من بين عديد النتائج الصادمة، التي خلصت إليها اللجنة الأممية المستقلة، المكلفة بالتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة، وجميع الأراضي المحتلة، تبرز شهادات صادمة لمعتقلين تحرروا من الأسر، وما زالوا أسرى خوفهم ورعبهم وقلقهم وحزنهم، مما طالهم من تعذيب تجاوز كل الحدود.
اللجنة، خلصت كذلك إلى أن العنف الجنسي، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، يُرتكب في جميع أنحاء الأراضي المحتلة كاستراتيجية حربية، تتبعها إسرائيل للسيطرة على الشعب الفلسطيني وتدميره، وهي ذات الخلاصة التي خلص إليها تحقيق دولي، خلال الأشهر الأولى من حرب الإبادة، حيث أشار إلى أن نسبة الخصوبة الإنجابية انخفضت من 6.2 قبل نشوب الحرب، إلى 4.2 بعدها، ما يفسّر التركيز على استهداف النساء والأطفال كبنك أهداف من أجل قتل المواليد، وقتل الوالدات لغرض إهلاك الحرث والنسل.
روى لي أحد الأصدقاء الخارجين من مدافن الأحياء بعضاً من المعاناة، التي يكابدها الأسرى خلف ستائر العتمة، خاصة بعد السابع من أكتوبر، واصفاً ما يجري بالكابوس المقيم، ففي حين تصحو من نومك فَزِعاً من كابوس يداهمك، فإنك تتمنى الخلود إلى نومك، للهروب من كابوسك المقيم أمام عينيك، آناء الليل وأطراف النهار.
لعل أهم ما خلصت إليه اللجنة، هو الدعوة إلى تفعيل قانون عدم الإفلات من العقاب، الذي بدونه فإن إسرائيل ستواصل جرائمها على نحو أكثر فظاعة.
شارك برأيك
الكوابيس المقيمة أمام أعيننا !