Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

منوعات

السّبت 03 مايو 2025 9:39 صباحًا - بتوقيت القدس

حين يخيط الإنسان صموده بالخيط والإبرة

 الفنانة عبير صنصور     

 

في ليلةٍ مسرحيةٍ لا تُنسى، وعلى خشبةِ مسرح عناد الثقافي في بيت جالا، والذي عودنا دائماً على التميز بأعماله والاهتمام بقضايا المجتمع، شاهدتُ عملًا إنسانيًا عميقًا بعنوان "الخياط"، يتحدّث هذا العمل عن الحلم والإصرار، الخسارة والصمود، وعن الإنسان الذي يختار أن يبقى على أرضه رغم الدمار، لأن فيه ذكرياته، ومهنته، وحياته التي تعيش معه بكل تفاصيلها الجميلة.

"الخياط" لم تكن مجردُ مسرحية، بل تجربة شعورية متكاملة، نقلتنا إلى ورشةٍ صغيرة في قلب مدينةٍ مزّقتها الحرب، حيث أصر الخياط على الاستمرار بحياكةِ فساتين الزفاف، تلك الفساتين التي حيكَت بيديه لشابات لم يحْضُرن، غيبتهم أيادي الحرب وأصبح مصيرهن مجهول بالنسبة له، كل فستان يتمثل بمثابة وردة بيضاء في قلب الحُطام، يحمل ذكرى فتاة، وبداية حلم أُجبر على التوقف قبل أن يبدأ.

بياضُ فساتين الزفاف على المسرح كان يضيء عتمة المكان، ويمنحنا لحظات مضيئة وسط السواد. كنا من خلالها نشعر كأن نافذةً فُتحت على مساحةٍ واسعةٍ من الخيال، نتنفسُ منها ونحلّق، بعيدًا عن صوت الحرب وجدران الورشة الضيقة. كانت هذه الفساتين أشبه بنجومٍ صغيرة تتناثر وسط الخراب، تُذكّرنا بأن الجمال ما زال ممكناً.

رغم الحزن المهيمن، كانت هناك ظلال خفية من القلق الأبوي، حين كان يحاول الخياط أن يُخفي خوفه على ابنه خلف نبرة هادئة وكلماتٍ عادية وعنيفه أحياناً. حرصه على أن يعلّمه المبادئ الصحيحة، أن يحميه من العنف، لا بالهروب بل بالقيم والمبادئ، خوفه كان مختبأً بين سطور تعابير وجهه محاولا أن يخفيه عن ابنه، لكنه وصل لنا دفّاقًا وشفافًا.

حبكة العمل كانت ناعمة، سلسة، تنساب كخيط في يد خياطٍ ماهر. لا شعور بالفواصل أو القفزات، بل انتقال هادئ ومدروس بين المشاهد، كأن الحياة نفسها تحكي لنا قصتها. لم نشعر أننا نشاهد، بل نعيش معه، نلمس القماش، نشم رائحة الورشة، ونسمع صمت المكان بعد تغيب الزبائن ورحيل الضحكات.

ولم تخلُ المسرحية من لمحات كوميدية رقيقة، كأنها نُقطة ضوء في عتمة الحكاية، تسرق منّا ابتسامة وضحكة شقية وسط الدموع، وتذكّرنا بأن الضحك أيضًا صمود ومقاومة.

كانت الكوميديا جزءًا أصيلًا من النسيج المسرحي، تُظهر بذكاء كيف يحتفظ الإنسان بإنسانيته، حتى في قلب المحنة.

أما الفنان المبدع خالد المصو، فهو ليس فقط من جسّد دور الخياط، بل هو أيضًا كاتب هذا العمل الرائع.

فقد جسّد الشخصية بإبداع استثنائي، جعلنا نبكي ونضحك، نرتجف ونصمت... في لحظة واحدة. كانت تعابير وجهه وحدها تنقلنا من شعور إلى آخر دون أن نشعر، وكأن ملامحه تروي ما تعجز اللغة عن وصفه. لم يكن يؤدي، بل كان يعيش الدور بكل كيانه، حتى التخبطات الشعورية كانت تصل إلينا بصدق مدهش، نشعر بها تتقلب بداخلنا، بين الضلوع، فنضيع معه ونحبه أكثر.

أما ذلك الشاب الواعد عبدالله بنورة الذي جسّد دور الابن، والذي قدّم أداءً لافتًا ومفاجئًا في نضجه وتطوره بالنسبة لي.

كان حضوره صادقًا وعميقًا، وأثبت أنه شريك حقيقي في حمل الحكاية، وأضاف بُعدًا خاصًا لكل مشهد جمعه مع والده. هذا التميّز لا يُحسب له وحده، بل يُحسب أيضًا للمخرج الذي منح كل ممثل مساحته الكاملة ليُعبّر ويظهر بأفضل ما عنده.

ولا يمكن الحديث عن هذا العمل دون الإشادة بالمخرج الرائع فراس أبو صباح الذي صنع من هذه القصة الواقعية ملحمة إنسانية، دون الحاجة للتوجه إلى مشاهد الدمار المعتادة، ولا صراخ النشرات الإخبارية. فقد قدّم لنا صورة أخرى للحرب، وجهها الصامت، وتأثيرها على تفاصيل الحياة اليومية. أخرج العمل بلغة بصرية وعاطفية حملتنا بعيدًا عن السياسة والقضايا الكبرى، وأدخلنا في قلب الإنسان البسيط الذي يريد أن يعيش، أن يُحب، أن يتذكّر، وأن يبقى رغم كل شيء.

وأكثر ما يُحسب لهذا المخرج المبدع، أنه احترم عقول الحضور، ومنحنا المساحة لنفكّر ونتخيل ونرى ما وراء المشهد والمكان. لم يُطعمنا الفكرة بالملعقة، بل قدّمها كما تُقدَّم الحياة نفسها: غامضة أحيانًا، مفتوحة للتأويل دومًا. وهذه المساحة الذهبية بين المعنى والتأمل، بين الواقع والحلم، هي ما جعلتنا نعيش التجربة بكامل مشاعرنا وعقولنا، ونصبح جزءًا منها.

في هذا العمل الإبداعي "الخياط"، لم يكن المسرح مجرد خشبة، بل كان وطنًا صغيرًا احتضن الذاكرة والمقاومة والحلم بالقادم الأجمل، بأبسط الوسائل وأكثرها صدقًا.

 

 

...............

بياضُ فساتين الزفاف على المسرح كان يضيء عتمة المكان، ويمنحنا لحظات مضيئة وسط السواد. كنا من خلالها نشعر كأن نافذةً فُتحت على مساحةٍ واسعةٍ من الخيال، نتنفسُ منها ونحلّق، بعيدًا عن صوت الحرب.

 

 

2-

 

إبراهيم نصر الله يحصد "الجائزة العالمية للشعر" في تركيا

 

 

تكريماً لتجربته الشعرية، مُنح الشاعر والروائي الفلسطيني، إبراهيم نصر الله، يوم الثلاثاء الماضي، "الجائزة العالمية للشعر"، خلال الحفل الختامي لــ "المهرجان الدولي الخامس للشعر والآداب" في مدينة كهرمان في تركيا.

وتزامن منح الجائزة لنصر الله، وهي الثانية بعد "الجائزة الكبرى للرواية" التي منحت له من "الاتحاد العام لكتاب تركيا" قبل عامين، مع صدور مجموعته الشعرية الأحدث "مريم غزة" بالتركية، وصدور روايته "زمن الخيول البيضاء" العام الماضي. 

ويجري العمل أيضاً على ترجمة روايته "أعراس آمنة" إلى التركية، ومن المقرر توقيعها في حزيران/ يونيو المقبل، بالإضافة إلى روايتيه "أرواح كليمنجارو" و"شمس اليوم الثامن".

ووجّه نصر الله التحية إلى المدينة التي تحتل منزلة "عاصمة الشعر والشعراء" في تركيا، وقال إن الجائزة تعني له الكثير في زمن الإبادة الذي يجتاح غزة، وهو زمن إبادة ممتد منذ أكثر من 77 عاماً، مهدياً الجائزة إلى فلسطين وغزة، وإلى أرواح الشهداء وأرواح أكثر من 50 كاتباً وفناناً من رسامين وموسيقيين ومسرحيين وسينمائيين، استشهدوا منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، وإلى أرواح أكثر من 200 صحافي ومئات أساتذة الجامعات وآلاف الطلاب، الذين استشهدوا خلال حرب الإبادة الإسرائيلية.

وتختار لجنة تحكيم المهرجان في كل دورة كاتباً من العالم، وعدداً من الكُتّاب الأتراك في مختلف فنون الآداب والفكر، لمنحهم هذه الجائزة "تقديراً لمكانتهم ودورهم في الحياة الأدبية والإنسانية".

ومن المقرر أن تستضيف كل من مدينتي روما وفينيسيا الإيطاليتين، في 7 و9 أيار/مايو الجاري، توقيع وتقديم النسخة الإيطالية من "مريم غزة"، ورواية "الأمواج البريّة" لنصر الله.

 

عن "الميادين"

 

 

3-

 

بسبب نتنياهو... هل تُمنع أمل كلوني من دخول أميركا؟

 

 

قالت صحيفة "فاينانشل تايمز" البريطانية، إن المحامية أمل كلوني، زوجة الممثل الأميركي جورج كلوني، قد تواجه حظر دخول إلى الولايات المتحدة على خلفية تقديمها استشارات قانونية للمحكمة الجنائية الدولية في قضايا تتعلق بمحاكمة بنيامين نتنياهو على خلفية حرب الإبادة في غزة.

وكلوني، البريطانية من أصول لبنانية، قدمت مشورة قانونية في قضية تتعلق بجرائم حرب قادها نتنياهو، ووزير حربه السابق يوآف غالانت، في غزة.

 

ويأتي هذا التحذير بعد أن وقّع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمراً تنفيذياً، يتهم المحكمة الجنائية الدولية بالقيام بـ"أعمال غير مشروعة لا أساس لها من الصحة"، تستهدف الولايات المتحدة و"إسرائيل".

وحذّرت وزارة الخارجية البريطانية مؤخراً المحامين العاملين مع المحكمة، بمن فيهم أمل كلوني، من أنهم قد يواجهون عقوبات تشمل تجميد الأصول ومنع دخول الولايات المتحدة، في حال جرى تصنيفهم ضمن المعنيين بالأمر التنفيذي.

وينص القرار على إمكانية فرض "عقوبات ملموسة ومهمة" على من تعتبرهم واشنطن مسؤولين عن "تجاوزات" المحكمة، بما في ذلك تعليق تأشيرات الدخول لهم ولأفراد أسرهم المباشرين، وتجميد ممتلكاتهم، إن وُجدت، داخل الأراضي الأميركية.

ومن بين من قد يشملهم القرار أيضاً المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، البريطاني كريم خان.

وتُعد أمل كلوني، البالغة من العمر 47 عاماً، من أبرز المحاميات المتخصصات في القانون الدولي وحقوق الإنسان. 

وهي تمارس مهنتها في كل من بريطانيا والولايات المتحدة، وتقيم حالياً مع زوجها في مدينة نيويورك مؤقتاً، حيث يشارك جورج كلوني في بطولة عمل مسرحي على مسرح برودواي يحمل عنوان Good Night and Good Luck، المقتبس من فيلم بالاسم نفسه.

 

عن "الميادين"

 

 

 

 

4-

 

قرأت لكم ..

محمود شقير يطل على "المشهد الروائي الفلسطيني"

محمد زحايكة 

 

في إطلالة ممتعة وجميلة، يأخذنا  الروائي والكاتب الكبير محمود شقير في فسحة متأنية ورائعة من خلال إصداره الجديد "المشهد الروائي الفلسطيني" على عدد وافر من صناع الحركة الأدبية والمشهد الروائي، تحديداً من خلال قراءات مكثفة وفاحصة على مدى سنوات، حيث رصد بعين الناقد الخبير والمطلع عدداً كبيراً من الروايات الفلسطينية، بحيث رسم لنا ملامح هذا المشهد الروائي الفلسطيني الذي يشتد عوده ويتعملق مع مرور الزمن بالاتكاء على تجارب الآخرين، ومن خلال الانغماس في لهيب الواقع الفلسطيني الذي يجثم الاحتلال الإسرائيلي على صدره، ويكاد يكتم أنفاسه، ورد الفلسطينيين بالكفاح والرفض في هبات وانتفاضات جماهيرية شعبية ومسلحة أحياناً. والمدهش في كتابات محمود شقير عند تقييم الأعمال الروائية هو هذا التأني والصبر والتريث في إطلاق الأحكام الجاهزة أو القطعية، فهو من أنصار الدعم المعنوي ورفع المعنويات، والتركيز على نصف الكأس الملآن بحيث يأخذ بيد صاحب أو صاحبة الرواية إلى بر الأمان، وينأى بنفسه عن ذم المنتج الروائي أو الانتقاص منه، ويبتعد عن أسلوب الإحباط أو ممارسة طريقة "المعلمانية" الفجة على المبدعين، بل ينبههم بأسلوب هادئ ومتزن إلى بعض الثغرات أو الإخفاقات في التناول الروائي، ويحثهم ويشجعهم على المضي في طريق كتابة الرواية التي هي سلاح معرفي وثقافي وتوعوي للأجيال الفلسطينية المتعاقبة والتي تتعرض هويتها للتشويه والطمس. 

في هذا السفر المغلف بغلاف بلون السماء الأزرق البهيج في340 صفحة من القطع المتوسط، والصادر عن مكتبة "كل شيء" الحيفاوية نتعرف على كوكبة من الروائيين والروائيات الفلسطينيين خاصة من الجيل الجديد، فنندهش من تطور الرواية على أيديهم بشكل تصاعدي، بحيث أصبحت الرواية هي الهوية الأدبية المهيمنة على المشهد الأدبي الفلسطيني بالإجمال بعد تراجع ما، في فن القصة والقصة القصيرة والشعر  ونصوص أدبية أخرى. 

وفي هذا السياق، يمكن الاستشهاد بخلاصة عن هذا الكتاب كما ورد على الغلاف الأخير حيث يقول المؤلف " في هذا الكتاب قراءات لعدد غير قليل من الروايات بحيث تقدم في مجموعها تصوراً للمدى الذي وصلته الكتابة الروائية في فلسطين. وبالطبع، لست أدعي أنني غطيت في هذه القراءات كل المشهد الروائي الفلسطيني. فهو مشهد يكبر ويتسع باستمرار. ففي هذا الكتاب صورة عن بعض جوانب المشهد الروائي الفلسطيني، وعن بعض الإنجازات فيه، لعل في ذلك خدمة للحركة الثقافية الفلسطينية في الوطن والشتات، دفعاً لها إلى الأمام. كما نشرت رسائل إلى صديقات وأصدقاء بعد قراءاتي لتلك المخطوطات أو الروايات تضمنت ملاحظاتي عليها. إلى جانب نشر قراءات لعدد من روايات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تضاف إلى قراءات سابقة في هذا المضمار نشرتها في كتابي الموسوم بـ "في بعض تجليات الثقافة الفلسطينية".

ليكن هذا الكتاب بما فيه من قراءات مشهدية، نبراساً لكل من امتهن الفن الروائي حتى يستفيد من الملاحظات والأفكار القيمة وطريقة التقييم والنقد البناء، والمهنية البعيدة عن المجاملة أو المحاباة أو الهجوم والنقد اللاذع غير المبرر، وإنما التأشير بأسلوب رشيد وحكيم في التعاطي مع المشهد الروائي الفلسطيني الذي يتصاعد إلى العلا ويراكم إنتاجاً روائياً بنكهة فلسطينية أصيلة وعصرية في آن.

 

...........

 

المدهش في كتابات محمود شقير عند تقييم الأعمال الروائية هو هذا التأني والصبر والتريث في إطلاق الأحكام الجاهزة أو القطعية، فهو من أنصار الدعم المعنوي ورفع المعنويات، والتركيز على نصف الكأس الملآن.

 

5-

 

"معرض الدوحة الدولي للكتاب".. أكثر من خمسمئة ناشر وفلسطين ضيف شرف

 

 

 

الدوحة- أعلنت وزارة الثقافة القطرية انطلاق فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين من "معرض الدوحة الدولي للكتاب"، والتي ستُقام في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات خلال الفترة الممتدة من 8 إلى 17 مايو/ أيار الجاري، تحت شعار "من النقش إلى الكتابة"، على أن تحلّ دولة فلسطين ضيف شرف هذه الدورة.

ويستقطب المعرض هذا العام أكثر من 522 دار نشر تمثل 43 دولة، من بينها 11 ناشراً فلسطينياً يشاركون للمرة الأولى، إضافة إلى مكتبات شارع الحلبوني السورية، ودور نشر أميركية، إلى جانب دور نشر بريطانية تشارك لأول مرة في تاريخ المعرض. كما يُدرج دليل المعرض ما يقارب 166 ألف عنوان.

ويواكب المعرض برنامج ثقافي وفنّي حافل، يتضمن ندوات ومحاضرات وورش عمل تغطي مجالات ثقافية وأدبية متنوعة. كما تستعد وزارة الثقافة لإطلاق جائزة معرض الدوحة الدولي للكتاب في فئتي الناشر والمؤلف، بهدف دعم صناعة النشر وتحفيز المبدعين والكتّاب، حيث تشمل الجائزة عدداً من الفئات: الناشر المتميز (محلي ودولي)، والناشر المتميز في كتب الأطفال (محلي ودولي)، إضافة إلى فئة الإبداع للكاتب، وفئة الكاتب الشاب القطري.

ويُولي المعرض اهتماماً خاصاً بالأطفال واليافعين، من خلال تخصيص مساحة كبيرة لكتب الأطفال، إلى جانب تنظيم سلسلة من الأنشطة التفاعلية والفعاليات الإبداعية التي تهدف إلى اكتشاف المواهب وتحفيز عادة القراءة لدى الصغار.

وفي هذا السياق، أكّد الوكيل المساعد للشؤون الثقافية بوزارة الثقافة، غانم بن مبارك العلي المعاضيد، أن المعرض أصبح "مناسبة سنوية تحتفي بشتى ألوان الإبداع، ومنصةً جامعة لعناصر صناعة النشر والتأليف، وفضاءً ملائماً لتبادل الخبرات والأفكار، وبناء شراكات ثقافية تعزز من المشهد الثقافي في قطر والمنطقة.

ويقدّم المعرض في هذه الدورة تصميماً جديداً يتوسطه فضاء "المنطقة المركزية"، في حين يستعرض جناح وزارة الثقافة مجموعة من أبرز إصداراتها وكتب المؤلّفين المحليّين.

كما تتضمّن الفعاليات برنامجاً واسعاً مخصّصاً للأطفال، يتوزّع بين ورش وعروض تفاعلية ومسرحيات، إلى جانب مسرح رئيسي يستضيف ندوات ومحاضرات وأُمسيات شعرية، فضلاً عن عروض مسرحية وورش ثقافية واجتماعية ومهنية مصاحبة.

ويُعتبَر "معرض الدوحة الدولي للكتاب" من أقدم وأهمّ معارض الكتب في العالم العربي، إذ تعود انطلاقته الأولى إلى عام 1972 بإشراف "دار الكتب القطرية"، وكان يُنظّم كلّ عامين حتى 2002، حيث تحوّل إلى فعالية سنوية منذ ذلك الحين.

 

عن العربي الجديد

 

 

 

6-

 

سلام على أرض السلام

 

شعر: ناديا عوض- القدس 

 

سكت الكلام  وجف حبر اليراع وصمتت لغات العالم

اتنفسك يا وطني رغم الجراحات

أنت للسلام وردة ياسمين

 دمشقية ترتل ترانيم السلام بين الكنيسة والمسجد 

هل حل بك عصر الضياع أم حل بخلّانك عصر الانصياع ؟

 أرادوك غنيمة حرب... وضيعة لوز

أو منتجعاً فوق الدمار

 أيعلمون أن عمرك خمسة آلاف عام ؟

سأغلق نافذتي.. لا أطيق سماع بكاء المكلومين بصوت الشقاء..

وبكاء مؤذن عبر الأثير

دعواته تجوب السماء 

وكأن الشمس تغدو إلى انطفاء 

أيتها الملائكة ألا تستجيبي 

لأطفالٍ صمتوا  

 وقلوبهم ما زالت تنبض بالحياة 

تشع عيونهم بريقاً للقمر مستغيثةّ 

ألا من نور أو نجاة...؟!

  يا إلهي لم العصافير تغادر أعشاشها قبل الأوان..؟

وهل يقتل الجمال وفي الروح حب للحياة..؟

أيها القدر ألا تعيد 

للأرض روحها

 وللإنسان كريم الحياة ؟

أدعوك، إرفق بهم 

 عانق قلوبهم من الموت والدمار .

وامنحهم الأمن والأمان 

 اللهم أنعم عليهم بأن يحل السلام 

في أرض السلام،

 في وطن يتسامى بإشعاع مجد

ونار ونبراس أمل وصمود.

 

 

7-

 

صمود فلسطيني على الجبهة الثقافية

مقالات ومذكرات وقصص وقصائد وأعمال تشكيلية

 

صدر كتاب باللغة الإنجليزية يحمل عنواناً عربياً: «صمود: مختارات من كتابات فلسطينية جديدة» (Sumud: A New Palestinian Reader)، أشرف على التحرير جوردان الجرابلي Jordan Elgrably  ومالو هلسا Malu Halsa مع مقدمة بقلم سليم حداد Saleem Haddad. الأول كاتب ومترجم فرانكو- أميركي ومغربي ورئيس تحرير «مجلة المركز» وهي مجلة إلكترونية نشرت نصوصاً من الثقافة الفلسطينية مترجمة إلى اللغة الإنجليزية ظهرت في 2020. والثانية كاتبة وروائية أردنية فلبينية أمريكية. والثالث روائي وكاتب أقصوصة يعيش حالياً في لشبونة.

الكتاب صادر عن «مطبعة القصص السبع» في لندن عام 2024 في 365 صفحة. ويشتمل، إلى جانب النصوص، على صور فوتوغرافية، ولوحات فنية، وملصقات إعلانية. والنصوص تجمع بين مقالات ومذكرات وقصص وقصائد وأعمال من الفن التشكيلي سبق نشرها في «مجلة المركز».

يقول سليم حداد في كلمته التمهيدية (مؤرخة في مايو/أيار 2024) إن هذه النصوص الفلسطينية ليست مجرد شهادة على ما يجري عقب 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وإنما هي أيضاً فضاء يعرض إبداع فلسطينيين صامدين وتضامناً من يقفون معهم من أحرار العالم.

ويؤكد الجرابلي وهلسا في مقدمتهما (سبتمبر/أيلول 2024) العلاقة الوثيقة بين الثقافة والمقاومة، منوهين على وجه الخصوص بالدور المهم الذي لعبه الشعر الفلسطيني حتى أن موشى ديان، وزير الدفاع الإسرائيلي في عقود سابقة، صرح بأن قراءة قصيدة لفدوى طوقان تشبه «مواجهة عشرين فدائياً من الأعداء».

ومن بين محتويات الكتاب نتوقف عند مقالة عنوانها «إدوارد سعيد: الكتابة في خدمة الحياة» بقلم ليلى العمار، وهي روائية وأكاديمية كويتية تحمل دكتوراه في أدب المرأة العربية. لقد كان سعيد (1935- 2003) أبرز صوت فلسطيني على الساحة الدولية ثقافياً. وفي هذه المقالة المؤرخة في 9 أكتوبر 2023، تقول العمار إن سعيد خلف عشرات الكتب والمقالات والمحاضرات عن مسؤوليات الناقد، ونزع الصبغة الاستعمارية، والموسيقى الكلاسيكية، والعلاقة بين الثقافة والإمبريالية، وعذابات المنفى، والقضية الفلسطينية. وكان كتاب «الاستشراق» (1978) فاتحة حقبة جديدة في دراسات ما بعد الكولونيالية، أعاد فيه صياغة فهمنا للشبكة التي تصل بين السلطة والمعرفة والسرديات والإدراك. إنه نموذج المثقف «العمومي» المشغول بقضايا إنسانية ووطنية عامة من خلال مقالاته الصحافية ومقابلاته التلفزيونية. لقد فند دعاوى صمويل هنتنغتون عن صدام الحضارات، وكشف عن مغالطات برنارد لويس وغيره من المستشرقين. وكان عضواً نشطاً في المجلس الوطني الفلسطيني لمدة خمسة عشر عاماً قبل أن يتركه في 1993 احتجاجاً على اتفاقيات أوسلو التي رأى فيها تخلياً عن حقوق الشعب الفلسطيني.

وتركز الكاتبة على ما كان سعيد يعنيه لها مفكراً وأكاديمياً وعربياً؛ وذلك منذ قرأت كتابه «الاستشراق» وهى في سن التاسعة عشرة، وتزامن ذلك مع محاولاتها الروائية الأولى. تعلمت منه أن تمثيل الواقع يرتبط بأمور كثيرة: باللغة والثقافة والتاريخ والميول السياسية والدينية والكاتب ذاته بكل خلفياته ومعتقداته وتحيزاته. ومن كتاب «الاستشراق» انتقلت إلى قراءة أعماله الأخرى: «الثقافة والإمبريالية» و«فرويد وغير الأوروبي» و«بدايات» و«تأملات في المنفى». ومنه تعلمت أهمية أن «يعيد» المرء قراءة ما قرأه من قبل، حيث إنه قد تكون هناك أشياء مهمة فاتته في القراءة الأولى. كما أننا حين نقرأ أشياء في سن الأربعين لا نكون الشخص نفسه الذي قرأ الشيء في سن العشرين: فنحن قد تغيرنا والشيء المقروء يتغير معنا.

ولا تخلو المقالة من تحفظات على إنجاز سعيد؛ فقراءته للأدب العربي الحديث تكاد تكون مقصورة على نجيب محفوظ، وغسان كنفاني والطيب صالح. ولا يكاد يأتي على ذكر كاتبة عربية واحدة. بل إنه في محاضراته عام 1993، وقد نشرت تحت عنوان «تمثيلات المثقف»، لا يذكر من الكاتبات الغربيات سوى كاتبة واحدة هى فرجينيا وولف.

وتذكر الكاتبة مرثية محمود درويش لسعيد تحت عنوان «طباق» إشارة إلى الطابع الديالكتيكي أو الكونترابنطي لفكره، حيث تتواجه الأضداد وتتفاعل منتجة مركبات جديدة.

وتقول العمار إن الثقافة العربية في الأجيال السابقة لم تعدم رجالاً ونساءً أطلقوا عنان طاقات سياسية واجتماعية ونفسية، واقتنصوا صرخات الوعي في شبكة اللغة والصورة والشكل: رفاعة الطهطاوي، عباس العقاد، جورج طرابيشي، محمد عابد الجابري، غادة السمان، نوال السعداوي، إلياس خوري، غسان كنفاني. لقد سجلوا إخفاقات الحداثة العربية كما صوروا كيف تكون مقاومة الإمبريالية، والأنظمة الشمولية، والأبوية الجديدة، والطائفية وكل ما يعوق تقدم الحياة العربية. ولكن من يستحق لقب المثقف العمومي اليوم؟ قلائل، تذكر الكاتبة منهم علاء عبد الفتاح ومحمد الكرد وسمر يزبك. فالمثقف كما قال غرامشي يسير على حبل رفيع بين «تشاؤم الذهن» و«تفاؤل الإرادة». الأول يهدد بأن يرمينا في هاوية القنوط، والآخر يدعونا إلى أن نصمد ونعيد المحاولة من جديد.

ومن النصوص الإبداعية في الكتاب نص عنوانه «بيروت» لأحمد الملاح، وهو شاعر فلسطيني له أكثر من ديوان، وفنان يدرس الكتابة الإبداعية بجامعة بنسلفانيا الأميركية. يبدأ النص بقول الشاعر: «كنت في بيروت»، ثم يواصل قائلاً: «فلسطين التي تتراءى في الأفق دون عودة. كنت على مرأى من المكان الأول دون أن أراه. ولم يبق من الزيارة سوى أسبوع وبضعة أيام. قلت لنفسى سأكتب بالعربية هنا... في تلك المساحة الضيقة من الوقت. سأكتب ما سأكتبه من اللغة الأم. قريباً من البعيد. أنا هنا واللغة الأم. تلك العربية هنا أيضاً. ليست بين الكتب أو في المكان. في هذا البلد لبنان. بضعة أيام لأسترجع فيها اللغة الأم. بضعة أيام في مكان لا أطلال لي فيه. بضعة أيام... والزمان يضيق مطبقاً على الاحتمال».

وثمة مقالة عنوانها «أن تكون هناك، أن تكون هنا: كتابات فلسطينية في العالم» بقلم موريس أبيليني، المحاضر في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها بجامعة حيفا. المقالة مؤرخة في 30 مارس (آذار) 2022، وهي عن كتَّاب فلسطينيين يكتبون بلغات غير اللغة العربية: العبرية، والإنجليزية، والإسبانية، والإيطالية والدانمركية وغيرها. وكثير من هؤلاء الكتاب منفيون أو مهاجرون في الشتات يعيشون في بلدان غربية ويقدمون الرواية الفلسطينية بأساليب سياسية واجتماعية وجمالية متنوعة. وهناك كتاب فلسطينيون يعيشون في أميركا اللاتينية وينحدرون من أصلاب مهاجرين. وبعضهم تجار مسيحيون فرّوا من الحكم العثماني.

وقبل نكبة 1948 كان الأدب الفلسطيني معتمداً على الإلهام القادم من القاهرة وبيروت ودمشق وبغداد، ولكنه لم يكن رغم ذلك مفتقراً إلى صوته الخاص. لقد أنتج شعراء مثل إبراهيم طوقان، وأبو سلمى وعبد الرحيم محمود الذين شاركوا في النضال القومي وفي إبداع ما سماه غسان كنفاني «ثقافة شعبية» في مواجهة تحالف الاستعمار البريطاني مع الاستيطان الصهيوني. وفيما بعد برزت إلى المقدمة أسماء فدوى طوقان، ومحمود درويش وسميح القاسم لتربط بين الشعب والأرض. ونثراً جسَّد غسان كنفاني في «رجال في الشمس» (1963) وإميل حبيبي في «الوقائع الغربية في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل» (1974) حس العقم الوجودي والاغتراب والاقتلاع من المكان في وعي الفلسطيني ووجدانه.

ويختم أبيليني مقالته بقوله إن الأدب –والشعر بخاصة- هو الوسيط الذي من خلاله يخاطب شعباً منزوع الأرض ضمير العالم.

لقد أنجبت أرض البرتقال الحزين عبر السنين عدداً من كبار الأدباء والمثقفين: عادل زعيتر في مجال الترجمة، إدوارد سعيد في النقد الأدبي، محمود درويش في الشعر، جبرا إبراهيم جبرا وغسان كنفاني وإميل حبيبي في الرواية والأقصوصة. وكتاب «صمود» تذكرة بهذا التراث، وتوكيد للهوية الفلسطينية، ومواجهة لمطاردة إسرائيل كل ما هو فلسطيني ومحاولة إزالة وجوده. ومن أمثلة ذلك في السنوات الأخيرة مهاجمة الشرطة الإسرائيلية في 2022 موكب جنازة الإعلامية الفلسطينية – الأمريكية شيرين أبو عاقلة (1971- 2022) حتى كاد نعشها يقع على الأرض، وذلك على مرأى ومسمع من عالم غربي يؤثر، إلا في القليل النادر، أن يغمض عينيه عما يجرى على أرض الواقع.

 

عن "الشرق الأوسط"

...............

 

قبل نكبة 1948 كان الأدب الفلسطيني معتمداً على الإلهام القادم من القاهرة وبيروت ودمشق وبغداد، ولكنه لم يكن رغم ذلك مفتقراً إلى صوته الخاص. لقد أنتج شعراء مثل إبراهيم طوقان، وأبو سلمى وعبد الرحيم محمود الذين شاركوا في النضال القومي

 

 

 

دلالات

شارك برأيك

حين يخيط الإنسان صموده بالخيط والإبرة

المزيد في منوعات

أسعار العملات

الأربعاء 07 مايو 2025 11:16 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.62

شراء 3.61

دينار / شيكل

بيع 5.11

شراء 5.1

يورو / شيكل

بيع 4.11

شراء 4.1

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 1242)