قال وزير الخارجية الأميركية المنتهية وليته، أنتوني بلينكن، يوم الجمعة في رده على سؤال يخص نوايا اليمين الإسرائيلي المتطرفين المتعصبين الذين عاقبتهم الولايات المتحدة في الماضي بتوسيع المستوطنات ، وضم المزيد من الأراضي في الضفة العربية المحتلة، واستيطان غزة، أن هذا لن يكون مقبولا من الولايات المتحدة.

وقال بلينكن في مقابلته مع شبكة سي.إن.إن: ما أستطيع قوله أن سياستنا واضحة للغاية، بما في ذلك المبادئ التي وضعتها قبل أشهر في بداية الصراع في طوكيو، وهي أنه لا يمكن أن يكون هناك احتلال دائم لغزة، وأن إسرائيل يجب أن تنسحب، وأن أراضي غزة لا ينبغي أن تتغير. وبطبيعة الحال، من الواضح أنه لا يمكن لحماس أن تدير غزة، التي تستخدمها كقاعدة للإرهاب".

وشرح بلينكن : "إن اتفاق وقف إطلاق النار نفسه يتطلب من القوات الإسرائيلية الانسحاب ثم الانسحاب بالكامل، على افتراض التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم. ولكن هذا هو ما هو بالغ الأهمية في خطة ما بعد الصراع هذه، الحاجة إلى التوصل إلى اتفاق بشأن ترتيباتها، لأنه يجب أن يكون هناك شيء في مكانه يمنح الإسرائيليين الثقة في قدرتهم على الانسحاب بشكل دائم وعدم السماح لحماس بالعودة وعدم تكرار العقد الماضي حقًا".

وفي رده على سؤال يخص تغريدة الرئيس المنتخب ، دونالد ترامب، لما قاله المسؤول السابق، والأستاذ الحالي في جامع كولومبيا، جيفري ساكس عن أن نتنياهو  في الأساس هو شخص حقير ووقح ومظلم وكل ما إلى ذلك، ثم ألمح إلى حقيقة أنه هو الذي حقق صفقة وقف إطلاق النار وليس أنتم،  قال بلينكن : " أولاً، أنا أركز بشكل أقل على الشخصيات وأكثر على السياسات. ماذا تفعل دولة معينة بالفعل؟ لا يهم من هو الفرد. ماذا يفعلون في الواقع هو المهم؛ ثانيًا، أعتقد أن ما أسيء فهمه في جميع أنحاء العالم هو نسب السياسات التي تنتهجها إسرائيل والتي لا يحبها كثير من الناس إلى فرد واحد أو ربما مجموعة صغيرة من الأفراد. أعتقد أن هذا انعكاس لـ 70 و80 و90 في المائة من الإسرائيليين بعد صدمة السابع من أكتوبر، وأعتقد أن نسب ذلك إلى أي فرد واحد هو خطأ ويؤدي في الواقع إلى استخلاص استنتاجات خاطئة".

وأضاف "إن هذا هو حال البلاد (إسرائيل)، والسياسات التي تنتهجها الحكومة تعكس في واقع الأمر حال البلاد، حتى بالنسبة للعديد من الناس الذين لا يحبون رئيس الوزراء. وهذا أمر واحد، ومن المهم أن نفهمه. إننا أمام مجتمع مصاب بصدمة نفسية، تماماً كما المجتمع الفلسطيني مصاب بصدمة نفسية بسبب الأهوال التي اضطر الأطفال والنساء والرجال إلى تحملها في غزة، بعد أن وقعوا في فخ إطلاق النار من قِبَل حماس، وهو الأمر الذي لم يكن من قِبَلها، وهو ما جعلها عاجزة عن وقفه".

وحول احتجاجات موظفين من وزارة الخارجية على الإبادة الجماعية التي مكنتها الولايات المتحدة، قال بلينكن: "لا أستطيع أن أتحدث عن حالات فردية. ولكنني أستطيع أن أقول، من الواضح، إننا كنا نشعر بالقلق ـ أكثر من مجرد قلق ـ إزاء الطريقة التي تصرفت بها إسرائيل، وندرك في المقام الأول أن هذه بيئة فريدة من نوعها، بيئة لم نشهدها من قبل حقاً، بيئة حيث يعيش السكان محاصرين داخل غزة. وفي كل موقف آخر تقريباً في العالم، يتمكن الناس من الفرار من الأذى. ويصبحون لاجئين في دولة مجاورة. وهذا ليس بالأمر الجيد، ولكنه أفضل من الوقوع في خضم هذا النوع من الدوامة".