فلسطين
الإثنين 02 ديسمبر 2024 8:43 صباحًا - بتوقيت القدس
"الفقاعات الإنسانية".. لا علاقة لها بالإنسانية وترمي لتحقيق أهداف أيديولوجية
القدس - خاص بـ "القدس" والقدس دوت كوم
سامي مشعشع: كاتس قدّم ملفاً خطيراً لوزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين لإعادة فتح معبر كارني لإدخال حاويات المساعدات الإنسانية
د. أماني القرم: الخطط الإسرائيلية تقوم على عدم عودة السلطة إلى غزة وعدم تمكين حماس من بناء قوتها وتقسيم غزة إلى أجزاء
د. جمال الشلبي: غزة اليوم تشهد عمليات تصفية بشرية ومعمارية غير مسبوقة وسط غياب أي تحرك دولي حقيقي لإنهاء المأساة
هاني الجمل: خطة "الفقاعات الإنسانية" تسعى إسرائيل من خلالها إلى تقسيم القطاع إلى أربع مناطق منفصلة وتحييد قوى فلسطينية
نادر الغول: منذ اليوم الأول للحرب كانت هناك رؤية مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن اليوم التال
مع تزايد الحديث والمطالبات الدولية بوقف الحرب على غزة على غرار ما حصل في لبنان، برز مجدداً الحديث عن اليوم التالي للحرب، وما يحتاجه أهل القطاع من عمل إغاثي مستعجل، خاصة في ظل سياسة التجويع الذي بلغت حداً غير مسبوق في ظل شح، بل انعدام المواد الغذائية من خضراوات وسواها، وعلى وجه الخصوص الطحين الذي وصل سعر الكيس الواحد منه نحو ألف شيكل. وقد شهد العالم بأسره حال الغزيين وهم يصطفون ويتدافعون على أبواب الأفران في محاولة للفوز بربطة خبز لا تغني ولا تسد جوعاً.
وإذا كان هذا حال سكان قطاع غزة بشكل عام، فكيف هو الحال بالنسبة لنحو ثلاثمئة ألف مواطن غزي محاصرين في مناطق شمال القطاع منذ نحو خمسين يوماً ويتعرضون لما لا يمكن لبشر احتماله من قصف وحصار وتجويع وقتل لمن يتجرأ بالخروج من بيته.
في ظل هذه الممارسات والظروف المأساوية التي خلفتها دولة الاحتلال لاكثر من مليون غزي، راحت تتداول سيناريوهات وخططاً "إغاثية" لتنفيذها في اليوم التالي لانتهاء الحرب، وبضمنها ما اسمتها "الفقاعات الإنسانية"، بما ينسجم ورؤيتها في التوسع والسيطرة على القطاع، مراهنة على تقبل أبناء القطاع المجوعين لأي إجراء أو خطة تنجيهم وأطفالهم من الموت جوعاً.
إسرائيل تسعى لتجنب السيطرة الكاملة على القطاع
وأكد الخبير في شؤون وكالة الغوت "الأونروا"، سامي مشعشع، أن وزير الجيش الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس قدّم ملفًا بالغ الخطورة إلى وزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين، أنتوني بلينكن ولويد أوستن.
وأوضح مشعشع أن الهاجس الرئيسي لدولة الاحتلال الإسرائيلي يتمثل في تبعات رأي محكمة العدل الدولية وقرارات محكمة الجنايات الدولية، والتي تعتبرها تهديداً كبيراً.
وأشار إلى أن إسرائيل تسعى لتجنب السيطرة الكاملة، عسكريًا ومدنيًا، على قطاع غزة، لما يحمله ذلك من تبعات قانونية وإنسانية، قد تصنّفها كقوة احتلال مع مسؤوليات خدماتية وحياتية وأمنية معقدة وكلفة عالية استنزافية تورطها أكثر في غزة وتزيد من خروقاتها لحقوق الغزيين وتزيد عزلتها ومساءلتها.
وأضاف مشعشع: "إن مخطط كاتس يتضمن إعادة فتح معبر كارني، المغلق منذ سنوات، واعتماده كممر لإدخال حاويات مساعدات إنسانية بدلًا من الشاحنات، بحجة منع سرقتها".
وأشار إلى أن الهدف هو إدخال حاويات المساعدات بالتنسيق مع منظمة الغذاء العالمي التابعة للأمم المتحدة لإنشاء مركز لوجيستي ضخم يمكن من إدخال ٢٠٠ شاحنة/ حاوية يومياً.
ولفت مشعشع إلى أن إسرائيل تسعى إلى إشراك مؤسسات تابعة للأمم المتحدة وشركات أمريكية خاصة ذات خبرة في تقديم المساعدات، لتنفيذ مشروع ما تسمى بـ"الفقاعات الإنسانية".
"الفقاعات الإنسانية" مسورة بأسلاك شائكة
وقال: "إن هذه الفقاعات ستكون مسورة بأسلاك شائكة محيطة بالمواقع المخصصة لتقديم المساعدات "للمعقّمين أمنياً" من الفلسطينيين، وبتوظيف كامل لخدمات الرقابة الإلكترونية والبيومترية مدعومة بمرتزقة يعملون مع شركات أمنية رديفة لفرض الأمن وبالقوة إن استدعت الحاجة".
وذكر مشعشع أن مخطط كاتس يشير إلى أن إشراك منظمة الغذاء العالمي والشركات الخاصة يأتي "لتنفيذ الانتقال من (والانفصال عن) الأونروا بطريقة سلسة وقبل أن تدخل القوانين (المقصود قوانين الكنيست الداعية لطرد الوكالة من القدس والأراضي الفلسطينية) حيز التنفيذ".
وقال: "إن كاتس يشير بثقة في الملف المقدم إلى أن بلدية الاحتلال القدس ستحل مكان الأونروا في تقديم الخدمات المختلفة للمقدسيين المسجلين لدى الأونروا، ويقدم اقتراحه بأن "تتولى السلطة محل الأونروا في الضفة".
وأكد أن هذا المقترح يتناقض مع دعوات أعضاء في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي بإلغاء دور السلطة الفلسطينية وبسط السيادة الكاملة، اللهم إن كان المقصود تهجير داخلي للفلسطينيين من مناطق (ج) في الضفة لخارجها، وحصر دور السلطة في ما تبقى من مساحة الضفة، وفي معازل متقطعة الأوصال عن بعضها البعض.
وأوضح مشعشع أن المخطط، رغم تقديمه لإدارة بايدن، إلا أنه يستهدف إدارة ترمب المحتملة في المستقبل.
وأضاف: "إن مخططاً يقدم كوكتيلاً من الخيارات المفروضة إسرائيلياً على القطاع تمهيدا لتنفيذ وعود ترمب الانتخابية بالإجهاز على المقاومة، وإنهاء دور الأونروا في الأراضي المحتلة، والتحضير لضم أجزاء واسعة من الضفة وخلق مسار للانتعاش الاقتصادي للفلسطينيين فى معازلهم، استجلاباً للتطبيع مع السعودية وغيرها من الدول العربية، وإنجاز ما لم ينجز من صفقة القرن الأصلية.
من سيحكم غزة في اليوم التالي
من جهتها، قالت د. أماني القرم الكاتبة والباحثة في الشأن الأمريكي: "أعتقد أن سؤال كيف ستبدو غزة في اليوم التالي، ومن سيحكمها هو سؤال المليون دولار، لأنه لم يهدأ الحديث عنه أبداً، فهو مسألة تشغل دولاً كثيرة إقليمية وعالمية، أولها الولايات المتحدة بزعامة الرئيس بايدن الذي طلب من إسرائيل منذ اللحظة الأولى للحرب توضيحات بشأن آلية الخروج من غزة، وما هي خطة اليوم التالي، الأمر الذي يعد أبرز الخلافات التكتيكية بين الحليفين".
وأشارت إلى أن إسرائيل من جانبها وضعت سيناريوهات كثيرة بما فيها "خطة الفقاعات الإنسانية"، أو "خطة الجزر"، وهي بالمناسبة شبيهة بخطة سابقة لأريئيل شارون تسمى "خطة الأصابع".
وقالت: "أيّاً كان اسم الخطة، فجميعها تشترك في محددات تضعها إسرائيل: الأول والأهم، هو عدم عودة السلطة الوطنية إلى غزة، لأن السلطة بمثابة الكيان الشرعي الفلسطيني المعترف به دولياً، وعودتها ستعيد بناء الوحدة في شطري الوطن، وهو آخر ما تريده حكومة المتطرفين ومشروعها التوسعي في اسرائيل. الثاني، عدم تمكين حماس من إعادة بناء قوتها أو هيكلها العام حتى الاجتماعي .والثالث، تقسيم غزة إلى أجزاء، وبقاء السيطرة الأمنية في يد إسرائيل".
إدارة بايدن تُفضل خيار السلطة بعد إصلاحها
وأكدت القرم أن الإدارة الأمريكية الديمقراطية بزعامة بايدن كانت تجد دوماً أن السلطة الوطنية الفلسطينية بعد إصلاحها هي أفضل خيار، لأن إدارة بايدن تؤمن، على الأقل، بحل الدولتين وإن لم تفعل شيئاً من أجل تنفيذه.
وفي ما يتعلق بالإدارة القادمة بزعامة ترمب، أوضحت القرم أنه بدأت ملامحها تتضح بعد اختياراته لأركانها المتشددة لإسرائيل، وإن كنت على يقين أنها واضحة من قبل بمجرد أن فاز في الانتخابات.
وأشارت القرم إلى أن ترمب والموالين له يتحدثون اليوم عن إنهاء حرب غزة قبل توليه الحكم في يناير، وهذا مطلب يتعلق بمصلحة الولايات المتحدة، ورؤية ترمب، وليس له علاقة من قريب أو بعيد بمصلحة الفلسطينيين، أو برؤية سياسية لدى ترمب وفريقه في كيفية الانتهاء من الحرب، أو ما شكل غزة بعد الحرب، أو مسألة حل الدولتين التي لا يعترف بها هو أو فريقه.
رؤية ترمب
وتطرقت القرم إلى رؤية ترمب التي تتلخص فيما يلي :
أولاً: توفير الوقت والجهد والسلاح وعدم الإفراط في الموارد، والانغماس في حروب لا طائل منها في الشرق الأوسط.
ثانياً: الاستثمار والإنجاز الشخصي: لدى الرئيس ترمب دافع أساسي يتحكم في قراراته هو مسألة قدرته على الإنجاز الذي لا يستطيع أن يقوم به غيره.
وقالت: "إن ترمب يعتبر أن التطبيع أحد أبرز إنجازاته في الشرق الأوسط التي يعتز بها".
وأكدت القرم أن المسألة الآن تكمن في إكمال حلقة التطبيع، وهي لن تكتمل الا بالجائزة الكبرى السعودية، لافتة إلى أن السعودية شروطها محددة وواضحة أعقدها هو إقامة دولة فلسطينية، لكن إدارة بايدن لم تستطع إكمال ترتيبات التطبيع بين الرياض وتل أبيب.
وأوضحت الباحثة القرم أن تطرف حكومة نتنياهو وسياسة الضم التي أعلنوا أنهم سيكملونها عام 2025 مع خطة الفقاعات او الجزر الإنسانية التي يودون تطبيقها في قطاع غزة.. أي دولة تلك التي ستأتي في عصر نتنياهو/ ترمب .. إنه العصر الأسوأ للقضية الفلسطينية، وعلينا أن نحكم العقل في أية خطوة مقبلة كي لا نكون فريسة سهلة للثنائي المقبل.
الوساطات القطرية والمصرية والأمل المفقود
بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية الدكتور جمال الشلبي إن الوضع في قطاع غزة بعد الحرب الحالية يختلف تمامًا عن الوضع قبل ستة أشهر، مشيراً إلى أن الدمار الهائل، وفقدان الأمل بحلول دبلوماسية، وصعود إدارة أمريكية أكثر انحيازاً لإسرائيل قد أسهم في خلق واقع جديد في المنطقة.
وأشار الشلبي إلى أن غزة اليوم تشهد عمليات تصفية بشرية ومعمارية غير مسبوقة، وسط غياب أي تحرك دولي حقيقي لإنهاء هذه المأساة.
وأضاف: "إن الوساطات القطرية والمصرية التي كانت تحمل بعض الأمل قد انتهت دون تحقيق نتائج ملموسة".
وأوضح أن حماس والمقاومة تواجهان وضعاً صعباً للغاية، ليس فقط بسبب الضغوط العسكرية والاقتصادية، ولكن أيضًا بسبب غياب أي دعم سياسي فعّال. كما أن السلطة الفلسطينية، تواجه تحديات غير مسبوقة، مع إشارات إلى أن انتقال السلطة قد يكون مثيراً للجدل ويعكس هشاشة الوضع الداخلي الفلسطيني.
وأكد الشلبي أن إسرائيل تعمل، مدعومة من واشنطن، على فرض رؤيتها لما بعد غزة، والتي ترتبط بمصالح إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وعلاقاته مع دول المنطقة، لا سيما السعودية.
وذكر أن السعودية ومصر قد تتفاعلان مع إدارة ترمب القادمة، لكن بشروط مرنة تتعلق بالتطبيع مع إسرائيل، وربطها بتحقيق تقدم في ملف الدولة الفلسطينية.
السعودية وخيار التطبيع
وقال الشلبي: "السعودية قد تقبل التطبيع مع إسرائيل، ولكنها تريد فرض شرط إقامة دولة فلسطينية على الأرض، وليس مجرد وعود مستقبلية".
وتطرق الشلبي إلى التساؤلات التي تطرحها الإدارة الأمريكية والدول الإقليمية حول شكل الدولة الفلسطينية، ومنها: هل ستقتصر على الضفة الغربية؟ وهل ستشمل الضفة وغزة؟ وهل سيكون هناك ممر يربط بينهما؟
وأشار إلى أن هذه القضايا ليست معقدة بالنسبة للإدارة الأمريكية، لكنها تتطلب إرادة سياسية لفرضها كجزء من أي صفقة إقليمية تشمل التطبيع السعودي الإسرائيلي.
وأضاف الشلبي: "إن إسرائيل تعمل على تفريغ غزة من سكانها، من خلال القتل والتشريد وخلق مناطق معزولة في الشمال والوسط والجنوب، مع محاولة إغراء السكان بمغادرة القطاع. وقال: "إذا استمر هذا المسار، قد يبقى فقط عدد قليل من سكان غزة يمكن التفاوض معهم في المستقبل".
وأشار إلى أن الحرب قد تستمر حتى يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترمب منصبه رسميًا في يناير المقبل، ما يعني مزيداً من المعاناة للفلسطينيين.
وخلص الشلبي إلى القول: "للأسف الشديد، لا يوجد أمل حقيقي في تحقيق دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 1967، مع القدس كعاصمة، تعيش بسلام وأمان مع الدول الأخرى. في المقابل، إسرائيل تستغل الوضع الراهن لتوسيع نفوذها الأمني والسياسي في المنطقة".
إعادة تشكيل الوضع في غزة قبل تسلم ترمب السلطة
من جانبه، أكد المحلل السياسي المصري هاني الجمل أن هناك تحركات أمريكية وإسرائيلية لإعادة تشكيل الوضع في قطاع غزة قبل تسليم السلطة في الولايات المتحدة إلى الرئيس المنتخب دونالد ترمب.
وقال: "إن هذه الجهود تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية تُحسب لكل من الإدارة الحالية برئاسة جو بايدن والإدارة المقبلة، بما يضمن استمرار تحقيق الأمن الإسرائيلي وممارسة الضغط على الأطراف الفلسطينية".
وأشار الجمل إلى أن إسرائيل تعمل على تنفيذ خطة "الفقاعات الإنسانية"، التي تسعى إلى تقسيم قطاع غزة إلى أربع مناطق منفصلة، وتحييد بعض القوى السياسية الفلسطينية، لا سيما حركة حماس.
وأوضح أن إسرائيل تعتمد على سياسة "الخبز المحروق"، التي تقوم على ممارسة ضغوط قاسية لإجبار الفلسطينيين على قبول واقع جديد مفروض بالقوة".
وأضاف: "إن هناك توجهاً إسرائيلياً لتطبيق خيارات متعددة تشمل: أولاً، استمرار التواجد العسكري الإسرائيلي في غزة لمدة خمس سنوات على الأقل، معتمدين على البنية التحتية العسكرية التي أُقيمت خلال الحرب. ثانياً، فرض إدارة دولية على القطاع بإشراف أمريكي ومشاركة عربية، وهو خيار تضغط إسرائيل لتطبيقه. ثالثاً: تعيين حاكم عسكري إسرائيلي لإدارة القطاع لفترة طويلة، بهدف التحكم الكامل في القطاع سياسياً وأمنياً".
وأشار الجمل إلى أن إسرائيل تستغل الوضع الإنساني المتردي في غزة بعد الحرب، وتستخدم المساعدات الإنسانية كوسيلة ضغط. كما تسعى إلى عقد اتفاقيات مع شركات أمريكية ودولية وحتى بعض التجار المحليين لتوزيع هذه المساعدات على من "يتخلون عن أفكار المقاومة".
وأكد أن هناك توجهاً إسرائيلياً لاستغلال الأوضاع الحالية لإضعاف حماس وتغيير الأيديولوجيا الداعمة لها، مستفيدين من الأصوات المعارضة لحماس داخل القطاع بعد أحداث 7 أكتوبر 2023.
الدور الأمريكي وصفقات التطبيع
وحول الموقف الأمريكي، يرى الجمل أن إدارة بايدن تسعى لتحقيق استقرار أمني لإسرائيل، لكنها قد تكون مضطرة لعقد صفقات مع دول عربية، مثل السعودية، لضمان مصالحها في المنطقة.
وأوضح أن تأجيل السعودية توقيع اتفاق دفاع مشترك مع واشنطن يعكس رفضها للوضع الحالي في غزة، خاصة في ظل غياب مؤشرات إسرائيلية إيجابية تجاه إقامة دولة فلسطينية، واستمرار الاستيطان وقضم الأراضي.
وفي ما يتعلق بإدارة ترمب المقبلة، أشار الجمل إلى أن الرئيس الأمريكي المقبل قد يتبنى خطوات غير متوقعة، مضيفاً: ترمب قد يعقد صفقات جديدة لتحقيق أهداف شخصية وسياسية، بما يشمل إتمام تطبيع السعودية مع إسرائيل كجزء من خططه الكبرى للمنطقة.
وحذر الجمل من أن السياسات الإسرائيلية والأمريكية الحالية قد تؤدي إلى انفجار جديد في المنطقة، يشبه ما حدث خلال عملية "طوفان الأقصى".
وأكد أن الشعب الفلسطيني يواجه خيارات صعبة، بين مقاومة مستميتة للحفاظ على حقوقه، أو القبول بواقع إنساني مفروض يخدم المصالح الإسرائيلية والأمريكية.
توافق أمريكي إسرائيلي حول إدارة غزة بعد الحرب
أما الباحث السياسي نادر الغول، فأشار إلى وجود توافق أمريكي إسرائيلي بشأن إدارة غزة في "اليوم التالي" للحرب.
وقال الغول: "منذ اليوم الأول للحرب، كان واضحاً أن هناك رؤية مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن اليوم التالي، لكن تفاصيل هذا التوافق وشكله لا تزال غامضة.
وأضاف: إن ما تقوم به إسرائيل حالياً من عمليات تطهير عرقي وعزل للمناطق الفلسطينية ينسجم مع سيناريوهات تهدف إلى خلق جيوب معزولة ومناطق متباعدة في غزة، مما يعكس نهجًا واضحًا تجاه تقسيم القطاع.
وفيما يخص السعودية، أشار الغول إلى أن المملكة أجلت توقيع اتفاق دفاع مشترك مع الولايات المتحدة بسبب حرب الإبادة الجارية في غزة.
وأوضح أن الإسرائيليين غير قادرين على تقديم أي مؤشرات إيجابية بشأن الدولة الفلسطينية، بل على العكس، يواصلون قضم المزيد من الأراضي وتوسيع الاستعمار الاستيطاني.
وأكد أن السعودية تجد صعوبة في تبرير أي خطوة تطبيعية مع إسرائيل في ظل هذه الأوضاع.
أما عن موقف الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترمب، فقال الغول: "ترمب قد يفاجئ الجميع في أي خطوة يتخذها، لأنه من الصعب التنبؤ بتحركاته أو قراراته".
وختم الغول بالتأكيد على أن الجميع بانتظار بداية ولايته لفهم المسار الذي ستأخذه القضايا الدولية، بما في ذلك القضية الفلسطينية.
دلالات
الأكثر تعليقاً
مقتل أحد عناصر الأجهزة الأمنية خلال الأحداث المتواصلة في جنين
دويكات: أجندات خارجية لشطب المخيمات الشاهد الحي على نكبة شعبنا
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
مقتل عنصر من الأجهزة الأمنية في الأحداث المستمرة بجنين
قناة إسرائيلية: كاتس يعترف لأول مرة بالمسؤولية عن اغتيال هنية
مقتل أحد عناصر الأجهزة الأمنية خلال الأحداث المتواصلة في جنين
الأكثر قراءة
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
تحديات كبيرة وانغلاق في الأفق السياسي.. 2025 في عيون كُتّاب ومحللين
الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة "إف-18" واستهداف مدمرة
السماح بنشر تفاصيل محاولة إنقاذ فاشلة لأسيرة في غزة
وقف إطلاق النار في غزة "أقرب من أي وقت مضى"
الكرملين يكشف حقيقة طلب زوجة بشار الأسد الطلاق
يسوع المسيح مُقمّطاً بالكوفية في الفاتيكان.. المعاني والدلالات كما يراها قادة ومطارنة
أسعار العملات
الأربعاء 25 ديسمبر 2024 9:36 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.8
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 302)
شارك برأيك
"الفقاعات الإنسانية".. لا علاقة لها بالإنسانية وترمي لتحقيق أهداف أيديولوجية