائد السياسي المحنك صاحب الحضور العربي والدولي ، نفتقده اليوم في الوقت الذي تكثر فيه المؤامرات على شعبنا وقضيتنا .

آه كما نشتاق لك ايها الامير ، كم نشتاق لقائد ومرجعية وأخ وآب كما الفيصل ... ابو العبد نم قرير العين فانت الحاضر فينا وبيننا كل يوم وساعة ودقيقة.. نعم رحلت لكنك لم تغب...