تسعى السعودية لجذب بعض الاهتمام لمشاريعها الاستراتيجية خلال مشاركتها في فعاليات المنتدي الاقتصادي العالمي "دافوس" هذا العام.

وجاء حضور الوفد السعودي لافتًا في الشارع الرئيسي لمدينة "دافوس"، حيث خصص واجهات عرض واسعة للترويج لمشروعات مثل "نيوم"، وهو تطوير حضري جديد في شمال غرب المملكة؛ ومبادرة "العلا" التي تهدف إلى جعل المدينة التراثية وجهة عالمية للسياحة؛ بالإضافة إلى منصة مؤسسة الأمير محمد بن سلمان "مسك" وبرنامجها "مجلس الشباب".

يأتي كل ذلك كجزء من استراتيجية رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي، بحسب ما نقلته شبكة "CNBC" واطلعت عليه "العربية Business".

كانت واجهة "نيوم" واحدة من أبرز العروض هذا العام، حيث تسعى للترويج للمدينة كوجهة للسياحة والعيش الفاخر والابتكار.

وأوضح متحدث باسم "نيوم" لقناة "CNBC" أن الهدف من هذا الحضور المكثف هو تعريف مجتمع الاستثمار بالمشروع والإشارة إلى أنه جاهز للأعمال.

وأيد وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، هذا الشعور، إذ قال على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي إن النفط، كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، تراجع من 70% إلى نطاق يتراوح بين 30% و35%.

وأشار الجدعان إلى أن المملكة تنوعت لتشمل قطاعات متعددة مثل السياحة والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية.

وأضاف الجدعان أن الرياض تتمتع بعلاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة وعلاقة وثيقة مع الصين، ما يمنحها القدرة على سد الفجوة بين الطرفين.

تعد "نيوم" واحدة من عدة مشروعات كبرى ضمن رؤية 2030، التي تركز على استثمارات ضخمة في البنية التحتية وجذب المواهب في التكنولوجيا المالية من المنطقة وخارجها.

وقال إيان بريمر، مؤسس ورئيس مجموعة أوراسيا للاستشارات السياسية، إن الأمير محمد بن سلمان حقق تقدمًا كبيرًا في تعزيز ريادة الأعمال وتنويع الاقتصاد.

استقطاب المواهب

وتجاوز الاقتصاد السعودي مؤخرًا حاجز تريليون دولار لأول مرة، وتستثمر المملكة بكثافة في تحقيق طموحاتها لتصبح مركزًا تقنيًا عالميًا، حيث تدعم جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية مبادرات الذكاء الاصطناعي من خلال الشراكات الاستراتيجية والمشروعات الوطنية مثل الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي.

وقالت فيرا فوتورجانسكي، التي عملت على بناء منظومة ريادة الأعمال في الرياض، إن المملكة تتميز بموارد هائلة وتنظيم مرن وسكان شباب متعلمين يتوقون إلى الابتكار، ما يعزز فرصها لتحقيق نجاح عالمي.

وأشار جاك هيداري، الرئيس التنفيذي لشركة " SandboxAQ"، إلى أن المملكة والإمارات تستلهمان تجارب دول مثل سنغافورة التي اعتمدت على الابتكار التكنولوجي رغم غياب الموارد الطبيعية، وهو نموذج تسعى الدولتان إلى تكراره.