Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 23 فبراير 2025 9:20 صباحًا - بتوقيت القدس

عملية الحافلات في "بات يام".. وراء الأكمة ما وراءها

مساء الخميس، جرى الإعلان عن عملية زرع وتفجير عبوات ناسفة في عدد من الحافلات التي تعود للمستوطنين، في منطقة "بات يام"، القريبة من تل أبيب، وفي نقاط مختلفة، حيث انفجر عدد من تلك العبوات التي تزن كل واحدة منها خمسة كغم في عدة حافلات، ولم ينفجر العدد الآخر في حافلات أخرى. وخرجت إشاعات تقول بوجود ورقة مكتوبة بأن ما جرى، هو انتقام لما يشهده مخيم طولكرم والمدينة وقراها، من عمليات تدمير وتهجير واعتقالات واغتيالات وتصفيات من قبل الجيش الإسرائيلي وأجهزته الأمنية، واللافت هنا أن العملية "المفبركة" استهدفت حافلات فارغة، ولو أن جهة أو جماعة فلسطينية، هي من سعت لتنفيذ مثل هذه العملية، وكرد على الحرب العدوانية الشاملة على طولكرم ومخيماتها وقراها وبلداتها، فهي تحتاج إلى إمكانيات وقدرات كبيرة لتخطي كل حواجز الأمن والمراقبة ونقاط التفتيش، في ظل حالة من التشديد والاستنفار العسكري والأمني والاستخباري الإسرائيلي غير مسبوق. ولكن ليس من باب الصدفة أن تأتي تلك العملية، مباشرة بعد عدة ساعات من دفعة التبادل السابعة، "تبادل الجثث"، ضمن المرحلة الأولى من صفقات التبادل، ولذلك هذه العملية، تحمل بصمات غير فلسطينية، وتحمل أهدافاً وأجندات متعددة، فاستهداف حافلات للمستوطنين، يعني عملية تحريض للمستوطنين، ومن يتزعم مشروعهم التهويدي لضم وتهويد الضفة الغربية، وتحويلها إلى ما يعرف بدولة "يهودا والسامرة"، للقيام بأوسع عملية ضم وتهويد للضفة الغربية، مستفيداً من خطة ترامب لطرد وتهجير سكان القطاع وتملكه من قبل ترامب ودولته، خاصة أن سموتريتش يعتبر عام 2025 عاماً للحسم والسيادة على الضفة الغربية، وكذلك مثل هذه العملية، تتيح لنتنياهو ووزير حربه، القيام بأوسع عملية عسكرية ضد الضفة الغربية، وتكثيف تلك العملية، وزيادة أعداد القوات المشاركة فيها، وقد أمر نتنياهو ووزير حربه كاتس، بشن أوسع عملية عسكرية على شمال الضفة الغربية، عقب هذه العملية المزعومة، وقام مع وزير حربه كاتس باقتحام مخيم طولكرم والاستيلاء على أحد المنازل هناك، حيث قام بعملية استعراض قوة، وتوعد بالقضاء على المقاومة وقادتها وبناها التنظيمية والتحتية، وتفاخر بأنه يدمر منازل ويسويها بالأرض، وكذلك جرى تعزيز القوات العاملة في الضفة الغربية، باضافة ثلاث كتائب للعمل في الضفة الغربية، تحت حجج وذرائع محاربة "الإرهاب"، وقطع أذرع إيران في الضفة الغربية، وأيضاً هناك محاولة للتغطية من قبل نتنياهو على مفاعيل عملية التبادل، الدفعة السابعة، تسلم جثث عائلة بيباس الأم وطفليها، والمواطن المسن عوديد ليفشتس، تلك العملية التي شكلت حالة حزن وصدمة عامة في المجتمع الإسرائيلي، وهذا جعل نتنياهو يحجم عن المشاركة في استقبال الجثامين والمشاركة في مراسم التشييع، لأن الاتهامات ستنصب عليه، محملة إياه المسؤولية عن عودة هؤلاء الأسرى في توابيت، بدل عودتهم أحياء، حيث توفرت فرصة كبيرة لعودتهم أحياء، قبل أن يتم قتلهم من قبل الجيش الإسرائيلي، كما قالت حماس في الشعارات التي وضعتها على منصة التسليم، ولذلك نتنياهو الراغب أصلاً في إقصاء مسؤول الشاباك عن منصبه "غونين بار"، وكذلك رئيس "الموساد "ديفيد برنياع"، هو يريد أن يلقي بالمسؤولية والفشل الأمني والاستخباري في هذه العملية عليهم، ضمن مخطط للسيطرة على المؤسستين العسكرية والأمنية، وإعادة تشكيلها، بما يخدم اهدافه ومصالحه السياسية والشخصية، ويمنع تشكيل لجنة تحقيق رسمية، في ما حصل في السابع من اكتوبر 2023، وتحميله المسؤولية عن ذلك الفشل الأمني والاستخباري، والهزيمة التي لحقت بجيشه، وما تبع ذلك الأعداد الكبيرة من الجنود والضباط الذين سقطوا في تلك الحرب التي استمرت 471 يوماً، ولذلك أقال وزير حربه السابق يؤاف غالانت، ومن ثم رئيس أركانه هيرتسي هليفي، والآن جاء دور رئيسي "الشاباك" و"الموساد.


أما الهدف الرابع لهذه العملية "المفبركة"، فهو يريد التهرب من الاستمرار بعملية التبادل، والذهاب إلى المرحلة الثانية، ويريد من أمريكا أن تنقلب على ذلك، على أن يتوافقوا على تمديد المرحلة الأولى، وتحويلها لمرحلة انتقالية، تتيح لهم استمرار بقاء حكومته، وعدم سقوطها من داخلها، بسبب تهديات سموتريتش من داخل الحكومة، وبن غفير المستقيل من الحكومة والائتلاف من خارجها، وكذلك استعادة أكبر عدد من الأٍسرى، وبالتالي إلغاء المرحلة الثانية من الصفقة، فهي مرحلة سياسية، وتتعلق باليوم التالي لحكم وإدارة قطاع غزة، ووقف إطلاق نار دائم وانسحاب إسرائيلي شامل من قطاع غزة، وإدخال معدات الإعمار والإيواء  والإغاثة، وحتى اللحظة، لم تلتزم إسرائيل بتنفيذ البرتوكول الإنساني، بإدخال 60 ألف منزل متنقل، و200 ألف خيمة والمحروقات والمولدات الكهربائية والبطاريات، وكذلك المعدات الثقيلة، من أجل إزالة 50 مليون طن من الركام، واستخراج الجثث وغيرها.


في التاريخ، جرت مثل هذه العمليات، ففي الخمسينات من القرن المادي، استهدفت مراكز دينية ومعابد وكنس يهودية ومواطنون يهود في العديد من الدول العربية، مصر وسوريا والعراق، وذلك من أجل حمل اليهود على الهجرة إلى فلسطين "البيت القومي لليهود في فلسطين"، وشنت حملة إعلامية مكثفة من قبل الوكالة اليهودية ومن المستوى السياسي في إسرائيل، بأن اليهود يعانون من الاضطهاد والظلم، ولا بد من رحيلهم إلى "بيتهم القومي"، "أرض اللبن والعسل"، أو التي وعدهم الرب بها.


المنطقة كلها أمام منعطفات خطيرة، وواضح بأن العدوان الأمريكي- الإسرائيلي على فلسطين، يستهدفها كقضية وهوية.


أمريكا في عهد ترامب متماهية تماماً مع إسرائيل، فأمريكا هي إسرائيل وإسرائيل هي أمريكا، وترامب كما وصفه شريكه وحليفه نتنياهو، أفضل صديق لأمريكا في البيت الأبيض على مر كل الحكومات الأمريكية، وليس كما قال الرئيس الأمريكي السابق بايدن عن نفسه، ليس شرطاً أن تكون يهودياً حتى تكون صهيونياً، فهذا الترامب يقول إنني أكثر صهيونية من الصهاينة أنفسهم، وأكثر إخلاصاً لجيل المؤسسين الصهاينة، جابتونسكي وبن غوريون. 


الضغوط الأمريكية ستستمر وتتواصل لإضعاف محور المقاومة، وإفشال أية جهود للتوصل إلى حل سياسي عادل، ما يجعل المنطقة أمام مشهد متفجر تهيمن عليه حسابات القوة، ومصالح التحالفات الدولية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.


وخلاصة القول، إن هذه العملية "المفبركة"، في الإعداد والتنفيذ والإخراج، لديها أهداف كبيرة، تقف في مقدمتها، خطة الضم والتهويد للضفة الغربية، وزرعها بمليون مستوطن ومئات البؤر الاستيطانية، لكي تصبح دولة ما يعرف بـ"يهودا والسامرة".

دلالات

شارك برأيك

عملية الحافلات في "بات يام".. وراء الأكمة ما وراءها

المزيد في أقلام وأراء

توماس فريدمان: هذا أكثر ما يثير الرعب في هذيان ترامب بشأن غزة

عن صحيفة "نيويورك تايمز"

بين متلازمة غزة ومتلازمة تل أبيب

بهاء رحال

قبلة على جبين المقاومة تحت ظل العلم

حديث القدس

قمة الرياض ومصير القضية الفلسطينية

دلال صائب عريقات ‏

جدل النصر والهزيمة

نبهان خريشة

نجاح المقاومة مع استمرار التفاوض

حمادة فراعنة

رأي الذكاء الاصطناعي بخطة التهجير

بقلم عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

“في ميونخ يناقشون أخطار الذكاء الاصطناعي… ونحن نعيش الذكاء المُستَبدّ!”

بقلم : صدقي أبوضهير/ باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

تخليق الذرائع قبل جلب المدافع!

ابراهيم ملحم

العودة بالتوابيت.. قرار إسرائيلي

حديث القدس

النطاسي في زنزانة

بهاء رحال

في إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية

جهاد حرب

واشنطن والخطة العربية لغزة.. بين إعادة الإعمار وإعادة الترتيب السياسي

مروان اميل طوباسي

"غزة وجنين جميلتان بأهلهما فقط"

حديث القدس

بعد 500 يوم .. تفجعونـ(نا) بقتل رهائنـ(كم)

حمدي فراج

أولوية إعمار غزة: إزالة الركام والعمل على البنية التحتية وإعادة تأهيل المجتمع نفسياً واقتصادياً

المهندس محمد الحلبي المدير الأسبق لمؤسسة االرؤيا العالمية

"سيكولوجية الجماهير": قوة الحشود وتأثيرها على الأفراد

سهى زيدان

أمريكا وإسرائيل عدوانية غير مسبوقة

راسم عبيدات

إسرائيل وتهديد القمة العربية

أنطوان شلحت

مأزق الانقسام الفلسطيني

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الأربعاء 19 فبراير 2025 10:18 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.54

شراء 3.53

دينار / شيكل

بيع 5.0

شراء 4.99

يورو / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 686)