تتوجّع الأقلام وتعاني تباريح الآلام، فهي كما الجرائد، أرواح تتأثر بما يجري حولها فرحاً وترحاً، فتقف وتستوقف، وتبكي وتستبكي، تصرخ، تُعلي الصوت وترفعه إلى عنان السماء، كلما اشتدّ عليها الوجع، أو استبدّ بها الغضب، وفقدت القدرة على تغيير الواقع الذي تحتشد فيه المصائب والفتن كقِطَع الليل المظلم.
نكّستُْ قلمي لعدة أيام، تحت وطأة أعراض "سكتة قلمية"، داهمتني من فرط ما أصابني من صدمات مكتومة من مشاهد الدماء النازفة، والأشلاء المتناثرة لأطفال غزة، الذين باتوا بنك أهدافٍ للمجرمين القتلة، تُلقى أجسادهم الغضّة في سعير المجمرة.
أتفجّع وأتوجّع من كآبة المنظر وسوء المنقلب، فأينما يممتَ وجهك لا ترى سوى الدماء والأشلاء، وأكوام الركام، بينما يموت الأطفال جوعى في طوابير التكايا "الجائعة"، وعطشى حول آبار المياه "الظامئة".
رغم كل ما يترامى ويتراءى أمام عيوننا القلقة، من الأفق المسدود بأعمدة الدخان والبارود وتلال الردم، تظلُّ قلوبنا عامرة بالإيمان، وممتلئة باليقين والصبر الجميل.
شارك برأيك
تنكيس الأقلام!