Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الخميس 07 نوفمبر 2024 8:17 صباحًا - بتوقيت القدس

عودة ترمب إلى البيت الأبيض.. الفيل في متجر الفخار!

رام الله - خاص بـ"القدس" والقدس دوت كوم-

عريب الرنتاوي: عودة ترمب للحكم قد تمهّد الطريق لـ"صفقة القرن 2" ما يُهدد أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة أو حتى كيان فلسطيني

د. حسين الديك:  ترمب يعمل على مزيد من التحالفات بالشرق الأوسط لتعزيز "اتفاقات أبراهام" وقد يعيد تبني الدعم غير المحدود لحكومة الاحتلال

د. رائد أبو بدوية: من المتوقع أن يقلل ترمب الدعم العسكري لأوكرانيا لتخفيف الأعباء على الاقتصاد الأمريكي والتركيز أكثر على الشؤون الداخلية

داود كُتّاب: فوز ترمب جنّب أمريكا انقساماً متوقعاً وقد يسعى لوقف أي صراع إقليمي بالرغم من دعمه المطلق لإسرائيل

د. جمال حرفوش: ترمب يعتمد خطاباً شعبوياً يثير الانقسامات وعودته قد تشكل تهديداً بالغاً للقضية الفلسطينية وتُشعل شرارة مواجهة إقليمية

 

تثير عودة دونالد ترمب إلى الرئاسة الأمريكية مخاوف مما قد تحمله فترة ولايته في طياتها تحولات جذرية، تشير إلى إعادة تشكيل ملامح التحالفات الدولية وفق رؤية ترمب القديمة، بشكل يعكس مصالح الولايات المتحدة، وانسحابها من كثير من الملفات ما يخلق إمكانية صعود قوى عظمى في تلك الملفات تسد الغياب الأمريكي عنها.


ويرى كتاب ومحللون سياسيون وأساتذة جامعات في أحاديث منفصلة لـ"ے"، أن عودة دونالد ترمب قد تفتح مرحلة جديدة تتيح فرصة لتفكيك بعض القضايا الإقليمية والدولية، ومنها ملفات الشرق الأوسط وأوكرانيا، مع تعزيز "اتفاقات أبراهام" التي بدأها في فترته الأولى، وضم مزيد من الدول العربية إلى هذه الاتفاقات، ما يعزز التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية.


ويحذرون من استمرار دعم ترمب لإسرائيل دون قيود، وتهميش الحقوق الفلسطينية وتقويض فرص التوصل إلى تسوية سياسية حقيقية، بل ربما سيناريوهات مرعبة بما يتعلق بضم الضفة الغربية.

 

إعادة تشكيل المشهد الدولي

 

يعتقد مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي أن عودة دونالد ترمب إلى الرئاسة الأمريكية مجدداً تُعيد تشكيل المشهد الدولي عبر سياساته القديمة الجديدة، وتزيد الضغوط على الفلسطينيين نتيجة علاقته القوية مع اليمين الفاشي الإسرائيلي، مشيراً إلى أنه بعودة ترمب، يبدو أن ملامح النظام الدولي ستشهد تغييرات كبرى، ستنعكس بوضوح على التحالفات والمصالح الإقليمية والعالمية.


ويوضح الرنتاوي أن عودة دونالد ترمب المفاجئة إلى الساحة السياسية الأمريكية قد تُشكّل تحديات جديدة على الصعيدين العالمي والإقليمي، ففي السنوات الأربع المقبلة، يُتوقع أن يسارع ترمب إلى تنفيذ سياسات تتوافق مع رؤيته التي عُرفت بتركيزها على المصالح الأمريكية، ما يُثير تساؤلات حول التداعيات المحتملة لعودته على عدة ملفات رئيسية في العالم.


ويؤكد الرنتاوي أنه على الصعيد الفلسطيني، تبدو العلاقات المتينة بين ترمب واليمين الإسرائيلي المتطرف كمؤشر لمرحلة حرجة قد تزيد من الصعوبات أمام الفلسطينيين. 


ويصف الرنتاوي عودة ترمب بأنها قد تمهّد الطريق لـ"صفقة القرن2"، ما يُهدد أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة أو حتى كيان فلسطيني.


هذه المخاوف للرنتاوي تستند إلى تصريحات ترمب السابقة التي أعرب فيها عن دعمه لتوسيع إسرائيل كون أراضيها صغيرة، ما قد يؤدي إلى فرض واقع جديد يشمل ضم الأراضي ويدفع الفلسطينيين نحو التهجير القسري، ويبدو أن هذا التوجه يلبي طموحات بعض التيارات الإسرائيلية لتحقيق ما يُعرف بـ"الحل النهائي".


بالإضافة إلى ذلك، يوضح الرنتاوي أن ترمب قد يتخذ موقفاً حازماً تجاه الأوضاع في غزة ولبنان، حيث يُرجّح أن يسعى لاحتواء الحروب هناك، لكن في المقابل تقديم الدعم اللامحدود لإسرائيل لتكريس سيطرتها على الضفة الغربية. 


وفي سياق آخر، يتوقع الرنتاوي أن تُعزز عودة ترمب من عدائه المعروف تجاه إيران، إذ من المحتمل أن يستأنف سياسة من الضغط للحد من برنامجها النووي ونفوذ حلفائها في المنطقة.


أما بالنسبة للعلاقة مع تركيا، فيرى الرنتاوي أن أنقرة قد تكون واحدة من المستفيدين من عودة ترمب، حيث إن الأخير يُبدي عدم اهتمام كبير بالملف الكردي ولا يتعامل بجدية مع الملف السوري، وهو ما يتماشى مع مصالح تركيا. 


في المقابل، يشير الرنتاوي إلى أن الأردن ومصر قد تشهدان تهميشاً واضحاً ضمن السياسة الأمريكية لصالح تعزيز الدور السعودي، فيما يتوقع أن تحافظ القاهرة على اهتمام ترمب بدعم موقفها في قضية سد النهضة.


وعلى الساحة الدولية، يعتبر الرنتاوي أن أوكرانيا ستكون الخاسر الأكبر من عودة ترمب بسبب احتمالية توجهه نحو تعزيز العلاقات مع روسيا. 


أما الصين، فإن الرنتاوي يشير إلى أنها بدورها تشعر بالقلق من عودة ترمب إلى البيت الأبيض، حيث يرى في محاربة الاقتصاد الصيني أولوية.

 

 

تحوّل سياسي واسع في المشهد الأمريكي

 

يرى الكاتب والمحلل السياسي والمختص بالشأن الأمريكي د.حسين الديك: إن عودة دونالد ترمب إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية تشير إلى تحوّل سياسي واسع في المشهد الأمريكي، خاصة بعد تحقيق الحزب الجمهوري انتصاراً واسعاً، إذ لم تعد المسألة مجرد عودة شخصية سياسية، بل تصب في إطار استعادة الحزب الجمهوري هيمنته على مجلس الشيوخ والنواب الأمريكي، إلى جانب سيطرته على حكومات الولايات والمجالس التشريعية. 


يصف الديك هذا التغير بـ"الطوفان الأحمر" كرمز للون المخصص للجمهوريين، الذي يعكس سيطرة الجمهوريين على الولايات المتحدة ويعود لأسباب متعددة، منها: التماسك التنظيمي داخل الحزب الجمهوري، مقابل الانقسامات الداخلية العميقة التي يمر بها الحزب الديمقراطي، مثلما حدث حين أصبحت كامالا هاريس مرشحة للحزب دون انتخابات تمهيدية، وإنما بقرار من قيادات الحزب التقليدية بعد تنحي الرئيس جو بايدن. 


ويعتقد الديك أن هذا التحول الكبير في الكونغرس والبيت الأبيض يضع الولايات المتحدة والعالم أمام مرحلة سياسية جديدة قد تتميز بتفكيك بعض العقد الإقليمية والدولية، ومنها ملفات الشرق الأوسط وأوكرانيا.

من خلال رؤية الديك، ستؤدي عودة ترمب إلى مزيد من التحالفات في الشرق الأوسط، حيث يملك مشروعاً سياسياً سعى لتعزيزه بعد تأسيسه خلال فترته الرئاسية الأولى، والذي تمثل في "اتفاقات أبراهام"، ومن المرجح أن يسعى ترمب إلى استكمال هذا المسار عبر ضم دول عربية أخرى لهذه الاتفاقات، مما يعزز تطبيع العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية. 


ويؤكد الديك أن العلاقات الإسرائيلية-الأمريكية ستتعزز أكثر خلال ولاية ترمب، حيث يعتمد الحزب الجمهوري في دعمه لإسرائيل على رؤى ذاتية عقائدية ومصالح شخصية مشتركة بين ترمب واليمين الإسرائيلي، خاصة مع دعم بنيامين نتنياهو وشركائه في الحكومة الذين كانوا من أول المهنئين لترمب بانتصاره الانتخابي.

 

سيناريوهان محتملان للتعامل مع القضية الفلسطينية

 

بالنسبة للقضية الفلسطينية، يعتقد الديك أن هناك سيناريوهين محتملين؛ السيناريو الأول هو أن يعيد ترمب تبني سياسة الدعم غير المحدود لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، ما يعني استمرار التوسع الاستيطاني وربما اتخاذ خطوات أخرى مثل الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مناطق إضافية، كمنطقة "ج" وغور الأردن وجنوب الخليل، وهي خطوات تهدف إلى دمج هذه المناطق بشكل رسمي ضمن "دولة إسرائيل"، ومن المحتمل أن يعترف ترمب وحكومته بسيادة إسرائيل على هذه المناطق كنوع من "الهدايا المجانية" التي قد يقدمها ترمب لنتنياهو.


أما السيناريو الثاني وفق الديك، فيتعلق بإمكانية إطلاق مسار سياسي جديد تحت شعار "حل الدولتين" ولكن من منظور مختلف، يهدف إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والدول العربية، في سياق استكمال "اتفاقات أبراهام". 


ويرى الديك أن هذا المسار لن يفضي في النهاية إلى حل فعلي للقضية الفلسطينية، إذ تفتقر النخب السياسية الإسرائيلية، بمختلف انتماءاتها الحزبية، إلى الإرادة السياسية اللازمة لتحقيق تسوية قائمة على أساس الدولتين، ما يجعل هذا السيناريو مجرد إطار شكلي لتعزيز التطبيع وليس للتوصل إلى سلام حقيقي.


ويعتقد الديك أن عودة ترمب قد تفتح المجال أمام حلحلة بعض الملفات المعقدة في الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي والملف اللبناني، حيث قد يسعى ترمب إلى تهدئة الأوضاع في غزة عبر التوصل إلى هدنة إنسانية دون تقديم حلول سياسية جذرية، وتشمل هذه الهدنة وقف استهداف المدنيين وتخفيف القيود على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، إلى جانب الحد من التصعيد العسكري في الضفة الغربية وجنوب لبنان. 


ويشير الديك إلى أن مثل هذه الهدن تهدف إلى تحقيق استقرار نسبي، لكنها لا ترقى إلى مستوى الحلول السياسية الدائمة.


وفيما يخص السياسة الأمريكية تجاه إيران، يرى الديك أن عودة ترمب ستشهد تصعيداً في العقوبات على طهران، إضافة إلى تشديد الضغوط على حلفائها الإقليميين. 


ويتوقع الديك أن يلجأ ترمب إلى استخدام "القوة الناعمة" عبر دعم حلفائه الإقليميين أو "القوة الخشنة" من خلال استهداف مباشر لبعض الشخصيات أو القيادات المرتبطة بإيران.


وبالرغم من أن هذه التوجهات قد تتفاوت حسب طبيعة الملف، فإن الديك يشير إلى أن الشراكة بين إدارة ترمب وحكومة نتنياهو ستسهم في تكثيف الضغط على إيران، بما يشمل استهدافات عسكرية أو اقتصادية.


ويشدد الديك على أن عودة "الترمبية" تعني تحولاً جذرياً في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث سيعود التركيز على المصالح الضيقة وتجنب التدخلات المعقدة، مع الالتزام بدعم التحالفات القائمة بين واشنطن وإسرائيل وبعض القوى الإقليمية، لكن من غير المتوقع أن يتقدم حل الدولتين خطوة نحو التطبيق الفعلي، بل ستظل القضية الفلسطينية تدور في دائرة المفاوضات غير المجدية.

 

تغييرات جذرية في النظام الدولي

 

يعتقد د. رائد أبو بدوية، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في الجامعة العربية الأمريكية، أن عودة دونالد ترمب إلى الرئاسة الأمريكية، ستحدث تغييرات جذرية في النظام الدولي، بناءً على سياساته التي انتهجها خلال رئاسته الأولى، حيث يميل نحو سياسة انعزالية تقلص من تدخلات الولايات المتحدة في النزاعات العالمية، وهذا التوجه قد يعود بقوة بعد فوزه، ما يثير تساؤلات حول انعكاساته على القضايا العالمية والمحاور الاستراتيجية، بدءاً من الحرب الروسية- الأوكرانية وحتى الملف الصيني وامتداداً إلى الشرق الأوسط.


وبحسب أبو بدوية، فإن سياسة الانعزال التي يتبناها ترمب في النظام الدولي قد تفتح المجال أمام بروز نظام متعدد الأقطاب، حيث تلعب روسيا والصين أدواراً متزايدة في تشكيل التحالفات الدولية، وتتحرر القوى الكبرى من تأثيرات الولايات المتحدة، وربما تدفع سياسات ترمب الانعزالية نحو تعميق الانقسام العالمي، وتجعل من الولايات المتحدة لاعبًا أقل تدخلًا في الشؤون الدولية، الأمر الذي سيترك فراغات تستغلها قوى أخرى.


ويتوقع أبو بدوية أن يقلل ترمب من الدعم العسكري لأوكرانيا، في خطوة تهدف إلى تخفيف الأعباء على الاقتصاد الأمريكي والتركيز أكثر على الشؤون الداخلية، وأن يتخذ نهجًا أقل التزامًا تجاه تايوان، ما قد يشجع الصين على تعزيز نفوذها في المنطقة.


على صعيد حلف الناتو، فإن أبو بدوية يرى أن ترمب أبدى خلال رئاسته السابقة عدم اهتمام كبير بالتحالفات العسكرية الغربية، مهدداً بتقليص الدعم الأمريكي إذا لم ترفع الدول الأعضاء مساهماتها العسكرية، ومع عودته، يُرجح أن يتبنى ترمب نهجاً مشابهاً.


وهذه التحولات وفق أبو بدوية قد تعيد صياغة دور الناتو عالمياً، وربما تعطي مجالاً أكبر لصعود أقطاب عسكرية أُخرى، مثل روسيا والصين، وتعميق التحالفات بين القوى العالمية الأُخرى.

 

التحالف مع إسرائيل لاعتبارات مصالحية وأيديولوجية

 

أما في الشرق الأوسط، فتبدو سياسات ترمب القادمة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتحالف مع إسرائيل لاعتبارات مصالحية وأيديولوجية، وهو ما تجلى بوضوح خلال رئاسته الأولى عبر دعمه المطلق لها.


ويرى أبو بدوية أن سياسة ترمب إزاء الشرق الأوسط ستكون قائمة على ثلاثة محاور رئيسية؛ أولها تعزيز العداء ضد إيران دون توجيه ضربة كبرى لها، وثانيها التطبيع الإسرائيلي- العربي، الذي يسعى ترمب إلى ترسيخه، لكنه سيؤدي في الوقت ذاته إلى تهميش الحقوق الفلسطينية على نحو كبير ما قد يمهد لتنفيذ مخططات الضم في الضفة الغربية وتقييد أي تسوية سياسية شاملة للقضية الفلسطينية.


والمحور الثالث بحسب أبو بدوية، يشمل مستقبل غزة ولبنان، إذ من غير المتوقع أن يدفع ترمب نحو انسحاب إسرائيلي من قطاع غزة، بل على العكس قد يُقدم على دعم السيطرة الأمنية الإسرائيلية هناك، وهذه السياسات قد تشمل ترتيبات جديدة تخص القطاع، لكن دون السماح بنشوء نظام سياسي فلسطيني مستقل.


وفيما يتعلق بلبنان، يرى أبو بدوية أنه يُحتمل أن يسمح ترمب بعمليات عسكرية إسرائيلية محدودة هناك إذا تطلب الأمر، لكنه لن يدعم طموحات إسرائيلية كبيرة للتوغل والسيطرة على لبنان.


ويشير أبو بدوية إلى أن موقف ترمب تجاه القضية الفلسطينية وخاصة قطاع غزة سيظل منحازاً لدعم السيطرة الأمنية الإسرائيلية، مشيراً إلى أن"صفقة القرن" اقترحت إدارات مدنية فلسطينية في الضفة الغربية، مع إغفال واضح لإقامة دولة فلسطينية حقيقية مستقلة.


ويوضح أن تصريحات ترمب السابقة، التي ألمحت إلى مشاريع استثمارية مثل المنتجعات السياحية على سواحل غزة، تكشف توجهاته نحو إبقاء السيطرة الإسرائيلية وعدم اهتمامه بخروجها من القطاع.


ويشير أبو بدوية إلى أن الإسرائيليين ينظرون إلى ترمب على أنه فرصة مناسبة لتنفيذ مخططاتهم الاستيطانية والأمنية والاقتصادية بالضفة الغربية وقطاع غزة.

 

غموض حول التزام ترمب بوعوده الانتخابية

 

يرى الكاتب والمحلل السياسي داود كُتَّاب أن عودة دونالد ترمب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية، خففت من خطر اندلاع اضطرابات داخلية، وجنبت الولايات المتحدة انقساماً متوقعاً لو خسر. 


ومع ذلك، يعبر كُتَّاب عن قلقه بشأن تداعيات ذلك على المديين المتوسط والبعيد، حيث يكتنف عودة ترمب غموض حول التزامه بوعوده الانتخابية، ومن بينها ترحيل 12 مليون مهاجر غير شرعي من الولايات المتحدة. 


ويشير كُتَّاب إلى أن هذا التوجه، إلى جانب تهديد ترمب بتقييد حرية التعبير، والانتقام من خصومه السياسيين، وفرض ضرائب جمركية على الواردات، يضع أمريكا على محك تصادم اقتصادي محتمل، خاصة مع ردود الفعل السلبية المتوقعة من أوروبا والصين، ما قد يضر بالاقتصاد الأمريكي بدلاً من دعمه.

 

قلق عالمي بشأن استقرار النظام الأمني الدولي

 

وعلى الصعيد الدولي، يشير كُتّاب إلى وعود ترمب بإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن التساؤلات تثار حول الثمن الذي قد يدفعه لتحقيق ذلك، خصوصاً إذا كان يتضمن تقديم تنازلات لروسيا، مثل السماح لها بالسيطرة على أجزاء من أوكرانيا أو تأكيد نفوذها على جيرانها مثل جورجيا وبولندا. 


ويشير كُتّاب إلى أن هذا السيناريو قد يؤدي إلى إضعاف حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ما يثير قلقاً عالمياً بشأن استقرار النظام الأمني الدولي.


وفي الشرق الأوسط، يعتبر كُتّاب أن ترمب يمثل حليفاً وثيقاً للسعودية والإمارات وإسرائيل، ما قد يؤدي إلى تسريع جهود التطبيع مع إسرائيل. 


ويعتقد كُتّاب أن ترمب، بالرغم من دعمه المطلق لإسرائيل، قد يسعى لوقف أي صراع إقليمي في الشرق الأوسط، بما في ذلك الحرب الحالية في غزة ولبنان. 


ومع ذلك، يتساءل كُتَّاب عن الكيفية التي سيتبعها ترمب لتحقيق السلام، وهل سيتضمن ذلك دعماً مطلقاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أم سيقوم بالضغط على الجانبين الفلسطيني واللبناني للتوصل إلى حل يتماشى مع توازن القوى، أم سيكون حلاً عادلاً؟ 


ووسط هذا الغموض، يشير كُتَّاب إلى أن ترمب في فترته الرئاسية السابقة أبدى أحياناً انزعاجه من نتنياهو، رغم دعمه الكبير له.


ويذكر كُتَّاب أن ترمب يحظى بدعم قوي من الأمريكية الإسرائيلية مريم إدلسون، أرملة الملياردير الأمريكي شيلدون إدلسون، التي تبرعت بمئة مليون دولار لدعم حملة ترمب. 


ويتوقع كُتّاب أن ترمب لن يتخذ موقفاً صارماً تجاه المستوطنات غير القانونية، ولن يمارس ضغوطاً حقيقية على إسرائيل للتوصل إلى حل الدولتين، مشيراً إلى أن ترمب سيسعى للحفاظ على الوضع القائم بأي ثمن، وقد يدعم فقط حلاً تفاوضياً بين الفلسطينيين والإسرائيليين.


ويعتقد كُتّاب أن ترمب قد يحاول تهدئة التوترات في غزة ولبنان وإيران، إلا أنه سيتبع نهجاً غير مباشر ومحدود، محاولاً تقليل التدخل الأمريكي في المنطقة إلى أقصى حد ممكن، في إطار سياسته القائمة على تقليص الالتزامات الخارجية.

 

تعميق الانقسامات الاجتماعية والسياسية

 

يؤكد البروفيسور د. جمال حرفوش، أستاذ مناهج البحث العلمي والدراسات السياسية في جامعة المركز الأكاديمي للأبحاث في البرازيل، أن عودة دونالد ترمب إلى الرئاسة الأمريكية قد تؤدي إلى تغييرات حادة في سياسات الولايات المتحدة، على الصعيدين الداخلي والخارجي. 


من الناحية الداخلية، يتوقع حرفوش أن تُعَمِّق عودة ترمب الانقسامات الاجتماعية والسياسية داخل المجتمع الأمريكي، مشيراً إلى أن ترمب يعتمد خطاباً شعبوياً واستفزازياً يثير الانقسامات ويزيد من الاستقطاب، ما يهدد بتصعيد الاحتقان الداخلي إلى مستويات غير مسبوقة. 


ويُحذر حرفوش من أن ترمب سيواصل في تبني سياسات قومية مصلحية، من شأنها إعادة تشكيل العلاقات بين أمريكا والعالم بطرق قد تكون حاسمة.


على الصعيد الدولي، يرى حرفوش أن عودة ترمب قد تمثل تهديداً للنظام العالمي القائم على التعاون متعدد الأطراف، إذ يعتمد ترمب في نهجه السياسي على سياسات فردية تخدم المصالح الأمريكية المباشرة فقط، وتدفع إلى إعادة تقييم التزامات واشنطن في المؤسسات الدولية. هذا التوجه الانعزالي.


ووفقًا لحرفوش، قد يضعف ترمب من تأثير المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، ويفسح المجال أمام قوى عالمية أُخرى، كالصين وروسيا، لاستغلال الفراغات الناجمة عن تراجع الدور الأمريكي لتعزيز نفوذها. 

 

تهديد استقرار التحالفات الدولية التقليدية

 

ويحذر حرفوش من أن هذا التوجه سيزيد التوترات في مناطق مختلفة من العالم، وسيُهدد استقرار التحالفات الدولية التقليدية التي أرستها الولايات المتحدة لعقود.


ويشير حرفوش إلى أن نهج ترمب يعتمد بشكل أساسي على تعزيز التحالفات التقليدية التي تتماشى مع مصالحه الاقتصادية والأمنية، ما يعزز العلاقة مع دول مثل إسرائيل وبعض الدول العربية التي تتخذ مواقف سياسية وأمنية مشابهة. 


ويتوقع حرفوش أن تؤدي هذه السياسة إلى انحياز ترمب بشكل أوضح، معتمداً على علاقات شخصية مع قادة هذه الدول، ما قد يُعمّق الخلافات في المنطقة ويهمّش الدول التي تتبنى مواقف دبلوماسية أكثر توازناً وتبحث عن حلول شاملة. 


ويحذر حرفوش من أن سياسة الانحياز الواضح قد تجعل من الولايات المتحدة لاعباً غير محايد في القضايا الإقليمية الحساسة، ما قد يفاقم الانقسامات ويُشجع بعض الأطراف في الشرق الأوسط على البحث عن حلفاء جدد خارج إطار النفوذ الأمريكي، وبالتالي إعادة تشكيل الخريطة السياسية للمنطقة.

 

دعم واضح للسياسات الإسرائيلية في الضفة بما فيها القدس

 

ويرى حرفوش أن عودة ترمب قد تشكل تهديداً بالغاً للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى دعمه الواضح للسياسات الإسرائيلية في الضفة الغربي، بما فيها القدس، خلال فترته الرئاسية الأولى. 


ويعرب حرفوش عن قلقه من أن عودة ترمب ستشجع الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ خطوات أكثر جرأة في التوسع الاستيطاني وفرض الواقع على الأرض، بما يعزز من تهميش حل الدولتين. 


ويشير إلى أن هذا النهج من شأنه أن يقوض أي أمل في تسوية سلمية عادلة، حيث سيتعرض الفلسطينيون لضغوط أكبر تعيق تطلعاتهم نحو إقامة دولتهم المستقلة. 


ويتوقع حرفوش أن تدفع هذه السياسة بالفلسطينيين إلى مواجهة تحديات معقدة قد تؤدي إلى تصعيد حالة الإحباط وزيادة التوتر، في ظل تقاعس المجتمع الدولي ومؤسساته عن التحرك الفاعل.


وفيما يخص العلاقات الأمريكية الإيرانية، يتوقع حرفوش أن يُعيد ترمب سياسة "الضغط الأقصى" التي تهدف إلى خنق الاقتصاد الإيراني وتقليص نفوذ طهران الإقليمي. 


ويشير حرفوش إلى أن هذا النهج الصارم قد يزيد من احتمالية التصعيد العسكري بين البلدين، إذ قد تدفع الضغوط الاقتصادية إيران إلى اتخاذ خطوات تصعيدية، إما من خلال تطوير برنامجها النووي أو عبر دعم حلفائها الإقليميين.


ويحذر حرفوش من أن هذا التوجه قد يشعل شرارة مواجهة إقليمية، قد تكون لها عواقب وخيمة على السلم والأمن الدوليين، خاصة مع تعزيز إسرائيل لمواقفها العدائية تجاه طهران وحلفائها في المنطقة.


وفي سياق ملف غزة ولبنان، يتوقع حرفوش أن تُواصل الولايات المتحدة تحت قيادة ترمب تقديم الدعم السياسي والعسكري غير المحدود لإسرائيل، خاصة في حال تصعيد الأوضاع العسكرية. 


ويرى أن هذا الدعم الأمريكي المطلق قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية في غزة، كما قد يجعل من لبنان ساحة مفتوحة للنزاعات المسلحة، إذ قد يشجع هذا الوضع إسرائيل على تصعيد عملياتها في لبنان تحت ذريعة حماية أمنها القومي، في ظل صمت دولي ودعم أمريكي كامل. 


ويحذر حرفوش من أن عدم احترام السيادة اللبنانية قد يؤدي إلى انفجار الوضع وإشعال مواجهات جديدة، لن تحمد عقباها.


ويدعو حرفوش شعوب العالم إلى التحرك والوقوف ضد ما وصفه بـ"الصمت الدولي" تجاه القضية الفلسطينية، معتبراً أن تجاهل معاناة الفلسطينيين يعد تواطؤاً ضمنياً مع العدوان الإسرائيلي المتصاعد. 


ويشير حرفوش إلى أنه مع عودة ترمب إلى السلطة، يتجدد الدعم غير المشروط لإسرائيل، ما قد يشجعها على المزيد من التوسع والعدوان على حساب الحقوق الفلسطينية. 


ويدعو حرفوش المجتمع الدولي إلى وقف ما وصفه بـ"الحرب الوحشية" التي تهدد الوجود الفلسطيني، والتأكيد على ضرورة حماية حقوق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة

دلالات

شارك برأيك

عودة ترمب إلى البيت الأبيض.. الفيل في متجر الفخار!

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الأربعاء 25 ديسمبر 2024 9:36 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.65

شراء 3.64

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.13

يورو / شيكل

بيع 3.8

شراء 3.77

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 302)