Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الثّلاثاء 19 نوفمبر 2024 9:51 صباحًا - بتوقيت القدس

التصعيد في الشمال.. "هوكشتاين" مكوك التفاوض بالنار والدمار

خاص بـ "القدس" و"القدس" دوت كوم-

د. أحمد شديد: صواريخ حزب الله التهديد الأكبر الذي يواجه نتنياهو ويمنعه من تحقيق هدفه بإعادة المهجرين إلى مستوطناتهم في الشمال

خالد العزي: إسرائيل تسعى إلى تحقيق ثلاثة أهداف استراتيجية من التصعيد.. والورقة الأمريكية أثارت تفاؤلاً حذراً لدى الجانب اللبناني

د. حسن مرهج: المرحلة الحالية في لبنان تتميز بتصعيد ميداني متسارع لن يتوقف على الأرجح في المستقبل القريب بالرغم من جهود وقف النار 

راسم عبيدات: مقترحات هوكشتاين تتضمن شروطاً لوضع لبنان تحت الوصاية الدولية والتصعيد الأخير يأتي في سياق الضغط عليه لقبول ذلك

أسامة الشريف: التصعيد يهدف لتعزيز الضغوط الداخلية على حزب الله ومحاولة فرض تنازلات جوهرية عليه وهو ما يُعقّد فرص التوصل إلى اتفاق

سليمان شقيرات: الدبلوماسية الأمريكية تستخدم المفاوضات للتغطية على جرائم إسرائيل وبالنهاية تُحمّل مسؤولية الفشل للمقاومة كما حصل بغزة

 


 

في ظل الحديث عن الورقة التي يحملها المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار على الجبهة اللبنانية، صعّدت إسرائيل حربها على لبنان بشكل غير مسبوق، إذ كثف طيرانها غاراته على جنوب لبنان، ووسّعها لتشمل العاصمة بيروت، إذ استهدفت أمس منطقة زقاق البلاط وسط بيروت، في ثالث قصف لقلب العاصمة اللبنانية خلال 24 ساعة بعد رأس النبع ومار إلياس، وذلك بعد يوم من اغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف في هجوم يُعد الأول من نوعه على وسط بيروت منذ منتصف أكتوبر الماضي.


وفي تطور لاحق، تعرضت تل أبيب أمس لرشقة صاروخية من حزب الله، وسُمع دوي 4 انفجارات في تل أبيب الكبرى، وأكثر من 100 بلدة ومدينة أُخرى، بينها خليج مدينة حيفا شمال تل أبيب، كما انقطع التيار الكهربائي في بعض المناطق وسط أنباء عن إغلاق مطار بن غوريون، حسب الإعلام الإسرائيلي.


ويرى محللون وكُتاب تحدثوا لـ"ے" أن التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد لبنان يأتي في سياق الضغط الداخلي وكذلك الإقليمي على حزب الله والدولة اللبنانية للقبول بالاشتراطات الإسرائيلية- الأمريكية التي تتضمن فرض الوصاية على لبنان، والمساس بسيادته البرية والبحرية والجوية، مرجحين في الوقت ذاته أن المرحلة الحالية في لبنان تتميز بتصعيد ميداني متسارع لن يتوقف على الأرجح في المستقبل القريب بالرغم من الجهود الدولية لوقف إطلاق النار.

 

 

استراتيجية عسكرية إسرائيلية مبنية على ثلاث ركائز

 

ويرى د. أحمد شديد، أُستاذ العلاقات الدولية والباحث في الشأن الإسرائيلي أنه في ظل محددات نتائج الحرب (نصراً أو هزيمة)، التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تمثلت بإعادة المهجرين إلى مستوطناتهم في الشمال، والتي قابها الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصر الله واعتبرها تحدياً، فإن عامل الصواريخ هو التهديد الأكبر الذي يواجه نتنياهو ويمنعه من تحقيق هدف الحرب آنف الذكر.

وأشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتمد على استراتيجية عسكرية مبنية على ثلاثة مرتكزات أساسية:

أولاً: تحقيق الردع أمام حزب الله من خلال السيطرة الجوية بالنيران، فإن سلاح الجو الإسرائيلي يعمد إلى تنفيذ غارات جوية على لبنان مغطية بذلك عاملي الوقت (على مدار اليوم) والجغرافيا، مستهدفةً جغرافيا لبنان كافة، مع بعض الاستثناءات لجغرافيا مرتبطة بالمسيحيين وبعض القوى السنية المتناقضة مع حزب الله، وقد طال القصف مناطق بئر العبد وغيره من الأماكن المحسوبة على حركة أمل الشيعية بقيادة الرئيس نبيه بري.


ثانياً: تكثيف الهجمات على المناطق الشيعية المعروفة بـ(حاضنة المقاومة)، خاصة في الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق الجنوب اللبناني وبعلبك الهرمل في الشمال الشرقي للبنان وذلك في محاولة من استخبارات الاحتلال إلى تأليب تلك الحاضنة على المقاومة وتحريضها عليها، وصولاً إلى خلق حالة شقاق بين المقاومة وحاضنتها، والتي أثبتت فشلها لغاية اللحظة.


ثالثاً: تهدف إسرائيل من خلال عمليات القصف الجوي هذه إلى تحقيق سيطرة نارية على طول الحدود اللبنانية– السورية، وصولاً إلى قطع الطريق بين سوريا ولبنان والتي تقول إسرائيل إنها تشكل شريان النقل الواصل من ايران الى حزب الله.

 

حزب الله يحاول خلق توازن للرعب معتمداً على أمرين

 

ويشير د. شديد إلى أنه مقابل ذلك يحاول حزب الله خلق توازن للرعب مع إسرائيل، معتمداً على أمرين:

الأول: الحفاظ على مستوى معين من الرشقات الصاروخية، التي تغطي بالمعنى الديموغرافي غالبية سكان (إسرائيل) والممتدة من الحدودمع لبنان ولغاية تل أبيب بما تشمله من مناطق استراتيجية في حيفا وغيرها من المدن في الداخل الفلسطيني، وكذلك الجغرافي الذي يغطي الثلث الشمالي من (إسرائيل) التي تحتوي على العديد من المدن الكبرى (نهاريا، عكا، حيفا، تل أبيب، الخضيرة، صفد، طبريا) وكافة مستوطنات خط المواجهة من رأس الناقورة غرباً ولغاية مزارع شبعا شرقاً.


أما الثاني، وفق د. شديد، فهو المواجهة على الأرض، حيث تشير معظم التقارير إلى أن العملية البرية الإسرائيلية متعثرة، وأن جيش الاحتلال يتكبد خسائر كبيرة، يحاول التعويض عنها من خلال محاولات إختراقات في الجبهة، خاصة على القطاع الغربي في سعيه للسيطرة على بلدة شمع الاستراتيجية، كما يحاول الوصول الى مدينة الخيام في القطاع الشرقي التي تبعد عن الحدود اللبنانية– الفلسطينية نحو ستة كيلومترات من أجل السيطرة عليها، متجنباً التوغل في القاطع الأوسط حيث وادي الحجير الذي يقع بين أقضية مرجعيون وبنت جبيل والنبطية، الذي شكل لجيش الاحتلال عقدة في حرب لبنان الثانية عام 2006.  

 

لبنان يرفض توسيع لجنة المراقبة لتضم دولاً جديدة

 

وأكد المحلل اللبناني خالد العزي، معقباً على الورقة الأمريكية المقدمة لتسوية الوضع الميداني والسياسي في لبنان، ان الورقة أثارت تفاؤلًا مشوبًا بالحذر لدى الجانب اللبناني، مع محاولة تعديل بعض بنودها لضمان سيادة لبنان وحفظ مصالحه الوطنية.


ووفقًا للعزي، تشمل أبرز التحفظات اللبنانية رفض توسيع لجنة المراقبة لتضم دولاً جديدة مثل ألمانيا وبريطانيا، إذ يفضل لبنان بقاء اللجنة كما هي حاليًا، بمشاركة فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان والأمم المتحدة. 


إضافةً إلى ذلك، يتمسك لبنان بعدم منح إسرائيل حق استخدام الأجواء اللبنانية لاستهداف حزب الله، مؤكداً التزامه بالقرار الدولي 1701 كإطار أساسي لتسوية الأوضاع.


وقال المحلل اللبناني: إن لبنان يشهد حاليا تصعيداً إسرائيلياً غير مسبوق يستهدف بنى حزب الله التحتية والعسكرية، مشيراً إلى أن إسرائيل تسعى لتحقيق ثلاثة أهداف استراتيجية من التصعيد:


الحصار البحري والجوي: إذ أصبح المجال الجوي اللبناني مكشوفاً بالكامل أمام الطائرات والمسيرات الإسرائيلية.


إقامة منطقة عازلة: تعمل إسرائيل على تدمير المناطق الحدودية، ما يهدف إلى فرض تغييرات ديموغرافية وجغرافية.


إضعاف حزب الله: من خلال استهداف قياداته ومراكزه العسكرية والأمنية، ما أدى إلى ارتباك واضح داخل صفوف الحزب.


وأشار العزي إلى أن التصعيد الإسرائيلي يأتي ضمن سياسة "القوة النارية"، حيث نفذت إسرائيل آلاف الغارات الجوية والقصف المدفعي على مدار الأيام الماضية، ما أوقع خسائر جسيمة على المستويات العسكرية والمدنية.


ويرى العزي أن حزب الله بات محاصراً داخلياً وخارجياً، مع تزايد الضغوط على بيئته الحاضنة التي تعاني من أزمات اقتصادية وإنسانية خانقة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء. 


وأضاف: إن استمرار التصعيد سيؤدي إلى مزيد من التراجع في ثقة القاعدة الشعبية بالحزب، ما يفرض عليه النظر بجدية إلى الورقة الأمريكية كسبيل للتهدئة وتجنب الانهيار الشامل.


وأوضح العزي أن زيارة المبعوث الأمريكي إلى بيروت عاموس هوكشتاين تأتي لتسريع التوصل إلى اتفاق يستند إلى القرار 1701، الذي يشهد غياب آلية تطبيق فعالة بسبب الضغوط الإيرانية والأمريكية المتقاطعة.


وبحسب العزي، فإن الرد اللبناني على الورقة الأمريكية المرتقب تسليمه قريباً سيحمل رسالة واضحة حول مدى استعداد لبنان للتفاوض أو التصعيد. وبالرغم من أن التسوية تبدو الخيار الأفضل للجميع، فإن الغموض لا يزال يحيط بآلية التنفيذ في ظل الضغوط المتزايدة على حكومة بيروت من الأطراف الإقليمية والدولية.


وأكد العزي ضرورة استعادة الدولة اللبنانية دورها التفاوضي والدبلوماسي بعيداً عن أي أجندات إقليمية، محذراً من أن أي تلكؤ أو مماطلة سيمنحان إسرائيل مزيداً من الفرص لفرض شروطها بالقوة.

 

استمرار العمليات العسكرية حتى دخول ترمب البيت الأبيض

 

واكد الدكتور حسن مرهج، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، أن المرحلة الحالية في لبنان تتميز بتصعيد ميداني متسارع يواكب جهوداً دولية لوقف إطلاق النار. 


لكنه أشار إلى أن التصعيد لن يتوقف على الأرجح في المستقبل القريب، متوقعاً استمرار العمليات العسكرية حتى دخول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مجددًا إلى البيت الأبيض، حينها قد تُطرح صفقات تسوية مؤقتة.


ويشير مرهج إلى أن التصعيد الإسرائيلي يمكن قراءته من منظورين:


الأول: تهدف إسرائيل إلى القضاء على حزب الله عسكرياً، من خلال تكثيف عمليات القصف والاغتيالات، التي امتدت مؤخراً إلى الداخل اللبناني بعد أن كانت تتركز في القرى الجنوبية.


ويُعد هذا التصعيد محاولة لتأليب الرأي العام اللبناني ضد الحزب، لإضعافه شعبياً ودفعه إلى وقف إطلاق النار من جانب واحد.


وفي مرحلة لاحقة، إجبار الحزب على تطبيق القرار 1701، ما يُمهّد لنزع سلاح حزب الله بالكامل، خاصة مع استهداف القيادات البارزة للحزب.


الثاني، وفق مرهج، محاولة إسرائيل نزع تسوية سياسية عبر النار وهي تسابق الزمن قبل تسلّم ترمب الرئاسة، وبالتالي فإن هذا التصعيد الهدف منه إحداث تغييرات جذرية في القدرات العسكرية لحزب الله وإضعافه سياسياً.


وقال مرهج: إن هذا الأمر واضح بالنظر إلى التصريحات الإسرائيلية التي أكدت مرارً أن الهدف محو الحزب عسكرياً، ولا ضير من بقائه كجناح سياسي في لبنان.

 

دور محوري لواشنطن في محاولة هندسة اتفاق وقف النار

 

وأكد مرهج أن المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين يلعب دوراً محورياً في محاولة هندسة اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. ومن المتوقع أن يصل إلى بيروت الثلاثاء لاستكمال المناقشات حول المسودة التي تسلمها حزب الله عبر السفيرة الأمريكية في بيروت ورئيس مجلس النواب نبيه بري.


وأشار مرهج إلى أن حزب الله قد يُبدي تحفظات على بعض البنود، خاصة تلك التي تفتقر إلى الوضوح، مثل تشكيل لجنة من دول أطلسية للإشراف على تطبيق القرار 1701 دون تحديد صلاحياتها وآليات عملها.


من جانب آخر، يعتقد أن واشنطن حرصت على صياغة بنود الاتفاق بطريقة تمنع حزب الله من رفضه بشكل قاطع.


وأوضح مرهج أن الموقف الحالي يكتنفه الكثير من الضبابية، إذ لا توجد تأكيدات حول موافقة حزب الله على الاتفاق أو التعديلات التي قد يطلبها. وفي ظل غياب أي بوادر لحل قريب، يبقى التصعيد هو العنوان الرئيسي.


وأشار إلى أن استمرار التصعيد الإسرائيلي في لبنان قد يدفع محور المقاومة، بقيادة إيران، إلى الدخول في مرحلة جديدة من التنسيق والمواجهة، مع تغييرات محتملة في قواعد الاشتباك ومعادلات الحرب في حال انهيار جهود وقف النار واستمرار التصعيد الاسرائيلي.


وحذّر مرهج من أن التصعيد الإسرائيلي المكثف كل ساعتين في كل أنحاء لبنان قد يكون نتيجة لخشية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من وقف إطلاق النار دون تحقيق أهدافه الاستراتيجية.


وأضاف مرهج: إن هذا التصعيد قد يؤدي إلى توسيع نطاق الحرب جغرافياً وسياسياً، في محاولة يائسة لتغيير المعادلة لصالح إسرائيل.

 

المقترحات الأمريكية الإسرائيلية.. تجاوُز للقرار 1701

 

وأكد الكاتب والمحلل المقدسي راسم عبيدات أن التصعيد الإسرائيلي الأخير في لبنان، من خلال توسيع دائرة القصف واستهداف بنى مدنية ومراكز طبية وملاجئ للنازحين، يأتي في سياق الضغط على حزب الله والدولة اللبنانية للقبول بالشروط الأمريكية والإسرائيلية لوقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية.


وقال: إن هذا الاستهداف لا يطول فقط الجبهة اللبنانية، بل سوريا، مشيراً إلى أن استهداف سوريا يندرج في هذا الإطار.


وأشار إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تهدفان من التصعيد ليس فقط التفاوض تحت النار، بل المسألة أبعد وأخطر من ذلك.


وأكد أن المقترحات التي يحملها هوكشتاين إلى المنطقة ربما كانت في البداية تتضمن شروطاً لوضع لبنان تحت الوصاية الدولية، بمعنى أن القصف الذي يطول سوريا له علاقة في إمكانية توسيع القرار 1701، وكان الحديث يجري حول تشكيل لجنة للإشراف على تطبيق القرار الأُممي 1701 بمشاركة أمريكية- فرنسية، وهذا يعني تجاوزاً لهذا القرار لأنه صدر من مؤسسة أممية وهي مجلس الأمن الدولي، ولا يجوز تعديل القرار من دون الرجوع إلى مجلس الأمن الدولي والدول التي صادقت على القرار. 

 

أمريكا وإسرائيل تهدفان لتدويل المعابر البرية بين لبنان وسوريا

 

وأشار عبيدات إلى أن أمريكا وإسرائيل تهدفان إلى تدويل المعابر البرية بين لبنان وسوريا، إضافة إلى أن السيطرة الألمانية تكون على المياه الإقليمية اللبنانية، وبريطانيا تسيطر على الحدود الشرقية والشمالية، في حين يكون لإسرائيل الإشراف الإداري على المنطقة الجنوبية، والولايات المتحدة الأمريكية في التسليح والتعاون مع الجيش اللبناني للسيطرة على المدخل اللبناني بشكل كلي، لذلك سيتم وضع لبنان تحت الوصاية الدولية في كل هذه المقترحات.


ولفت إلى أنه حتى اللحظة لم تتضح حقيقة المقترحات الأمريكية- الإسرائيلية التي قُدمت للبنان من أجل وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية، وبالرغم من أن الجبهة الداخلية اللبنانية غير متماسكة، ويتحرك فيها الحلف الأمريكي وجماعة ليزا جونسون، السفيرة الأمريكية، وبقية السفارات الغربية، لكن  في ظل كل التضحيات التي قدمها الحزب لا يمكن له أن يوافق على أي مقترحات لها علاقة بالمس بسيادة لبنان البرية والجوية والبحرية أو فرض الوصاية على معابره البرية وموانئه ومطاره.. أو قبول أن يكون لإسرائيل التدخل  وحرية العمل العسكري في لبنان.

 

ضغوط على حزب الله للقبول بشروط هوكستين

 

من جانبه، قال المحلل السياسي الأردني أسامة الشريف: إن إسرائيل تُصعد من عملياتها العسكرية ضد لبنان بهدف الضغط على حزب الله والأطراف اللبنانية الأُخرى للقبول بشروط المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين لوقف إطلاق النار، عشية عودته إلى بيروت لمتابعة ملف التفاوض بشأن وقف التصعيد.


وأوضح الشريف أن بعض بنود الاتفاق المقترح تثير خلافاً كبيراً، حيث تمنح إسرائيل أفضلية واضحة على حساب لبنان. 

 

حزب الله مستمر في استهداف مناطق حساسة

 

في المقابل، أشار الشريف إلى أن حزب الله مستمر في استهداف مناطق حساسة في شمال ووسط إسرائيل، بما في ذلك مدينة حيفا والمنشآت العسكرية الحساسة. 


وأضاف: كما يسعى الحزب إلى تكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة في جنوب لبنان ومنعه من تحقيق أي مكاسب استراتيجية على الأرض.


وتابع الشريف: إن إسرائيل تسعى إلى إنهاء العمليات العسكرية في الشمال في أسرع وقت ممكن، بهدف إعادة المهجرين الإسرائيليين إلى مناطقهم، لكنها في الوقت ذاته تحاول فرض تنازلات جوهرية على حزب الله، وهو ما يعقّد فرص التوصل إلى اتفاق سريع.


ويرى الشريف أن توسيع إسرائيل دائرة قصفها واستهدافها البنية التحتية والمناطق المدنية في لبنان يهدف إلى تعزيز الضغوط الداخلية على حزب الله، وزيادة التوتر داخل الجبهة الداخلية اللبنانية. 

 

كما حصل في غزة.. تحميل مسؤولية الفشل للمقاومة

 

وقال المحلل السياسي المقدسي سليمان شقيرات: بعد أن وصلت الحركة الدبلوماسية الأمريكية إلى الطريق المسدود تحت عنوان التوصل إلى صفقة في غزة توافق عليها حكومة نتنياهو، واستخدام وقت المفاوضات للتغطية على جرائم الاحتلال ضد المدنيين في غزة، حمّلت الإداره الأمريكية مسؤولية فشل جهودها للطرف الفلسطيني، وليس للمعتدي الذي رفض رفضاً قاطعاً وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل وأي تبادل جاد للأسرى ورفض الالتزام بقرار مجلس الأمن الذي دعا إلى وقف إطلاق النار.


وأضاف : ها هي الإدارة الأمريكية تجدد الحركة ذاتها في لبنان في محاولة لفرض الشروط الإسرائيلية عليه، والأهم محاولة التوصل إلى صفقة أو اتفاق لوقف الحرب على لبنان، ولو بحد أدنى، كالفصل بين جبهتي لبنان وغزة، وإذا نجحت هذه المحاولة فسوف تعتبرها حكومة نتنياهو انتصاراً بالرغم من رفض المقاومة اللبنانية التراجع عن موقفها السابق بإسناد شعب غزة كموقف مبدذي لا يمكن التراجع عنه إلا بوقف حرب الابادة الجماعية التي ترتكبها  قوات الاحتلال هناك، وكذلك دفاعاً عن شعب لبنان وسيادته قبل وبعد شن الحرب البرية على أرضه.


وأكد شقيرات أن الحركة الدبلوماسية الأمريكية تحاول منع مجلس الأمن الدولي من إصدار قرار بوقف الحرب على غزة ولبنان، وكذلك تقوم بالتغطية على مواصلة إسرائيل لعدوانها، وتصعيد حدته واتساعه لتحقيق أوسع عمليات القتل للمدنيبن وتدمير مساكنهم بهدف الضغط لتغيير الموقف اللبناني الموحد ضد العدوان، ومحاولة شق صف هذه الوحدة، وتحميل المقاومة مسؤولية فشل مقترحات السلام الأمريكية.


ولفت شقيرات إلى أن هناك مؤشرات للجوء الأمريكيين إلى استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار المقدم إلى مجلس الأمن الدولي لوقف حربي الإبادة والتدمير في كل من غزة ولبنان

دلالات

شارك برأيك

التصعيد في الشمال.. "هوكشتاين" مكوك التفاوض بالنار والدمار

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الثّلاثاء 19 نوفمبر 2024 9:02 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.73

شراء 3.72

يورو / شيكل

بيع 3.95

شراء 3.92

دينار / شيكل

بيع 5.26

شراء 5.24

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 54)