ليس جديداً، ولا مفاجئاً، ما أعلنه البيت الأبيض عن إعطائه الضوء الأخضر لإسرائيل، لاستئناف مجمرة الإبادة ضد أهلنا في قطاع غزة، فالضوء بقي مفتوحاً دون أن يرمش أو يتغير، مند سبعة عشر شهراً ويزيد.

 بيد أنه هذه المرة، الأخطر من كل المرات السابقة، لما يحمله من توحّش وتوغّل وانتقام، بالتقتيل والتدمير والتجويع والتعطيش، بقرار أمريكي معلن لجهة خلق البيئة الطاردة للناس بالتهجير، بعد أن وجدوا أنفسهم وسط الجحيم، على نحو لم يسبق له مثيل، وهو ما نرى إماراته المفجعة والموجعة في كل بيت وخيمة ومستشفى وشارع.

 لا تنفع المفاوضات، حتى لو استؤنفت تحت النار، وعلى جثث الأطفال، مع من يعتنقون عقيدة المحو والحرق والإبادة، ذلك أن "سموتريتش" و"بن غفير"، وكبيرهم الذي علمهم السحر، ينطلقون من مفهوم  الدولة الدينية العنصرية، التي أثارت مخاوف العلمانيين الخارجين في شوارع تل أبيب، فقد قتل السلام  منذ اللحظة التي صعد فيها نتنياهو على جثة رابين قبل ثلاثين عاماً.  

تمضي الولايات المتحدة في مخططاتها، لإزاحة الشعب الفلسطيني واقتلاعه من أرضه، تنفيذاً لرؤية ترامب  لإقامة "الريفييرا" على  الأطلال، وجثث الأطفال في القطاع الذبيح، حيث تشتد المقتلة، كما لو أنها في يومها الافتتاحي، قبل سبعة عشر شهرًا.

 أوقفوا الإبادة الآن...!