Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأحد 23 مارس 2025 9:23 صباحًا - بتوقيت القدس

نساء مخيم جنين.. معاناة تسرق فرحة رمضان ويوم الأم

جنين - "القدس" دوت كوم - علي سمودي

 للعام الواحد والعشرين على التوالي، يستقبل الأسير يوسف قنديل شهر رمضان المبارك في غياهب سجون الاحتلال، حيث قضت محاكمه بسجنه المؤبد مدى الحياة. وقد ألقى ذلك بظلاله على أوضاع أسرته، التي شردها الاحتلال من منزلها في مخيم جنين وأصبحت نازحة. فتمتزج مشاعرها بين الحزن والألم، إذ يحرمها الاحتلال فلذة كبدها في رمضان ويشردها من منزلها وسط احتفالات الأمهات بيوم الأم.

وتقول والدته “وجعي ليس له حدود؛ فكل الأمهات يفرحن ويحتفلن، لكن أفراحي ما زالت أسيرة. ومما يزيد وجعي أن ابني معزول وممنوع من الزبارات كباقي الأسرى منذ الحرب على غزة”.


وتضيف “في رمضان تتفتح الجراح لغياب ابني فداء الشهيد ويوسف الأسير، ونحن مشردون محرومون من منزلنا ككل أهالي المخيم النازحين”، وتكمل “تعبنا من هذه الحياة التي ترتبط بالاحتلال وسجونه وحصاره وتشريدنا؛ وكلما اجتمعنا على مائدة إفطار أو حل رمضان، نبكي ونتحسر، ولا نملك سوى الصبر والدعاء لرب العالمين ليفرج سجنه، ويجعمنا به قريباً وتنتهي نكبة النزوح”.


طوال أيام شهر رمضان، خيمت أجواء الحزن في منزل عائلة قنديل بمخيم جنين، وارتسمت على محيا والديه الطاعنين بالسن معالم الحزن والألم، وقالت الوالدة “طوال رمضان لا نشعر سوى بالحزن؛ فإلى متى ستستمر هذه المعاناة القاسية؟ منذ اعتقاله في 5-7-2004، تحولنا إلى أسرى، ولم نعرف طعم الفرح في كل المناسبات؛ يوسف هو كل حياتنا”.

وتضيف:

“كان لوجوده تأثير كبير وجميل يضفي على حياتنا الفرح والسعادة، لكن غيبته طالت. ورغم ذلك، بنيت له منزلاً على أمل قريبة بحريته، ليكون جاهزاً لاستقباله وزفافه، ونتمنى أن يعود كل أسير إلى جناح والديه والخلاص من السجن والسجان”.


وبينما تحتفل العائلات بشهر رمضان ويوم الأم وتحظى الأمهات بالتكريم والهدايا، فإن للمناسبتين شكل ومذاق آخر في حياة الستينية رقبة برغيش من مخيم جنين، التي لن تصلها الهدايا من أحبائها الذين لم يشاركوا معها موائد رمضان منذ 23 عاماً.

فتأتي المناسبتان، وأبناؤها أسرى ونازحون عن منزلها.

وتقول:

“الاحتلال حرم الفرح والأعياد في حياتنا. لا أريد هدايا أو نياشين وتكريم؛ أريد أن أعيش ككل الأمهات في العالم، دون ألم وفراق. اشتقت لاحتضان أبنائي والفرح بوجودهم معي طوال رمضان وكل المناسبات”.

وتضيف “كلما يأتي شهر رمضان ويوم الأم، تتفتح جراحي وتتضاعف أحزاني؛ فمن أين يأتي الفرح بعدما حرمني الاحتلال من عبد الله وعبد الرحمن باعتقالهما، وبشرى التي قُتلَت داخل منزلنا؟ طوال عمري سأبقى أبكي وأتحسر لفراقهم”.

وتكمل “أفخر ببطولاتهم وبما كرمهم الله به من شهادة وتضحية، لكنه قلب الأم الذي يحترق لفراق أحبائها عندما تتذكرهم وتشاهد صورهم. لم يبق لنا سوى الذكرى والأمل”.


تنهمر دموع أم عبد الله بغزارة، خاصة في يوم الأم الذي استقبلته نازحة عن منزلها، وتقول “هل تشعر نساء العالم والبشر بماساتي وأوجاعي؟ هل يتذكر المحتفلون أن سجون الاحتلال تسرق أعمار وحياة أبنائي الأبطال في غياهب السجون، كما حولت منازلنا إلى مراكز للتحقيق وشردتنا منها؟ نعيش مأسي كبيرة في ظل نكبة النزوح المستمرة منذ شهرين”.

وتضيف “أجمل هدية أتمناها في يوم الأم هي حريتهم وعودتهم إلى حضني ولمنزلنا؛ إنهم يدفعون ثمن فاتورة العقاب والانتقام المبرمج بسبب بطولاتهم في مقاومة الاحتلال”.


تعانق أم عبد الله صور أبنائها الشهيدة بشرى والأسرى، وتقول “قضيت عمري في مكافحة لرؤية أبنائي شباباً يساندونني ونعيش حياة جميلة ومستقرة، لكن الاحتلال لم يتوقف عن استهدافهم لأنهم حملوا راية الحرية وفلسطين”.

وتضيف “في البداية، طاردوا عبد الله بكري وسندي، وتعرض للملاحقة وحُرم من وجودي معه. ثم أصبح عبد الرحمن مطلوباً، تعرض للإصابة واستمر الاحتلال بمطاردته والتهديد بتصفيتهما، وكان العقاب الأكبر بهدم جزء من منزلنا خلال مجزرة مخيم جنين عام 2002”.

وتكمل “اعتُقل عبد الله وحُوكم لمدة 23 عاماً، وأُصيب عبد الرحمن، ثم قُتلت ابنتي الطالبة بشرى وهي تستعد للثانوية العامة في منزلنا وحُرمت منها للأبد؛ ولم ينتهِ مسلسل المعاناة، فقد اعتُقل عبد الرحمن وحُوكم لمدة 18 عاماً”.

وتكمل “بعدها، اعتُقل أبنائي عبد العزيز ومحمد، ورغم تحررهما، ما زلت حزينة وقطار العمر يمضي وباقي أبنائي في السجون؛ فإلى متى سأبقى محرومة منهم في رمضان والعيد؟”

وتتابع “في شهر رمضان، أوجاعي كبيرة على فراق أحبتي وتشريدنا من منزلنا وحرماننا من العودة إليه. أملي الوحيد هو رؤية أبنائي في أحضاني. قدمت بشرى شهيدة في سبيل الوطن الذي يستحق التضحية، ولكن لم أعد قادرة على تحمل فراق عبد الله وعبد الرحمن والبعد القسري عن منزلنا الذي لا نعلم مصيره في ظل استمرار الاحتلال في الهدم والحرق”.

وتكمل “انتهت كل المناسبات والأعياد من حياتنا، وحتى في رمضان وعيد الأم، تفرح كل الأمهات ولكني أبكي وأتألم. لكن أملي بالله كبير أن ينتصر عبد الله وعبد الرحمن وينتزع حريتهم، وينتصر المخيم على الاحتلال، ونعود إلى منزلنا قريباً”


دلالات

شارك برأيك

نساء مخيم جنين.. معاناة تسرق فرحة رمضان ويوم الأم

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الإثنين 24 مارس 2025 9:52 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.25

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 4.0

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 898)