فلسطين
الأربعاء 12 فبراير 2025 8:53 صباحًا - بتوقيت القدس
اتهامات نتنياهو للسلطة و"حماس".. محاولة لشيطنة الشعب للاستيلاء على الأرض
خاص بـ "القدس" و"القدس" دوت كوم-
البروفيسور مانويل حساسيان: إسرائيل هي التي تمارس إرهاب الدولة ضد الشعب الفلسطيني وتسعى لإجبار الفلسطينيين على التهجير
سوسن سرور: نتنياهو الذي عجز عن تحقيق أيّ من أهدافه المعلنة والمخفية من الحرب يقوم العم سام بتحقيقها له
هاني الجمل: اتهامات نتنياهو للسلطة و"حماس" بمحاولة طمس إسرائيل للتغطية على إخفاقه الكبير في الحرب على غزة
شرحبيل الغريب: الفئة المسيطرة على القرار الإسرائيلي تتبنى عقلية متطرفة تعمل على قتل أمل الفلسطينيين في تحقيق حلمهم بالحرية
جوني منصور: اتهامات نتنياهو تندرج في إطار الحرب على الإنسان الفلسطيني والمطلوب تكثيف التحركات الدبلوماسية الفلسطينية
د. منذر حوارات: الادعاءات الإسرائيلية المتكررة حول دور السلطة في دعم الإرهاب تأتي ضمن مخطط ممنهج لشيطنة القضية الفلسطينية
في إصرارٍ على مواصلة سيل أكاذيبه، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الهيئة العامة للكنيست مساء أول من أمس الإثنين، اتهامات للسلطة الفلسطينية ولحركة حماس وللفلسطينيين جميعاً بأنهم يريدون إنهاء إسرائيل، من خلال ما وصفه بـ"الإرهاب العسكري" الذي تقوم به حماس، أو بـ"الإرهاب" الدبلوماسي الذي تمارسه السلطة، معتقداً بذلك أن العالم الحر ستنطلي عليه اتهاماته ومراوغاته للتهرب من أيّ استحقاق أو ضغط دولي لإنهاء عدوان جيشه في الأرض الفلسطينية، والعدول عن مخططاته العنصرية للضم والتهويد والتهجير.
سياسيون ومراقبون ومحللون تحدثوا لـ"ے" اعتبروا أن اتهامات نتنياهو للسلطة وحماس "مرفوضة تماماً"، وأن إسرائيل هي التي تمارس إرهاب الدولة ضد الشعب الفلسطيني، وتسعى إلى إجبار الفلسطينيين على التهجير إلى مصر والأردن، مشيرين إلى أن أنبوبة الأكسجين الصغيرة التي منحها ترمب لنتنياهو العاجز، ليس فقط أحيته وإنما أعادته بجرعة زائدة من النرجسية الـمَرضية المتعجرفة.
وتوقعوا أن تشهد المرحلة المقبلة المزيد من الضغوط القاسية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، سواء على السلطة الفلسطينية، أو من خلال تصعيد عسكري محتمل في الضفة الغربية، مع إمكانية الإعلان عن السيطرة الإسرائيلية الكاملة على الضفة، وهو ما قد يمهّد لإعلان الضفة رسمياً كجزء من إسرائيل.
واعتبروا أن الأخطر من ذلك هو احتمال اعتراف الولايات المتحدة بهذه الخطوة، خصوصاً أن ترمب، خلال ولايته الأولى، قام بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعترف بها عاصمة لإسرائيل، ما يعني أنه قد يسهل عليه اتخاذ خطوة مماثلة في ما يتعلق بالضفة الغربية.
وأمام هذا الصلف الإسرائيلي، دعا السياسيون والمحللون إلى مواجهة هذه التحديات بتوحيد الصف الفلسطيني، وتعزيز المقاومة الشعبية، ووحدة القرارين السياسي والعسكري تحت مظلة منظمة التحرير، كما من الضروري عربياً تكثيف الدعم السياسي والمالي للفلسطينيين، والعمل على تحركات دبلوماسية فعالة لمواجهة الرواية الإسرائيلية، والتأكيد على أن الشعب الفلسطيني يناضل من أجل حقوقه المشروعة وفق القوانين الدولية.
طرح عبثي وارتجالي وأثار دهشة العالم
قال البروفيسور مانويل حساسيان، سفير دولة فلسطين في مملكة الدنمارك، إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن السلطة الفلسطينية وحركة حماس "مرفوضة تماماً"، مؤكداً أن إسرائيل هي التي تمارس إرهاب الدولة ضد الشعب الفلسطيني، وتسعى إلى إجبار الفلسطينيين على التهجير إلى مصر والأردن.
وأوضح حساسيان أن "نتنياهو يستخدم هذه الادعاءات لإعطاء الفرصة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب للمضي قدماً في مقترحه بتهجير سكان غزة، وإنشاء ما يُسمى "ريفييرا الشرق" للغزيين كحل اقتصادي بديل"، مشيراً إلى أن هذا الطرح "عبثي وارتجالي، وأثار دهشة العالم".
وأضاف أن "هناك موقفاً دولياً واضحاً يرفض التهجير باعتباره انتهاكاً للقانون الدولي، إذ يُعد حل الدولتين الخيار الوحيد المقبول دولياً لحل القضية الفلسطينية وفقاً للشرعية الدولية". كما حذرت الأمم المتحدة من أي محاولة لترحيل سكان غزة، معتبرة ذلك "خرقاً للأعراف والقوانين الدولية، ولقرارات المنظمة الأممية التي تؤكد حق العودة وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".
وأشار حساسيان إلى أن الدول العربية، وفي مقدمتها مصر والأردن والسعودية، رفضت بشكل قاطع مخططات التهجير، حيث أكدت السعودية أنه "لن يكون هناك تطبيع أو علاقات مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة".
وفيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، شدد حساسيان على ضرورة إتمام مرحلتها الثانية، محذراً من أن "أي عرقلة لهذا الملف قد تعطي الضوء الأخضر لمحرقة جديدة في غزة، وتمهّد لاجتياح عسكري إسرائيلي للقطاع"، لافتاً إلى أن هذا السيناريو سيكون له "تداعيات سلبية إقليمية ودولية".
وختم تصريحه بالقول: "يبقى السؤال مطروحاً: هل سيمضي ترمب ونتنياهو في هذا المخطط، أم سيعاد النظر فيه بحثاً عن حلول أخرى للأزمة في غزة؟".
تحولات دراماتيكية في الساحة السياسية الإسرائيلية
قالت الصحافية سوسن سرور، مراقبة وناقدة للمشهد السياسي في إسرائيل، إن الساعات الأخيرة شهدت الكثير من التحولات الدراماتيكية في الساحة السياسية في إسرائيل، فما كان يُعد قبل أيام قليلة معضلة أساسية في إتمام الصفقة حتى الوصول إلى إنهاء الحرب، وتصفية المقاومة الفلسطينية في غزة، بحسب المواصفات الإسرائيلية، مع الحفاظ على توليفة الإئتلاف الحكومي في إسرائيل، تلقت " الفرج" من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، فهو سيكون العنوان لليوم التالي من الحرب!
وأضافت: إن نتنياهو الذي عجز عن تحقيق أي من أهدافه المعلنة والمخفية من الحرب، ها هو العم سام يقوم بتحقيقها له، إعادة المحتجزين والقضاء على قدرات حماس العسكرية والمدنية مع هدية الحفاظ على حكومته.
وأشارت سرور إلى أن أنبوبة الأكسجين الصغيرة التي منحها ترمب لنتنياهو العاجز، ليس فقط أحيته وإنما أعادته بجرعة زائدة من النرجسية المرضية المتعجرفة التي تجلت في خطابه أمام الهيئة العامة للكنيست مساء الإثنين، مؤكداً أن اتفاقية أوسلو فشلت، وأان لا حكم للسلطة الفلسطينية على غزة، فـ "لا حماستان ولا فتحستان"، كما كان يقول بالأمس، وكأن لسان حاله يقول اليوم فقط "ترمبستان".
وأكدت أن ترمب أثبت مرة أخرى أنه تاجر عقارات فاشل، وهو لطالما خسر في صفقاته العقارية سابقاً، فغزة ليست عقاراً يُباع ويُشترى، وهي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة.
ولفتت الصحافية سرور إلى أن ترمب كشف عن فكرته بشأن غزة، لكنه لم يكشف خباياه بشأن الضفة الغربية، واعداً بحدوث ذلك خلال 4 أسابيع (تبقى ثلاثة أسابيع منذ الإعلان)، فما عساها تكون؟!
وتساءلت: هل سيعترف بضم المستوطنات لدولة إسرائيل؟ علماً أنه يجب أن تتم المصادقة على قانون ضم المستوطنات من قبل الحكومة والكنيست، كي يتم الإعتراف، وهو ما لم يحصل بعد!
كما تساءلت: كيف سيواصل الجيش الإسرائيلي اقتحام الأراضي الفلسطينية وتقطيعها وتأطيرها في كانتونات والتضييق على حياة الفلسطينيين أكثر فأكثر؟ هل سيستهدف المدن بعد المخيمات؟
وأشارت سرور إلى أن مشاهد التدمير والقتل و التهجير في الأيام الأخيرة في الضفة الغربية، وإعلان نتنياهو الصريح بنهاية اتفاقية أوسلو، وسط عجز تام من قبل السلطة الفلسطينية، جميعها تصب نحو السؤال: وماذا بعد؟
وتابعت سرور: من هنا يأتي الدور الفلسطيني والعربي الجامع، وكيفية مواجهة هذه المخاطر المحدقة، ولنبدأ من القمة العربية الطارئة التي دعت إليها مصر لبحث التطورات "المستجدة والخطيرة" للقضية الفلسطينية المزمع عقدها في القاهرة يوم السابع والعشرين من الشهر الجاري.
السياسة الترمبية نحو رفع السقوف والتهديد
وترى سرور أن السياسة الترمبية هي نحو رفع السقوف والتهديد، ونحن أمام خلق وهم وتحويله الى واقع والتفاوض عليه، لقد رفع ترمب سقف الإذلال للدول المعتدلة اما تكونوا عبيداً واما ضدنا. لا سيما، بعد التهديد والوعيد الذي اطلقه ترمب مؤخرا لكل من الأردن ومصر بقبول تهجير الغزيين وإلا فإنه سيوقف المساعدات المالية.
وشددت على أن على القمة العربية أن تكون بحجم المخاطر الجسام، وألا تكون قمة كبقية القمم المنددة الجوفاء.
وتابعت تقول: لقد انتهت قمم الشعارات والتنديد، واسترضاء الأمريكيين وأوروبا، وآن الأوان أن تقف القمة العربية إلى جانبه الشعب الفلسطيني بوضوح وشفافية ودعم حقيقي.
خطة إنقاذ عربية عاجلة
ودعت الصحافية سرور الدول العربية إلى أن تعلن رسمياً وتبدأ فعلياً بخطة إنقاذ عاجلة، ليس فقط التأكيد على رفض التهجير ورفض تصفية القضية الفلسطينية، وإنما العمل على تثبيت الفلسطينيين على أرضهم.
كما دعت جمهورية مصر العربية بفتح بوابات معبر رفح وإدخال كل ما يلزم بكل قوة، ليس فقط من مساعدات وأدوية وخيام وبيوت متنقلة وغيرها من الأمور الإنسانية، وإنما آليات ثقيلة من أجل إعادة إعمار غزة، دون الإكتراث للموقف الأمريكي والإسرائيلي الرافض.
إعادة ترتيب البيت الداخلي
وفلسطينياً، ترى الصحافية سرور أن على السلطة الفلسطينية إعادة ترتيب اوراقها، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، على أن تشمل الجميع والتفاوض وفق مؤتمر بكين، من أجل مستقبل الشعب الفلسطيني ولإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وختمت سرور حديثها بالقول: ومن يدري، فقد تكون "قمة اليقظة" هذه، بداية الشرق الأوسط الجديد ولكن بتخطيط وتنفيذ عربي، لأول مرة؟
خطأ استراتيجي كبير
واعتبر المحلل السياسي المصري هاني الجمل أن التصريحات الصادرة عن نتنياهو تمثل خطأ استراتيجياً كبيراً في التعامل مع القضية الفلسطينية.
وأكد أن اتهام السلطة الفلسطينية أو حركة حماس بمحاولة طمس الدولة الإسرائيلية هو محض خطأ، بل إنه نوع من التغطية على الفشل الكبير الذي وقع فيه نتنياهو خلال الحرب بعد السابع من أكتوبر.
وقال: إن هذه العمليات العسكرية، التي استمرت أكثر من خمسة عشر شهراً، لم تحقق أي تقدم في تحرير الرهائن المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.
وأضاف: أما الجهود الدبلوماسية الكبيرة التي قادها الرئيس محمود عباس (أبو مازن) على المستويين الإقليمي والدولي، وعبر المنظمات الدولية، والتي أسفرت عن حصول فلسطين على عضوية غير كاملة في الأمم المتحدة بصفة مراقب، فتؤكد أن هذا المسار الدبلوماسي حقق مكاسب عديدة للقضية الفلسطينية، بل أعطاها زخماً ومساحة جديدة من التوافق الدولي، سواء على المستوى الأوروبي، أو الآسيوي، أو الإفريقي، أو حتى في أمريكا اللاتينية، التي أبدت تفهماً أكبر لهذه القضية.
فكرة التهجير أصبحت نقطة خلاف حاد بين العالم الحر
وأضاف الجمل: إن فكرة التهجير القسري التي تحاول إسرائيل تنفيذها، بدعم من الولايات المتحدة، أصبحت نقطة خلاف حاد بين العالم الحر والسياسات الأمريكية. كما أن هذه السياسات تعكس العنصرية التي مارستها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني والعربي لعقود طويلة.
وأشار إلى أن التصريحات التي أدلى بها نتنياهو خلال مقابلته مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية لم تكن سوى دعمٍ للتصريحات التي أطلقها ترمب بشأن إخلاء قطاع غزة، وتحويله إلى منطقة سياحية في الشرق الأوسط، مع فرض السيطرة الأمريكية عليها.
وأكد الجمل أن فكرة إخلاء القطاع من سكانه الأصليين مرفوضة بشكل كامل، سواء داخل فلسطين، أو من قبل مختلف التيارات السياسية والعسكرية الإسرائيلية، وهي أيضاً مرفوضة من العالم العربي، الذي تحرك بقوة ضد هذه المخططات الأمريكية التي تتناقض مع الثوابت في الصراع العربي-الإسرائيلي.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة، التي كانت ضامناً لعملية السلام منذ "كامب ديفيد"، تحولت إلى طرف منحاز بشكل سلبي في هذه العملية. وبالتالي، فإن تصريحات نتنياهو هذه جاءت كنوع من مغازلة اليمين المتطرف في الداخل الإسرائيلي، خاصة بعد فشل سياساته وانسحابه من محور "نتساريم"، وعودة السكان الأصليين إلى منازلهم.
المرحلة المقبلة قد تشهد المزيد من الضغوط القاسية
وتوقع الجمل أن تشهد المرحلة المقبلة المزيد من الضغوط القاسية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، سواء على السلطة الفلسطينية أو من خلال تصعيد عسكري محتمل في الضفة الغربية، مع إمكانية الإعلان عن السيطرة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية، وهو ما قد يمهّد لإعلان الضفة رسمياً كجزء من إسرائيل.
واعتبر أن الأخطر من ذلك هو احتمال اعتراف الولايات المتحدة بهذه الخطوة، خصوصاً أن ترمب، خلال ولايته الأولى، قام بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعترف بها عاصمة لإسرائيل، ما يعني أنه قد يسهل عليه اتخاذ خطوة مماثلة فيما يتعلق بالضفة الغربية. وهو ما قد يعيد القضية الفلسطينية والصراع العربي-الإسرائيلي إلى نقطة الصفر.
وشدد المحلل المصري الجمل على أن الحراك العربي الحالي لمنع تهجير الفلسطينيين ورفض الطروحات الأمريكية والإسرائيلية، سواء فيما يتعلق بترحيل الفلسطينيين إلى السعودية أو بتهديد الأمن الإقليمي، قد يؤدي إلى تصعيد المقاومة.
وقال: إن هذا التصعيد لن يكون مقتصراً على الفصائل المسلحة، مثل حماس والفصائل الأخرى، بل قد يشمل أيضاً تحركات من بعض الجيوش العربية، مثل الجيش المصري والأردني، رفضاً لهذه التغييرات الجيوسياسية التي تهدد الأمن القومي العربي، وقد تخلق خللاً ديمغرافياً وسياسياً في منطقة الشرق الأوسط.
زيف أوهام من ينادي بالتعايش أو التطبيع مع إسرائيل
ووصف الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاه السلطة الفلسطينية وحركة حماس، حيث اتهمهما بالسعي إلى "إبادة إسرائيل" حماس من خلال "الإرهاب العسكري"، والسلطة عبر "الإرهاب الدبلوماسي" بأنها تكشف عقلية اليمين الإسرائيلي المتطرف ومن يحكم إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني بمختلف مكوناته، ولا سيما حركتي حماس وفتح التي تمثل السلطة الفلسطينية.
وأشار إلى أنها تكشف أيضاً زيف أوهام من ينادي بالسلام أو التعايش أو التطبيع مع إسرائيل، وقال إن الفئة التي تسيطر على القرار الإسرائيلي تتبنى عقلية متطرفة تعمل على قتل أمل الفلسطينيين في تحقيق حلمهم بإقامة دولتهم المستقلة ونيل حريتهم.
تطبيق خطة الحسم وتقويض السلطة
واكد الكاتب الغريب أن السيناريو المتوقع يتمثل في تطبيق عملي لخطة حسم الصراع بالقوة مع الشعب الفلسطيني، حيث سيتم تقويض السلطة في الضفة الغربية، التي تنتظر الضم الفعلي إرضاءً لمشاريع سموتريتش وبن غفير ونتنياهو.
وأكد أن المطلوب فلسطينياً هو تشكيل حكومة وفاق وطني قادرة على مواجهة التحديات، والاتفاق على استراتيجية وطنية شاملة تضم جميع أطياف الشعب الفلسطيني، إضافة إلى وضع خطة لمقاومة مخططات وأطماع إسرائيل تجاه كل ما هو فلسطيني.
أما المطلوب عربياً، قال الكاتب الغريب، فهو دعم وتعزيز الموقف الفلسطيني سياسياً، والخروج بمواقف عربية حازمة تضع حداً لبلطجة إسرائيل في المنطقة، وتحديداً ضد الشعب الفلسطيني، واتخاذ قرارات عربية أكثر جرأة وشجاعة، والانتقال من مربع الشجب والاستنكار إلى مربع القرارات العملية، بما يضمن لجم السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.
حرب على الإنسان الفلسطيني
وقال المؤرخ والباحث في شؤون الشرق الأوسط، جوني منصور: "نعلم أن نتنياهو، منذ وصول المرحلة الأولى إلى نقطة النهاية وبدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية، بدأ يراوغ ويناور، كما أن عدداً من قادة إسرائيل، وخاصة من اليمين المتطرف، سواء داخل حكومته أو خارجها، بدأوا بالضغط عليه لاستمرار الحرب. حتى أنهم دعوا، في حال انتهاء المرحلة الثانية وإعادة جميع الرهائن الإسرائيليين، إلى أن يستأنف الجيش الإسرائيلي الحرب لتصفية حركة المقاومة نهائياً".
وأضاف: "أعتقد أن كل هذه الاتهامات تندرج ضمن إطار عملية شيطنة الفلسطينيين، سواء أكانوا مقاومين أم مواطنين عاديين. الحرب على غزة، والآن الحرب في الضفة الغربية، هي حرب على الإنسان الفلسطيني، باعتباره وفق خطاب الاحتلال 'من الحيوانات المتوحشة'، في تعبير يعكس لا إنسانية هذا الطرح".
وأكد منصور أن "على الفلسطينيين الآن تكثيف النشاطات الدبلوماسية، حيث حققت القضية الفلسطينية مكاسب كبيرة خلال السنة والنصف الماضية، ويجب استمرار هذا الحراك الدبلوماسي لتعزيز الدعم الدولي للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة".
تضافر التحرك العربي والجهود الفلسطينية
وفي ما يتعلق بالتحركات العربية، قال منصور: "أعتقد أن التحرك العربي في أعقاب تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بشأن مستقبل غزة يجب أن يتضافر مع الجهود الفلسطينية، من أجل فرض أمر واقع يؤدي إلى إنهاء الحرب بشكل نهائي، وعودة الفلسطينيين إلى كافة مناطق سكنهم في قطاع غزة، والبدء فوراً بإعادة الإعمار، دون الاستجابة للضغوط الأمريكية أو الإسرائيلية".
وختم منصور بقوله: "هناك فرصة ذهبية أمام الفلسطينيين للاستفادة من المواقف المصرية والأردنية والسعودية الداعمة، إضافة إلى دعم دول أخرى للقضية الفلسطينية في هذه المرحلة. يجب استغلال هذا الدعم للضغط من أجل إنجاز صفقة التبادل بكامل تفاصيلها، والبحث في آليات إدارة قطاع غزة ضمن رؤية مستقبلية تمنع إسرائيل من العودة إلى الحرب أو محاولة فرض وقائع جديدة على الأرض، مثل تجديد النشاط الاستيطاني".
وأضاف: "أعتقد أن هذه فرصة مهمة لإنجاز هذه الملفات بما يخدم المشروع الوطني الفلسطيني".
السعي لوضع السلطة الفلسطينية في موقف دفاعي
وقال الكاتب والمحلل السياسي الأردني، د.منذر حوارات: إن الادعاءات الإسرائيلية المتكررة حول دور السلطة الفلسطينية في دعم الإرهاب تأتي في إطار مخطط ممنهج لشيطنة القضية الفلسطينية، سواء من قبل الجهات التي واجهت الاحتلال عسكرياً، مثل حماس، أو حتى السلطة الوطنية الفلسطينية التي تتبنى نهجاً دبلوماسياً.
وأضاف حوارات، أن إسرائيل تحاول تسويق رواية مفادها أن "حماس تسعى لإبادة إسرائيل بشكل فوري، بينما السلطة تخطط لذلك على مراحل"، معتبراً أن هذا الطرح يعكس تفكير إسرائيل في المستقبل، حيث من المتوقع أن توظف هذه الادعاءات لتبرير تصعيد عسكري في غزة، يهدف إلى إضعاف حماس أكثر ودفع الفلسطينيين إلى الهجرة، في ظل محاولات خلق بيئة طاردة للسكان.
وأشار إلى أن هذه الحملة الإسرائيلية لا تقتصر على غزة فحسب، بل تسعى أيضاً إلى وضع السلطة الوطنية الفلسطينية في موقف دفاعي، ما يعيق قدرتها على التحرك الدبلوماسي لصالح القضية الفلسطينية.
وأضاف أن اتهام السلطة بـ"الإرهاب الدبلوماسي"، كما يروج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد ينعكس سلباً على الدعم الدولي لها، حيث تخشى بعض الدول أن يؤدي ذلك إلى تقليص مساعداتها المالية للفلسطينيين.
توحيد الصف وتعزيز المقاومة الشعبية
وأكد حوارات أن مواجهة هذه التحديات تتطلب توحيد الصف الفلسطيني، والعودة إلى النضال السلمي، وتعزيز المقاومة الشعبية، مشدداً على أن "وحدة الفلسطينيين يجب أن تكون حجر الأساس لأي تحرك قادم، لأن استمرار الانقسام لا يخدم إلا إسرائيل".
ودعا إلى توحيد القرار السياسي والعسكري الفلسطيني تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.
أهمية تكثيف الدعم السياسي والمالي للفلسطينيين
وعلى الصعيد العربي شدد الكاتب حوارات على أهمية تكثيف الدعم السياسي والمالي للفلسطينيين، والعمل على تحركات دبلوماسية فعالة لمواجهة الرواية الإسرائيلية، وإيصال رسالة واضحة بأن الشعب الفلسطيني يناضل من أجل حقوقه المشروعة وفق القوانين الدولية.
وفي ما يتعلق بالموقف الدولي، رأى حوارات أن المجتمع الدولي أثبت فشله في التصدي للإجراءات الإسرائيلية، مرجعاً ذلك إلى الدعم الأمريكي المطلق لتل أبيب، والذي يعطل أي تحرك فاعل ضد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
واختتم الكاتب حوارات حديثه بالتأكيد على ضرورة تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، من خلال دعم سكان غزة بالمساعدات الإنسانية، ومساندة السلطة الوطنية الفلسطينية في تأمين رواتب موظفيها، ودعم الاقتصاد الفلسطيني لضمان بقاء الفلسطينيين في وطنهم، في مواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تفريغ الأرض من سكانها.
دلالات
فلسطيني قبل حوالي 4 ساعة
الشيطان الاكبر هو امريكا باعتراف الجميع ثم إنه يحق لأي أحد أن يتكلم عن الإرهاب الا امريكا واسرائيل لأنهما قمة الإرهاب فانظروا إلى فعلهما في أفغانستان وفيتنام وفلسطين خاصة غزة انظروا الى شوارع
الأكثر تعليقاً
مرسوم رئاسي: تعديل نظام دفع مخصصات عائلات الأسرى والشهداء والجرحى
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/039f0cac70a7c09235de1cd0bc478969.jpg)
حارس مستوطنة "تلمون" يقتحم أطراف رام الله ويعتدي على شرطيين ويصادر سلاحيهما
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/01975af6be957c5e8541fa86f062cd8d.jpg)
السعدي: الاحتلال دمر مخيم جنين بالكامل وهجر أكثر من 20 ألف مواطن قسرا
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/1b518d2de13b5f78c6acb589d4f0882d.webp)
ترامب يهدد بالعودة للحرب في حال لم يتم الإفراج عن المحتجزين
الرئيس السمسار..!
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/ad761dfefde5e604d017bbc565ae554e.jpg)
جامعة الدول العربية عن تصريحات نتنياهو حول دولة "فلسطينية في السعودية": انفصال تام عن الواقع
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/0b6e0498328f223d96ec44c802c9dcba.webp)
تربويون يطالبونها بالعدول عن القرار.. لماذا سحبت "الأونروا" كتاب الصف الخامس؟
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/df602fc6c3ff5ee10e003377a2ab2ad5.jpg)
الأكثر قراءة
حارس مستوطنة "تلمون" يقتحم أطراف رام الله ويعتدي على شرطيين ويصادر سلاحيهما
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/01975af6be957c5e8541fa86f062cd8d.jpg)
عاصفة ترمب.. هل يتراجع مُطوّر العقارات أمام الرفض العالمي لطروحاته؟
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/7b8112957c31df0e4436a02ba0b5b22f.webp)
مئات المواطنين ينزحون قسرا من مخيم الفارعة
مرسوم رئاسي: تعديل نظام دفع مخصصات عائلات الأسرى والشهداء والجرحى
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/039f0cac70a7c09235de1cd0bc478969.jpg)
إعلام عبري: تقديرات بأن حماس تريد الإفراج عن جميع أسرى المؤبدات ضمن المرحلة الثانية
فارس يطالب الرئيس عباس بسحب مرسوم مخصصات الأسرى والشهداء
الرئيس السمسار..!
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/ad761dfefde5e604d017bbc565ae554e.jpg)
![](/assets/block_backgrounds/finance1-27a30c25.jpg)
أسعار العملات
الأحد 09 فبراير 2025 9:22 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.55
شراء 3.56
دينار / شيكل
بيع 5.01
شراء 5.0
يورو / شيكل
بيع 3.68
شراء 3.67
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 615)
شارك برأيك
اتهامات نتنياهو للسلطة و"حماس".. محاولة لشيطنة الشعب للاستيلاء على الأرض