عربي ودولي

السّبت 02 نوفمبر 2024 9:33 صباحًا - بتوقيت القدس

فورين بوليسي: نتنياهو يراهن على فوز ترامب وقد يندم على هذا

واشنطن - "القدس" دوت كوم - سعيد عريقات



تظهر آخر استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات الرئاسية بعد ثلاثة أيام، أي يوم الخامس من تشرين الثاني الجاري، أن نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب متقاربان جدا في حظوظ الفوز. ولكن الأمر يختلف في إسرائيل وفق ما ذكرته مجلة فورين بوليسي المختصة بالسياسة الخارجية الأميركية حيث إن "إسرائيل هي بلد ترامب، والمؤيد الأول لترامب، هو رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو".


ومع ذلك، فإن سجل ترامب وشخصيته المتقلبة وتصريحاته العامة حول إسرائيل خلال الحملة لا تقدم الكثير لتبرير هذا الحماس لترامب من قبل الإسرائيليين.


تشير المجلة إلى أن "هذه الحرب التي تخوضها إسرائيل (على غزة) منذ أكثر من عام، جعلت إسرائيل أكثر اعتمادا على الولايات المتحدة من أي وقت مضى منذ حرب يوم الغفران عام 1973. كما أن إسرائيل تحتاج لى الدعم الكامل من الرئيس الأميركي القادم بغض النظر عمن يكون. ومع ذلك، يبدو نتنياهو على استعداد لتجاهل مرشح واحد ووضع كل أوراقه ومراهناته على آخر تتعارض غرائزه السياسية في الغالب مع مصالح إسرائيل."


تقليديا، لطالما شعر نتنياهو بأنه أكثر ارتياحًا مع الجمهوريين من الديمقراطيين. في انتخابات عام 2012، أعلن نتنياهو عن تفضيله للسيناتور ميت رومني، على الرئيس الرئيس الأميركي آنذاك، باراك أوباما. وحظي رومني بمعاملة رئيس الدولة في زيارة قام بها في تموز من ذلك العام، وظهر نتنياهو (من المفترض دون علمه المسبق) في إعلان هجومي على أوباما. وامتنع نتنياهو عن الإدلاء برأيه عمن يفضل علنا في الانتخابات الأميركية في انتخابات 2016، وانتخابات 2020، "ولكن هذه المرة، كان يلعب دور المفضل مرة أخرى" بحسب المجلة.


وتشير المجلة أنه بدأ الأمر بمصالحة من نوع ما بين ترامب ونتنياهو، فقد استاء ترامب من حقيقة أن نتنياهو هنأ الرئيس جو بايدن على فوزه في الانتخابات في عام 2020. وعلى مدى السنوات الأربع التالية، لم يتحدث الرجلان. وفي مقابلة مع مجلة تايم في نيسان الماضي، ألقى ترامب باللوم على نتنياهو في الإخفاقات التي مكنت حماس من شن هجوم على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023، وكان ذلك انتقادا حادا لزعيم إسرائيلي رفض قبول أي مسؤولية عن الفشل الأمني.


وكسر نتنياهو الجليد في تموز الماضي في زيارة إلى منتجع ترامب (في ولاية فلوريدا) مار-إيه-لاغو، يوم 26 تموز (بعد أسبوعين من محاولة الاغتيال التي تعرض لها ترامب). ومنذ ذلك الحين، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن الرجلين تحدثا هاتفيا عدة مرات.


تقول المجلة : "بغض النظر عما يفكر فيه الرجلان حقًا عن بعضهما البعض، فإن كليهما يجد أنه من المفيد سياسيًا أن يُنظر إليهما كأصدقاء وحلفاء".


يشار إلى أن الإسرائيليين يختلفون عن المواطنين في الدول الغربية الذي يفضلون بأغلبية الحزب الديمقراطي الأميركي، حيث أبرز دعمهم لترامب. وأظهر استطلاع رأي حديث أجرته القناة 12 الإسرائيلية، أن 66٪ قالوا إنه مرشحهم المفضل، مقابل 17٪ فقط لهاريس (17٪ أخرى لم تعبر عن رأي). وبالمقارنة، وجد استطلاع أجرته مؤسسة جالوب الدولية في 43 دولة (ولكن ليس إسرائيل) أن 54٪ من المستجيبين يفضلون هاريس، وهو أكثر من ضعف مستوى الدعم لترامب. حتى في صربيا والمجر، الدولتين الأكثر دعمًا لترامب، لم يفضله أكثر من 49 و 59٪ من الذين شملهم الاستطلاع على التوالي.


ربما يفضل الإسرائيليون العاديون ترامب جزئيًا لأن هاريس غير معروفة. كما أن الإسرائيليين لم يظهروا إلا القليل جدا من الامتنان ، أو لا شيء من التقدير الذي يشعرون به للمساعدة الهائلة التي قدمها الرئيس بايدن منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة.


يشار إلى أن شعبية ترامب في إسرائيل تعود في الغالب إلى ولايته الأولى كرئيس (كانون الثاني 2017- كانون الثاني 2021) ،  عندما نقل السفارة الأميركية إلى القدس، واعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، وانسحب من الاتفاق النووي الإيراني، ونظم اتفاقيات إبراهيم، التي طبّعت العلاقات بين إسرائيل وحفنة من الدول العربية. كما قدم خطة صفقة القرن التي تعطي إسرائيل 30% من الضفة الغربية المحتلة وتجعل إقامة دولة فلسطينية متواصلة وقابلة للحياو شبه مستحيلة.


بحسب المجلة "يميل الإسرائيليون إلى رؤية الإيماءات الإيجابية كدليل على حب ترامب لإسرائيل. لكن السجل لا يؤكد ذلك تمامًا. فقد قام ترامب بزيارة واحدة فقط إلى إسرائيل خلال فترة ولايته كرئيس. وعلى النقيض من ذلك، سافر بايدن إلى إسرائيل مرتين، بما في ذلك في الأيام الأولى من الحرب في غزة، في عرض قوي وشخصي للدعم بعد أيام من هجوم 7 تشرين الأول 2023 ".  


في الأشهر القليلة الأولى من الحرب بين إسرائيل وحماس، تقول المجلة، "تحدث ترامب عن الحاجة إلى "إنهاء الحرب وإنهائها بسرعة، وفي مناظرة 10 أيلول الماضي مع هاريس، قال: "سأحسم الأمر بسرعة" بشأن الحرب. ومؤخرا، تحرك قليلا في اتجاه دعم المجهود الحربي، وقال لنتنياهو في مكالمة هاتفية: "افعل ما عليك فعله". لكن ترامب لم يتحدث قط عن "النصر الكامل"، الذي يقول نتنياهو إنه هدف إسرائيل.


ونقل عن مستشاري ترامب قولهم إنه من المحتمل تماما أن يتبع ترامب نهج بايدن بالضغط على إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن. وبما أن ترامب يبدو حريصا على تتويج إنجازه في اتفاقيات إبراهيم باتفاق بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، فقد يجد نتنياهو نفسه تحت ضغط من إدارة ترامب لتلبية المطالب السعودية بالتقدم نحو إقامة دولة فلسطينية.


وفيما يتعلق بإيران، اتخذ ترامب موقفا صارما علنيا، ولكن ليس بالصرامة التي يرغب بها نتنياهو. وتحدث ترامب عن تكثيف حملته "للضغط الأقصى" على طهران، لكنه يعني بذلك فرض عقوبات اقتصادية أكثر صرامة، وليس الحرب. "بشكل عام، لديه نفور كبير من الحرب"، هذا ما قاله أحد المستشارين مؤخرا لصحيفة فاينانشال تايمز.


وهذا يبين (إلى حد ما) نظرة ترامب الأوسع للعالم، والتي لا تتوافق بشكل جيد مع المصالح الإسرائيلية. ترامب يشك في الحلفاء، وخاصة أولئك الذين لا يدفعون التزاماتهم في ميزانيات الدفاع، ويعتمدون على الولايات المتحدة.


تقول المجلة "في الماضي، ربما كانت إسرائيل تعتبر الحليف الذي يقدره ترامب. نعم، كانت متلقية لمليارات الدولارات من المساعدات الأميركية ولم يكلفها ذلك الكثير،  ولكن على الأقل لم تطلب إسرائيل قوات أميركية للدفاع عنها. وكثيرا ما خدم جيشها القوي والفعال المصالح الأميركية".


يشار إلى أن الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة ولبنان والضربات المتبادلة مع إيران غيرت هذه الديناميكية. فقد أنفقت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 22.7 مليار دولار على المساعدات العسكرية المباشرة لإسرائيل والعمليات الأميركية ذات الصلة في المنطقة حتى 30 أيلول، ، وفقا لدراسة أجراها معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة بجامعة براون. ومنذ ذلك الحين، ارتفعت التكلفة، حيث قدمت واشنطن المزيد من المساعدات وسط الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران. وبعيدًا عن المال، أرسلت الولايات المتحدة، في أوقات مختلفة، حاملات طائرات إضافية وطائرات مقاتلة وقوات إلى المنطقة. وفي تشرين الأول الماضي، أرسلت (واشنطن) نظام دفاع صاروخي باليستي من طراز THAAD إلى إسرائيل و100 فرد لتشغيله لسد الثغرات في الدفاعات الجوية الإسرائيلية. كما كانت الولايات المتحدة تزود إسرائيل بكميات هائلة من الأسلحة التي لا يمكن الحصول عليها من أي دولة أخرى أو إنتاجها في الداخل. ولصالح التعددية، نظم بايدن مرتين تحالفًا من القوى الغربية والعربية لمساعدة إسرائيل عندما شنت إيران هجمات صاروخية.


تقول المجلة "سوف تنتهي المعارك في نهاية المطاف، لكن من المرجح أن يظل اعتماد إسرائيل على الولايات المتحدة مرتفعًا في المستقبل المنظور. يفترض المخططون الإسرائيليون أنها ستضطر إلى زيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير في السنوات المقبلة، وهي التكاليف التي يصعب تغطيتها، خاصة إذا استمر التباطؤ الاقتصادي" كما هو الحال عليه الآن.


وتتوقع المجلة أن المدافعين عن ترامب سيقولون أن إسرائيل حالة خاصة. على عكس الحلفاء الآخرين، فإن إسرائيل لديها قاعدة انتخابية محلية في الولايات المتحدة بين المسيحيين الإنجيليين والعديد من اليهود. في الحزب الجمهوري، يعد دعم إسرائيل شرطًا أساسيًا.


تشير المجلة إلى أن ترامب لن يضطر إلى مواجهة الناخبين مرة أخرى إذا فاز الأسبوع المقبل ويمكنه أن يفعل ما يختاره. ربما يكون هو ونتنياهو قد تصالحا الآن لأنهما يحتاجان إلى بعضهما البعض سياسيًا، لكن ترامب ليس من النوع المتسامح ولا يأخذ التحدي باستخفاف. إذا اصطدم الاثنان بشأن إيران أو السياسة الفلسطينية أو شروط التطبيع السعودي، فقد تنهار الصداقة بسهولة.


ومن المرجح أن يحتوي فريق السياسة الخارجية لترامب على عدد كبير من أنصار "أمريكا أولاً" الذين قد يحبون إسرائيل لكنهم يكرهون توريط الولايات المتحدة في حروب الشرق الأوسط الأبدية، حتى عندما تكون إسرائيل طرفًا. ويركز أولئك من بين مستشاريه الذين يدافعون عن سياسة خارجية أميركية أكثر نشاطًا على الصين. مثل إدارة بايدن، يرون إيران ثانوية ولا يريدون تخصيص الموارد للتهديد الصادر عنها.


ومن المفترض أن يكون نتنياهو أكثر حسابية وواقعية من الإسرائيليين العاديين الذين يتسم دعمهم لترامب بالصدق. ربما يستنتج رئيس وزراء إسرائيل أنه لا يستطيع تحمل تنفير ترامب وأنه إذا فازت هاريس فإنها ستتصرف مثل بايدن وستستمر في دعم إسرائيل على الرغم من أي ضغينة.


بغض النظر عن من الذي سيفوز يوم الثلاثاء (5/11)، فمن المرجح أن تكون السنوات الأربع القادمة من العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة أكثر اضطرابا من تلك التي كانت خلال رئاسة بايدن. كان بايدن صديقا حقيقيا لإسرائيل وكان مستعدا لقطع شوط طويل لمساعدتها في أزمة بتكلفة سياسية كبيرة. ومن غير المرجح أن يفعل شاغل البيت الأبيض القادم - سواء ترامب أو هاريس - الشيء نفسه.

دلالات

شارك برأيك

فورين بوليسي: نتنياهو يراهن على فوز ترامب وقد يندم على هذا

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

السّبت 02 نوفمبر 2024 12:08 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.75

شراء 3.73

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 4.05

دينار / شيكل

بيع 5.29

شراء 5.27

من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

%63

%38

(مجموع المصوتين 8)