بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأربعاء، مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، الجهود المبذولة لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار والإسراع بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

جاء ذلك خلال لقائهما على هامش قمة "بريكس" في مدينة قازان الروسية.

وخلال اللقاء، "جرى بحث الجهود المشتركة التي تبذلها القيادتان الفلسطينية والمصرية لتحقيق وقف إطلاق النار بشكل فوري في غزة، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع".

كما تم بحث الإسراع في إدخال المساعدات لأبناء الشعب الفلسطيني "خاصة إلى شمال قطاع غزة الذي يتعرض لحصار إسرائيلي مشدد وتجويع للمواطنين تمهيدا لتهجيرهم من أرضهم ومنازلهم؛ الأمر الذي يستدعي تدخلا دوليا عاجلا لوقف هذه الجرائم الإسرائيلية التي انتهكت جميع المواثيق والأعراف الدولية".

كما جرى خلال اللقاء، "بحث آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وما يتعرض له شعبنا من حرب إبادة متواصلة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى الاعتداءات بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية".

وجدد عباس التأكيد على أن "قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ويقع تحت مسؤوليتها وتحت إدارتها، ورفض دولة فلسطين لأي إجراءات تؤدي إلى فصل قطاع غزة عن دولة فلسطين".

وشدد على أن "دولة فلسطين ستواصل سعيها لتنفيذ فتوى محكمة العدل الدولية وفق قرار الجمعية العامة وعقد المؤتمر الدولي للسلام (الذي دعت له إسبانيا والبرتغال مؤخرا)، ومواصلة العمل من أجل الحصول على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة، مؤكدا أهمية الحصول على مزيد من الاعترافات بدولة فلسطين من الدول التي لم تقم بذلك".

وفي 19 يوليو/ تموز الماضي، قالت محكمة العدل الدولية، خلال جلسة علنية في لاهاي بشأن طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة من المحكمة إصدار فتوى في التبعات القانونية لسياسات وممارسات إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، إن "استمرار وجود دولة إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني" مشددة على أن للفلسطينيين "الحق في تقرير المصير"، وأنه "يجب إخلاء المستوطنات الإسرائيلية القائمة على الأراضي المحتلة".

وتتمتع فلسطين بوضع "دولة غير عضو" لها صفة المراقب بالأمم المتحدة، وحصلت على هذا الوضع بعد قرار اعتمدته الجمعية العامة بأغلبية كبيرة في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012.

وفي أبريل/ نيسان الماضي، استخدمت واشنطن سلطة النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يوصي الأمم المتحدة بقبول عضوية دولة فلسطين.

وعلى هامش قمة "بريكس" عقد الرئيس الفلسطيني سلسلة لقاءات مع عدد من القادة والزعماء بحث خلالها مستجدات القضية الفلسطينية وجهود وقف إطلاق النار بينهم: الرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس جمهورية فنزويلا نيكولاس مادورو، ورئيس جمهورية جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، ورئيس وزراء أثيوبيا آبي أحمد علي.

وتأتي اجتماعات الرئيس الفلسطيني على وقع استمرار إسرائيل في حرب الإبادة الجماعية على غزة بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر 2023، مخلفة أكثر من 143 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.