Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الأربعاء 23 أكتوبر 2024 8:54 صباحًا - بتوقيت القدس

الضربة الإسرائيلية المرتقبة لإيران.. كل تأخيرة فيها اختيار لأهداف كبيرة!

خـاص بـ"القدس" و"القدس" دوت كوم

اللواء واصف عريقات: تأثيرات الضربة الإسرائيلية المحتملة ستتحدد بناءً على حجمها والضرر الذي ستُلحقه بالأهداف الإيرانية

ياسر مناع: العامل الحاسم في تحديد مستقبل المرحلة المقبلة يتعلق بنوعية الأهداف الإيرانية التي ستضربها إسرائيل

أنطوان شلحت: نتنياهو يراهن على فوز ترامب وقد يكون غير مهتم بتأجيل ضربة إيران إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية

طلال عوكل: نتنياهو يحاول تجاوز المحددات الأمريكية المتعلقة بطبيعة الأهداف المحتملة للضربة التي قد لا تتأخر كثيراً 

فايز عباس: نتنياهو يسعى لتحقيق حلمه بتدمير المفاعلات النووية الإيرانية وسيختار توقيت الضربة بعناية ليخدم حملة ترامب 

أحمد زكارنة: احتمالية ضرب إيران قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية ستكون ضعيفة وفق المنطق الطبيعي لمجريات الأحداث


 

يترقب العالم إمكانية توجيه إسرائيل ضربة عسكرية لإيران قبل الانتخابات الأمريكية المقبلة، وإمكانية أن تحدث تلك الضربة إعادة رسم للمشهد السياسي في منطقة الشرق الأوسط أم لا.


ويعتقد كتاب ومحللون سياسيون ومختصون وخبراء، في أحاديث منفصلة لـ"ے"، أن أي ضربة إسرائيلية لإيران ستتوقف تأثيراتها على حجم العملية والضرر الذي ستلحقه بالأهداف الإيرانية، وسط خشية من إمكانية نشوب حرب إقليمية شاملة نتيجة الرد الإيراني.


ويلفتون إلى أن استهداف المنشآت النووية الإيرانية بشكل مباشر يبقى خياراً ضعيفاً، بالرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول تجاوز المحددات الأمريكية في استهداف مواقع استراتيجية إيرانية، مستغلاً انشغال الولايات المتحدة بالانتخابات لتنفيذ الضربة.


ويشير الكتاب والمحللون السياسيون والمختصون والخبراء إلى أن الضربة الإسرائيلية يمكن أن تشمل اغتيالات لقيادات إيرانية بارزة أو قصف أهداف صناعية وعسكرية حساسة.

 

جدل حول جاهزية سلاح الجو الإسرائيلي لضرب إيران

 

 

يوضح الخبير العسكري والأمني اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات، أنّ هناك جدلاً قائمًا حول جاهزية سلاح الجو الإسرائيلي لتنفيذ ضربة عسكرية ضد إيران، حيث إن العديد من القيادات الإسرائيلية، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يسعون لتسريع هذه الضربة قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، وذلك لأسباب تتعلق بالتأثير على تلك الانتخابات وتجنب الانتقادات الداخلية من المعارضة التي تخشى أن يؤدي تأجيل الضربة إلى إلغائها تماماً.


ومع ذلك، يؤكد عريقات أن هناك عدة مؤشرات تدل على احتمالية تأجيل هذه الضربة إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية، أولها التغيير المستمر في بنك الأهداف، ما يبرز تردد القيادة الإسرائيلية في اتخاذ القرار النهائي بشأن تنفيذ الضربة رغم الإعلان عن استعدادها. 


ويشير عريقات إلى أن ثاني تلك المؤشرات، تصريحات وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن التي أكدت صعوبة التنبؤ بالشكل الذي ستتخذه الضربة الإسرائيلية ضد إيران، مما يشير إلى عدم وضوح الرؤية حتى الآن.


وهناك مؤشر ثالث وفق عريقات، وهو التسريبات المتعلقة بالخطط الإسرائيلية للضربة، والتي دفع الجانب الأمريكي إلى فتح تحقيق حولها، ورابعها تعثر العمليات العسكرية على الجبهة الشمالية الإسرائيلية، خاصة مع تأخر الاجتياح البري في هذا المحور، وخامسها الحصول على ضمانات بالدعم العسكري والسياسي من الولايات المتحدة أمراً جوهرياً، حيث تعتمد إسرائيل بشكل كبير على دعم حليفها الأمريكي في مثل هذه العمليات.

 

نشر منظومة "ثاد" في إطار الالتزام الأمريكي بحماية إسرائيل

 

أما في ما يتعلق بإرسال الولايات المتحدة منظومة الدفاع الصاروخية "ثاد" إلى إسرائيل، فيوضح عريقات أن الهدف من هذه الخطوة أنها تأتي في إطار الالتزام الأمريكي بحماية إسرائيل وضمان تفوقها العسكري على جيرانها في المنطقة، وتزويد إسرائيل بهذه المنظومة يهدف أيضاَ إلى تعزيز قدرتها على الردع وطمأنة القيادة الإسرائيلية في حال ردت إيران على أي هجوم إسرائيلي، كما أن هذه الخطوة تهدف إلى التأثير على بنك الأهداف الإسرائيلي وتجنب ضرب المنشآت النووية ومصادر الطاقة الحيوية في إيران.


بالنسبة للسيناريوهات المحتملة للهجوم الإسرائيلي على إيران، يشير عريقات إلى أنه اذا ما كان هناك التزام إسرائيلي بعدم استهداف المفاعلات النووية والمنشآت النفطية الإيرانية فإن ذلك يفتح الباب على سيناريوهات عدة اهمها: تنفيذ عمليات اغتيال ضد قيادات إيرانية بارزة باستخدام العملاء أو الطائرات، أو استهداف المنشآت الصناعية عبر الصواريخ، كما قد تشمل الضربة قصف المطارات العسكرية والمدنية، وربما استهداف المعسكرات والمنشآت الحساسة التابعة للحرس الثوري الإيراني أو الجيش، إضافة إلى ضرب مراكز الاتصالات والجسور وأهداف حيوية أخرى.


وعن حجم الضربة الإسرائيلية المحتملة، يوضح عريقات أن ذلك يعتمد على الهدف المحدد، فإذا كان الهدف يشمل ضرب عدة مواقع إيرانية، فإن العملية ستتطلب استخدام عدد كبير من الطائرات والقذائف، فضلاً عن طائرات تزويد الوقود وأخرى للإنذار المبكر والتحكم، ولكن يبقى التساؤل حول ما إذا كانت إسرائيل ستنفذ الضربة على شكل هجوم واحد شامل أو على مراحل متعددة.

 

تداعيات الضربة تتحدد بناءً على حجمها 

 

أما بشأن التداعيات المحتملة للهجوم الإسرائيلي على إيران، فيوضح عريقات أن تأثيرات الضربة ستتحدد بناءً على حجمها والضرر الذي ستلحقه بالأهداف الإيرانية. 


ويشير عريقات إلى أن إيران كانت قد توعدت بأن أي هجوم إسرائيلي سيقابله رد قوي من جانبها، وهو ما قد يدفع بالأمور إلى الخروج عن السيطرة وجر المنطقة إلى حرب شاملة، بحسب تقديرات عريقات.

 

توقيت الضربة وطبيعتها

 

يشير الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي ياسر مناع إلى أن إسرائيل قد اتخذت بالفعل قراراً بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، لكن يظل التساؤل الرئيسي هو حول توقيت هذه الضربة وطبيعتها. 


ويوضح مناع أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى تأجيل أي هجوم إسرائيلي على إيران حتى لا يتزامن مع الانتخابات الرئاسية المقبلة، إذ إن ضربة عسكرية قبل أو خلال الانتخابات قد تؤثر سلباً على نتائجها، ويخشى الحزب الديمقراطي الحاكم حالياً من أن يؤدي التصعيد إلى نفور الناخبين العرب والمسلمين في الولايات المتحدة، ما يعزز فرص المرشح الجمهوري دونالد ترامب في العودة إلى البيت الأبيض.


وفي ما يتعلق بالأهداف الإيرانية المحتملة للضربة الإسرائيلية، يرى مناع أن استهداف مواقع عسكرية أو منشآت حكومية إيرانية يعد السيناريو الأرجح.


لكن مناع يعتقد أن استهداف المنشآت النووية الإيرانية بشكل مباشر يبقى خياراً ضعيفاً في ظل غياب مشاركة أمريكية كاملة، حيث إن ضربة جزئية قد لا تنجح في تدمير المشروع النووي الإيراني بالكامل، ما قد يدفع طهران إلى تسريع برنامجها النووي بوتيرة متزايدة كرد فعل على الهجوم.


ويتناول مناع التأثيرات الاقتصادية المحتملة لأي ضربة تستهدف المنشآت النفطية الإيرانية، مؤكداً أن هذا النوع من الضربات سيؤدي إلى ارتفاع عالمي في أسعار الوقود، ما سيؤثر ليس فقط على الاقتصاد العالمي، بل أيضًا على الاقتصادين الإسرائيلي والأمريكي، حيث يتأثر كلاهما بشكل كبير من تقلبات أسعار الطاقة.

 

رسائل مهمة من وراء نشر منظومة "ثاد"

 

وفي سياق الدفاعات الجوية، يشير مناع إلى نشر منظومة "ثاد" الأمريكية في إسرائيل، موضحاً أن هذا التحرك يبعث برسائل مهمة، أُولاها أن نشر هذه المنظومة يشير إلى أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية ليست محصنة تماماً كما كان يُروج لها سابقاً، وأن قدراتها الدفاعية قد تكون مبالغاً فيها. 


أما الرسالة الثانية بحسب مناع، فهي تؤكد أن نشر "ثاد" يوضح أن الولايات المتحدة تشارك في الصراع بشكل فعلي وليس مجرد دعم مالي أو استخباري، وهو ما يؤكد أن الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل كانت مؤلمة وأحدثت أضراراً كبيرة، لكن لم يتم الإعلان عنها رسمياً، ربما لأسباب سياسية أو لتجنب إظهار ضعف إسرائيلي.

 

صراع غير مسبوق في المنطقة

 

وعن طبيعة الصراع الجاري في المنطقة، يشير مناع إلى أنه غير مسبوق من حيث طبيعته وساحاته المتعددة، مشدداً على أن التحولات المقبلة قد تكون مفاجئة وغير متوقعة. 


ويؤكد مناع أن العامل الحاسم في تحديد مستقبل المرحلة المقبلة يتعلق بنوعية الأهداف التي ستختار إسرائيل ضربها في إيران؛ هل ستكون الضربات محدودة ومركزة، أم ستستهدف مواقع استراتيجية أوسع؟


ويرى مناع أن إيران تمكنت من ترسيخ معادلة ردع في المنطقة، مفادها أن أي هجوم إسرائيلي سيواجَه برد فوري ومناسب. 


هذا التوازن، وفق مناع، يجبر إسرائيل على التعامل بحذر شديد، خاصة أن الرد الإيراني بات سياسة ثابتة تسعى طهران من خلالها لتأكيد قدرتها على حماية مصالحها وردع التهديدات، ونتيجة لذلك، اضطرت إسرائيل إلى تعديل استراتيجيتها العسكرية، لا سيما في ما يتعلق بفصل الجبهات.


وفي السياق الإعلامي، يشير مناع إلى أن إسرائيل تحاول تصوير تكامل الجبهات المختلفة على أنه يخدم مصالحها في جمع الدعم الدولي ضد إيران. 


ويوضح مناع أن استهداف منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان جزءاً من حملة إعلامية تهدف إلى إبراز إيران كتهديد دولي يتطلب استجابة جماعية.

 

"الحروب الخفية" بين إسرائيل وإيران

 

ويتناول مناع "الحروب الخفية" بين إسرائيل وإيران، التي تشمل مواجهات غير تقليدية تمتد إلى مجالات أخرى، مثل حرب المياه، والهجمات المتبادلة على ناقلات النفط والسفن التجارية، وحرب السايبر. 


ويشير مناع إلى أن هذه المواجهات المستمرة بعيداً عن الأضواء الإعلامية تلعب دوراً مهماً في تصاعد التوترات بين البلدين ورسم ملامح الصراع المستقبلي.

 

نتنياهو غير مهتم بتأجيل الضربة إلى ما بعد الانتخابات

 

يشير الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يراهن بقوة على فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ولذلك فإنه قد يكون مهتماً بعدم تأجيل توجيه ضربة لإيران إلى ما بعد الانتخابات. 


ومع ذلك، يوضح شلحت أن نتنياهو بحاجة إلى ضوء أخضر كامل من الولايات المتحدة قبل الشروع في أي عمل عسكري، وذلك لأن إسرائيل ستكون بحاجة ماسة إلى الدعم الأمريكي في حال تعرضها لرد إيراني قوي، والوضع معقد للغاية ويتطلب توافقاً تاماً بين الجانبين.

 

إرسال "ثاد" يعكس عدم قدرة إسرائيل على حماية نفسها بشكل كامل

 

وحول إرسال الولايات المتحدة منظومة الدفاع الصاروخي "ثاد" إلى إسرائيل، يعتبر شلحت أن هذه الخطوة تعكس بوضوح حقيقة أن إسرائيل غير قادرة على حماية نفسها بشكل كامل في حال تعرضت لهجوم إيراني واسع النطاق. 


ويلفت شلحت إلى أن هذه المنظومة هي دليل على أن الولايات المتحدة تبقى الحامي الأول لإسرائيل، وأن الدفاعات الإسرائيلية ليست بالمنعة التي تدعيها.


بالنسبة للأهداف المحتملة للضربة الإسرائيلية على إيران، يرى شلحت أن ما يتم تداوله يشير إلى احتمال استهداف منشآت عسكرية إيرانية أو قيادات رفيعة المستوى، أو ربما الاثنين معاً. 


ويرى شلحت أن ما يتم تداوله أن هناك توجيهات من الولايات المتحدة وبعض الدول العربية بضرورة تجنب استهداف المنشآت النووية الإيرانية أو منشآت النفط، وأن إسرائيل استجابت لتلك التوجيهات حتى الآن، لكن بالرغم مما يشاع فإن إسرائيل قد لا تستجيب.


ومع ذلك، يرى شلحت أن هناك احتمالاً بأن تتجاهل إسرائيل هذه التوجيهات، خاصة بعد أن وجه نتنياهو اتهاماً مباشراً لإيران بمحاولة اغتياله، وقد جاء هذا الاتهام بعد استهداف منزله الخاص في قيساريا بواسطة طائرة مسيرة أُطلقت من لبنان مطلع الأسبوع الجاري، وهذا التطور قد يدفع نتنياهو إلى التحرك بطريقة أكثر حدة، ربما تشمل توسيع نطاق الأهداف المحتملة.

 

تصاعد الاحتكاك بين إسرائيل وإيران

 

أما في ما يتعلق بتداعيات هذه الضربة المحتملة، فيرى شلحت أن تصاعد الاحتكاك بين إسرائيل وإيران سيكون النتيجة الفورية للضربة 


ومع ذلك، فإن شلحت يوضح أن المرحلة المقبلة ستعتمد بشكل كبير على حجم الضربة الإسرائيلية لايران وتأثيرها، وكذلك على ردة فعل إيران.


وبحسب شلحت، فإنه إذا اختارت طهران الرد بشكل قوي، فقد يتطور الصراع إلى حرب واسعة النطاق تشمل عدة ساحات. 


ويشير شلحت إلى أن إيران حالياً تبدو غير مهتمة بالدخول في حرب شاملة، وكذلك الولايات المتحدة، بينما يظهر أن نتنياهو لا يخشى هذا السيناريو ولا يتحسب له بشكل جدي.

 

ضوء أخضر من بايدن

 

يرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن الضربة الإسرائيلية ضد إيران قد لا تتأخر كثيراً، خاصة بعد أن حصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الضوء الأخضر من الرئيس الأمريكي جو بايدن. 


هذا الضوء الأخضر، بحسب عوكل، لم يقتصر على الموافقة السياسية فقط، بل تعداه إلى تحضيرات عسكرية أمريكية في المنطقة، حيث تم نشر منظومات الدفاع الصاروخي "ثاد"، المصممة للتصدي للصواريخ الباليستية، وهو ما يؤكد وجود شراكة عسكرية أمريكية إسرائيلية في هذا السياق.


ويرى عوكل أن نتنياهو يحاول تجاوز المحددات الأمريكية المتعلقة بطبيعة الأهداف المحتملة للضربة، حيث يسعى لاستهداف منشآت إيرانية ذات أهمية استراتيجية. 


ويشير عوكل إلى أن نتنياهو يعتقد أن مثل هذه الأهداف ستجبر إيران على الرد، ما سيفتح الباب أمام تصعيد إقليمي أوسع، وهو ما يسعى إليه لجر المنطقة إلى حرب مستمرة.


وبحسب عوكل، فإنه على الرغم من أن نتنياهو يبدو ظاهرياً كأنه يمنح الفرصة للجهود الدبلوماسية الأمريكية، فإن شروطه تجعل من الصعب تحقيق تقدم في تلك المساعي، ما يعني أن تلك الجهود مرشحة للفشل ولكن بشكل غير مباشر.


ويتوقع عوكل أن نتنياهو يخطط لتوجيه الضربة قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، حيث يعتقد أن غياب تأثير القرار الأمريكي بسبب الانشغال بالانتخابات يوفر فرصة مناسبة لتنفيذ الهجوم مع ضمان تقليل الاعتراضات الأمريكية.

 

 اللحظة قد تكون مناسبة لنتنياهو لتحقيق "حلم قديم" 

 

ويشير عوكل إلى أن نتنياهو يرى أن هذه اللحظة قد تكون مناسبة لتحقيق "حلم قديم" يتمثل في توجيه ضربة للمفاعلات النووية الإيرانية، ما سيضع حلفاءه الغربيين أمام الأمر الواقع، وفي حال نجاحه، سيظهر نتنياهو كقائد شجاع حقق ما عجزت الدول الغربية عن تحقيقه بالدبلوماسية، ما يجعله بطلاً في أعين البعض، خاصة في الدول العربية التي تخشى من البرنامج النووي الإيراني.


ووفقاً لعوكل، فإن ما يخطط له نتنياهو يتجاوز مجرد ضربة تكتيكية، إذ يسعى إلى جر إيران والمنطقة بأسرها إلى حرب واسعة النطاق. 


ويرى عوكل أن نتنياهو يعتقد أن توجيه ضربة استراتيجية لإيران سيجبر طهران على الرد، وهو ما سيؤدي إلى تداعيات واسعة قد تشمل تورط أطراف إقليمية ودولية أخرى في دوامة الحرب، وبهذا المعنى يبدو أن نتنياهو يضع نصب عينيه ليس فقط المواجهة مع إيران، بل إدخال المنطقة بأكملها في دائرة الصراع، الأمر الذي قد يغير شكل الخريطة السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط بشكل جذري.

 

واشنطن ستكون شريكاً لإسرائيل في حال توجيه ضربة إلى إيران

 

يوضح المختص بالشأن الإسرائيلي فايز عباس أن توقيت الضربة الإسرائيلية المحتملة على إيران يبقى غير مؤكد، ولكن من المؤكد أن الهجوم سيحدث، وربما في وقت قريب. 


ويشير عباس إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية قد استكملت نشر منظومة الدفاعات الجوية في إسرائيل، والتي ستغطي الأجواء الإسرائيلية بشكل كامل، كما أن إسرائيل قد انتهت من اتصالاتها مع دول المنطقة لضمان الدعم الإقليمي في حال وقوع الهجوم.


وعلى صعيد الشراكة مع الولايات المتحدة، يؤكد عباس أن واشنطن ستكون شريكاً لإسرائيل في حال توجيه ضربة إلى إيران، كما كانت في حروبها ضد غزة ولبنان. 


ويلفت إلى أن الجنود الأمريكيين هم من سيتولون تشغيل منظومة الدفاعات الجوية التي باتت جاهزة الآن. ويُظهر هذا التنسيق مدى التحالف الوثيق بين الجانبين، خاصة فيما يتعلق بالعمليات العسكرية الكبرى.

وفي ما يتعلق بتوقيت الضربة، يرى عباس أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية ستكون عاملاً مؤثراً، حيث إن نتنياهو، الذي يدعم المرشح الجمهوري دونالد ترامب، قد يختار توقيت الضربة بعناية ليخدم حملة ترامب الانتخابية، خاصة بعد أن أبلغ نتنياهو ترامب أنه لا يصغي لتوجيهات الرئيس جو بايدن، وبالتالي من المحتمل أن تُنفذ الضربة قبل الانتخابات الأمريكية.


وبشأن طبيعة الضربة، يشير عباس إلى أن نتنياهو يسعى لتحقيق حلمه القديم بتدمير المفاعلات النووية الإيرانية، مؤكداً أنه سبق أن وعد بأن إيران لن تتمكن من إنتاج القنبلة النووية، ويرى في هذه الضربة فرصة تاريخية لتحقيق هذا الوعد، والضربة المحتملة ستكون مؤلمة جداً لإيران، ولكن الرد الإيراني لن يكون أقل شدة على إسرائيل.


وبالرغم من ذلك، يرى عباس أن الدعم الأمريكي والغربي لإسرائيل سيخفف من وقع الرد الإيراني، فمن المتوقع أن يتم الرد على إيران عبر ضربات اقتصادية وسياسية، إضافة إلى فرض عقوبات دولية صارمة قد تضر بالاقتصاد الإيراني وتؤثر على نفوذها الإقليمي.

 

 حرص نتنياهو على عدم تفويت فرصة ضرب المشروع النووي الإيراني

 

يوضح الكاتب والمحلل السياسي أحمد زكارنة أن احتمالية تنفيذ إسرائيل لضربة عسكرية ضد إيران قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية ستكون ضعيفة لأسباب منطقية.


ويشير زكارنة إلى أن السبب الأول يتمثل في الحاجة الإسرائيلية لضمان شراكة الولايات المتحدة في حال ردت إيران على الضربة الإسرائيلية، فالشراكة الأمريكية ضرورية لضمان الدعم العسكري والسياسي في مثل هذه العملية الحساسة. 


أما السبب الثاني، بحسب زكارنة، فإنه يرتبط بالانتخابات الرئاسية الأمريكية نفسها، حيث إن فوز دونالد ترامب وعودته إلى البيت الأبيض سيمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المزيد من الدعم، بالرغم من أن نتنياهو ضمن موقف إدارة الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن بالفعل، وما إرسال منظومة الدفاع الصاروخية "ثاد" إلا خير دليل.


ويوضح زكارنة أن إرسال الولايات المتحدة الأمريكية منظومة "ثاد" إلى إسرائيل يعكس حرص نتنياهو على عدم تفويت فرصة ضرب المشروع النووي الإيراني، حيث إن الهدف من هذا الهجوم سيكون توجيه ضربة كبيرة ومباشرة، إما للمفاعل النووي، دون المساس بأي رؤوس نووية "إن وجدت"، وهو ما يتطلب دقة وفعالية عالية، وإما سيرضخ للضغوط الأمريكية والأوروبية بتخفيض سقف تطلعاته من هذه الضربة، بالاتجاه نحو ضربة مؤلمة للدولة الإيرانية، من دون المس بمشروعها النووي، خشية توسع دائرة الصراع. 


ويلفت زكارنة إلى أن تسليم هذه المنظومة يعزز دفاعات إسرائيل ضد أي رد إيراني محتمل، ويؤكد التزام الولايات المتحدة بتوفير الدعم العسكري الكامل لإسرائيل.

 

الهجوم الإسرائيلي سيكون كبيراً 

 

أما في ما يتعلق بحجم الضربة الإسرائيلية المتوقعة ضد إيران، فيرى زكارنة أن الهجوم سيكون كبيراً في كل الأحوال، سواء شمل استهداف المفاعل النووي أم لا. 


وبحسب زكارنة، فإن الهدف الأساسي من هذه الضربة سيكون تحقيق أمرين رئيسيين: الأول هو المس بالمقدرات الإيرانية غير النووية، والثاني هو الحيلولة دون قدرتها على الرد بشكل أوسع من الضربة الأخيرة.


وفي ما يتعلق بتداعيات الضربة الإسرائيلية المحتملة لإيران، يشير زكارنة إلى أن الدولة الإيرانية وفق تصريحاتها وبياناتها سترد بصرف النظر عن حجم الضربة التي ستتلقاها، وإلى أن هذا الرد سيلعب دوراً أساسياً في في رسم ملامح المرحلة المقبلة. 


ويعتقد زكارنة أن الضربة الإيرانية ستشعل المنطقة بشكل غير مسبوق، ولن تنتهي هذه الحرب إلا بكسر أحد الطرفين، وسيصبح ميدان المعركة الفيصل الرئيسي في الهيمنة على المنطقة، إن لم تتحرك الدول الفاعلة والمؤثرة في المنطقة بما يخدم مصالحها بعيداً عن مشروع الطرفين المتصارعين، ومن دون التنازل عن الحقوق الوطنية الفلسطينية، وهو ما تدفع به التحركات السعودية والمصرية الأخيرة.


ويرى زكارنة أن نتنياهو أخطأ في إدارة فائض القوة الإسرائيلية، حيث إن عدم الاستخدام الأمثل لهذا التفوق العسكري، يؤدي بالضرورة إلى عجز أمني على المديين القريب والبعيد، وهو ما يمكننا الانتباه له حينما نتابع الضربات المتتالية من الجبهة الشمالية، حيث يستعيد حزب الله زمام المبادرة، فيما تجد القوات الإسرائيلية صعوبة بالغة في الوصول إلى أهدافها في شمالي قطاع غزة، جراء المقاومة الشرسة التي تواجهه على الرغم من مرور عام كامل على استهداف كل مناحي الحياة في القطاع، بمعنى آخر القوة العسكرية لإسرائيل كانت فرصة ثمينة لم تستغل بالشكل الصحيح من قبل هذه الحكومة اليمينية المتطرفة، بل إن غطرستها خلقت ولا تزال تحديات أمنية غير مسبوقة منذ قيام الدولة الإسرائيلية بعد النكبة عام 1948.

دلالات

شارك برأيك

الضربة الإسرائيلية المرتقبة لإيران.. كل تأخيرة فيها اختيار لأهداف كبيرة!

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الأربعاء 25 ديسمبر 2024 9:36 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.65

شراء 3.64

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.13

يورو / شيكل

بيع 3.8

شراء 3.77

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 302)