أقلام وأراء
الأحد 09 فبراير 2025 8:32 صباحًا - بتوقيت القدس
الرئيس السمسار..!
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/ad761dfefde5e604d017bbc565ae554e.jpg)
يحدثنا سمسار وتاجر العقارات الأمريكي دونالد ترمب في كتابه "فن الصفقة". بنصيحة حول استغلال الفرص إذ يؤكد "أهمية استغلال الأوقات الصعبة"، مثل فترات الركود الاقتصادي من أجل اقتناص الأصول المتعثرة وإعادة إحيائها وتحقيق أرباح منها لاحقاً، ويرى ترمب أن "السوق غير المستقرة تقدم فرصاً لا تتكرر".
لذلك بالنسبة للرئيس السمسار ترمب، فإن مذبحة غزة وتدميرها فرصة قد لا تتكرر. وإذا تم اقتناصها وفق فنونه فسيتم جني الأرباح منها. ولا يدري أن غزة وطن قبل أن تكون عقاراً أو سلعة في سوق النخاسة.
بذلك فند السمسار ترمب ما أعلنه الرئيس ترمب عن أنه يريد إنهاء الحروب التي إندلعت في عهد سلفه المترهل جو بايدن. لكنه نسي القول إن الحروب التي تدر أرباحاً وأموالاً طائلة على جرابه بعد تجريد السيف منه لن تتوقف، غير مكترث بما تحصده من أرواح وتزرعه من دمار.
هكذا سقط الرئيس ترمب في شر أفكار السمسار ترمب.
فكرة ترمب ولدت في إسرائيل ويروج لها ترمب السمسار، ووفق المحرر البرلماني السياسي الحزبي للإذاعة الإسرائيلية زئيف كام في نشرة صبيحة 6 شباط/ فبراير 2025، فقد تم بحثها في الكابينيت منذ أشهر وتم تكليف الوزراء بن غفير وكاتس ودريمر لتطويرها والدفع نحو وضع خطة لتنفيذها. وتدلنا كتب التاريخ السياسي الإسرائيلي أنها حلم صهيوني قديم تعود جذوره إلى ولاية ثاني رئيس حكومة إسرائيلية ليفي أشكول قبل حرب حزيران عام 1967 وجاءت على خلفية نشاط الفدائيين الفلسطينيين في غزة بعد النكبة، وتحديداً بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وكان شمعون بيرس وزير البريد في حرب حزيران عام 1967 من أشد المتحمسين لها وللاستيطان في سيناء المصرية وقطاع غزة، وهو من أقام مستوطنة "أريئيل" في قلب الضفة الغربية. وحلمت بها غولدا مائير، ثالثة رئيس حكومة في إسرائيل، عام 1970 عندما اندلعت الحرب بين عامي 1968-1970 بين المقاومة في غزة وقوات الاحتلال بقيادة أريئيل شارون قائد اللواء الجنوبي في الجيش الإسرائيلي في حينه، وعادت عليها خطة حكومية وضعتها وزارة الشؤون الاستخبارية بقيادة غيلا غامليئبل في بداية هذه الحرب، وقد منيت بفشل ذريع كسابقاتها بفضل صبر وصمود أهل غزة ومقاومتهم وقرار مصري صارم بسد الحدود مع القطاع.
ويأتي ترمب السمسار الآن ليحيي العظام وهي رميم، فلماذا سينجح ترمب حيث فشل كل أساتذته من قادة الحركة الصهيونية وأركانها؟ صحيح أن إطلاق فكرة تهجير أهل غزة قد جعله "همشياح" المسيح المخلص بنظر الكهانيزم/ الكهانية بقيادة سموترتش وبن غفير ومن خلفهما نتنياهو وكل زمرته، ولكن عليه أن يستفيد مما تنتهت إليه المسيرة السياسية لمن سبقوه فيها، وتحديداً شمعون بيرس الذي أصبح من أشد دعاة السلام والساعين له مع الفلسطينيين. فلا عجب إذن من أن يسارع سموتريتس للتعقيب على فكرة ترمب لترحيل أهل غزة بالقول: "لقد قبرنا فكرة الدولة الفلسطينية إلى الأبد"، وتعود ريالة بن غفير "تسَقّي" من أجل العودة الى كرسي الوزارة وتطبيق مشروع سيده الحاخام كهانا بخصوص الترانسفير للفلسطينيين. وليكشف أن الخطة جاهزة تنتظر التنفيذ ويعلن على الملأ أنه "لم يعد لنتنياهو ذريعة للتهرب".
لذلك فإن ترمب كأيّ سمسار عقارات وليس كزعيم الدولة العظمى الذي يصبو لقيادة العالم، ما هو إلا مجرد مروج لحلم صهيوني يميني قديم جديد. وبذلك صَعّر خده ونفسه ومشى مختالاً، وتفّه منصبه وعاد إلى نصائحه القديمة في كتابه "فن الصفقة".
الرئيس ترمب كأي سمسار يتوقف نجاحه في تسويق صفقته الجديدة على مدى إذعان الزبون، وما إذا كان "خرعاً" ليشتري ويخسر، كي يقتنص ترمب الفرصة، ويكسب نصيبه منها لصالح المقاول الإسرائيلي، الذي قال زعيمه نتنياهو غداة دعوة ترمب لتهجير أهل غزة في مقابلة مع فوكس نيوز إنها "فكرة ممتازة ويجب تطويرها وضمان تنفيذها". صحيح، فهي بنظره تعزز بقاء توليفته المتطرفة وتبقيه رئيساً للحكومة الإسرائيلية، وتنفيذها إن تم يحقق له "الانتصار المطلق"، ويحقق هدفاً استراتيجياً أخفق من سبقه في تحقيقه، وتجاهل أنه محكوم على ذلك بالفشل ليلحق بمن سبقه.
هكذا بين السمسار ترمب والمقاول نتنياهو، يحاولان إخفاء الجريمة الدامية التي فتكت بقطاع غزة وأهله بجريمة تهجير مَن بقي منهم حياً. بذلك أيضاً كشف ترمب من حيث يدري أو لا يدري الهدف المبيّت من وراء هذه الحرب بما سبقها وبما قد يلحق بها من تداعياتٍ خطيرةٍ على القضية الفلسطينية، التي يريدان تصفيتها وليس الوصول إلى حل عادل لها ينهي الصراع، لكن عليهما أن يتعلما من المسيرة السياسية لشمعون بيرس الذي كان من أشد المتحمسين والمروجين لها، إلى أن انتهى به الأمر الى إدراك الواقع وأن الحل سياسي قبل أن يكون بالبلطجة والقوة. وقد يكون أمل ترمب "ذي الصفقتين"، وكأي سمسار عقارات هذه المرة، أن يقبل الفلسطينيون والعرب بصفقة قرن ترمب من ولايته الأولى، التي أذن فيها لإسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية، على أساس أنها بنظر مريديه من العرب الأقل ضرراً بالمقارنة مع صفقة ولايته الثانية، وهي البدء بتهجير أهالي غزة. طرح ترمب في جميع الأحوال فكرة جهنمية، لكنه لم يطرح خطة. هي فنتازيا السمسار الذي لا يفهم الواقع، ولا قيمة للوطن عنده، وكل حساباته مالية. وفي نظره كل شيء سلعة قابلة للبيع والشراء.
ومثلما تبددت أحلام من سبقوه، ستكون أوهامه هذه المرة "على شونة"، فهي قبل كل شيء جريمة ضد الإنسانية، وتعدٍّ على كل النواميس والقوانين والتشريعات الدولية، وإذا كان يعي ذلك فهذه جريمة، وإذا لم يعِ وهو رئيس أقوى دول العالم فالجريمة أعظم.
فليحطط الرئيس ترمب إذن عن بغلته، فبضاعته قديمة، وقد أنهكها الصدأ، وليفكر كرئيس دولة عظمى وزعيم عالمي في ما ينفع الناس والبشرية ويحقق العدل، بدل ترسيخ الظلم وزج العالم في متاهاتٍ داميةٍ مقيتة، تُطيل عمر الصراع ليستمر غسل الدماء بالدماء.
دلالات
سليم الواديه ، غزه ،، قبل حوالي 19 ساعة
هذا الترمل ليس سمسلراً فقط بل كان سابقاً مصارعاً عنيفاً فاشلاً لا يعرف ان الرياضه حتى لوكانت مصارعه فن وذوق واخلاق ، كان بعيداً عن كل تلك الصفات حتى امه نعتته بالفاشل المغامر
مفيدة مراد قبل يوم واحد
ليتة كان سمسار فقط إذا كنت شحاذ ومتسول تطلب المليارات من دول شريفة عليك ان تكون مؤدب ولكن الوقاحة والغطرسة ستزيد العاطي تعنتاً يتعامل بمبدأ اخدمني وأنا سيدك فأي عربي بة ذرة كرامة
المزيد في أقلام وأراء
هل تدفع الدول العربية ثمن اللاموقف من حرب غزة؟
د. إبراهيم نعيرات
الترانسفير سياسة إسرائيلية بعقلية كهانية
حديث القدس
الحرب على المخيمات
بهاء رحال
انقلاب ترامب وماسك.. بين الهيمنة على واشنطن وتنفيذ مخططات التصفية
مروان إميل طوباسي
أسرى الحق والباطل
حمادة فراعنة
محور الاعتدال قوي وقادر
د. أحمد رفيق عوض
الوحدة هي الرّد المُناسب لِمُخطط تهجير أهل غزة
إبراهيم فوزي عودة
تحليلات: "الهجرة الطوعية" للغزيين ستنفذ بالتجويع أو استئناف الحرب
بلال ضاهر
إعادة رسم الأيديولوجيات الوطنية الفلسطينية: ضرورة تاريخية أم ترفٌ سياسي؟
د. إبراهيم نعيرات
آن أوان أن تحترموا مشاعرنا
حديث القدس
د. أحمد حرب في الذاكرة .. إبداع وقدرة على الإبهار
محمد زحايكة
شهيد فلسطين
حمادة فراعنة
بين الجدّ والهزل.. ترامب يوزّع كعكة الميلاد
سماح خليفة
الاعتراف الأوروبي بفلسطين في مواجهة سياسات ترامب
د. دلال صائب عريقات
ترامب سوف يرحل وغزة باقية
بهاء رحال
فلسطين من بلفور إلى ترامب
د. عقل صلاح
هل أصبحنا مدمنين على السرعة؟ تيك توك، العقل، وفقدان الصبر!
بقلم : صدقي ابوضهير : باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
الذكاء الاصطناعي ووهم المعرفة
بقلم: عبد الرحمن الخطيب، مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
الجنائية والجُناة!
ابراهيم ملحم
تغييب وترهيب
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الرئيس ترمب والتهجير والاستيلاء على غزة
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/83aead7a0a093fe0a7bb6ddc38ae0110.webp)
السعدي: الاحتلال دمر مخيم جنين بالكامل وهجر أكثر من 20 ألف مواطن قسرا
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/1b518d2de13b5f78c6acb589d4f0882d.webp)
حارس مستوطنة "تلمون" يقتحم أطراف رام الله ويعتدي على شرطيين ويصادر سلاحيهما
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/01975af6be957c5e8541fa86f062cd8d.jpg)
جامعة الدول العربية عن تصريحات نتنياهو حول دولة "فلسطينية في السعودية": انفصال تام عن الواقع
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/0b6e0498328f223d96ec44c802c9dcba.webp)
الرئيس السمسار..!
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/ad761dfefde5e604d017bbc565ae554e.jpg)
أحمل نعشي على كتفي وأمشي وأمشي
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/cc1d7217a0bd5f1ff79623fd321fbca1.jpg)
استشهاد الطفل صدام رجب من بلدة كفر اللبد متأثرا بإصابته
الأكثر قراءة
ترامب "ليس في عجلة" لتنفيذ خطته للاستيلاء على غزة
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/f01c1d2a2113f806c19ff993b8360b14.webp)
إعلام عبري: تقديرات بأن حماس تريد الإفراج عن جميع أسرى المؤبدات ضمن المرحلة الثانية
نائب وزير الخارجية الصيني تشن شياودونغ يلتقي المبعوثين الدبلوماسيين العرب لدى الصين
استشهاد الطفل صدام رجب من بلدة كفر اللبد متأثرا بإصابته
منع إسرائيل ادخال المعدات الثقيلة إلى غزة يؤخر انتشال جثث المحتجزين
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/56bc640d46bbba3c5f3a3d51f5060fc2.webp)
مئات المواطنين ينزحون قسرا من مخيم الفارعة
الرئيس السمسار..!
![](https://alquds.fra1.digitaloceanspaces.com/uploads/ad761dfefde5e604d017bbc565ae554e.jpg)
![](/assets/block_backgrounds/finance1-27a30c25.jpg)
أسعار العملات
الأحد 09 فبراير 2025 9:22 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.55
شراء 3.56
دينار / شيكل
بيع 5.01
شراء 5.0
يورو / شيكل
بيع 3.68
شراء 3.67
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 604)
شارك برأيك
الرئيس السمسار..!