برحيل الأديب والناقد الأردني-الفلسطيني نزيه أبو نضال (20/1/1943 – 21/4/2025)، تنطوي صفحة مؤثرة من تاريخنا الثقافي والسياسي والنضالي المعاصر. فقد كان أبو نضال، الذي ارتبط اسمه بالحركة الفلسطينية، رمزًا للأدب والمقاومة، حيث عُرف بإسهاماته المتعددة في مجالات الأدب والفكر والسياسة.
مسيرة نضالية وثقافية
عُرف أبو نضال بأخلاقه وإخلاصه لقضية فلسطين، حيث انخرط في العمل الثوري منذ شبابه، متدرجًا من مقاتل إلى قائد. عمل في مجالات السياسة والإعلام والثقافة، وكتب في العديد من الصحف والمجلات، وتولى رئاسة اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين في لبنان. وفي مذكراته الحوارية مع زياد منى، روى أبو نضال فصولًا مؤثرة عن تجربته في الثورة الفلسطينية، معبرًا عن رضاه عن مسيرته النقدية، رغم انتقاده للأخطاء التي أدت إلى انحراف الفكرة الثورية.
إبداعات أدبية متنوعة
ترك نزيه أبو نضال إرثًا أدبيًا غنيًا، حيث كتب العديد من المؤلفات التي تعكس تجربته النضالية والفكرية. من أبرز أعماله كتاب "أدب السجون"، الذي يُعتبر من الدراسات الرائدة في هذا المجال، حيث تناول فيه تجارب السجناء ومعاناتهم تحت القمع.
كما كتب في مجالات الأدب المقاوم، مُبرزًا أهمية الأدب في التعبير عن الصراع الفلسطيني. ومن بين مؤلفاته الأخرى "تمرد الأنثى" و"حدائق الأنثى"، حيث تناول فيهما الإنتاج الأدبي النسوي.
توثيق الثقافة الفلسطينية
اهتم أبو نضال بالتوثيق والتحقيق، حيث أصدر كتاب "غالب هلسا: اكتمال الدائرة"، الذي يُعتبر مرجعًا مهمًا عن حياة الروائي الأردني الراحل. كما شارك في إعداد "الكاشف الفلسطيني: معجم أدباء وكتاب فلسطين"، الذي يُوثق أدباء فلسطين في القرنين التاسع عشر والعشرين.
إرث خالد
نزيه أبو نضال اسم محفور في الذاكرة الثقافية والأدبية، حيث يمثل نموذجًا فريدًا يجمع بين الأدب والسياسة. رحيله ترك فراغًا كبيرًا في الساحة الثقافية الفلسطينية الأردنية والعربية، لكن إرثه الأدبي والنضالي سيظل حيًا، يُلهم الأجيال القادمة.
إن الفارس قد ترجل، ولكن كلماته وأعماله ستبقى خالدة، تمثل جزءًا من تاريخ المقاومة والثقافة العربية.
شارك برأيك
نزيه أبو نضال: أيقونة أدبية وسياسية تركت بصمة عميقة في المشهد الفلسطني و العربي