فلسطين
الثّلاثاء 11 فبراير 2025 8:06 صباحًا - بتوقيت القدس
تربويون يطالبونها بالعدول عن القرار.. لماذا سحبت "الأونروا" كتاب الصف الخامس؟
القدس - خاص بـ "القدس" والقدس دوت كوم
د. علي الجريري: التمييز العنصري وثقافة الإبادة والأبارتهايد دخلا كافة مؤسسات التعليم الديني والرسمي في إسرائيل
د. غسان عبد الله: فبركة وهم التحريض في المناهج الفلسطينية شرعت بها مؤسسة "Impact of Peace" الإسرائيلية عام 1992
غدير فوزي جابر: المناهج الفلسطينية في جميع مراحلها تؤكد أن السلام هو الحل الوحيد لإحلال الأمن والاستقرار في المنطقة
د. أمجد شهاب: خضوع "الأونروا" لسياسة الابتزاز التي تمارسها الدول الممولة خطوة نحو فرض "الاحتلال الفكري" على الفلسطينيين
إسماعيل مسلماني: القرار محاولة لتصفية الفكر والإرث الوطنيَّين اللذين تحققا عبر تضحيات الشعب الفلسطيني
أحمد الصفدي: الضغوط لا تقتصر فقط على "الأونروا" بل تمتد إلى المناهج الفلسطينية خاصة في مدينة القدس المحتلة
في خطوة تدعو للاستغراب والاستهجان من حيث المضمون والتوقيت، قررت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) سحب كتاب اللغة العربية للصف الخامس، بسبب احتوائه على دروس حول معركة القسطل وسيرة الشهيدة دلال المغربي، إضافة إلى نصوص فدوى طوقان، وسيتم استبدال الكتاب بمحتوى جديد يخلو من أي إشاراتٍ إلى التاريخ النضالي الفلسطيني.
ويأتي هذا الإجراء من "الأونروا" بعد سلسلةٍ طويلةٍ من الإجراءات والقرارات التي اتخذتها بحقها دولة الاحتلال الإسرائيلي، وآخرها حظر نشاطها في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، والذي دخل حيز التنفيذ نهاية شهر كانون الثاني/ يناير الماضي.
كُتاب ومحللون تحدثوا لـ"ے" اعتبروا أن خضوع "الأونروا" لسياسة الابتزاز التي تمارسها الدول الممولة خطوة نحو فرض "الاحتلال الفكري" على الفلسطينيين، وأن هذا القرار محاولة لتصفية الفكر والإرث الوطنيَّين الفلسطينيَّين اللذين تحقّقا عبر تضحيات الشعب الفلسطيني، مشيرين إلى أن الضغوط الإسرائيلية لا تقتصر فقط على "الأونروا"، بل تمتد إلى المناهج الفلسطينية، خاصة في مدينة القدس.
كتاب اللغة العربية يحتوي على مضامين تعزز الهوية الوطنية
وقال د. علي الجريري محاضر اللغات والإعلام في الجامعات الفلسطينية إن التحريض على المناهج الفلسطينية يتم "ليلاً ونهاراً"، مستهدفاً كتاب اللغة العربية للصف الخامس الابتدائي، نظراً لتضمنه مضامين تعزز الهوية الوطنية الفلسطينية عبر تسليط الضوء على رموز وطنية وثقافية بارزة.
وأوضح الجريري أن الكتاب يضم قصيدة "أناديكم" لشاعر المقاومة توفيق زياد، مشيراً إلى أن الأخير كان رئيساً لبلدية الناصرة حتى وفاته في حادث سير أثناء عودته من استقبال الرئيس ياسر عرفات في أريحا، وكان في طريقه إلى جلسة البرلمان الإسرائيلي حيث كان يترأس قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش).
كما لعب دوراً بارزاً في أحداث يوم الأرض، ودافع عن حقوق الفلسطينيين داخل الخط الأخضر.
وأشار إلى أن هناك في الناصرة مسقط رأسه مؤسسة تعنى بتراثه وبالدراسات الفكرية والأدبية تعتبر مرجعاً للدارسين، وقد ترجمت معظم أشعاره الى اللغة العبرية وقام بترجمتها الشاعر الأديب المترجم نبيل طنوس.
ورأى د. الجريري أن دوائر الاحتلال تعتبر وجود أشعاره، كما أشعار محمود درويش وسميح القاسم في المناهج الفلسطينية تحريضاً على الاحتلال".
وأضاف الجريري: "كما تضمن محتوى الكتاب قصائد للشاعرة الكبيرة الراحلة فدوى طوقان، وأخرى للشاعر لطفي الياسيني التي تخلد ذكرى شهداء مجزرة دير ياسين عام ٤٨ تبعها حديث عن المناضلة الشهيدة دلال المغربي التي قادت خلية دير ياسين في عملية فدائية داخل فلسطين".
تمجيد أسماء القادة العرب والفلسطينيين
وأشار إلى أن الكتاب يمجد أسماء القادة العرب والفلسطينيين وعلى رأسهم القائد الفلسطيني الرمز أبو عمار.
ولا يمكنهم تجريد الذاكرة من قادة تركوا آثارهم طول البلاد وعرضها، ومنهم صلاح الدين الأيوبي، وقال: "في القدس شارع رئيسي إلى اليوم اسمه شارع صلاح الدين، وقد حاولوا تغيير اسمه، لكنهم فشلوا في ذلك حيث انحفر هذا الاسم في أذهان المقدسيين والفلسطينيين، أما العنصريون فقط نجحوا بسرقة تمثال صلاح الدين الأيوبي وهو يمتطي جواده أمام الباب الغربي لقلعة القدس، شاهراً سيفه معلناً الانتصار على جيوش الفرنجة وأمامه قائد قوات الفرنجة يقوم بتسليم القلعة لصلاح الدين، وظهر النصب البرونزي بعد ستة أعوام من سرقته في أعمق نقطة وزاوية داخل القلعة، كي لا يراها السياح والزائرون عدا عن تحطيم الحجارة التي نحت عليها باللغة العربية والإنجليزية توثيق ذلك الانتصار".
تهويد وأسرلة عشرات المسميات المقدسية
وأكد الجريري انه لم تكتف تعدياتهم في القدس على هذا الحدث، بل غيروا عشرات المسميات المقدسية وهودوها واسرلوها، فأطلقوا اسم "بلوجات هكوتل" (كتيبة المبكى)، على حارة درج الطابونة على يمين الداخل من باب الخليل إلى باب السلسة قرب المبكى، وأطلقوا اسم باب القمامة "שער האשפות" على باب المغاربة في السور الجنوبي للقدس العتيقة، وسرقوا شاخصة طويلة عريضة عليها اسم باب العمود "שער שכם" وكتبوا مكانها درج هداس وهدار "מעלות הדס והדר" ، وغيّروا اسم جبل المشارف إلى اسم "هار تسوفيم "הר צופים"، وكتبوه باللغات الثلاث العربية والعبرية والإنجليزية، كي ينسى المقدسيون والفلسطينيون مسمياتهم، بل وادخلوا تلك المسميات إلى مناهجهم ويعلمون أن القدس عاصمة لهم.
وأوضح أن الاحتلال يسعى لشطب من كل مناهج اللغة العربية والعبرية كل ما يشير إلى الوجود الفلسطيني حتى أن الضفة الغربية يطلقون عليها اسم "يهودا والسامرة"، وأن حدود دولتهم تشمل كل فلسطين والأردن، وربما أبعد من ذلك، وهذا غيض من فيض؛ فمن هم الذين يعلمون أطفالهم إبادة الآخر وإنكار وجوده وحقه في أرضه.
وأكد الجريري "أن التمييز العنصري وثقافة الإبادة والأبارتهايد دخلت كافة مؤسسات التعليم الديني والرسمي حتى لا تكاد تخلو جامعة أو مدرسة أو مؤسسة تعليمية من التحريض ضد الفلسطينيين والعرب ، بل وتطالب بترحيل الفلسطينيين والعرب من مدنهم وبلداتهم".
وأكد في نهاية حديثه لـ"ے" أن "الأمر يحتاج إلى حديث أكثر، وشرح وموسع لفضح ممارسات الاحتلال في التعليم والثقافة، وكم أفواه الإعلاميين، والتحريض ضدهم، ومعاقبتهم، وسجنهم، وإقصائهم من وظائفهم".
بروتوكول "الأونروا" يقضي باتباع نظام التعليم بالدول المضيفة
من جانبه، قال د. غسان عبد الله، مدير مركز الدراسات والتطبيقات التربوية "كير"، إن فبركة وهم التحريض في المناهج التعليمية الفلسطينية هي فكرة قديمة جديدة، شرعت بها مؤسسة (Impact of Peace) الإسرائيلية عام 1992، بالتوازي مع جهود تفاهمات أوسلو.
وأضاف: "عقدنا في مركز الدراسات والتطبيقات التربوية يوماً دراسياً لبحث هذا الموضوع، واستعنّا بدراسات أعدها مختصون إسرائيليون، مثل دراسة دان بيتان بعنوان صورة العرب والإسلام في المناهج الإسرائيلية، ودراسة حنان بن بورات حول المناهج الفلسطينية، وغيرها من الدراسات التي لم تُظهر وجود تحريض في المناهج الفلسطينية، على عكس الكم الهائل من التحريض الموجود في المناهج الإسرائيلية، والذي يختلف حسب انتماء المدرسة، إذ توجد مدارس حكومية، ومدارس تابعة لأحزاب دينية متطرفة، مثل تلك الموجودة في المستعمرات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى المدارس الخاصة".
وبخصوص قرار وكالة الغوث الدولية بشأن هذا الكتاب المقرر، أوضح عبد الله أن البروتوكول المعمول به في وكالة الغوث يقتضي اتباع نظام التعليم في الدول المضيفة، لكن يبدو أنها تسعى إلى مداهنة الموقف الإسرائيلي في محاولة لإحداث ثغرة في قرار حكومة الحسم الإسرائيلية القائمة حيال وكالة الغوث الدولية.
وأضاف: تربوياً، من المعروف أن هناك تربية رسمية (تشمل المدرسة والمناهج والمعلمين)، وتربية غير رسمية مستمدة من حياة الطالب وواقعه. فهل يُعقل أن تطلب التربية الرسمية وغير الرسمية من الطالب أن يتجاهل معاناته اليومية على الحواجز والاغلاقات وممارسات الاحتلال منذ عام 1967 وحتى اليوم، وأن يُقال له إن كل شيء على ما يرام، في حين أنه يعيش واقع هدم المدارس، والتهجير، ومصادرة الأراضي، والاستيلاء على ممتلكات ذويه؟ كيف يمكننا تعليمه أموراً تتناقض مع التفكك الاجتماعي الذي يعانيه بسبب السياسات العسكرية التي يفرضها الاحتلال بالقوة؟
مطلوب تشكيل جبهة وطنية تربوية تحت مظلة وزارة التربية
وتساءل: كيف لمؤسسة وكالة الغوث، التابعة لهيئة الأمم المتحدة، والتي أطلقت عدة مبادرات تربوية وعقدت العشرات من المؤتمرات العالمية تحت مسميات مختلفة (التعليم التحرري، التعليم للجميع، التعليم من أجل تحقيق التنمية المستدامة، ميثاق حقوق الطفل، المدرسة والمجتمع... إلخ)، أن تتجاهل هذه الحقائق؟
وقال عبد الله إنه كان الأجدر بمن أصدر القرار أن يُوظّف الواقع المزري الذي يعيشه الطالب الفلسطيني وذووه لتحقيق ما ورد في هذه المبادرات الدولية، التي بادرت اليها هيئة الامم المتحدة بدلاً من مهادنة حملات التحريض على مناهجنا التعليمية.
وأضاف: المطلوب فعله، هو تشكيل جبهة وطنية تربوية تحت مظلة وزارة التربية والتعليم، تضم:
ممثلي اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم (وهي موجودة في كل دولة عضو في "اليونسكو)، المؤسسة الإسلامية للثقافة والعلوم، اتحاد الجامعات العربية، اتحاد الجامعات الآسيوية الأفريقية، اتحاد المعلمين الفلسطينيين، اتحاد نقابة العاملين في الجامعات الفلسطينية، المنظمات الأهلية والشعبية العاملة في مجال التربية غير الرسمية، اتحادات مجالس أولياء الأمور... إلخ.
وتابع: لمواجهة هذه المحاولات الخبيثة في تزوير الرواية الفلسطينية، يجب تفعيل سرد القصص الشعبية في البيوت، وإحياء دور المسرح الشعبي في الحارات والشوارع، والتركيز على نهج التعلم الذاتي والبحث العلمي لدى الطلبة.
وفي الختام، قال عبد الله: "لستُ خائفاً من هذه المحاولات الخبيثة الهادفة إلى تغريب التعليم وتجهيل الطالب الفلسطيني، ما دام هناك معلم، ومدير، ومشرف فلسطيني مخلص لرسالته التربوية والوطنية، كما كان الحال في الماضي، وهو كذلك اليوم، وسيظل كذلك في المستقبل”.
إجراء وخطوة غير مسؤولَين وغير مدروسَين
بدورها، استنكرت مسؤولة ملف التعليم في المؤتمر الوطني الشعبي للقدس، غدير فوزي جابر، هذا الإجراء وهذه الخطوة غير المسؤولَين وغير المدروسَين من قبل مفوض عام وكالة الغوث الدولية (الأونروا).
وقالت: إن هذا الإجراء يتساوق تماماً مع ما تريده إسرائيل، ويتماشى مع ما تمليه دولة الاحتلال على وكالة الغوث الدولية.
وأشارت إلى أن من بين الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها سلطات الاحتلال بحق الأونروا، وقف نشاطاتها وإغلاق مكاتبها في مدينة القدس المحتلة.
وأكدت جابر أن مثل هذه الإجراءات تتنافى كلياً مع القوانين الدولية التي أقرتها وكالة الغوث الدولية نفسها.
وأوضحت أن من حق السلطات الفلسطينية تدريس المناهج التي أقرتها أو توافقت بشأنها مع مختلف الأطراف المعنية، والتي لا تحتوي على ما تدعيه إسرائيل و"الأونروا" من تحريضٍ ضد السامية أو ضد إسرائيل.
وشددت على أن منهاج اللغة العربية يُدرَّس منذ عشرات السنين في مدارس السلطة الوطنية الفلسطينية منذ نشأتها وحتى اليوم، وهو لا يحتوي على أي مادة تحريضية على الإطلاق، بل يتضمن حقائق تاريخية لا يمكن لإسرائيل أو "الأونروا" شطبها أو إلغاؤها، وهي حقائق مؤكَّدة حتى في القانون الدولي وفي المؤسسات التابعة للأمم المتحدة، إضافة إلى المؤسسات والمنظمات الدولية والحقوقية.
تدخّل سافر في شؤون السلطة الفلسطينية
واعتبرت أن هذا الإجراء وهذه الخطوة غير المسبوقَين يمثلان تدخلاً سافراً في شؤون السلطة الوطنية الفلسطينية، وهو إجراء لا يحق لـ"الأونروا" الإقدام عليه.
ودعت جابر المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، إلى التراجع عن هذا الإجراء وهذه الخطوة التي تمس مهنيته وحياده، بل وتؤكد انحيازه إلى جانب دولة الاحتلال، وتغليبه مصالح وكالة الغوث الدولية على حساب التعليم الفلسطيني.
وأكدت أن المناهج الفلسطينية، في جميع مراحلها، تؤكد أن السلام هو الحل الوحيد لإحلال الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو ما تتضمنه المناهج الفلسطينية، وليس كما تدّعي إسرائيل، التي للأسف الشديد، انجرت خلفها "الأونروا"، وتبنّت روايتها المضللة، مدعيةً أن المناهج الفلسطينية تحوي مواد تحريضية.
التعليم هو السلاح الأقوى المتبقي لدى الفلسطينيين
من جهته، أكد د. أمجد شهاب، رئيس كلية الشهاب المقدسي، أن التعليم هو السلاح الأقوى المتبقي لدى الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وهو المعركة الأخطر والأصعب، موضحاً أن التعليم يُعد المعركة الأخيرة للمقدسيين في مدينة القدس.
وقال إنه منذ عام 1967، تحاول إسرائيل إخضاع التعليم لسيطرتها، وزيادة معدلات الجهل بين أبناء الشعب الفلسطيني، وكيّ الوعي الجمعي، ورفع نسبة التسرب الدراسي بين الطلبة الفلسطينيين، ليصبحوا فريسة لأرباب العمل الإسرائيليين.
وأشار إلى أن إغلاق المدارس الست المتبقية التابعة لوكالة "الأونروا" في القدس يأتي ضمن هذه السياسة، إذ إن محاولات فرض المنهاج الإسرائيلي في مدارس المدينة مستمرة، حتى باتت معظم المدارس تخضع لسيطرة مباشرة أو غير مباشرة من السلطات الإسرائيلية.
وأوضح شهاب أن السلطات الإسرائيلية تعمدت طمس مادة اللغة العربية والتربية الإسلامية، وتجزئة مادة التاريخ، وتحريف أسماء المدن والشوارع الفلسطينية، وحذف الأبيات الشعرية والرموز الوطنية وحق العودة، في محاولة لمحاربة الحس الوطني والانتماء والتراث الحضاري الفلسطيني.
المشكلة لا تكمن في المنهج بل في الاحتلال
ولفت إلى أنه، ورغم إصدار منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" في أكتوبر 2016 قراراً يستنكر انتهاكات الاحتلال بحق مدارس القدس المحتلة ويدين فرض الرقابة على المناهج المدرسية، فإن إسرائيل تحاول اليوم، عبر الدول الممولة، دفع هذه الجهات للانسياق مع سياسة الاحتلال.
وقال إن خضوع وكالة "الأونروا" لسياسة الابتزاز التي تمارسها الدول الممولة يُعدّ خطوة نحو فرض "الاحتلال الفكري" على الفلسطينيين، مشدداً على أن المشكلة لا تكمن في المنهج، بل في استمرار الاحتلال نفسه.
واعتبر أن هذه السياسات تندرج ضمن خطة "الأسرلة الزاحفة" التي بدأت منذ عام 1967 وما زالت مستمرة حتى اليوم، مشيراً إلى أن المشهد التعليمي في القدس المحتلة يمثل أكبر مثال على خطة ممنهجة واستراتيجية تهدف إلى ضرب قطاع التعليم، ليس فقط في القدس المحتلة، بل أيضاً في بقية الأراضي الفلسطينية ومدارس الشتات التابعة لوكالة الغوث "الأونروا".
القرار جاء بعد ضغوط أمريكية وإسرائيلية
وتناول الكاتب المختص بالشأن الاسرائيلي إسماعيل مسلماني تداعيات قرار الأونروا وتأثيره على الفلسطينيين.
وقال: في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، قررت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) سحب كتاب اللغة العربية للصف الخامس من مدارسها في الضفة الغربية.
وأكد أن هذا القرار جاء بعد ضغوط أمريكية وإسرائيلية، ويهدف إلى تعديل المناهج الدراسية بما يتوافق مع سياسات التعليم الجديدة.
وأشار إلى أن القرار جاء نتيجة الضغوط السياسية حيث تعرضت أونروا لضغوط من الولايات المتحدة وإسرائيل لسحب الكتاب بسبب احتوائه على دروس تتناول معركة القسطل وسيرة الشهيدة دلال المغربي، إضافة إلى نصوص للشاعرة فدوى طوقان.
وحول تداعيات القرار أشار مسلماني إلى أنه يتلخص في طمس الهوية الوطنية، حيث يعتبر القرار محاولة لتصفية الفكر والإرث الوطني الفلسطيني الذي تحقق عبر تضحيات الشعب الفلسطيني. إن حذف الدروس التي تتناول التاريخ النضالي والسياسي للشعب الفلسطيني يهدف إلى فصل اللاجئين عن هويتهم التاريخية وطمس وعيهم تجاه قضيتهم.
فصل الفلسطينيين عن هويتهم التاريخية
ومن التداعيات أيضاً، وفق مسلماني، التأثير على الروح المعنوية، فمنع الطلاب من دراسة تاريخهم النضالي قد يؤثر سلباً على روحهم المعنوية، ويقلل من ارتباطهم بقضيتهم الوطنية، وكذلك التوترات الاجتماعية، بحيث إن القرار أثار موجة من الاعتراضات والانتقادات في الأراضي الفلسطينية، ما يزيد من التوترات الاجتماعية والسياسية في المنطقة.
وأشار مسلماني إلى ردود الفعل، حيث لاقى القرار انتقادات واسعة، فقد أدان المكتب التنفيذي للجان الشعبية للاجئين القرار، معتبراً إياه محاولة لتصفية الفكر والإرث الوطنيَّين الفلسطينيَّين.
وأضاف: كما حذر المحللون السياسيون من أن القرار يأتي في إطار الضغوط الأمريكية والإسرائيلية التي تهدف إلى فصل اللاجئين الفلسطينيين عن هويتهم التاريخية وطمس وعيهم تجاه قضيتهم.
ووصف الخطوة بأنها تعكس انتهاكاً صارخاً يتناقض مع شعبٍ له هوية وثقافة، ولا يحق لأي أحد التدخل، وهذا إجراء يعكس ظلماً لشعبٍ له أرض ولغه وتاريخ وثقافة.
وختم مسلماني بالقول: "قرار سحب كتاب اللغة العربية للصف الخامس من مدارس وكالة الغوث يحمل في طياته تداعيات خطيرة على الهوية الوطنية الفلسطينية والروح المعنوية للطلاب. يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية التدخل لحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين وضمان حصولهم على تعليم يعكس تاريخهم وثقافتهم".
استهداف الهوية الوطنية الفلسطينية
وندد المشرف التربوي أحمد الصفدي بقرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، معتبراً أنه يأتي استجابة للضغوط الأمريكية والإسرائيلية التي تستهدف الهوية الوطنية الفلسطينية.
وأكد الصفدي أن هذه الضغوط لا تقتصر فقط على "الأونروا"، بل تمتد إلى محاولات مستمرة لمهاجمة المناهج الفلسطينية، خاصة في مدينة القدس، حيث يتم استهداف الكتب الدراسية الفلسطينية عبر إجراءات متتالية تشمل فرض عقوبات جماعية على المدارس.
وأضاف: إن المساس بالمناهج الفلسطينية يُعد انتهاكاً للاتفاقيات الموقعة مع الأونروا، والتي تنص على ضرورة الالتزام بتدريس منهاج الدولة المستضيفة، مشيراً إلى أن المناهج الفلسطينية خضعت لمراجعة من قِبل منظمة اليونسكو وعدة جهات دولية، وأثبتت خلوها من أي تحريض.
وأضاف: "إن الاتحاد الأوروبي صادق على المنهاج الفلسطيني في عام 2022، ما يؤكد شرعيته وأهميته في الحفاظ على الهوية الوطنية".
وشدد الصفدي على ضرورة تراجع "الأونروا" عن قرارها، محذراً من خطورة الرضوخ للضغوط التي تستهدف الوعي الفلسطيني وتسعى إلى طمس الهوية الوطنية.
دلالات
فلسطيني قبل حوالي 6 ساعة
هذه قمة العنجهية والعجرفة و من يتحدى لهذه العنجهية
الأكثر تعليقاً
مرسوم رئاسي: تعديل نظام دفع مخصصات عائلات الأسرى والشهداء والجرحى
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/039f0cac70a7c09235de1cd0bc478969.jpg)
حارس مستوطنة "تلمون" يقتحم أطراف رام الله ويعتدي على شرطيين ويصادر سلاحيهما
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/01975af6be957c5e8541fa86f062cd8d.jpg)
استشهاد الطفل صدام رجب من بلدة كفر اللبد متأثرا بإصابته
السعدي: الاحتلال دمر مخيم جنين بالكامل وهجر أكثر من 20 ألف مواطن قسرا
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/1b518d2de13b5f78c6acb589d4f0882d.webp)
جامعة الدول العربية عن تصريحات نتنياهو حول دولة "فلسطينية في السعودية": انفصال تام عن الواقع
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/0b6e0498328f223d96ec44c802c9dcba.webp)
الرئيس السمسار..!
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/ad761dfefde5e604d017bbc565ae554e.jpg)
أحمل نعشي على كتفي وأمشي وأمشي
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/cc1d7217a0bd5f1ff79623fd321fbca1.jpg)
الأكثر قراءة
ترامب "ليس في عجلة" لتنفيذ خطته للاستيلاء على غزة
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/f01c1d2a2113f806c19ff993b8360b14.webp)
إعلام عبري: تقديرات بأن حماس تريد الإفراج عن جميع أسرى المؤبدات ضمن المرحلة الثانية
مئات المواطنين ينزحون قسرا من مخيم الفارعة
منع إسرائيل ادخال المعدات الثقيلة إلى غزة يؤخر انتشال جثث المحتجزين
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/56bc640d46bbba3c5f3a3d51f5060fc2.webp)
نائب وزير الخارجية الصيني تشن شياودونغ يلتقي المبعوثين الدبلوماسيين العرب لدى الصين
استشهاد الطفل صدام رجب من بلدة كفر اللبد متأثرا بإصابته
الرئيس السمسار..!
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/ad761dfefde5e604d017bbc565ae554e.jpg)
![](/assets/block_backgrounds/finance1-27a30c25.jpg)
أسعار العملات
الأحد 09 فبراير 2025 9:22 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.55
شراء 3.56
دينار / شيكل
بيع 5.01
شراء 5.0
يورو / شيكل
بيع 3.68
شراء 3.67
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 609)
شارك برأيك
تربويون يطالبونها بالعدول عن القرار.. لماذا سحبت "الأونروا" كتاب الصف الخامس؟