منوعات

الخميس 28 أبريل 2022 10:17 صباحًا - بتوقيت القدس

خيرٌ من ألف شهر

رام الله - "القدس" دوت كوم -  بهاء رحال - هي ليلة القدر، أو ما يرجحه علماء المسلمين من أنها تقترب لتكون ليلة السابع والعشرين من رمضان، بينما يذهب فريق آخر في أنها قد تكون في الليالي الفردية من العشر الأواخر من الشهر الفضيل، ولأنها ليلة خيرها بألف شهر فيحرص المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها على إحيائها بالصلاة والابتهال والدعاء والرجاء وقراءة ما تيسر من القرءان الكريم، ولبركة ليلة القدر التي تنزل الملائكة فيها بإذن ربها، فإن قوافل الفلسطينيين شدت الرحال إلى المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى، ورغم إجراءات المنع وتشديد الحصار المفروض على المدينة، إلا أنهم كما في كل عام من هذا اليوم خرجوا من بيوتهم، وعقدوا العزم على الوصول متحدين كل الاجراءات التعسفية والعراقيل وأرتال الجنود المدججين بالسلاح والحواجز، وأقاموا صلواتهم طيلة الليل في رحاب المسجد الأقصى المبارك في مشهد تقشعر له الأبدان، وصورة حيَّة تطبع في الأذهان، ودمعة على جدار القلب سببها هو هذا الاحتلال الغاشم الذي يعزل المدينة المقدسة ويحتلها بقوة السلاح والعتاد، فلو لم يكن هذا الاحتلال لأمَّت المدينة جموع حاشدة من كل الأقطار العربية والاسلامية، ولشدوا الرحال من أقصى اليمن وحتى العراق، ومن الأردن ومصر والخليج العربي وسوريا وسائر البلاد التي تنتظر فيها الشعوب لحظة زيارة المدينة والصلاة فيها، لكنها لعنة الاحتلال التي تقف حائلًا في ظرف زماني محتوم بالهزيمة والقهر ومحاولات طمس معالم المدينة خدمة لخطط تهويدها، وواقع عالمي ودولي منحاز ومتخاذل، وزمان باهت تقف فيه المدينة المقدسة وسائر فلسطين مصلوبة على خشبة الاحتلال.


ليلة القدر لها خصوصيتها هذا العام ككل عام في رحاب المسجد الأقصى، نظرًا لمكانة القدس والمسجد الأقصى في العقيدة الاسلامية كما لها بُعد آخر يؤكد على عروبة المدينة التي يتهددها خطر التهويد وطمس عروبتها، كما تتهدها العديد من الأخطار الآنية أبرزها التقسيم الزماني والمكاني الذي يلوح به قادة الكيان وعصاباته اليمينة المتطرفة، ولأن قوة حضور المسجد الأقصى في الوجدان والأذهان والعقيدة تنبع من كونه أولى القبلتين وثالث الحرمين، فإن أفئدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها تتجه بالدعاء لتحريره من الغزاة والمحتلين، بينما يشد الرحال إليه كل فلسطيني استطاع الوصول وتجاوز اجراءات الاحتلال وجدار الفصل العنصري، والجنود الواقفين بقوة السلاح والعربدة ليعتدوا على المصلين، ولا يتوانون عن وضع العراقيل في وجه الذاهبين إلى الصلاة، فعين المحتل على هذا المسجد وهم يسعون بشتى الطرق والأساليب للاستيلاء عليه، ولا يتوانون عن محاولاتهم في إقامة طقوسهم التلمودية داخل باحات المسجد عبر سلسلة الاقتحامات المتكررة التي يتصدى لبعضها حراس الأقصى وجموع المصلين، لكن هذا لا يمنع عمليات الاقتحام لجماعات ما يسمى بالهيكل لأنهم يدخلون تحت حراسات مشددة من جنود الاحتلال.


القدس المدينة المقدسة بكل أبعادها الدينية والتاريخية والقومية والوطنية، لا تزال في قبضة المحتل الذي يكرس كل امكانياته وأدواته لتهويديها، عبر سلسلة مشاريع ومخططات لا تتوقف ولا تنتهي، وهو يسعى بشتى الطرق والوسائل لطمس معالم المدينة وتغييب الحضور العربي فيها، إلا أنها كانت في ليلة القدر تخرج بأبهى حلتها، وهي تتزين بروحها العربية الفلسطينية في مشهد ايماني احتفائي مهيب بالليلة المباركة، وبخطوات الذاهبين إلى الصلاح فرحت الأرض، ونقيَّ الهواء من لوثة العابرين، وبخفقات القلوب المؤمنة ابتهجت المدينة، وتزين الوقت على وقع مشهد مغمور بالإيمان وممتلئ ببركة الدعاء، وكان صوت الرجاء عاليًا في دفع بلاء ووباء الاحتلال عن المدينة وأهلها وعن سائر فلسطين، كما كان الدعاء جليًا بأن تنقشع غيمة الاحتلال وتزول الحدود، ليزور المدينة كل من ينتظر زيارتها بشوق وحنين، وكل من ينتظر لحظة الصلاة فيها، وأن تأتي ليلة القدر في العام القادم، وقد تحررت فلسطين من لعنة ولوثة الاحتلال، وأن يكون التطرف والارهاب والحروب قد توقفت، وأن يسود العدل والسلام والرخاء في الأرض المقدسة وفي سائر بلاد العالم، وأن ينعم البشر بالحرية والأمان.


شارك برأيك

خيرٌ من ألف شهر

المزيد في منوعات

أسعار العملات

الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.04

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%20

%80

(مجموع المصوتين 523)