Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الأربعاء 06 نوفمبر 2024 7:03 مساءً - بتوقيت القدس

كيف فاز ترامب وكيف خسرت هاريس

واشنطن - "القدس" دوت كوم - سعيد عريقات


انتهت الانتخابات الرئاسة الأميركية التي انعقدت يوم الثلاثاء، 5 تشرين الثاني، بفوز الرئيس السابق ، دونالد ترامب فوزا واضحا وكبيرا على منافسته، المرشحة الديمقراطية، كاملا هاريس، بطريقة مذهلة.


 وفيما يحتفل ترامب وأنصاره بنشوة النصر، ويلعق الديمقراطيون جروحهم، بعد أن خسروا البيت الأبيض، ومجلس الشيوخ ومجلس النواب، ويهيمون في الأرض وكأن زلزال ألقى بهم إلى الهاوية، وقبل أن يبدؤا بتوجيه أصابع الاتهام لبعضهم البعض، عن أسباب هذه الخسارة المدوخة، لا بد من الإشارة لمجموعة من الحقائق.


أولا، أتم الرئيس السابق ترامب عودة غير عادية في وقت مبكر من صباح الأربعاء، ليصبح أول رئيس يفوز بفترتين غير متتاليتين منذ انتخابات عام 1888، عندما تمكن الرئيس الثاني والعشرين، غروفر كليفلاند، أن يفوز بالانتخابات بعد أن كان قد خسرها في عام 1884، ليصبح الرئيس الرابع والعشرين أيضا في معركة غير مسبوقة إلى البيت الأبيض. وفيما ينتظر المراقبون النتائج النهائية لولايات ميشيغان ونيفادا وأريزونا (التي فاز بها ترامب) ، فإنه حتى ألان حظي ب277 من أصوات المجمع الانتخابي، ما يضعه فب البيت الأبيض، مقابل 224 صوتا لهاريس. ومع نهاية يوم الأربعاء، فإن من المتوقع أن يكون قد حصل على 314 صوتا انتخابيا، ما يعطيه فوزا ساحقا. 


ثانيا، بدا أن المسيرة السياسية للرئيس الخامس والأربعين (ترامب) قد انتهت بعد أن سعى إلى قلب هزيمته في انتخابات عام 2020 وحفز أنصاره على السير إلى الكابيتول، يوم 6 كانون الثاني 2021، وهو الحدث الذي أدى إلى أعمال شغب وإخلاء الكونجرس، وأدى إلى إدانته قضائيا. منذ ذلك الحدث، أصبح ترامب أول رئيس على الإطلاق يتم عزله مرتين؛ وتم اتهامه في أربع قضايا جنائية منفصلة؛ ووجد مسؤولاً عن الاعتداء الجنسي في قضية مدنية؛ وأدين في محكمة جنائية بارتكاب 34 تهمة جنائية تتعلق بتزوير السجلات التجارية.


ثالثا، لقد كان ترامب مدعومًا بقاعدة دعم مخلصة بشدة - يعتقد معظمهم أن روايته بأنه كان ضحية غير عادلة لمؤسسة سياسية وقانونية وإعلامية فاسدة. 


وقال ترامب لأنصاره خلال خطاب النصر الذي ألقاه في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء: "لقد تغلبنا على عقبات لم يعتقد أحد أنها ممكنة"، واصفًا فوزه بأنه "انتصار رائع للشعب الأميركي".


رابعا، لقد استفاد ترامب من استياء الجمهور من سجل الرئيس بايدن. سارت الأمور على نحو خاطئ منذ وقت مبكر بالنسبة لهاريس، لقد كانت الكتابة على الحائط منذ وقت مبكر من المساء بالنسبة لهاريس. وكانت أول علامة تحذيرية هي نداء مبكر للغاية بأن ترامب سيفوز بولاية فلوريدا. لم تكن النتيجة في حد ذاتها صادمة - ولكن حقيقة فوز ترامب بنحو ضعف الفارق الذي توقعه متوسط استطلاعات الرأي والذي بلغ 6 نقاط كانت تنذر بالسوء بالنسبة للمرشحة الديمقراطية.


كما استمر النمط المؤيد لترامب لمعظم الليل، حيث ظلت الولايات الديمقراطية الآمنة المفترضة مثل فيرجينيا وحتى نيوجيرسي معلقة بلا قرار لفترات طويلة غير مريحة لفريق هاريس، بينما قفز ترامب إلى الصدارة المبكرة في كل ولاية متأرجحة.


خامسا، المفاجأة الديموغرافية الكبرى التي عملت لصالح ترامب، هو تأرجح الرجال اللاتينيون بشدة لصالح ترامب، كما كانت قد ركزت الكثير من التغطية الإعلامية قبل يوم الانتخابات على ما إذا كان ترامب سيحقق تقدمًا بين الناخبين السود، وخاصة الرجال السود، أو بين الناخبين الأصغر سنًا. وفي الواقع، كانت التغييرات داخل هذه المجموعات الديموغرافية متواضعة - على الأقل وفقًا لاستطلاعات الرأي الحالية، والتي قد تتغير إلى حد ما مع إضافة بيانات جديدة. ولكن كانت هناك صدمة حقيقية. فقد تحول الرجال اللاتينيون (من أصول لاتينية) نحو ترامب بهامش مذهل، وفقًا لاستطلاعات الرأي التي أجرتها شبكة سي إن إن. خاصة وأنه في عام 2020، أظهرت استطلاعات الرأي أن الرجال اللاتينيين صوتوا لصالح بايدن على ترامب بهامش 23 نقطة، بنسبة 59% مقابل 36%..


ولم يغب عن بال ترامب تأييد هذه المجموعات الاثنية المختلفة، بمن فيهم الناخبين العرب والمسلمين الذين صوتوا له قائلا : " لقد جاءوا من كل حدب وصوب: نقابيون وغير نقابيين، أميركيون من أصل أفريقي، أميركيون من أصل إسباني، أميركيون من أصل آسيوي، أميركيون من أصل عربي، أميركيون مسلمون. لقد كان لدينا الجميع وكان الأمر جميلاً، لقد كان إعادة تنظيم تاريخية توحد المواطنين من كل الخلفيات حول جوهر مشترك من الفطرة السليمة" .


سادسا، لا شك أن ترامب استفاد من عامل ازدياد التعاطف معه بعد محاولة الاغتيال الأولى التي تعرض لها، يوم 13 تموز 2024 في ولاية بنسلفانيا ، وكادت أن تقتله، مما أعطى حملته زخما إضافيا، تعزز بعد المحاولة (المزعومة) الثانية يوم 29 أيلول  الماضي.    


كيف خسرت هاريس:


أولا، الحقيقة هي أن هاريس ورثت حملة جو بايدن يوم 21 تموز الماضي، والتي بدت وكأنها متهالكة، نظرا لعدم شعبية الرئيس (بايدن) وعدم قدرته على توجيه رسالة مقنعة للأميرميين، (علاوة على أدائه الكارثي غي مناظرة يوم 27 حزيران). وبعد أن استبعد الديمقراطيون بايدن من السباق قسرا، واختاروا هاريس، عززت بسرعة حزبها المحتضر، وحشدت النساء، وأشعلت حماسة منشئي تيك توك وإنستغرام بصور داعمة، وجمعت مبالغ مذهلة من المانحين. لكن مستشاري الزخم ( Momentum ) أصروا على أن الزخم الذي بنته لم يتحقق. فلم تتمكن من دفن شبح بايدن بشكل كافٍ، مما أعاق بشدة قدرتها على إقناع الناخبين بأن ترشيحها هو المرشح الذي سيقلب الصفحة. 


ثانيا، وبحسب الخبراء، لقد حدث ذلك ببساطة لأن هاريس رفضت الانفصال تمامًا عن السنوات الأربع الماضية (من رئاسة بايدن) عندما أشار الناخبون إلى أن هذا ما يريدونه. والأسوأ من ذلك أنها ترددت في خلق أي فارق بينها وبين رئيسها بشأن أكبر نقاط ضعف بايدن - إدارته للاقتصاد - ولا تحديد أي طريقة محددة قد تختلف بها رئاستها عن فترة ولايته بخلاف تعيين جمهوري في حكومتها.  


وفي الواقع، لم يكن هناك أي سبب واضح لتحمل هاريس العبء الأكبر من اللوم، حيث أشار مساعدوها إلى الكيفية التي حركت بها أرقام ساحة المعركة لصالحها وحافظت على هوامش حظوظها مع ترامب، والشعور السائد بأن بايدن والحماسة الأوسع نطاقًا ضد شاغلي المناصب الحالية وضعتها في موقف صعب، بل ومستحيل. وقد تذمر أحد مساعدي هاريس (لمجلة بوليتيكو) قائلا: "لقد خضنا أفضل حملة ممكنة، بالنظر إلى أن جو بايدن كان رئيسًا. جو بايدن هو السبب الوحيد لخسارة كامالا هاريس والديمقراطيين الليلة". فيما قال مساعد آخر لهاريس (لبوليتيكو أيضا) إنه من الواضح أن بايدن كان يجب أن يخرج في وقت مبكر بدلا من يوم 21 يوليو الماضي،   مما يسمح للديمقراطيين بإجراء الانتخابات التمهيدية التي يعتقدون أن هاريس كانت ستفوز بها.


لا شك أن أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب حقق أعظم عودة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث،  في انتخابات يوم الثلاثاء، بعد ما حصل على ما يكفي من الأصوات الانتخابية لهزيمة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، والعودة إلى البيت الأبيض لولاية ثانية. وأعلن ترامب فوزه في خطاب ألقاه من فلوريدا، قائلا إنه كان العقل المدبر وراء "أعظم حركة سياسية على الإطلاق" وتعهد بمساعدة بلاده على التعافي، بعد أن تعهد خلال حملته الانتخابية بـ "الانتقام" من أعدائه السياسيين.


بحسب الخبراء، يعني فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة، بمثابة نهاية لفترة من المتاعب للمرشح الجمهوري، الذي رفض الاعتراف بالهزيمة قبل أربع سنوات. وتبع ذلك هجوم عنيف على مبنى الكابيتول من قِبل حشد من أنصاره، أعقبه أربع لوائح اتهام جنائية، وإدانة بجناية في 91 تهمة، وحكم بقيمة 354 مليون دولار في قضية مدنية ضده وضد أعماله، وهيئة محلفين أخرى وجدته مسؤولًا عن الاعتداء الجنسي والتشهير ومن المحتمل أن تكون القضايا القانونية المعلقة ضده (عمليا) قد وصلت نهايتها أو تعطلت بشدة.


وفي هذه المسألة لا بد من العودة إلى ما قاله ترامب بعد صدور الأحكام ضده : "إن الحكم الحقيقي سوف يأتي في الخامس من تشرين الثاني، من قِبل الشعب". وبالفعل، جاء الحكم لصالحه، وقال ترامب أمام حشد من المؤيدين الذين تجمعوا في مركز المؤتمرات بالقرب من منتجعه في مار إيه لاجو: "لقد تغلبنا على عقبات لم يعتقد أحد أنها ممكنة". وبعد أن شكر الناخبين، قال إنه لن يرتاح حتى يحقق "العصر الذهبي" لأمريكا.


وأخيرا، كانت إستراتيجية حملته تتجنب في الغالب الصحافة السائدة، وركزت بدلًا من ذلك على جذب الشباب والناخبين الساخطين من الأقليات من خلال ظهورات رفيعة المستوى في البرامج الصوتية الشعبية، بدعم من المؤثرين الذين حلوا محل وسائل الإعلام التقليدية بين هؤلاء الناخبين.ومع حلول الليل يوم الثلاثاء، أصبح من الواضح أن الإستراتيجية عالية المخاطر كانت تؤتي ثمارها. فقد تفوق ترامب على نتائج عام 2020 في جميع أنحاء الخريطة، في حين كان أداء هاريس أقل من أداء بايدن في الولايات الرئيسية وبين الكتل التصويتية الرئيسية، بما في ذلك اللاتينيون والرجال البيض.

دلالات

شارك برأيك

كيف فاز ترامب وكيف خسرت هاريس

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الأربعاء 06 نوفمبر 2024 3:48 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.75

شراء 3.74

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 4.01

شراء 4.0

من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

%59

%41

(مجموع المصوتين 73)