Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الإثنين 09 ديسمبر 2024 9:02 صباحًا - بتوقيت القدس

سقوط النظام... محللون يقرأون كفّ الحاضر والمستقبل

رام الله - خاص بـ "القدس" دوت كوم

د.جمال حرفوش: هناك فرص لبناء نظام سياسي جديد يعكس تطلعات الشعب السوري ويؤسس لنظام ديمقراطي

فراس ياغي: على المعارضة السورية استغلال الفرصة التاريخية لبناء نظام سياسي جديد يقوم على التعددية والديمقراطية

د. عبد المجيد سويلم: الهدف تقسيم سوريا إلى دويلات صغيرة قائمة على أسس عرقية أو طائفية بما يتماشى مع الرؤيتين الأمريكية والإسرائيلية

د. قصي حامد: روسيا وإيران تخلتا تدريجياً عن نظام الأسد بعدما فقد قيمته الاستراتيجية كحليف في الشرق الأوسط

نبهان خريشة: سقوط نظام بشار الأسد يفتح المجال أمام سيناريوهات بينها محاولات إسرائيل تعزيز تقسيم سوريا

سامر عنبتاوي: سقوط نظام الأسد سيؤدي إلى ضغوط متزايدة على المقاومة الفلسطينية لقبول اتفاقات مع إسرائيل




مع سقوط نظام بشار الأسد، بعد خمسين عاماً من حكم حزب البعث، فإن الجمهورية السورية التي شهدت حدثاً تاريخياً غير مسبوق تدخل مرحلة جديدة لا تزال معالمها غير واضحة حتى الآن، لكن تداعياتها ستكون كبيرة على المنطقة.

ويرى كتاب ومحللون سياسيون وأساتذة جامعات، في أحاديث منفصلة مع "ے"، أن هذا التحول التاريخي أحدثته عوامل متعددة محلية ودولية، أسفرت عن انهيار نظام يعاني من تراجع قدراته العسكرية والسياسية، وتآكل قاعدة دعم حلفائه الرئيسيين (روسيا وإيران)، في ظل ضغوط اقتصادية وأزمات داخلية، ومع تآكل قدرة النظام على السيطرة، برزت تحديات جديدة لسوريا التي تواجه فترة من الفراغ السياسي والأمني.

ويعتقدون أن المرحلة المقبلة قد تشهد صراعات محتملة بين الفصائل المختلفة، مع خطر الانزلاق إلى الفوضى، الأمر الذي يستدعي جهوداً متضافرة من المعارضة السورية والمجتمع الدولي لإدارة الانتقال بشكل سلمي، وتجنب العنف والفوضى، وفي الوقت نفسه، تبرز الحاجة لإعادة بناء المؤسسات وتنظيم الحكم، مع ضرورة ضمان عدم تفكك البلاد إلى كيانات متنازعة.

وعلى الرغم من المخاطر المحيطة، يؤكد الكاتب والمحللون وأساتذة الجامعات أن ثمة فرص لبناء نظام سياسي جديد يعكس تطلعات الشعب السوري، قائم على التعددية والديمقراطية، وأن نجاح هذا المسعى قد يفتح آفاقًا جديدة للبلاد ويعيدها إلى المشهد العالمي، بشرط أن تظل الأولوية لمصلحة الوطن والمواطن.


التحولات الدولية والإقليمية أثرت بشدة على وضع نظام الأسد


يؤكد البروفيسور د. جمال حرفوش، أستاذ مناهج البحث العلمي والدراسات السياسية في جامعة المركز الأكاديمي للأبحاث في البرازيل، أن سقوط نظام بشار الأسد بهذه السرعة يعود إلى تداخل عدة عوامل داخلية وخارجية، موضحاً أن هذه العوامل شملت الإنهاك الداخلي للنظام، وفقدان الدعم الشعبي، والتحولات الإقليمية والدولية.

ويشير حرفوش إلى أن أكثر من عقد من الحرب المستمرة استنزف الجيش السوري، وأضعف موارده البشرية والمالية. 

ويوضح أن اعتماد نظام الاسد على الميليشيات الموالية بدلاً من الجيش النظامي كان له دور كبير في تآكل قدراته الدفاعية. 

ويشير حرفوش إلى أن السياسات القمعية لنظام الأسد، إلى جانب الفساد المستشري، زادت من الغضب الشعبي، ما أدى إلى تراجع الولاء حتى بين مؤيديه التقليديين، وتفاقمت هذه الأوضاع بسبب الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي جعلت من الصعب على النظام الحفاظ على استقراره الداخلي.

ويوضح حرفوش أن التحولات الدولية والإقليمية أثرت بشدة على وضع نظام الأسد، مشيراً إلى التراجع الملحوظ في دعم الحلفاء التقليديين مثل روسيا وإيران. 

ويرجع حرفوش هذا التراجع إلى الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية المفروضة على روسيا بسبب تدخلها في أوكرانيا والعقوبات الدولية عليها، ما دفعها إلى تقليل التزاماتها العسكرية والاقتصادية في سوريا. 

ويشير حرفوش إلى أن إيران، التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة نتيجة العقوبات الأمريكية وتدهور اقتصادها الداخلي، ركزت أولوياتها الأمنية والسياسية على العراق واليمن، مما أدى إلى تقليل دعمها المباشر للنظام السوري.

ويؤكد حرفوش أن التنسيق بين فصائل المعارضة المسلحة كان عاملاً حاسماً في سقوط نظام الأسد.

ويوضح أن تمكن هذه الفصائل من السيطرة على مواقع استراتيجية، مثل حمص ودمشق، أدى إلى تسريع انهيار النظام وفقدانه للسيطرة على الأرض.

وفي ما يتعلق بتداعيات سقوط نظام الاسد، يوضح حرفوش أن الداخل السوري قد يواجه تحديات كبيرة، أبرزها الفراغ السياسي، الذي قد يؤدي إلى صراعات بين فصائل المعارضة والجماعات المسلحة، إلى جانب صعوبات إعادة بناء الدولة والبنية التحتية المدمرة. 

إقليمياً، يشير حرفوش إلى احتمالات زعزعة التوازن الإقليمي، مع تدخل دول مجاورة مثل تركيا وإسرائيل لتعزيز مصالحها. 

أما دولياً، يشدد حرفوش على أن ظهور حكومة سورية جديدة قد يعيد رسم التحالفات الإقليمية والدولية، مع إمكانية فتح قنوات تواصل مع الغرب.

ويرى حرفوش أن اليوم التالي لسقوط نظام الأسد سيكون مليئاً بالتحديات والفرص أبرزها الفراغ الأمني الذي قد ينشأ نتيجة صراعات داخلية بين الفصائل المختلفة، وضرورة وجود استثمارات هائلة لإعادة الإعمار، بالإضافة إلى الحاجة لخطط شاملة لإعادة اللاجئين والنازحين وضمان استقرارهم. 

ويلفت حرفوش إلى أهمية العدالة الانتقالية، مؤكداً ضرورة محاسبة المتورطين في الجرائم دون اللجوء للانتقام لضمان وحدة المجتمع.

في المقابل، يوضح حرفوش أن هناك فرصاً لبناء نظام سياسي جديد يعكس تطلعات الشعب السوري، ويؤسس لنظام ديمقراطي. 

ويشير حرفوش إلى إمكانية إعادة الانخراط الدولي، حيث قد يدفع سقوط نظام الاسد المجتمع الدولي لدعم إعادة الإعمار وإعادة سوريا إلى المشهد العالمي.

ويعتقد حرفوش أن المجتمع المدني السوري والدولي يجب أن يتضافر لضمان انتقال سلمي ومستقر لسوريا، محذراً من خطر الانزلاق نحو الفوضى أو الصراعات الممتدة. 

ويؤكد حرفوش أن إدارة المرحلة الانتقالية بحكمة يمكن أن تسهم في تحقيق استقرار إقليمي ودولي مستدام.


سحب الغطاء الروسي عن نظام بشار الأسد


يرى الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي أن السبب الأساسي لسقوط نظام بشار الأسد هو سحب الغطاء عنه من قبل روسيا، حيث لم تتدخل موسكو للدفاع عن النظام في اللحظات الحاسمة. 

ويوضح ياغي أن هذا التحول يعود إلى اتفاقات تمت بين روسيا وتركيا وإيران والولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد تعنت النظام السوري ورفضه كافة المبادرات السياسية، بما فيها إشراك المعارضة في الحكم.

ويوضح ياغي أن نظام الأسد أظهر تعنتاً في التعاطي مع جميع الحلول المطروحة، خصوصاً تلك التي تدعو إلى مشاركة المعارضة السورية في الحكومة، كما رفض النظام المقترحات المتعلقة بإجراء مصالحة مع تركيا ومحاولة إيجاد حلول للوضع الاقتصادي والاجتماعي المتدهور في سوريا. 

ويشير ياغي كذلك إلى أن الفساد المستشري وتردي الأوضاع الاقتصادية زادا من تعقيد المشهد السوري، مما جعل استمرار الوضع على حاله ينذر بإراقة المزيد من الدماء وتصاعد العنف.

ويلفت ياغي إلى أن حلفاء الأسد، وخصوصاً روسيا وإيران، فضلوا رفع الغطاء عنه بعد إدراكهم أن استمراره سيؤدي إلى دوامة جديدة من العنف والدموية في سوريا، حيث أن هذا القرار جاء نتيجة عدم رغبة الحلفاء في التورط بمزيد من الدماء السورية خصوصاً في هذه المرحلة، مع تعنت نظام الاسد في قبول الحلول السياسية.

وحول المعارضة السورية، يؤكد ياغي أن عليها استغلال الفرصة التاريخية التي أتيحت لها الآن لبناء نظام سياسي جديد يقوم على التعددية والديمقراطية. 

ويشدد ياغي على أهمية تأسيس نظام يحترم حقوق المواطن السوري بغض النظر عن دينه أو مذهبه، معتبراً أن تأسيس مثل هذا النظام سيكون له تأثير كبير ليس فقط على سوريا، بل على المنطقة العربية ككل.

رغم ذلك، يوضح ياغي أن المعارضة السورية تواجه تحديات كبيرة، أبرزها عدم التجانس بين مكوناتها المختلفة واختلاف أفكارها وأيديولوجياتها. 

ويشير ياغي إلى أن التغييرات في طريقة تفكير المعارضة قد تفتح المجال لتأسيس نظام سياسي جديد قادر على توحيد سوريا، لكن هذا الأمر لا يزال مرهوناً بالأيام القادمة.

ويؤكد أن سوريا بحاجة إلى نظام سياسي جديد يستند إلى دستور يرسخ مفهوم التعددية. 

ويرى ياغي أن نجاح المعارضة السورية في تحقيق ذلك سيؤدي إلى إنشاء أول نظام عربي تعددي ديمقراطي في المنطقة، مما قد يفتح المجال لتأثيرات إيجابية على الأنظمة العربية الأخرى.

ويؤكد ياغي أن الوضع في سوريا حساس ومعقد، مشدداً على أن مستقبل البلاد يعتمد بشكل كبير على قدرة المعارضة على استثمار هذه اللحظة التاريخية. 

ويشير ياغي إلى أن تشكيل نظام ديمقراطي تعددي يحترم القانون ويشمل الجميع قد يحول سوريا إلى نموذج ملهم للمنطقة. 

ويحذر ياغي من أن الفشل في تحقيق ذلك قد يؤدي إلى انزلاق البلاد نحو الفوضى والتحول إلى دولة فاشلة، مما سيزيد من معاناة الشعب السوري ويفاقم الأزمات القائمة.


تسليم منهجي للمدن من قبل الجيش السوري للجماعات المسلحة 


يؤكد الكاتب والمحلل السياسي د. عبد المجيد سويلم أن ما جرى في سوريا ليست حرباً بالمعنى التقليدي، وإنما انقلاب منظم تم الاتفاق عليه بين الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا، بموافقة الجيش السوري، وهو عملية تسليم منهجي للمدن من قبل الجيش السوري للجماعات المسلحة التي وصفها بـ"الإرهابية". 

ويشير سويلم إلى أن هذه العملية تأتي ضمن إطار أوسع لإعادة تشكيل المنطقة بما يخدم مصالح القوى الكبرى، وعلى رأسها إسرائيل.

ويلفت سويلم إلى أن الجيش السوري، ولأول مرة في تاريخه، يقود انقلاباً ليس لصالح قوى ديمقراطية، بل لصالح مجموعات مسلحة تم دعمها دوليًا وإقليميًا. 

ويوضح سويلم أن المشهد بدا وكأنه انسحاب منظم، حيث يتم تسليم المدن والمواقع للجماعات المسلحة دون مقاومة تُذكر.

ويعتقد سويلم أن هناك اتفاقًا مسبقًا بين أميركا وإسرائيل وتركيا على تسليم المدن لما يُسمى بالمعارضة السورية، موضحاً أن بشار الأسد كان على علم بتفاصيل هذا المخطط، لكنه لم يتمكن من مواجهته، ثم أبلغ حلفاءه الإيرانيين والروس بما يجري بعد أن فات الأوان.

وحول غياب التدخل الروسي والإيراني، يوضح سويلم أنهم كحلفاء لنظام الاسد لم يكونوا في موقع يسمح لهم بتقديم الدعم، نظرًا لأن الأحداث كانت تُدار بشكلها النهائي.

ويؤكد سويلم أن روسيا وإيران لم تُبلغا سوى بعد انتهاء الاتفاق، ما جعل أي محاولة للتدخل غير مجدية، حتى حزب الله كان على علم بأن الأمور قد حُسمت.

ويعتقد سويلم أن الهدف الأساسي من هذه العملية ليس إسقاط نظام الاسد فحسب، بل تقسيم سوريا إلى دويلات صغيرة قائمة على أسس عرقية أو طائفية، بما يتماشى مع الرؤية الأمريكية والإسرائيلية. 

ويوضح سويلم أن هذا المخطط يسعى إلى إعادة هندسة المجتمعات العربية لخلق انسجام بين مفهوم الدولة والأمة، بحيث تبدو إسرائيل كدولة طبيعية في المنطقة كونها تقوم على ذات الفكرة كدولة دينية يهودية. 

ويؤكد سويلم أن هذا النهج ليس جديداً، بل يُعد جزءاً من المشروع الأمريكي-الإسرائيلي الأوسع لإعادة تشكيل الشرق الأوسط.

ورغم أن التخلص من نظام الأسد قد يُنظر إليه كإنجاز لبعض السوريين الذين عانوا من ممارسات النظام غير الديمقراطية، إلا أن سويلم يرى أن اليوم التالي سيكون أصعب بكثير، فالتقسيم سيضعف سوريا كدولة موحدة، ويفتح الباب أمام صراعات داخلية تهدد استقرار المنطقة بأكملها.

ويؤكد سويلم على أن نجاح هذا المخطط يعتمد على قدرة السوريين على مواجهته، فإذا فشلت الولايات المتحدة وإسرائيل في تقسيم سوريا، فإن ذلك سيُمثل انتكاسة كبيرة للمشروع الصهيوني. 

ويحذّر سويلم من أن هذا السيناريو يتطلب وعيًا عربيًا وإرادة سياسية للتصدي لهذه المخططات التي تستهدف وحدة واستقرار المنطقة.

ويشدد سويلم على أن المرحلة المقبلة تتطلب المزيد من الجهود للحفاظ على وحدة سوريا، لأن المخطط الأمريكي-الإسرائيلي لا يقتصر على سوريا فقط، بل يمتد ليشمل دولًا عربية أخرى، بهدف تمكين إسرائيل من الهيمنة الكاملة على المنطقة.


نقطة تحول غير مسبوقة في تاريخ سوريا الحديث


يؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس المفتوحة د.قصي حامد أن سقوط نظام بشار الأسد يمثل نقطة تحول غير مسبوقة في تاريخ سوريا الحديث، خاصة بعد أكثر من خمسين عاماً من حكم حزب البعث وعائلة الأسد. 

ويوضح حامد أن عوامل عديدة، تراكمت على مدار السنوات العشر الأخيرة، أسهمت في هذا السقوط الذي جاء نتيجة فقدان نظام الأسد سيطرته التدريجية على أجزاء واسعة من البلاد.

ووفقاً لحامد، بدأ التخلخل في نظام الأسد منذ اندلاع الثورة السورية، حيث تعرض النظام لضربات متتالية، سواء من المعارضة المسلحة التي سيطرت على أجزاء كبيرة من البلاد، أو نتيجة انشغال حلفائه الرئيسيين بقضاياهم الخاصة. 

ويشير حامد إلى أن العام الأخير شهد تسارعاً في انهيار النظام بسبب انشغال روسيا، الحليف الأقوى للأسد، بحربها مع أوكرانيا، مما قلل من قدرتها على دعمه عسكرياً وسياسياً.

ووفق حامد، كذلك، لعب حزب الله دوراً حيوياً في دعم الأسد، لكنه انشغل خلال أكثر من عام بحربه مع إسرائيل، والتي تسببت في خسائر كبيرة لهيكله القيادي والعسكري، بما في ذلك اغتيال عدد من قادته البارزين وامينه العام حسن نصر الله. 

ويوضح حامد أن حزب الله أصبح في حاجة ماسة إلى كوادر بشرية وعسكرية لتعزيز جهوده ضد إسرائيل، مما أدى إلى تقليل دعمه للنظام السوري.

وبحسب حامد، فإن إيران، الحليف الاستراتيجي الآخر لنظام الاسد، تعرضت أيضاً لضغوط متزايدة نتيجة التوترات مع إسرائيل، حيث استهدفت الأخيرة بشكل متكرر المواقع الإيرانية في سوريا، ما أضعف هيكلها العسكري هناك. 

ويؤكد حامد أن هذه الضغوط، إلى جانب الانشغال الإيراني بالملف الإسرائيلي، أثرت بشكل كبير على قدرة طهران على دعم نظام الأسد.

ويوضح حامد أن الجيش السوري النظامي كان يعاني منذ سنوات من تراجع قدراته العسكرية وضعف سيطرته على الأرض. 

ويشير حامد إلى أن نظام الاسد فقد السيطرة على محافظات واسعة، بينما انحصرت سيطرته في دمشق وريفها، وهذا التراجع العسكري دفع بعض قادة الجيش السوري إلى التخلي عن النظام وعدم الدخول في مواجهات مميتة مع قوات المعارضة، ما أسهم في تسريع انهيار النظام.

ويوضح حامد أن السيطرة الجغرافية في سوريا أصبحت موزعة بين أطراف متعددة، بما في ذلك المعارضة المسلحة، وتركيا، وروسيا، وقوات كردية، ما جعل النظام عاجزاً عن استعادة نفوذه في معظم أنحاء البلاد.

حامد يؤكد أن روسيا وإيران تخلتا تدريجياً عن نظام الأسد، بعدما فقد النظام قيمته الاستراتيجية كحليف في الشرق الأوسط. 

ويوضح حامد أن روسيا تركز الآن على حماية مصالحها في سوريا، دون الالتزام بدعم النظام الذي لم يعد قادراً على استعادة السيطرة أو تحقيق الاستقرار.

وحول ما يمكن أن يحدث في المرحلة المقبلة، يشير حامد إلى أن سوريا تقف أمام مفترق طرق، حيث يكمن الخطر الأكبر في احتمال دخول البلاد في حالة من الفوضى والصراعات الداخلية. 

ويؤكد حامد أن تجنب هذا السيناريو يتطلب من المعارضة السورية العمل على إعادة توحيد البلاد، وتشكيل لجان مختصة لإدارة شؤون الحكم، وإعادة بناء مؤسسات الدولة.

ويلفت حامد إلى أهمية ضبط الأوضاع الأمنية داخل سوريا، مع التركيز على إنشاء هياكل مدنية لإدارة شؤون البلاد بعيداً عن الاستقطابات العسكرية. 

ويوضح حامد أن المعارضة السورية، من خلال سيطرتها على الأرض خلال الأسبوعين الماضيين، أظهرت إشارات إيجابية على نيتها الحفاظ على المؤسسات السورية والعمل على الانتقال السلمي للسلطة، وعزمها الإبقاء على رئيس الحكومة السورية بشكل مؤقت إلى حين تسليم مؤسسات السلطة وهو أمر إيجابي في ضبط الأوضاع. 

ويرى حامد أن هناك عدد من التحديات التي تقف أمام السوريين وبالأخص فيما يتعلق بالانتقال من الحالة الثورية إلى حالة الدولة، وملامح المرحلة الانتقالية والدور الذي ستلعبه الدول الفاعلة سابقا (تركيا-روسيا-إيران) في هذه المرحلة؟  وكيف ستكون طبيعة نظام الحكم المقبل؟ (علماني أم ذو مرجعية دينية لاسيما إسلامية)؟ وحتما امامهم تحديات تتعلق بشكل العلاقة مع محيطهم علاقاتها (العراق، تركيا، لبنان وبلاشك إسرائيل) وبالتأكيد إعادة إعمار سوريا.

ويصف حامد الوضع الراهن في سوريا بأنه لحظة فاصلة في تاريخ البلاد، مشيراً إلى أن تنظيم المرحلة الانتقالية بشكل جيد يمكن أن يؤدي إلى استقرار سوريا وإعادة بنائها، لكن حامد يحذر من أن الفشل في ذلك قد يؤدي إلى تصاعد الفوضى والصراعات، مما يجعل مستقبل سوريا أكثر ضبابية. 

ويؤكد حامد أن نجاح المرحلة الانتقالية يعتمد على قدرة السوريين على منع الاقتتال الداخلي والعمل على تحقيق الاستقرار السياسي. 

ويشدد حامد على أهمية بناء مؤسسات ديمقراطية قادرة على قيادة سوريا نحو مستقبل أفضل، بعيداً عن الفوضى والاستقطابات.


سقوط نظام الأسد نتيجة تراكمية لأسباب عميقة ومتعددة


يرى الكاتب الصحفي نبهان خريشة أن سقوط نظام بشار الأسد لم يكن وليد اللحظة، بل جاء كنتيجة تراكمية لأسباب عميقة ومتعددة، تراوحت بين الأوضاع الاقتصادية المتردية، والجريمة المنظمة، وتراجع الدعم الدولي والإقليمي للنظام، وصولاً إلى تحولات جذرية في ميزان القوى على الأرض.

ويوضح خريشة أنه منذ سنوات، بات نظام الأسد يواجه حالة من التدهور المستمر على كافة الأصعدة، فقد شهد الاقتصاد السوري انهيارًا غير مسبوق، حيث انهارت قيمة الليرة السورية أمام الدولار، وعمت الفوضى الأسواق، في ظل تفشي الفساد والجريمة المنظمة. 

ويشير خريشة إلى أن نظام الاسد اعتمد على أرباح سنوية تقدر بـ2.4 مليار دولار من نشاطات غير قانونية، لكنها لم تكن كافية لإنقاذه من الإفلاس، وهذا التدهور الاقتصادي رافقه فقدان النظام لقدرة إيران على دعمه نتيجة العقوبات الدولية وتدهور أوضاعها الاقتصادية.

ويلفت خريشة إلى أنه رغم المحاولات العربية لإعادة النظام إلى محيطه الإقليمي عبر استعادة عضويته في جامعة الدول العربية عام 2023، إلا أن الأسد استغل هذه الجهود لتثبيت سلطته بدلاً من تحسين الأوضاع الداخلية. 

ويوضح خريشة أن نظام الاسد رفض أي خطوات حقيقية للإصلاح، ما أدى إلى اندلاع احتجاجات جديدة طالبت بإسقاطه، وتزامن ذلك مع تحدي المعارضة المسلحة للجيش السوري الذي أصبح ضعيفًا ومفككًا، حيث باتت الميليشيات الموالية للنظام أقوى من الجيش نفسه.

ويشير خريشة إلى أن روسيا لم تستطع التدخل لمنع انهيار نظام الأسد، رغم امتلاكها قاعدتين عسكريتين مهمتين في سوريا، فالخيارات المتاحة أمام موسكو كانت محدودة، خاصة مع انشغالها بحرب أوكرانيا منذ 2022، ما جعلها عاجزة عن تخصيص موارد عسكرية لدعم الأسد دون التأثير على جبهاتها الأخرى. 

وبحسب خريشة، فإن روسيا كانت أمام معضلة استراتيجية: إما التضحية بنفوذها في سوريا أو التراجع في أوكرانيا، وهو ما جعلها تتخلى فعليًا عن الأسد.

ويؤكد خريشة أن إيران واجهت عوائق كبيرة في دعم نظام الاسد، أبرزها المراقبة المكثفة من قبل الأقمار الصناعية الأمريكية والإسرائيلية، التي حالت دون نقل الأسلحة بفعالية، ومع انهيار الجيش السوري بشكل مفاجئ وسريع، وجدت إيران نفسها عاجزة عن تقديم أي مساعدة فعالة، ما كشف ضعفها وحلفائها في المنطقة.

ويرى خريشة أن سقوط الأسد له تداعيات كبيرة على ميزان القوى في الشرق الأوسط، فمن جهة، يمثل انهيار النظام ضربة قوية لمحور إيران، حيث يتراجع نفوذ حلفائها، مثل حزب الله وحركة حماس، تحت وطأة الضربات الإسرائيلية، ومن جهة أخرى، تعزز الولايات المتحدة وإسرائيل مواقعهما الإقليمية، ما يؤدي إلى تحول ميزان القوى لصالحهما.

في الوقت نفسه، يشير خريشة إلى أن سقوط نظام الاسد يفتح المجال أمام سيناريوهات معقدة، أبرزها محاولات إسرائيل لاستغلال الوضع لتعزيز تقسيم سوريا. 

ويستشهد خريشة بتصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الذي دعا إلى تشكيل "تحالفات الأقليات" وتعزيز العلاقات مع الأكراد والدروز، ما يعكس الرغبة الإسرائيلية القديمة في تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية ومذهبية.

بالنسبة لليوم التالي لسقوط النظام، يبدي خريشة تفاؤلاً حذرًا، فالمعارضة السورية تظهر نوايا إيجابية للحفاظ على وحدة البلاد، مع طرح أفكار لتشكيل هيئة حكم انتقالية أو مجلس عسكري يضم مختلف الأطراف، وهذه الخطوة تهدف إلى إدارة المرحلة الانتقالية وتنظيم انتخابات لتشكيل حكومة مدنية وكتابة دستور جديد. 

ومع ذلك، يشير خريشة إلى أن التحديات كبيرة، خاصة في ظل التباينات بين مكونات المعارضة وتأثيرات الانقسامات السياسية والطائفية.

ويؤكد خريشة أن نجاح المعارضة في تشكيل نظام سياسي تعددي وديمقراطي هو مفتاح استقرار سوريا ومستقبلها. 

ويشدد خريشة على أهمية تأسيس نظام يقوم على المواطنة والقانون بعيدًا عن الانتماءات الطائفية والمذهبية، ورغم صعوبة المهمة، فإن هذا النظام، إذا تحقق، يمكن أن يكون نموذجًا يحتذى به في العالم العربي، ما قد يؤدي إلى تغييرات جوهرية في الأنظمة السياسية الإقليمية.

ويشير خريشة إلى أن مستقبل سوريا ما بعد الأسد يعتمد بشكل كبير على قدرة المعارضة على تجاوز خلافاتها وبناء نظام سياسي شامل. 

وبالرغم من التحديات، يعتقد خريشة أن سقوط نظام الاسد يمنح السوريين فرصة فريدة لإعادة بناء دولتهم على أسس جديدة، قد تمثل بارقة أمل لشعب عانى طويلًا من ويلات الحرب والاستبداد.


إيران وروسيا أكبر الخاسرين من سقوط نظام الأسد


يرى الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي أن أكبر الخاسرين من سقوط نظام بشار الأسد هما إيران وروسيا، بعد أن فقدتا السيطرة على أحد أهم حلفائهما في المنطقة، في حين أن المستفيدين الرئيسيين هم إسرائيل وتركيا والولايات المتحدة، الذين سيعززون من دورهم ونفوذهم في المنطقة في ظل هذا الواقع الجديد.

وبحسب عنبتاوي، فإن الأسباب التي أدت إلى سقوط نظام الأسد بهذه السرعة تتسم بالتعقيد والارتباط بعدة عوامل سياسية واقتصادية وأمنية، حيث ظلت الدولة السورية، طيلة فترة حكم الأسد وحزب البعث، في صدام مباشر مع السياسات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، مما أدى إلى تعرضها لضغوط شديدة من الطرفين في مختلف المجالات. 

ويوضح عنبتاوي أن سوريا اختارت سياسة الاكتفاء الذاتي ورفض السياسات الأمريكية التي قد تفتح أمامها مجالات كالقروض والمساعدات، ما دفعها إلى الانضمام إلى محور المقاومة والتحدي، وهذه السياسات أدت إلى زيادة الضغوط على نظام الاسد من قبل القوى الكبرى، خاصة الولايات المتحدة.

ويشير عنبتاوي الى ان الأزمة السورية تفاقمت مع اندلاع الحرب الأهلية الطاحنة، التي نتج عنها مئات الآلاف من الضحايا والخسائر البشرية والمادية، فضلاً عن الحصار الاقتصادي المشدد الذي أثر بشكل كبير على النظام، إضافة إلى ذلك، كانت هناك تقارير دولية حول انتهاكات حقوق الإنسان والحريات والعدالة الاجتماعية في سوريا، مما أسهم في عزل النظام على الساحة الدولية. 

وبحسب عنبتاوي، كان لهذه العوامل تأثير مباشر على عدم استقرار نظام الاسد داخلياً، خاصة في ظل الوضع الإقليمي المتوتر، بدءاً من السابع من أكتوبر 2023، وانخراط المنطقة في حروب عسكرية مع إسرائيل وحلفائها.

من جهة أخرى، يوضح عنبتاوي أن إيران وروسيا، وهما حليفان رئيسيان لنظام الأسد، بأن استمرار دعم الأسد سيتطلب سنوات طويلة من المواجهة العسكرية والسياسية. 

ويشير عنبتاوي إلى أن إيران كانت تحت ضغط كبير بسبب ملفها النووي وتطورات الوضع في المنطقة، بينما كانت روسيا مشغولة بتداعيات الحرب في أوكرانيا، وهذه العوامل أدت إلى تراجع دعم هذين البلدين لنظام الاسد، مما ساهم في تسريع انهياره.

عنبتاوي يعتقد أن سقوط نظام الأسد له تداعيات كبيرة على مستوى المنطقة، فالنظام السوري، الذي يعد جزءاً أساسياً من محور المقاومة، سيترك فراغاً قد تستغله إسرائيل لتعزيز وجودها في العمق السوري، وهذا الوضع قد تستخدمه الدولة العبرية كذريعة لدخول أعمق إلى سوريا بحجة مواجهة ما تعتبره تهديدات من المعارضة السورية، بزعم أنها قد تسهم في تصاعد الصراعات بين الفصائل المسلحة وتدفع باتجاه تقسيم الدولة السورية.

ويتوقع عنبتاوي أن يكون لانهيار نظام الأسد تأثيرات واضحة على الوضع اللبناني، حيث قد يعزز من حالة الفوضى هناك، فضلاً عن انعكاساته على القضية الفلسطينية ودعم المقاومة. 

ويشير عنبتاوي إلى أن نظام الاسد كان دائماً داعماً للقضية الفلسطينية، وسيؤدي سقوطه إلى ضغوط متزايدة على المقامة الفلسطينية وموقفها لقبول اتفاقات مع إسرائيل، بالإضافة إلى ذلك، قد تشمل التأثيرات مناطق أخرى مثل العراق واليمن، حيث يعاني محور المقاومة من تراجع في المواقف بسبب هذه التطورات.

دلالات

شارك برأيك

سقوط النظام... محللون يقرأون كفّ الحاضر والمستقبل

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل 17 أيام

اللهم اجعل هذا التحول في سوريا فاتحة خير للسوريين واجعله بدايةسقوط الأنظمة العربية الديكتاتورية كمصر والسودان والسعودية والإمارات وتونس ومن يتقي الله يجعل له فرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 25 ديسمبر 2024 9:36 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.65

شراء 3.64

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.13

يورو / شيكل

بيع 3.8

شراء 3.77

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 302)