فلسطين
الجمعة 17 يناير 2025 8:13 صباحًا - بتوقيت القدس
أسئلة حارقة!
إبراهيم ملحم
كيف يفرح الفرِحون، ويرقص الراقِصون، ويهتف الهاتِفون، ويسهر الساهِرون، بينما لا تزال المقتلة مستمرة، كما لو أنها تبدأ لأول مرة؟!
إذن، لماذا انتقد مَن يُقيمون اليوم الأفراح، والليالي الملاح على الجراح، في الشوارع والساحات، وأمام عدسات الكاميرات، مَن كانوا يمارسون الحياة بإقامة أعراس أبنائهم في القاعات المغلقة، واتهموهم بالافتقاد للحسّ الوطني، والتضامن الاجتماعي؟!
لماذا لم يتم وقف إطلاق النار بالتزامن مع الإعلان عن الاتفاق، حتى لا يُترك الضحايا وحيدين يكابدون الآلام عدة أيام أمام نوازع الانتقام التي تستبد بالقتلة، الذين يسابقون الزمن لمضاعفة أرقام الضحايا بمتواليةٍ هندسية؟!
فليس ثمة ما هو أكثر وجعاً من أن تفقد أبناءك وأحفادك وأحبّاءك في الفترة الفاصلة بين الإعلان عن الاتفاق، ودخوله حيز التنفيذ.
وسط همروجة الأفراح على الجراح، استمعتُ أمس على قناة الجزيرة لحديثٍ وقور، من الرجل الصبور الصديق وائل الدحدوح، الذي فقد أبناءه وأحفاده، ولمّا يبرح الحزن قلبه، وهو يتحدث بتواضعٍ جَمّ وصبرٍ جميلٍ يليقان بأصحاب الهمم الكبيرة، والنفوس النبيلة، والقامات العالية الرفيعة، عن اليوم التالي لوقف المقتلة، وما الذي سيفعله أصحاب المنازل المدمّرة، ومنهم من ينتظرون اللحظة المؤاتية، لمعاودة الحفر والتنقيب، ولو بأظافرهم، لإخراج ما تبقّى من رفات أبنائهم من تحت ركام منازلهم، ومنهم من يلتمس مساعدةً لمداواة جراح أحبائهم الذين بُترت أطرافهم.
حديث الدحدوح يُظهر الفارق الفالق بين مَن اكتووا بنار الإبادة وعاشوا أهوالها، ومَن يعدّون ضحاياها وهم جالسون أمام الشاشات على الأرائك من بعيد.
لنتواضع قليلاً، ونراعِ مشاعر مَن لم يبرح الوجع قلوبهم، وما زالوا يتضورون الألم والوجيعة في الفجيعة الوطنية المدوية، التي لم يشهد التاريخ لها مثيلاً.
فلا نصر، مهما كان، يُعادل دمعة طفل، وحزن أُمّ ثكلى فقدت جميع أبنائها. وقد قيل: مَن لم يُراعِ دمعة طفل، فقد استُقيل من العالم.
دلالات
الأكثر تعليقاً
محاضرة في النمسا تثير تساؤلات: لماذا يسرق الاسرائيليون تراث الفلسطينيين؟
نتنياهو: "حماس" تتراجع عن بعض تفاصيل اتفاق غزة
خلال 15 شهراً من الإبادة.. حسابات الربح والخسارة
"الرئاسة" تدين جريمة الاحتلال في مخيم جنين
رئيس الوزراء: يجب ألا تحكم أي سلطة غير السلطة الفلسطينية قطاع غزة
مصطفى: غزة تحتاج إلى حكومة قادرة على مداواة جراح شعبنا وإعادة توحيدها
"هآرتس" تكشف تفاصيل عن الأسرى الفلسطينيين المُفرج عنهم ضمن الصفقة
الأكثر قراءة
الصحة العالمية: إعادة بناء النظام الصحي في غزة تتطلب 10 مليارات دولار
مصر تنسق لفتح معبر رفح وتنفيذ اتفاق يهدف لتحسين الأوضاع في غزة
بايدن: الفلسطينيون عانوا كثيرا ويستحقون السلام ونحن على مقربة من الصفقة
سكان غزة يحتفلون بأنباء اتفاق وقف النار وصفقة تبادل الأسرى
"رويترز" تنشر أجزاءً من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
مصادر منخرطة في المفاوضات تكشف لـ"القدس" تفاصيل الاتفاق الذي سيعلن اليوم
"هآرتس" تكشف تفاصيل عن الأسرى الفلسطينيين المُفرج عنهم ضمن الصفقة
أسعار العملات
الأربعاء 15 يناير 2025 8:59 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.63
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.12
شراء 5.1
يورو / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.72
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 438)
شارك برأيك
أسئلة حارقة!