عربي ودولي
الأربعاء 23 أكتوبر 2024 8:40 صباحًا - بتوقيت القدس
هوكشتاين في لبنان.. النار عند تعثر الكلام!
خـاص بـ"القدس" و"القدس" دوت كوم
د. حسن مرهج: مطالب هوكشتاين تتعارض مع القرار 1701 وتهدف لاستسلام لبنان وفرض شروط قاسية عليه واستباحته
د. عبد الله نعمة: هناك تحرك دبلوماسي كبير لوقف الحرب إلا أن الحل الذي يُراد الوصول إليه هو "اتفاق من تحت النار"
سليمان شقيرات: زيارة هوكشتاين تأتي في إطار إدارة الحرب الأمريكية ضد لبنان وفلسطين باستخدام إسرائيل كأداة
جوني منصور: إسرائيل تحاول استغلال الوضع الحالي كورقة ضغط على الحكومة اللبنانية.. والمفاوضات قد تتحرك قريباً
طارق وهبي: واشنطن تترك الساحة مفتوحة لتوسيع النفوذ الإسرائيلي وخطوات مشابهة قد تستهدف الجولان السوري المحتل
زيارة المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين أمس إلى لبنان ليست الزيارة الأُولى له منذ بدء الحرب، لكن في هذه المرة حمل هوكشتاين مطالب إسرائيل التي سلمتها إلى واشنطن، والتي تتضمن شروطها لإنهاء الحرب، أبرزها حسب العديد من التقارير والمطلعين "حرية الطيران الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية، وحرية تنفيذ عمليات عسكرية لمنع "حزب الله" من إعادة بناء بنيته العسكرية في جنوب لبنان".
"ے" تحدثت إلى عدد من الكتاب والمحللين السياسيين لتستطلع أهداف هذه الزيارة، خاصة في هذا التوقيت الحرج، والذين أشاروا إلى أنها تأتي ضمن التحركات الدبلوماسية لوقف الحرب، ولكن الحل الذي يُراد الوصول إليه هو "اتفاق تحت النار"، إذ يتواصل التصعيد الإسرائيلي على الجبهة اللبنانية، بهدف الضغط على لبنان للقبول بالمطالب الإسرائيلية، التي تتبناها الإدارة الأمريكية، والتي تهدف إلى فرض شروط قاسية عليه واستباحة أراضيه براً وجواً وبحراً.
واعتبر عدد من المحللين الذي تحدثوا لـ"ے" أن المطالب التي حملها هوكشتاين تتعارض مع قرار مجلس الأمن 1701، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة تترك الساحة مفتوحة أمام إسرائيل لتوسيع نفوذها السياسي والعسكري في المنطقة، فيما رأى آخرون أن زيارة هوكشتاين إلى بيروت تأتي في إطار إدارة الحرب الأمريكية ضد لبنان وفلسطين باستخدام إسرائيل كأداة.
محاولة الفرصة الأخيرة
بدوره، قال الخبير في شؤون الشرق الأوسط الدكتور حسن مرهج: إن زيارة الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتاين إلى لبنان تكتسب أهمية خاصة نظراً لتوقيتها الحرج، حيث تأتي في إطار محاولة الفرصة الأخيرة لتحقيق وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
واعتبر أن هذه الزيارة تأتي قبل زيارة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إلى باريس للمشاركة في مؤتمر دعم لبنان في 24 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، الذي سيركز على توفير الحماية والإغاثة المباشرتين للمدنيين ودعم الجيش اللبناني.
وأشار مرهج إلى أن هذه الزيارة سبقها تصريح من المبعوث الأمريكي أعرب فيه عن رغبة الولايات المتحدة في تعديل القرار الأممي رقم 1701، وذلك بعد أن قدمت إسرائيل الأسبوع الماضي وثيقة مبادئ إلى الولايات المتحدة تتضمن شروطها للتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في لبنان.
وشدد على أن المطالب التي حملها هوكشتاين إلى لبنان تعكس المطالبات الإسرائيلية، التي تسعى إلى منع إعادة تسليح حزب الله ومنعه من العودة إلى المناطق الحيوية في جنوب لبنان.
مطالب تهدف إلى استسلام لبنان
ورأى أن هذه المطالب التي حملها هوكشتاين تهدف إلى استسلام لبنان وفرض شروط قاسية عليه واستباحة أراضيه جواً وبراً وبحراً، وهو أمر لا يمكن للبنان قبوله، وليس فقط حزب الله.
وعلى الرغم من الحرب المستمرة منذ نحو شهر، أكد مرهج أن المقاومة في لبنان لم تُهزم ولا تزال قادرة على التصدي للهجمات الإسرائيلية، وهو ما أظهرته عدة وقائع، بما في ذلك منع التقدم البري الشامل وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، والتي استهدفت مؤخراً منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيساريا.
وأشار مرهج إلى أن مطالب هوكشتاين تتعارض بشكل كامل مع قرار الأمم المتحدة رقم 1701، وهي مطالب تعجيزية تهدف إلى إجبار لبنان الرسمي وحزب الله على التنازل.
ولفت إلى أن التصعيد العسكري الذي تبع زيارة هوكشتاين يعكس فشل المفاوضات ورفض لبنان تلك المطالب، مضيفاً أن الضغوط التي تمارس بالنار لن تُجدي نفعًا، وأن لبنان، بما في ذلك حزب الله، لن يرضخ للشروط الأمريكية.
وأشار مرهج إلى أن الوضع في لبنان هذه المرة مختلف، حيث لا يوجد شيء يخسره لبنان، وبالتالي عليه مواجهة التحديات لتحسين شروطه التفاوضية، بدلاً من الرضوخ للإملاءات الإسرائيلية تحت ضغط القصف.
تصعيد خطير في لبنان وسط تحركات دبلوماسية مكثفة
وقال المحلل السياسي اللبناني الدكتور عبد الله نعمة: "إن المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين وصل إلى لبنان لإجراء مباحثات مع الحكومة اللبنانية بشأن تطبيق القرار 1701 الذي يهدف إلى وقف الأعمال العدائية. كما وصل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في زيارة مماثلة لبحث الملف نفسه".
وأكد نعمة أن هناك تحركاً دبلوماسياً كبيراً لوقف الحرب، إلا أن الحل الذي يُراد الوصول إليه هو "اتفاق من تحت النار"، حيث يستمر التصعيد العسكري حتى يتم التوصل إلى اتفاق بشروط أمريكية، وهو ما يرفضه محور المقاومة في لبنان.
وأشار نعمة إلى "التصعيد الوحشي من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث تم ارتكاب مجزرة في بيروت، وشهدت مناطق الجنوب والبقاع والضاحية غارات كثيفة وعنيفة، بهدف إرغام لبنان وحزب الله على قبول الشروط الإسرائيلية الأمريكية. وبالرغم من أن الرئيس نبيه بري صرح بأن أجواء المباحثات كانت إيجابية لكنها تحتاج إلى بعض التعديلات، فإن لبنان اليوم يدفع ثمن تلك التعديلات".
وأضاف نعمة: إن هناك عقبات كبيرة تعترض طريق التوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى أن الحرب لن تتوقف قبل الوصول إلى حل، وأن الأيام المقبلة قد تشهد تصعيداً خطيراً في لبنان طالما لم يتم الاتفاق حتى الآن، ما يترك مستقبل التصعيد مرهوناً بقرارات الطرفين المتنازعين.
انتزاع تنازلات من لبنان وإضعاف المقاومة
وأفاد المحلل السياسي المقدسي سليمان شقيرات: إن زيارة المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين إلى بيروت تأتي في إطار إدارة الحرب الأمريكية ضد لبنان وفلسطين باستخدام إسرائيل كأداة.
وأوضح شقيرات أن الهدف من زيارة هوكستين هو جس نبض الوضع السياسي في لبنان وتقييم مدى قدرة لبنان على تحمل الدمار والقتل الذي خلفته الهجمات الإسرائيلية.
وأضاف: إن هذه الزيارات تهدف إلى ربط الضربات الجوية بجولات المفاوضات بهدف انتزاع تنازلات رسمية من الجانب اللبناني، وتعميق الانقسامات الداخلية بين الفصائل اللبنانية في محاولة لإضعاف حالة التضامن الشعبي حول المقاومة.
وأشار شقيرات إلى أن الولايات المتحدة تحاول من خلال هذا الضغط تشجيع حلفائها في لبنان والغرب على شن حملات مناهضة للمقاومة اللبنانية، تحت ذريعة أن المقاومة قد أدت دورها في دعم غزة، وأن الوقت قد حان لوقف الحرب على لبنان لتجنب المزيد من الدمار.
وأضاف شقيرات: إن التكتيك الأمريكي يعتمد على تكثيف القصف الجوي على لبنان بعد كل فشل في جولات المفاوضات، بهدف تمهيد الطريق لمزيد من التدمير وقتل المدنيين، مستفيدين من التجارب السابقة، مثل ما حدث في بيروت عام 2002 عندما تم ترحيل قوات الثورة الفلسطينية إلى المنافي.
كما أشار إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، التي تحمل إيحاءات بجدية الموقف الأمريكي في إيجاد حلول سياسية، سواء في لبنان أو فلسطين، وفي الوقت نفسه تشريع استمرار العدوان بهدف توسيع الانقسامات الداخلية وإضعاف المقاومة.
الهدف النهائي، بحسب شقيرات، هو محاولة إجبار المقاومة اللبنانية على وقف إطلاق النار في لبنان بشكل منفصل عن غزة، ما لم تغير موقفها.
المطالب الإسرائيلية تجاه لبنان تعتبر ذات سقف عالٍ جداً
قال جوني منصور، المؤرخ والباحث في شؤون الشرق الأوسط، إن المطالب الإسرائيلية التي نقلها الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتين إلى الحكومة اللبنانية تشمل نقطتين أساسيتين: الأولى تتعلق بسيطرة إسرائيل على المجال الجوي اللبناني لاستغلاله لأغراض عسكرية ومراقبة الأجواء، والثانية إشراف إسرائيل على تطبيق القرار الدولي 1701 الخاص بلبنان.
وأشار إلى أن هذه المطالب تأتي في ظل ظروف معقدة وتعتبر ذات سقف عالٍ جداً.
وبيّن أن إسرائيل تحاول استغلال الوضع كورقة ضغط على الحكومة اللبنانية، وكذلك على الأطراف العربية التي بدأت بالتحرك للضغط من أجل الوصول إلى هدنة تمنع تفاقم التصعيد العسكري في المنطقة، ما قد يؤدي إلى حرب إقليمية أوسع نطاقاً.
وأكد منصور أن الحكومة اللبنانية وحزب الله وحركة أمل وغيرها من الأطراف السياسية في لبنان لن تقبل بهذه المطالب الإسرائيلية.
وتوقع أن يؤدي هذا التصعيد إلى خفض سقف المطالب الإسرائيلية مع استمرار المماحكات والمراوغات سواء من الجانب الإسرائيلي أو الأمريكي.
المفاوضات ستتحرك قريباً لوقف التصعيد في لبنان
ولفت المؤرخ والباحث منصور إلى أن المفاوضات الدبلوماسية ستتحرك قريباً بهدف وقف التصعيد الإسرائيلي في لبنان بعد الدمار الهائل الذي طال مناطق عديدة، خصوصاً في بيروت. ولفت إلى أن هناك محاولات إسرائيلية لنسخ أساليب عسكرية سبق استخدامها في غزة، مثل توجيه التهم إلى المستشفيات بوجود أنفاق تحتها تحتوي على أسلحة وأموال.
وأشار منصور إلى أن إسرائيل تسعى إلى تحقيق عدة أهداف، منها إخراج حزب الله من المنطقة الجنوبية المتاخمة للحدود مع إسرائيل وحتى نهر الليطاني، وإعادة هيكلة القوات الدولية (اليونيفيل) لتلعب دوراً أكبر في مراقبة الأوضاع هناك. كما تسعى إلى تعزيز انتشار الجيش اللبناني تحت إشراف دولي أو عربي غير مباشر.
القرار 1701 لم يعد كافياً لضمان استقرار المنطقة
وأكد الباحث والمحلل السياسي في العلاقات الدولية طارق وهبي أن زيارة هوكشتاين إلى لبنان جاءت في إطار الضغط الأمريكي على الحكومة اللبنانية للالتزام بالقرار 1701، مع الإشارة إلى إمكانية إضافة بروتوكولات جديدة لتعزيز هذا القرار، إلا أن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الذي يرأس أيضاً حركة "أمل" وأحد أقطاب الثنائية الشيعية في لبنان، رفض هذه الضغوط، مؤكداً أن هذا الأمر يتطلب تصويتاً في مجلس الأمن.
وهبي أشار إلى أن القرار 1701، الذي تم تبنيه في أعقاب حرب لبنان عام 2006، لم يعد كافياً لضمان استقرار المنطقة في ظل التطورات الحالية لعام 2024.
وأضاف أن هناك حاجة لتفعيل دور الجيش اللبناني وقوات الأمن لضبط الحدود ومنع دخول السلاح غير الشرعي إلى الجنوب اللبناني.
كما سلط وهبي الضوء على المؤتمر المزمع عقده في باريس في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، والذي يهدف إلى دعم الجيش اللبناني لتمكينه من تطبيق القرار 1701 بشكل أكثر فعالية، لا سيما في ما يتعلق بمراقبة الحدود والمعابر غير الشرعية بين لبنان وسوريا.
وفي حديثه عن المشهد السياسي الأمريكي، أوضح وهبي أن الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس جو بايدن، الذي يوصف بأنه "يُسيّر الأعمال" في ظل غياب رئيس قادر على اتخاذ قرارات حاسمة، تترك الساحة مفتوحة أمام إسرائيل لتوسيع نفوذها العسكري والسياسي في المنطقة. هذا الواقع يفسر استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عملياته العسكرية، سواء في غزة او لبنان أو سوريا أو حتى اليمن والعراق، وسط غياب واضح لردود فعل دولية فعّالة.
وأشار وهبي إلى أن الوضع الحالي قد يدفع إسرائيل إلى توسيع نطاق عملياتها العسكرية في لبنان بهدف "تنظيف" المناطق التي تعتقد أنها تشكل مصدراً لإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.
كما أعرب عن مخاوفه من احتمال أن تتخذ إسرائيل خطوات مشابهة في الجولان السوري المحتل، حيث تتواجد قوات عسكرية كبيرة قد تصل إلى 35 ألف جندي.
وبالرغم من الصعوبات التي يواجهها حزب الله والقوى المقاومة الأخرى في لبنان، يعتقد وهبي أن المعركة تبقى غير متكافئة، إلا إذا تمكنت المقاومة اللبنانية من مفاجأة العالم بقدراتها كما فعلت المقاومة الفلسطينية في غزة مؤخراً.
دلالات
فلسطيني قبل 30 أيام
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
استهداف الصحفيين بالقتل والاعتقال.. محاولة للتعمية على الجريمة الـمُدوّية
الأكثر قراءة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
عبدالعزيز خريس.. فقد والديه وشقيقته التوأم بصاروخ
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 78)
شارك برأيك
هوكشتاين في لبنان.. النار عند تعثر الكلام!