Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الثّلاثاء 25 مارس 2025 11:57 صباحًا - بتوقيت القدس

الخطابات الشعبوية بين القول والفعل

 

لم يعد هناك متسعٌ للخطابات الشعبوية المليئة بالشعارات الحماسية، والتي غالبًا ما تُلهب المشاعر دون أن تترجم إلى فعل ملموس على الأرض، ففي ظل ما يواجهه الشعب الفلسطيني من تحديات مصيرية، تكون الحاجة ماسة لخطاب موحد، ومرجعية واحدة، على أسس واضحة هدفها مواجهة الأخطار التي تتهدد القضية الفلسطينية .


إن ما يعيشه الفلسطينيون اليوم من حرب إبادة مستمرة، وتوسع استيطاني، وتنكيل مستمر، يجعل من الضروري إعادة النظر في طبيعة الخطاب السياسي الموجه للداخل والخارج، بحيث يكون أكثر اتزانًا، وأقرب إلى ملامسة الواقع القاسي بعيدًا عن المبالغات أو الوهم، ولا يخضع للتجاذبات الفصائلية والحزبية، بل إلى المصلحة الوطنية العليا.


لطالما اعتمدت بعض الأحزاب والفصائل على خطاب شعبي يعج بالوعود الكبرى، والانتصارات الوهمية، لكن في ظل الظروف الراهنة، لم يعد لهذا النهج مكان في وجدان الفلسطينيين الذين يعيشون القهر والقتل والدمار بشكل يومي، فالشعارات وحدها لا تستطيع أن تواجه سياسات الاستيطان، ولا أن تحمي الأطفال من قذائف الاحتلال، كما أن دغدغة المشاعر باتت عبئًا ثقيلًا يزيد من حالة الإحباط العام، بدلًا من أن تقدم حلولًا حقيقية.


إن الصمت الدولي تجاه الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين، إلى جانب الضعف الواضح في المواقف العربية والإقليمية، يزيد من صعوبة الموقف، وفي ظل هذا المشهد، يصبح الخطاب الواقعي ضرورة، بحيث يعكس حجم المؤامرة التاريخية التي تستهدف القضية الفلسطينية، بدلًا من الاستمرار في لعبة التزيين الزائف للواقع أو الاكتفاء بلغة الاستنكار والتنديد دون تحرك فعلي.


إن اللحظة الراهنة تتطلب وضوحًا في الرؤيا، ومصارحة حقيقية مع الشعب الفلسطيني، بحيث يتم تقديم الحقائق كما هي، بعيدًا عن الخداع أو التضليل، فلا بد أن يترافق القول مع الفعل، وأن يكون هناك خطاب سياسي موحد يستند إلى مرجعية وطنية جامعة تتمثل في منظمة التحرير الفلسطينية، بدلًا من حالة التشرذم والانقسام التي تضعف أي موقف فلسطيني على الساحة الدولية.


إن الفلسطينيين اليوم بحاجة إلى خطاب سياسي جامع وواحد، يقوم على الحقائق والوقائع، ويسعى إلى توحيد الصفوف بدلًا من تشتيتها، فالرهان على الشعبوية في ظل الظروف الراهنة يعني الإمعان في الفشل، وقد أصبح من الضروري أن يكون هناك خطاب يعكس الواقع دون تزييف، ويضع الحلول الممكنة لمواجهة التحديات، لا أن يكتفي بإثارة المشاعر ورفع سقف التوقعات بلا جدوى.

 

دلالات

شارك برأيك

الخطابات الشعبوية بين القول والفعل

المزيد في أقلام وأراء

إسرائيل زيف الرواية: الجيش يحقق مع نفسه

مصطفى إبراهيم

نجاح العدالة و التنمية مرتبط بنجاح نظام اللامركزية الإدارية للدولة

كريستين حنا نصر

الأغوار الفلسطينية والمشروع الصهيوني الكولونيالي

د. برنارد سابيلا: رغم الحرب واليأس سيكون هناك نور وهذا هو رجاء الفصح الأبدي

د. برنارد سابيلا

القِيَامَةُ في الوِجدَانِ الفلسطينِيِّ

على أبواب التوجيهي.. قنابل بلا "رحمة" ومدارس من ركام!

جُمعةُ القِيامَةِ والبَعْثِ والفِداءِ

بهاء رحال

“ثورة بلا دماء: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل السلطة والصوت والنفوذ”

صدقي أبوضهير

"حرب التجويع".. ومخطط التهجير

عصام أبو بكر/ كاتب مصري

نحو اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني

حمادة فراعنة

نزع سلاح حركة حماس

جهاد حرب

عودة السلطة الى غزة.. استحقاق وطني أم إعادة تدوير للأزمة؟

أمين الحاج

ما بين وثيقة إعلان الاستقلال وانعقاد دورة المجلس المركزي

مروان إميل طوباسي

إصلاح منظمة التحرير أم إعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية

رائد محمد الدبعي

تحديات الاقتصاد الأردني

جواد العناني

سيناريوهات تعيين نائب للرئيس الفلسطيني.. بين الضغوط الخارجية والمصلحة الوطنية

بسام زكارنة

أهلنا في غزّة أبطال لكنهم ليسوا سوبرمان

داود كتّاب

في غزة.. الناس لا يبحثون عن "التحرير" بل عن "تذكرة نجاة"

محمد جودة

خَمِيسُ السِرِّ المُقَدَّسِ

بهاء رحال

المفاوضات الإيرانية- الأمريكية معقدة وتسودها حالة من انعدام الثقة

راسم عبيدات

أسعار العملات

الخميس 17 أبريل 2025 1:14 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.69

شراء 3.68

دينار / شيكل

بيع 5.2

شراء 5.19

يورو / شيكل

بيع 4.19

شراء 4.18

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 1093)