Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

السّبت 22 مارس 2025 4:16 مساءً - بتوقيت القدس

بعد مهلة الشهرين// هل تتسع رقعة العدوان لتطال إيران؟

رام الله - خاص بـ"القدس" دوت كوم

 

 

د. رائد أبو بدوية: استمرار الضغوط العسكرية يهدف إلى إجبار حماس على تقديم تنازلات بما يتماشى مع المصالح الإسرائيلية والأمريكية

نعمان عابد: الولايات المتحدة قد تلجأ إلى استخدام القوة إذا لم تحقق أهدافها حول الملف الايراني عبر الدبلوماسية

د. تمارا حداد: امتداد الحرب إلى إيران لا يرتبط حصريًا بالصراع في غزة وإنما بأبعاد أخرى أبرزها مستقبل الاتفاق النووي

سليمان بشارات: إسرائيل سعت لاستثمار المسارات السياسية والدبلوماسية لإخراج أكبر عدد ممكن من أسراها وتحديث قائمة الأهداف العسكرية 

د. عقل صلاح: الهدف الأساسي لإسرائيل هو استهداف المنشآت النووية الإيرانية ضمن مخطط أوسع لإعادة ترتيب الشرق الأوسط

عدنان الصباح: أمريكا لا ترغب في خوض حرب مباشرة مع إيران بل تسعى إلى بناء " ناتو شرق أوسطي" يدمج إسرائيل في المنطقة

 

 في ظل التصعيد العسكري الأخير لجيش الاحتلال في قطاع غزة، يبرز الحديث مجدداً عن إمكانية توسع الحرب في الإقليم، وصولاً الى توجيه ضربة لإيران.


ويرى كتاب ومحللون ومختصون وأساتذة جامعات في أحاديث منفصلة مع "القدس"، أن الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، تعمل على تحقيق أهداف استراتيجية تتجاوز حدود قطاع غزة، حيث تسعى إلى فرض شروط سياسية وعسكرية جديدة على حركة حماس وحلفائها الإقليميين. وتأتي هذه الخطوات العدوانية بضوء أخضر أمريكي، في إطار استراتيجية مشتركة تهدف إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي في الشرق الأوسط، وفق المصالح الأمريكية والإسرائيلية.

ويشيرون إلى أن التصعيد العسكري الإسرائيلي يتزامن مع ضغوط داخلية تواجهها حكومة نتنياهو، حيث يسعى الأخير إلى إطالة أمد الحرب لتجنب المحاسبة السياسية والقضائية، كما أن الاعتداءات الأمريكية الأخيرة على اليمن، والتهديدات الموجهة إلى إيران، تشير إلى أن المنطقة قد تكون على أعتاب مواجهة إقليمية أوسع، خاصة في ظل تعثر المفاوضات حول الملف النووي الإيراني ورفض طهران للشروط الأمريكية.


من جانب آخر، يرى الكتاب والمحللون والمختصون وأساتذة الجامعات أن حركة حماس قد تضطر إلى تخفيض سقف مطالبها في ظل المتغيرات الحالية، ما يفتح الباب أمام جهود وساطة عربية لإنهاء الأزمة. ومع ذلك، فإن استمرار الضغوط العسكرية والإقليمية قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، ويزيد من احتمالات توسع الصراع إلى مناطق أخرى في المنطقة، بما في ذلك إيران، مما يجعل المرحلة القادمة حاسمة في تحديد مستقبل الشرق الأوسط.

 

 

فرض السلام بالقوة

 

ويقول أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في الجامعة العربية الأمريكية، د. رائد أبو بدوية، أن السياسات الأمريكية-الإسرائيلية الحالية، بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تقوم على مفهوم "فرض السلام بالقوة"، وهو ما يعكس رؤية تهدف إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط وفق المصالح الأمريكية والإسرائيلية. 


ويعتقد أبو بدوية أن هذا المصطلح الذي طرحه ترامب وكرره نتنياهو، لا يعني السلام الحقيقي، بل هو في جوهره استسلام وخضوع الأطراف الإقليمية لهذه الرؤية، سواء فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو الملف الإيراني.


ويؤكد أبو بدوية أن الولايات المتحدة وإسرائيل تمضيان قدمًا في هذه الاستراتيجية ليس فقط على مستوى الشرق الأوسط، بل على مستوى العالم، كما ظهر في طريقة تعامل إدارة ترامب مع الحلفاء الأوروبيين بما يتعلق بالحرب الروسية-الأوكرانية، حيث ضحت واشنطن بحلفائها من أجل تحقيق مصالحها. 


ويرى أبو بدوية أن الشرق الأوسط لا يملك القوة الكافية لمواجهة هذا "التوحش الأمريكي"، خاصة فيما يتعلق بملفي الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي والتعامل مع إيران.


ويشير أبو بدوية إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والضربات الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن، تأتي ضمن استراتيجية تهدف إلى فرض تنازلات على الأطراف المعنية، سواء حركة حماس في غزة أو إيران والحوثيين في اليمن. 


ويوضح أبو بدوية أن استمرار الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة يحظى بضوء أخضر أمريكي، ويتناغم مع الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة على أهداف في اليمن، في محاولة لتحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية على حساب المقاومة الفلسطينية وحلفائها الإقليميين.

 

تقاطع واضح بين مصالح ترامب ونتنياهو

 

ويؤكد أبو بدوية أن هناك تقاطعًا واضحًا بين مصالح ترامب ونتنياهو في المنطقة، وتحديدًا فيما يتعلق بقطاع غزة، حيث سبق أن هدد ترامب "حماس بالجحيم"، كما كرر مسؤولون إسرائيليون، وعلى رأسهم نتنياهو، تهديدات بالتهجير لسكان القطاع. 


ويعتبر أبو بدوية أن استمرار الضغوط العسكرية يهدف إلى إجبار حماس على تقديم تنازلات سياسية وعسكرية، بما يتماشى مع المصالح الإسرائيلية والأمريكية.


وفيما يتعلق بمستقبل الحرب، يتوقع أبو بدوية أن تستمر العمليات العسكرية حتى تقدم الأطراف المستهدفة، خاصة حماس وإيران، بعض التنازلات التي تمكّن الإدارة الأمريكية من فرض شروطها على أي اتفاق لوقف إطلاق النار، سواء في غزة أو اليمن. 


ويرى أبو بدوية أن حركة حماس قد تضطر إلى تخفيض سقف مطالبها في ظل المتغيرات الحالية الدولية والإقليمية، ما يفتح المجال أمام جهود وساطة عربية، تهدف إلى التوصل إلى رؤية سياسية وعسكرية وأمنية لحل الأزمة في قطاع غزة.

 

الخروج من الأزمة بأقل الخسائر يتطلب تحركًا عربيًا 

 

ويشدد أبو بدوية على أن الخروج من الأزمة الحالية بأقل الخسائر يتطلب تحركًا عربيًا رسميًا، يتضمن التشاور مع حركة حماس والسلطة الفلسطينية لوضع رؤية مشتركة بشأن إدارة قطاع غزة بعد الحرب. 


ويوضح أبو بدوية أن النقطة الجوهرية في هذا السياق تتعلق بمسألة الحكم في غزة، حيث أبدت حماس، قبل السابع من أكتوبر 2023، عدم رغبتها في الاستمرار في الحكم المدني للقطاع، ما قد يفتح الباب أمام ترتيبات سياسية جديدة تضمن الحفاظ على دورها في المشهد السياسي الفلسطيني، دون أن تكون في واجهة الحكم.


ويوضح أبو بدوية أن هذه الصيغة، إن تم التوصل إليها، قد تسهم في إقناع الإدارة الأمريكية بممارسة ضغط على إسرائيل لإنهاء العمليات العسكرية، خاصة إذا تضمنت ترتيبات سياسية تتماشى جزئيًا مع المصالح الأمريكية. 


ويؤكد أبو بدوية أن الحل الأمثل يكمن في تقديم مبادرات سياسية فلسطينية-عربية خلاقة، من شأنها تقليل حدة "التوحش الأمريكي-الإسرائيلي"، وإفشال المخططات الرامية إلى فرض شروط قاسية على الفلسطينيين في مرحلة ما بعد الحرب.


ويوضح أبو بدوية أن المرحلة القادمة ستشهد تصعيدًا إضافيًا، حيث تسعى واشنطن وتل أبيب إلى التركيز على ملف الأسرى الإسرائيليين كأولوية، دون تقديم أي التزامات بشأن تسوية سياسية نهائية. ورأى أن الحل يكمن في تجاوز الحديث عن وقف إطلاق النار المؤقت، والتوجه نحو ترتيبات نهائية لقطاع غزة، بما يحقق المصالح الفلسطينية، ويقلل من قدرة إسرائيل والولايات المتحدة على فرض أجندتهما على مستقبل القطاع.

 

حكومة قائمة على أساس رفض حل الدولتين

 

من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي المختص في العلاقات الدولية نعمان عابد إن الحكومة الإسرائيلية الحالية تشكلت على أساس التنكر الكامل للسلام ورفض حل الدولتين، مشيراً إلى أن هذه الحكومة تقوم على سياسة ممنهجة لإراقة الدم الفلسطيني وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه. 


ويرى عابد أن هذه الحكومة تعتمد في سياستها على توسيع الاستيطان وممارسة الفصل العنصري، وتتنكر بشكل صارخ لكل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية، بل وتتوحش في ممارساتها التي وصلت إلى حد الإبادة الجماعية.


ويوضح عابد أن ما تقوم به إسرائيل ليس مجرد رد فعل على أحداث 7 أكتوبر 2023، بل هو نتاج اقتناع مسبق وتصميم على تنفيذ إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني. 


ويشير عابد إلى أن هذه الحكومة نادرة في تاريخ اسرائيل، حيث تجتمع فيها كل أركان الدولة والمجتمع على ممارسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية لشعب بأكمله، وهو ما يعكس تواطؤاً كاملاً بين الحكومة والمجتمع الإسرائيلي في هذه الجرائم.


ويعتقد عابد أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، بما فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تؤكد نيتهم المبيتة لاستخدام التجويع والقتل والتهجير كأدوات لتحقيق أهدافهم. 


ويؤكد عابد أن هذه التصريحات تُعلن جهاراً نهاراً دون خجل أو مراعاة للقوانين الدولية أو الأخلاق الإنسانية، مما يعكس استهتاراً صارخاً بكل المواثيق الدولية. 

 

نتنياهو يسعى إلى إطالة عمر حكومته بمواصلة الحرب

 

ويوضح عابد أن الحكومة الإسرائيلية تنكرت لاتفاق وقف إطلاق النار الذي كان يهدف إلى إخراج الأسرى وإبرام هدنة، مؤكداً أن نتنياهو يسعى إلى إطالة عمر حكومته من خلال استمرار الحرب، وذلك لتجنب المحاسبة والمحاكمات التي قد تواجهه في حال انتهاء الصراع.


ويشير عابد إلى أن نتنياهو يعمل على تأجيل الانتقال إلى المرحلة الثانية من الحرب، مدعوماً بشكل كامل من الولايات المتحدة، التي تشارك في العدوان على دول المنطقة. 


ويوضح عابد أن الولايات المتحدة تدعم العدوان الإسرائيلي بشكل مباشر، مما يعكس تواطؤاً في جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.


وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، يشير عابد إلى أن الولايات المتحدة قد تلجأ إلى استخدام القوة إذا لم تحقق أهدافها عبر الدبلوماسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على استئناف الحرب على غزة، حيث تسعى إسرائيل إلى استخدام الضغط لتحقيق أهدافها السياسية. 

 

سياسة التجويع والقتل الممنهج

 

ويؤكد عابد أن صمود غزة في وجه مخططات التهجير قد أدى إلى استمرار العدوان، لكنه يشير إلى أن ما عجزت إسرائيل عن تحقيقه خلال 15 شهراً لن تتمكن من تحقيقه مجدداً.


ويؤكد عابد أن الحكومة الإسرائيلية تعتمد على سياسة التجويع والقتل الممنهج لتحقيق أهدافها، مشيراً إلى أن هذه السياسة تعكس نية مبيتة لتنفيذ إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني.


ويوضح عابد أن ما يحدث في فلسطين ليس مجرد صراع عسكري، بل هو مخطط ممنهج للإبادة الجماعية والتطهير العرقي، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والوقوف في وجه هذه الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني.

 

 

رسالة ترامب إلى خامنئي

 

بدورها، تؤكد الكاتبة والباحثة السياسية د. تمارا حداد أن إسرائيل استأنفت عملياتها العسكرية في قطاع غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك لأسباب متعددة، أبرزها تعثر المفاوضات مع حركة حماس بشأن المرحلة الثانية، بالإضافة إلى اعتبارات داخلية تتعلق بمستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يسعى للحفاظ على ائتلافه الحكومي واحتواء أزماته السياسية.


وتوضح حداد أن استئناف الحرب يأتي في ظل غياب مؤشرات على تورط إيران بشكل مباشر في هجمات السابع من أكتوبر، على الرغم من دعمها العسكري والمالي لحركة حماس. 


وتشير حداد إلى أن إيران حذّرت من امتداد الصراع إلى مناطق أخرى في المنطقة إذا لم توقف إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة، إلا أنه حتى الآن لا توجد دلائل فعلية على أن المواجهة ستصل إلى طهران بشكل مباشر.


وفيما يتعلق بالملف الإيراني، تؤكد حداد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أرسل عبر وسطاء رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي بشأن اتفاق نووي جديد، لكن إيران لم تبدِ حتى اللحظة موافقتها على الشروط الأمريكية والإسرائيلية المتعلقة بهذا الاتفاق. 


ووفقًا لحداد، فإن طهران تسعى إلى رفع العقوبات الاقتصادية عنها وعن عدد من قياداتها، وهو ما يعرقل التوصل إلى اتفاق في الوقت الراهن.

 

أي تصعيد تجاه إيران قد يحدث في مايو أو الصيف

 

وترى حداد أن احتمال امتداد الحرب إلى إيران لا يرتبط حصريًا بالحرب في غزة، وإنما بأبعاد أخرى، أبرزها مستقبل الاتفاق النووي الإيراني والعقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران.


وتشير التقديرات بحسب حداد، إلى أن أي تصعيد تجاه إيران قد يحدث بحلول مايو أو بداية الصيف، في حال لم يتم التوصل إلى حلول دبلوماسية أو سياسية بخصوص الملف النووي.


أما فيما يخص التصعيد في غزة، تؤكد حداد أن نتنياهو لا يسعى إلى إنهاء الحرب حاليًا، بل يعمل على تمديد المرحلة الأولى من العمليات العسكرية، وذلك استجابة لضغوط من وزراء اليمين المتطرف، مثل إيتمار بن غفير، الذي يطالب باستمرار القتال، وبهدف تمرير قانون الميزانية في الكنيست، ولهذا، لجأت إسرائيل إلى تكثيف القصف الجوي والتوغل البري المحدود، في محاولة للضغط على حماس للقبول بالشروط الإسرائيلية.


وتحذر حداد من أن استمرار الحرب سيؤدي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، حيث تزداد الأوضاع سوءًا مع كل جولة جديدة من التصعيد العسكري.

 

 

نتنياهو معني باستمرار التصعيد حتى بعد تمرير الميزانية

 

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على تحقيق حلمه بتوسيع نطاق الحرب من غزة واليمن وسوريا إلى إيران، مشيراً إلى أن هذه اللحظة الفارقة التي ينتظرها نتنياهو قد تكون قريبة، خاصة بعد التصعيد الأخير في غزة والضربات الأمريكية على أنصار الله (الحوثيين) في اليمن. 


ويرى بشارات أن التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه طهران في حال أي تصعيد من الحوثيين شكلت حافزاً لنتنياهو للمضي قدماً في خططه لضرب البرنامج النووي الإيراني.


ويوضح بشارات أن نتنياهو يعتمد على مجموعة من المحددات الأساسية لتحقيق أهدافه، أولها طبيعة التصعيد القادم في قطاع غزة. 


ويتساءل بشارات عما إذا كان التصعيد سيكون قصير المدى ومحدود الأهداف، بحيث يتمكن الاحتلال الإسرائيلي من الضغط على المقاومة الفلسطينية لإعادة بلورة اتفاق جديد يخدم أهدافه، أم أن التصعيد سيستمر لفترة أطول لتحقيق أهداف استراتيجية أوسع. 

 

صورة اليوم التالي من وجهة النظر الإسرائيلية

 

ويشير بشارات إلى أن نتنياهو قد يكون معنياً باستمرار التصعيد حتى بعد تمرير قانون الميزانية في الكنيست الإسرائيلي المقرر في 31 من الشهر الجاري، وذلك لتحقيق التماسك الحكومي وتعزيز الأهداف التوسعية للدولة اليهودية.


ويعتقد بشارات أن استجابة إدارة ترامب للسلوك الإسرائيلي تلعب دوراً محورياً في هذا السياق، مؤكداً أن استمرار التصعيد وتوسعه قد يؤدي إلى حالة من الانفلات في المنطقة، قد تصل تداعياتها إلى إيران. 


ويؤكد بشارات أن هذه اللحظات هي التي ينتظرها اليمين المتطرف الإسرائيلي، الذي يعتقد أنه في أوج قوته وقادر على تحقيق أحلامه التوسعية التي طالما سعى إليها.


ويشير بشارات إلى أن الضربات الأخيرة التي شهدتها غزة هي صورة لما كان يمكن أن يكون عليه اليوم التالي لقطاع غزة من وجهة النظر الإسرائيلية. 


ويؤكد بشارات أن نتنياهو والأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية كانت تعدّ بشكل مكثف لمرحلة ما بعد الاتفاق، من خلال تنفيذ عمليات عسكرية تهدف إلى إعادة السيطرة على المشهد العسكري في غزة. 

 

إعادة ترتيب المشهد السياسي لصالح نتنياهو

 

 

ويشير بشارات إلى أن إسرائيل كانت تسعى لاستثمار المسارات السياسية والدبلوماسية وفق الرؤية الأمريكية لتحقيق هدفين رئيسيين: الأول هو إخراج أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين من غزة لتهدئة الشارع الإسرائيلي، والثاني هو تحديث قائمة الأهداف العسكرية لتحقيق تفوق استراتيجي.


ويؤكد بشارات أن عودة الحرب إلى غزة تحقق أهدافاً سياسية لنتنياهو على المستوى الداخلي الإسرائيلي، حيث تساعده في إعادة ترتيب المشهد السياسي لصالحه. 


ويعتقد بشارات أن الهدف الاستراتيجي الأكبر يتمثل في تعزيز الوجود العسكري الإسرائيلي في جنوب لبنان والجنوب السوري، بالإضافة إلى الضربات في العمق السوري والضفة الغربية، وربما التطلع إلى اليمن وإيران. 


ويشير بشارات إلى أن هذه الخطط تهدف إلى توسيع المجال الحيوي والجيو-سياسي لإسرائيل، مما يعزز حضورها كقوة إقليمية مهيمنة تخدم المصالح الأمريكية الإسرائيلية في الشرق الأوسط.


ويؤكد بشارات أن إسرائيل قد تلجأ إلى عمليات برية في غزة، سواء كانت محدودة أو واسعة النطاق، اعتماداً على مدى استعداد المقاومة لتقديم تنازلات. 


ويشير بشارات إلى أن الدخول البري قد يصاحبه مفاجآت من كلا الجانبين، مما قد يؤدي إلى سيناريوهات يصعب توقعها في الوقت الحالي.

 

استئناف الحوثيين ضرباتهم ضد إسرائيل

 

من جانبه، يؤكد الكاتب والباحث السياسي د. عقل صلاح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دفع نحو تصعيد جديد في قطاع غزة، في محاولة للحفاظ على منصبه كرئيس للوزراء ومنع انهيار ائتلافه الحكومي، بعد فشله في تحقيق أهداف الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث جاء التصعيد العسكري الأخير رغم تقديم حركة حماس مرونة غير مسبوقة في مفاوضات التهدئة.


ويؤكد صلاح أن تحريض نتنياهو لدى ترامب دفع الأمور نحو التهديد بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، وهو ما يسعى له نتنياهو حتى قبل السابع من أكتوبر. 


ويوضح صلاح أن الهدف الأساسي لإسرائيل هو استهداف المنشآت النووية الإيرانية، ضمن مخطط أوسع لإعادة ترتيب الشرق الأوسط وفق الرؤية الإسرائيلية-الأمريكية.


ويرى صلاح أن التطورات الأخيرة، خصوصًا مع استئناف الحوثيين ضرباتهم، جعلت التصعيد العسكري ضد إيران مسألة وقت فقط، في ظل محاولات إسرائيلية مستمرة لدحرجة الأحداث نحو مواجهة إقليمية واسعة تشمل إيران بشكل مباشر. 


ويشير صلاح إلى أن إسرائيل لم تلتزم برأي الوسطاء المصريين والقطريين، بل إن الولايات المتحدة حمّلت حماس مسؤولية تعثر الاتفاق، وهو ما أعطى غطاءً لنتنياهو للعودة إلى الحرب. 


ويلفت صلاح إلى أن نتنياهو انقلب على الاتفاقات، رغم الفرص التي أتيحت لإنهاء الحرب، بهدف تحقيق مكاسب سياسية داخلية والتأثير على الرأي العام الإسرائيلي، خصوصًا بعد تزايد الاتهامات له بالدكتاتورية وفشله في إدارة الحرب.

 

نتنياهو يسعى لتجنب المساءلة حول الإخفاقات الأمنية

 

ويرى صلاح أن نتنياهو يهدف من خلال التصعيد الحالي إلى الحد من الاحتجاجات الشعبية المتزايدة ضده، كما يسعى لتجنب المساءلة حول الإخفاقات الأمنية التي أدت إلى هجوم السابع من أكتوبر، حيث يحاول إقالة رئيس جهاز "الشاباك" وتحميله المسؤولية. 


ويوضح صلاح أن تصريحات مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي حمّل حماس مسؤولية انهيار المفاوضات، وكذلك الضربات الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن، شجعت نتنياهو على استئناف القتال.


وحول سيناريو استمرار الحرب، يوضح صلاح أن العمليات العسكرية ستتواصل لمدة أسبوعين على الأقل، بهدف الضغط على حماس لتقديم تنازلات جديدة، كما أن التصعيد يأتي استجابة لضغوط من اليمين الإسرائيلي المتطرف، وخاصة إيتمار بن غفير، الذي أعاده نتنياهو إلى الائتلاف الحكومي، إضافة إلى إرضاء بتسلئيل سموترش.


ويؤكد صلاح أن إسرائيل بدأت العودة إلى القتال تدريجيًا من خلال تكثيف الضربات الجوية والتوغل البري المحدود، لفصل أجزاء من قطاع غزة عن بعضها البعض. لكن صلاح يستبعد تكرار سيناريو التوغل البري الواسع كما حدث في بداية الحرب، مشيرًا إلى أن العمليات ستتركز على الاغتيالات النوعية لقادة المقاومة، وحتى استهداف بعض الرهائن الإسرائيليين، وفق معلومات استخباراتية، لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية في آنٍ واحد.

 

 

إسرائيل لم تحقق أيًا من أهداف حربها في غزة

 

الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح يقول إن الولايات المتحدة وإسرائيل ليستا في مرحلة ناضجة لاتخاذ قرار بتوسيع نطاق الحرب إلى إيران، موضحًا أن واشنطن لم تنجح حتى الآن في تأسيس ما تطمح إليه، وهو "حلف ناتو شرق أوسطي"، يدمج إسرائيل في المنطقة ويثبت وجودها كجزء من المنظومة العسكرية الإقليمية. 


ويوضح الصباح أن الولايات المتحدة لا ترغب في خوض حرب مباشرة مع إيران، بل تسعى إلى بناء هذا الحلف ليكون القوة التي ستواجه طهران وأي خصوم آخرين في المنطقة، وفق رؤيتها الاستراتيجية.


ويشير الصباح إلى أن إسرائيل لم تحقق أيًا من أهداف حربها في غزة، وهو ما يفسر استمرارها في القتال، حيث لم تكن قد غادرت الحرب أصلاً. 


ويعتبر الصباح أن الخروج من الحرب دون تحقيق أهداف واضحة سيكون بمثابة هزيمة لإسرائيل، وهو أمر لا يمكن لحكومة بنيامين نتنياهو تحمله، خاصة في ظل التحديات السياسية الداخلية التي يواجهها.

 

 

 

إقرار الموازنة العامة مرتبط بدعم سموتريتش وبن غفير

 

ويوضح الصباح أن إقرار الموازنة العامة في إسرائيل بات مرتبطًا بمواقف القوى السياسية المتشددة، حيث يحتاج نتنياهو إلى دعم المتطرفين، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، واللذين وضعا استمرار الحرب شرطًا أساسيًا لاستمرار وجودهما في الائتلاف الحكومي. في المقابل، يطالب التيار الديني "الحريديم" بإلغاء قانون التجنيد الإجباري لطلاب المعاهد الدينية، وهو ما يتعارض تمامًا مع مطالب المتطرفين القوميين الذين يصرون على تصعيد العمليات العسكرية، ونتيجة لهذا التناقض، وجد نتنياهو نفسه أقرب إلى معسكر اليمين المتطرف، حيث التقى معهم في هدف استمرار الحرب، لضمان تمرير سياساته الداخلية وتأمين بقائه السياسي.


ويرى الصباح أن الأزمة التي يواجهها نتنياهو لا تقتصر فقط على ساحة الحرب، بل تمتد إلى المشهد السياسي الداخلي، حيث يواجه تحقيقات داخل مكتبه، وسط محاولات لإقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك).


ويشير الصباح إلى أن هذه التحقيقات، إلى جانب الضغوط الداخلية المتزايدة، تدفع نتنياهو نحو تصعيد الحرب في غزة، إذ يرى فيها وسيلة لإلهاء الرأي العام الإسرائيلي، وتثبيت موقعه في المشهد السياسي، خاصة في ظل الانتقادات الموجهة له بسبب استجابته لمطالب اليمين المتطرف على حساب الاستقرار السياسي والأمني في إسرائيل.

 

 

دلالات

شارك برأيك

بعد مهلة الشهرين// هل تتسع رقعة العدوان لتطال إيران؟

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل حوالي 24 ساعة

للاسف الشديد كل هذه الجرائم ضد فلسطين واليمن هي لصالح شخصين فقط هم ترمب ونتنياهو والعرب في معزومين على الطبخة با هم مجرد شهود ممنوع أن يفتحوا افواههم

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 22 مارس 2025 10:10 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 4.0

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 887)