Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 19 أكتوبر 2024 8:55 صباحًا - بتوقيت القدس

حصاد الأمل: الذكاء الإصطناعي وموسم قطف الزيتون



مع قدوم هذه الأيام المباركة، تترقب فلسطين بفارغ الصبر موسم قطف ثمار الزيتون، وهو الموسم الأكثر حضوراً في هويتنا الوطنية والثقافية، فالزيتونة ليست مجرد شجرة، بل هي رمز البركة والصمود والأمل، إذ تمتد زراعة الزيتون في أراضينا وجبالنا منذ مئات بل الاف الأعوام حتى بات يعرف الشجر الكبير منه بالزيتون الرومي، وفي هذاه الأيام سنويا، ينتشر الناس في الحقول والجبال والوديان، ويعملون لجني المحصول الذي يشكل مصدر دخل أساسي لبعض العائلات الفلسطينية.

اليوم، ومع تقدم التكنولوجيا، ظهر الذكاء الاصطناعي كتقنية جديدة يمكن أن تساعد المزارعين بشكل كبير، فالذكاء الاصطناعي يعني استخدام التكنولوجيا لمساعدة البشر في اتخاذ القرارات وتحليل المعلومات، وفي الزراعة، يمكن استخدامه لتحسين إنتاج المحاصيل، والكشف عن الأمراض التي قد تصيب الزيتون، وتوقع الأحوال الجوية، توقع جودة وكميات المحصول.

تخيلوا أن تصلكم رسالة على هواتفكم تقترح عليكم موعد مقترح لقطف الزيتون أو معادلة مبنية على بيانات مسبقة تحدد لكم عدد الموارد البشرية مثلا المطلوبة للانتهاء في وقت زمني أنتم تحددونه،  وذلك قبل موسم القطاف بشهرين، أو التنبؤ بأسعار الزيت والزيتون بناءً على تحليل دقيق ومعمق للسوق والظروف الإقتصادية والسياسية.

أيضًا، يعاني مزارعونا باستمرار من تحديات كبيرة مثل الأمراض والآفات التي قد تؤثر على المحصول، ولكن بفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن استخدام تقنيات متطورة مثل كاميرات الدرون التي يمكنها التعرف على أي علامات تدل على المرض وبذلك، يتمكن المزارع من اتخاذ إجراءات سريعة لحماية محصوله قبل أن تتعرض للتلف أو أن تؤثر على جودة المحصول.

ما رأيكم لو كان هناك روبوتات تعمل في قطف الزيتون فستكون واحدة من الابتكارات الرائعة نظرا لنقص الأيدي العاملة في بعض المناطق وتحديداً في القرى الفلسطينية الصغيرة أو النائية. فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يُستخدم لتطوير روبوتات قادرة على قطف الزيتون بفعالية، مما يقلل من الحاجة إلى الأيدي العاملة هذه الروبوتات يمكنها العمل بسرعة ودقة، وتساعد في جني المحصول في الوقت المناسب دون التأثير على جودة الثمار.

أيضًا، يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بجودة الزيت بحسب المعايير المحلية والعالمية واقتراح الطرق الأمثل للوصول وتطبيق هذه المعايير، مما يساهم في رفع كفاءة وجودة المنتج لينافس عالمياً منتجات الزيت والزيتون في الأسواق الخارجية وليظل مصدراً مهماً لدخل العائلات في قرانا وبلداتنا الفلسطينية.

لكن، لا بد من الإشارة ولو في عجالة إلى أهم العقبات والتحديات التي قد تحول دون الاإستفادة من هذه التقنيات في الزراعة في فلسطين وتحديداً في موسم الزيتون، أهمها معيقات الإحتلال الذي يرقد جاثماً على تفاصيل حياتنا وأهمها الأرض والزراعة فهذه الاجراءات لن تسمح بادخال أي تقنيات تكنولوجية إلى الحقول لادعاءات أمنية باطلة، وأيضا ولا يوجد بنية تحية كاستدامة خطوط الإتصالات والانترنت في بعض القرى والبلدات الفلسطينية والحقول عدا عن خبرة مزارعينا المتواضعة في استخدام التكنولوجيا والتقنيات في قطاع الزراعة.

الأهم، هو أن إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في الزراعة ليس فقط تحسيناً للإنتاجية، بل هو أيضاً وسيلةً لمساعدة الفلاحين على الصمود أمام التحديات التي تواجههم، فمع استمرار الاحتلال والظروف الصعبة، يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تمنحهم الأمل والقدرة على التكيف.

نهايةً، موسم قطف الزيتون هو أكثر من مجرد عمل زراعي ؛ إنه مرتبط ببركة هذه الأرض وتاريخ لكل مزارع،  فهو مرتبط بالعائلة وبالمجتمع فكل منا يتذكر حدث وقع تحت هذه الشجرة أو بسمة طفله الذي كبر على أغصان شجرة أخرى وهو فرصة للاحتفاء بتراثنا وهويتنا التي نعتز، وهذه التقنيات، يمكن أن تُحدث تطوراً كبيرة في حياة مزارعينا، مما يعزز من قدرتنا على مواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل لفلسطين، فعمل كل منا في تخصصه خدمة لفلسطين وأهلها واسقاط هذه التخصصات والعلوم في تعزيز الصمود ورفع الروح المعنوية والتحدي سيمكننا من الاستمرار في زراعة  الأمل في الأرض التي نحب.


عبد الرحمن الخطيب 

باحث ومختص بتقنيات الذكاء الإصطناعي

دلالات

شارك برأيك

حصاد الأمل: الذكاء الإصطناعي وموسم قطف الزيتون

المزيد في أقلام وأراء

منع الدواء والطعام في غزة.. سلاح إسرائيلي قاتل

حديث القدس

رسالة فلسطين في عيد الميلاد

فادي أبو بكر

معركة المواجهة وشروط الانتصار

حمادة فراعنة

احفظوا للمخيم هيبته وعزته وللدم الفلسطيني حرمته

راسم عبيدات

مئوية بيرزيت.. فوق التلة ثمة متسع رحب لتجليات الجدارة علماً وعملاً!

د. طلال شهوان ، رئيس جامعة بيرزيت

لجنة الإسناد.. بدها إسناد!

ابراهيم ملحم

من التغريد إلى التأثير .. كيف تصنع المقاطعة الرقمية مقاومة شعبية فعالة

مريم شومان

الحسم العسكري لغة تبرير إسرائيلية لمواصلة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

سعيد جودة طبيب جراحة العظام في مشفى كمال عدوان شهيداً

وليد الهودلي

بوضوح.. الميلاد في زمن الإبادة الجماعية

بهاء رحال

ولادة الشهيد الأول

حمادة فراعنة

(الْمَجْدُ لِلّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ)

حديث القدس

اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر

عيسى قراقع

ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟ ‎

هاني المصري

ما يجري في جنين يندى له الجبين

جمال زقوت

شرق أوسط نتنياهو لن يكون

حمادة فراعنة

في ربع الساعة الأخير للإدارة الموشكة على الرحيل!

حديث القدس

العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم

الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة

بلورة استراتيجيات للتعامل مع الشخصيّة المزاجية – القنبلة الموقوتة

د. غسان عبدالله

من الطوفان إلى ردع العدوان.. ماذا ينتظر منطقتنا العربية؟ الحلقة الثانية

زياد ابحيص

أسعار العملات

الأربعاء 25 ديسمبر 2024 9:36 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.65

شراء 3.64

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.13

يورو / شيكل

بيع 3.8

شراء 3.77

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 305)