عام ١٩٧٣ نفذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في إطار فعل ورد فعل لتشكيل ثغرة الدفرسوار. لقد فشل شارون الذي قاد الهجوم المضاد غربي القناة باحتلال مدينتي السويس والإسماعيلية، كما فشلت الطائرات الإسرائيلية في إنقاذ القوات البرية المؤللة بالدبابات.
كما توعد الاتحاد السوفياتي الولايات المتحدة إن تدخلت طائراته لتغيير نتيجة الحرب ولم تنفذ هجوماً لإنقاذ تلك القوات. تنتهي ثغرة كورسك باستسلام القوات الأوكرانية أم أن آلاف الجنود الأوكران المحاصرين سيتعرضون للقتل.
وبذلك أحيل تفكيك الثغرة التي أوقعت الجيش الثالث المصري تحت حصار إسرائيلي هش إلى مفاوضات عسكرية في الكيلو ١٠١ قادها من الجانب المصري الجنرال عبد الغني الجمسي، بينما مثل الجانب الإسرائيلي الجنرال هارون ياريف وبحضور الجنرال سيلاسفيو مندوباً عن الأمم المتحدة إلى أن توصل الجانبان إلى تفكيك مواقع القوات، وإعادة انتشارها وصولاً إلى توقيع اتفاقية كامب ديفيد.
وفي هذه الأيام تتصدر ثغرة كورسك التي نفذتها القوات الأوكرانية بحوالي ٧٥ ألف جندي بعضهم مرتزقة أجانب ملف الصراع الروسي الأوكراني.
فبالأمس القريب قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة بثتها وسائل التلفزة إلى غرفة العمليات العسكرية في إقليم كورسك الروسي، واجتمع برئيس أركان الجيش الروسي فاليري كيراسيموس والنائب الأول لوزير الدفاع الروسي، اطلع خلالها بوتين على الوضع العسكري في محيط ثغرة كورسك.
ووفق تقارير عسكرية نجحت القوات الروسية في المنطقة في ضرب حصار عسكري حول القوات الأوكرانية التي احتلت مساحة في إقليم كورسك وقطعت طرق الإمداد ووسائل الاتصال بما في ذلك المستخدمة بواسطة الأقمار الصناعية.
وفي حمى المفاوضات بين وفد روسي وآخر أمريكي في الرياض حيث استضافت الرياض اللقاء بعد أن رشحها الرئيس ترامب كمكان محايد، ودفعت تلك المفاوضات بتوجيه ترامب دعوة للرئيس الأوكراني زيلينسكي لزيارة البيت الأبيض والتراشق بالكلمات الذي وقع بين ترامب وزيلينسكي، ما أدى إلى طرد الأخير من البيت الأبيض دون أن يرافقه ترامب لوداعه أثناء المغادرة، كما حرم ضيفه من تناول الطعام على مأدبة الغداء.
بين أن تلبد الغيوم الذي أعقب تلك الزيارة ينفشع ببطء بعقد لقاء مشترك ضم مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين في الرياض، ويبدو أن الطرفين توصلا لاتفاق يقضي بموافقة أوكرانيا على وقف إطلاق النار بين القوات الروسية والأوكرانية، كما ناقش الفريقان اتفاقية مفترضة حول الموافقة على قيام الولايات المتحدة باستخراج المعادن في أوكرانيا.
الضغط الذي يمارسه الرئيس ترامب على نظيره الأوكراني له أسباب تتجاوز سعيه لاسترداد نحو ٣٥٠ مليار دولار سبق أن قدمها الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن من خلال اتفاقية استخراج المعادن.
والتصريحات الصادرة عن بوتين بشأن مصير عشرات آلاف الجنود الأوكرانيين وغيرهم في ثغرة كورسك وتحديد خيارين لا ثالث لهما قبل التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار، وهما الاستسلام أو الموت.
ويبدو أن إعلان بوتين عزمه معاملة عناصر المرتزقة غير الأوكرانيين المحاصرين في الثغرة كإرهابيين دفع بالرئيس ترامب لحض بوتين على الرأفة بالجنود المحاصرين في ثغرة كورسك.
والسؤال الحري بإجابة دقيقة وموضوعية حول اندفاع ترامب هذا يؤكد أن هناك مشاركة جنود أمريكيين مفترضة في القتال في إقليم كورسك إلى جانب القوات الأوكرانية، ويتعامل بشكل مباشر مع الأزمة تماماً كما يتعامل معها في المفاوضات الجارية مع حركة "حماس" في عاصمتين عربيتين هما القاهرة والدوحة.
وبالرغم من الغموض الذي يكتف طبيعة وهوية المشاركين في هجوم كورسك إبان فترة الرئيس بايدن المنتهية، قد تكشف الفترة القادمة لا بل أيام قليلة صحة المعلومات حول قيام بايدن بتقديم مساعدات إلى أوكرانيا تتجاوز الدعم اللوجستي والاتصالات والذخائر إلى مشاركة خبراء وجنود أمريكيين في الحرب الأوكرانية مع روسيا.
...............
يبدو أن إعلان بوتين عزمه معاملة عناصر المرتزقة غير الأوكرانيين المحاصرين في الثغرة كإرهابيين دفع بالرئيس ترامب لحض بوتين على الرأفة بالجنود المحاصرين في ثغرة كورسك.
شارك برأيك
بين ثغرتي الدفرسوار وكورسك.. ما هي المفاجأة !