Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

السّبت 12 أكتوبر 2024 9:09 صباحًا - بتوقيت القدس

دلالات تأخر الضربة الإسرائيلية المرتدة لإيران.. نتنياهو يحاول استجلاب الولايات المتحدة إلى ساحة المواجهة

د. دلال عريقات: التأخر الإسرائيلي في الرد على إيران لحسابات استراتيجية معقدة ترتبط بتوازنات إقليمية ودولية حساسة

داود كُتّاب: الفجوة بين طموحات نتنياهو والواقع الجيوسياسي والدعم الدولي عامل حاسم في إفشال مخططاته المتعلقة بإيران

فايز عباس: الهجوم على إيران سيكون أخطر بكثير من الردود العسكرية الإسرائيلية السابقة على حماس أو حزب الله

اللواء واصف عريقات: إسرائيل تواجه قدرات إيرانية متطورة مقابل ضعف في قدراتها الخاصة ما يجعل قرار الضربة أكثر تعقيداً

هاني أبو السباع: الولايات المتحدة تسعى إلى الحفاظ على مستوى من التصعيد لا يتسبب في إشعال صراع واسع النطاق



رام الله- خاص بـ"القدس"-


 يثير تأخر الرد الإسرائيلي على الهجمات الإيرانية الأخيرة تساؤلات حول الدوافع والخطط الاستراتيجية المعقدة التي تقف وراء ذلك، وإن كانت إسرائيل قد تراجعت أم أن هناك رفضاً أمركياً لذلك؟

ويشير كتاب ومحللون ومختصون وأستاذة جامعات، في أحاديث منفصلة مع "ے"، إلى أن إسرائيل تتعامل مع تصعيد كهذا بحذر شديد، مدفوعة بحسابات إقليمية ودولية حساسة تشمل التوازنات السياسية والعسكرية في المنطقة. 

ويلفتون إلى أن الاعتبارات المتعلقة بالعلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا، إضافة إلى ردود الفعل المحتملة من الدول الإقليمية مثل تركيا ودول الخليج، تلعب دوراً محورياً في تأخير الرد، ويبدو أن إسرائيل تسعى إلى تحقيق أقصى درجات الاستعداد وضمان الحصول على الغطاء الدولي قبل تنفيذ أي عملية عسكرية ضد إيران، فيما تظل الهجمات السيبرانية والتكنولوجيا المتقدمة جزءاً من استراتيجيتها.


 حسابات استراتيجية معقدة


توضح د. دلال عريقات، أستاذة الدبلوماسية وحل الصراع في الجامعة العربية الأمريكية، أن التأخر الإسرائيلي في الرد على الهجوم الإيراني قد يعكس حسابات استراتيجية معقدة ترتبط بتوازنات إقليمية ودولية حساسة. 

وتشير عريقات إلى أن إسرائيل، من منظور دبلوماسي، تتعامل مع كل تصعيد بميزان حساس، لا يقتصر فقط على الاعتبارات العسكرية، بل يشمل أيضًا مواقف الدول الكبرى والقوى الإقليمية المحيطة بها.

وتعتقد عريقات أن إسرائيل لا تسعى إلى تصعيد غير محسوب قد يؤدي إلى صراع طويل الأمد ويخل بالتوازنات في المنطقة، لذلك يعتمد القرار الإسرائيلي بشأن الرد العسكري على حسابات دقيقة تشمل العلاقات مع الولايات المتحدة، وأوروبا، والدول العربية، فضلاً عن ردود الفعل المحتملة من قوى إقليمية، مثل تركيا ودول الخليج. 

الهدف الإسرائيلي من التأخير، وفقاً لعريقات، قد يكون في بعض الأحيان لإبقاء الأبواب مفتوحة أمام حلول دبلوماسية أو لمنح وقت كافٍ للتفاوض عبر قنوات خلفية.

وتشير إلى أن إسرائيل تتقن فن المماطلة كوسيلة لكسب الوقت، ما يعزز من موقفها على الأرض، ويتجاوز الرد الإسرائيلي كونه مجرد رد فعل عسكري، بل يشكل رسالة سياسية واستراتيجية لكل من الداخل والخارج.

وترى عريقات أن التحركات الإسرائيلية تأخذ في الاعتبار تداعيات أي رد فعل من الجانب الإيراني، وتسعى إلى ضمان أن يكون الرد حاسماً ومدروساً، مع الحفاظ على القدرة على الردع دون تحفيز ردود فعل إيرانية قوية.


إسرائيل تستغل "خطر" إيران لتعزيز تحالفاتها الإقليمية والدولية


وتشير عريقات إلى أن إسرائيل تستغل خطر إيران لتعزيز تحالفاتها الإقليمية والدولية، خاصة في ظل استمرار المشروع الاستيطاني.

أما في ما يتعلق باستخدام إسرائيل الذكاء الاصطناعي، تؤكد عريقات أن إسرائيل تستخدمه كأداة متقدمة في تخطيطاتها الاستراتيجية والدفاعية، حيث يعمل الذكاء الاصطناعي بشكل نوعي في تحديد الأهداف وتنفيذ العمليات السيبرانية التي تُستخدم لتعطيل الأنظمة الدفاعية الإيرانية أو استهداف بنيتها التحتية الحيوية. 

وترى عريقات أن هذه الهجمات السيبرانية تشكل جزءاً من نهج أوسع لتحقيق أهداف عسكرية ودبلوماسية دون الانجرار إلى صراع شامل.

وفي ما يتعلق بموقف الولايات المتحدة من الرد على على الهجوم الإيراني، توضح عريقات أن أمريكا ليست معارضة بشكل مطلق أو داعمة بالكامل لأي رد إسرائيلي على إيران. 

ووفقاً لعريقات، فرغم أن الولايات المتحدة تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وتقدم في بعض الأحيان مساعدات استخبارية أو تكنولوجية لضمان دقة الرد الإسرائيلي، فإنها تظل حذرة من أي تصعيد كبير قد يزعزع استقرار المنطقة ويؤثر على مصالحها الاستراتيجية، مثل حماية خطوط النفط واحتواء النفوذ الروسي والصيني.

وتؤكد عريقات أن النهج الإسرائيلي في التعامل مع التصعيد ضد إيران يتميز بالتعقيد والحذر، حيث تحرص إسرائيل على ضمان أن تكون أي خطوات مستقبلية مدروسة ومتزنة في إطار التوازنات الإقليمية والدولية.


الفجوة بين أقوال نتنياهو وأفعاله باتت واضحة


يوضح الكاتب والمحلل السياسي داود كُتّاب أن الفجوة بين أقوال وأفعال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باتت واضحة، مشيراً إلى أن نتنياهو يسعى لجر الولايات المتحدة إلى مواجهة مع إيران، على غرار ما حدث مع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش عندما قاد حرباً ضد العراق بتوريط من نتنياهو بعدما صرح أمام الكونغرس الأمريكي أن الشرق الأوسط سينعم بسلام إذا تم القضاء على صدام حسين.

ويشير كُتّاب إلى أنه ومع إعلان أمريكا رفضها القاطع للمشاركة في أي هجوم ضد إيران، بدأ نتنياهو بالبحث عن طرق بديلة لتحقيق الهدف ذاته.

ويعتقد كُتّاب أن الفجوة بين طموحات نتنياهو والواقع الجيوسياسي والدعم الدولي قد تكون العامل الحاسم في إفشال مخططاته المتعلقة بإيران.

يؤكد كُتّاب أن اهتمام نتنياهو ليس متركزاً على حسابات الرد العسكري بقدر ما هو مهتم بتوريط الولايات المتحدة في مواجهة مع إيران.

أما الحديث عن تجهيز إسرائيل لرد عسكري قوي، فيوضح كُتّاب أن أي دولة تمتلك دوائر عسكرية تقوم بتطوير خطط ومشاريع مختلفة، وإسرائيل ليست استثناءً، إلا أن التحدي الأكبر الذي يواجهها هو البعد الجغرافي عن إيران، إلى جانب رفض الولايات المتحدة، كما أن دول الخليج والأردن ترفض السماح لإسرائيل باستخدام أراضيها أو مياهها لأغراض عسكرية تخدم "أحلام اليقظة" لدى نتنياهو.

من جانب آخر، يشير كُتّاب إلى أن الذكاء الاصطناعي لن يكون الحل للتحديات الكبيرة التي تواجه إسرائيل، سواء من الناحية اللوجستية أو السياسية، أو تلك المتعلقة برفض واشنطن المشاركة في حرب إقليمية. 


هل ستكتفي أمريكا بالمعارضة؟


إلى ذلك، يوضح كُتّاب أن موقف الولايات المتحدة واضح، فهي تعارض بشكل صارم أي اعتداء على إيران، لكن التساؤل المطروح هو: هل ستكتفي أمريكا بالمعارضة أم أنها قادرة وراغبة في منع إسرائيل من تنفيذ هجوم عسكري؟

وفي هذا السياق، يرى كُتّاب أن الولايات المتحدة تمتلك القدرة على منع إسرائيل من شن أي هجوم، لكنها قد لا ترغب في ذلك بشكل صريح، مفضلة تقديم النصائح القوية لإسرائيل بشأن تداعيات مثل هذا الهجوم. 

الأهم من ذلك وفق كُتّاب، هو أن النصائح الأمريكية لا تقتصر فقط على معارضة الهجوم الإسرائيلي قبل حدوثه، بل قد تمتد أيضاً إلى رفض تقديم الدعم لإسرائيل خلال وبعد تنفيذ الهجوم، ما يضع تل أبيب في موقف حرج في حال قررت التصعيد دون التنسيق الكامل مع واشنطن.


التأخر الإسرائيلي ليس مصادفةً


يعتقد المختص بالشأن الإسرائيلي فايز عباس أن تأخر إسرائيل في الرد على إيران ليس مصادفة، بل يرتبط بعدة عوامل رئيسية، أهمها السعي للحصول على الاستعداد الكامل وضمان الغطاء الدولي لحمايتها من الصواريخ الإيرانية وحلفائها. 

وبحسب عباس، فإن إسرائيل تعمل على مدار الساعة لتوجيه ضربة لإيران تستهدف منشآتها النووية ومرافق النفط والغاز، لكنها تدرك أن هذا الهجوم يتطلب دعماً واسع النطاق من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، وكذلك تعاوناً عربياً لضمان الحماية من أي هجمات انتقامية قد تضرب مواقع استراتيجية لدى إسرائيل.

ويشير عباس إلى أن الهجوم على إيران سيكون أخطر بكثير من الردود العسكرية الإسرائيلية السابقة على حماس أو حزب الله، حيث صرح وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت بأن الرد الإسرائيلي على إيران سيكون "قاتلاً ومفاجئاً" لدرجة أن طهران لن تكون قادرة على استيعابه. 

ومع ذلك، يشدد عباس على أن نتنياهو لن يتحرك دون شراكة ودعم كاملين من الولايات المتحدة، التي تُعد الحليف الأبرز لإسرائيل في هذا الصراع.

من جهة أخرى، يوضح عباس أن إسرائيل تسعى لاستغلال كافة الوسائل المتاحة، بما في ذلك التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي وحتى الأسلحة المحرمة دولياً، في تنفيذ ضربة مدمرة ومكثفة ضد إيران، وهذه الضربة، حسب رؤية نتنياهو، تمثل فرصة تاريخية لتحقيق هدف طالما سعى إليه منذ سنوات طويلة، وهو جر الولايات المتحدة إلى حرب شاملة ضد إيران وتدمير منشآتها النووية.

ويرى عباس أن نتنياهو في حال نجاحه، سيعتبر ذلك أكبر إنجاز سياسي له، حيث سيستعيد قوته وشعبيته على حساب الدم الإيراني، خاصة بعد فشله في تحقيق أهدافه في غزة ولبنان حتى الآن.

ويشير إلى أن الولايات المتحدة ستكون الشريك الرئيسي في أي هجوم على إيران، سواء عبر تقديم الدعم العسكري أو المشاركة المباشرة في القصف أو العمليات العسكرية المحتملة، مؤكداً أن الشراكة الأمريكية- الإسرائيلية ستكون حاسمة في تحديد مصير أي مواجهة مستقبلية مع طهران.


نتنياهو يهدد منذ عام 2008 


يوضح الخبير العسكري والأمني الاستراتيجي اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يهدد منذ عام 2008 بتوجيه ضربة للمفاعلات النووية الإيرانية، إلا أن هذه التهديدات لم تتحقق رغم أن الفرصة سنحت عدة مرات، خاصة خلال الحرب على قطاع غزة وما تلاها من توتر إقليمي امتد إلى إيران. 

ويرجع عريقات ذلك إلى عدم قدرة نتنياهو على اتخاذ قرار بهذا الحجم دون موافقة أمريكية، مشيراً إلى أن تراجع قوة الردع الإسرائيلية كان واضحاً بعد فشل المنظومة العسكرية والأمنية والاستخبارية الإسرائيلية في التصدي لهجوم المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر، ما أفقد نتنياهو عنصر المبادرة.

ويؤكد عريقات أن القيادة الإسرائيلية، التي اعتادت اتخاذ قراراتها بشكل منفرد في السابق، باتت اليوم تعتمد بشكل أكبر على التنسيق مع القيادة الأمريكية، ويُعتبر هذا دليلاً على أن إسرائيل أصبحت بحاجة ماسة للدعم الأمريكي، وهو ما أكده استمرار تصريحات القيادة الإسرائيلية حول ضرورة التنسيق مع واشنطن.

ويشير عريقات إلى حادثة قصف مفاعل "أوزيراك" العراقي في عام 1981، حيث قامت مقاتلات إسرائيلية من طراز F-16 برفقة طائرات F-15 بضرب المفاعل دون إبلاغ إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك رونالد ريغان إلا بعد تنفيذ الهجوم. 

ويوضح عريقات أن الحسابات الإسرائيلية اليوم تختلف تماماً عن تلك الحقبة، حيث تواجه إسرائيل قدرات إيرانية متطورة مقابل ضعف في قدراتها الخاصة، ما يجعل اتخاذ قرار بضرب إيران أكثر تعقيداً.


قيادة إسرائيلية مجنونة


ويعلّق اللواء عريقات على الوضع الحالي، واصفاً القيادة الإسرائيلية بأنها "قيادة مجنونة" مثلما وصفها الجنرال الإسرائيلي إسحق بريك، في إشارة إلى شخصيات مثل نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي. 

ويرى عريقات أن هذه القيادة قد تتخذ قرارات غير محسوبة قد تؤدي إلى تصعيدات غير مرغوبة، خاصة في ظل التحولات الكبيرة في القدرات العسكرية الإيرانية.

وحول استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية الإسرائيلية المحتملة ضد إيران، يوضح عريقات أن لهذه التكنولوجيا جوانب إيجابية في مجالات الاستطلاع والمراقبة وتحليل البيانات الاستخبارية، وكذلك في تحديد بنك الأهداف، كما يمكن أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي في الأسلحة الذاتية لتقليل الاعتماد على العنصر البشري، ومع ذلك، هناك مخاطر كبيرة تتعلق بعدم الامتثال للقانون الدولي، حيث إن الذكاء الاصطناعي قد لا يتمكن من التفريق بين الأهداف العسكرية والمدنية، ما قد يؤدي إلى إصابات غير محسوبة وتصعيدات غير متوقعة.


إسرائيل بحاجة لدعم عسكري وأمني واستخباري أمريكي


ويؤكد عريقات أن إسرائيل بحاجة ماسة إلى دعم عسكري وأمني واستخباري من الولايات المتحدة، خاصة في ما يتعلق بالطائرات القاذفات بعيدة المدى من طراز B-52 الثقيلة، كما تحتاج إسرائيل إلى تعاون وثيق مع واشنطن في جميع مراحل التخطيط والتنفيذ لأي ضربة محتملة ضد إيران، إضافة إلى الدعم اللوجستي والاستخباري. 

إلا أن التحدي الأكبر، وفق عريقات، يتمثل في الغطاء السياسي الذي تحتاجه إسرائيل لتنفيذ مثل هذه العمليات، وهو أمر قد يصعب تحقيقه في ظل الوضع السياسي الحالي في الولايات المتحدة، حيث تقترب البلاد من الانتخابات الرئاسية.

ويوضح عريقات أن التنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة يشمل أيضاً مشاركة التبعات المحتملة لأي هجوم، ما يضع واشنطن في موقف معقد، حيث ترغب في كبح نفوذ إيران في المنطقة دون التورط في صراع كبير قد يؤثر على استقرار المنطقة، فيما تبقى الولايات المتحدة مترددة في تقديم الدعم الكامل لإسرائيل في هذه المرحلة الحساسة.


عوامل متعددة لتأخير الرد الإسرائيلي


يشير الكاتب والمحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي هاني أبو السباع إلى عدة أسباب وراء تأخر إسرائيل في الرد على إيران، رغم التهديدات المتكررة من القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية بأن الرد قادم وسيكون رادعاً، حيث يستند التأخير، بحسب مراقبين، إلى عوامل عدة تتعلق بالاعتبارات الجغرافية والسياسية والعسكرية.

ويوضح أبو السباع أن من أسباب تأخر الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني: أولاً: قد يعود إلى العامل الجغرافي، حيث تفصل مسافة تزيد عن ألف كيلومتر بين إسرائيل وإيران، وهو ما يشكل تحدياً كبيراً للقدرات العسكرية الإسرائيلية في تنفيذ هجوم على أهداف بعيدة في عمق الأراضي الإيرانية، إضافة إلى ذلك تواجه إسرائيل صعوبة أخرى تتمثل في مساحة إيران الشاسعة، حيث تنتشر منشآتها النووية والعسكرية في مواقع متفرقة بعضها على عمق يصل إلى 600 كيلومتر داخل البلاد، ما يزيد من صعوبة استهدافها بدقة.

وثانيًا، بحسب أبو السباع، فإن هناك معلومات من داخل إيران تشير إلى أن الجمهورية الإسلامية نفذت تجربة نووية في الصحراء تسببت بزلزال بقوة 4 درجات، ما يزيد من تعقيد المشهد ويثير التساؤلات حول مدى تقدم إيران في برنامجها النووي، وهذه المعلومات قد تكون سبباً إضافياً لتأخير الرد الإسرائيلي، حيث يستلزم ذلك إعادة حسابات جديدة في ما يتعلق بالقدرات الإيرانية.

والسبب الثالث، يرى أبو السباع أن التنسيق الإسرائيلي الأمريكي كان بطيئاً، حيث لم يتم الاتصال بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن إلا مؤخراً، وهو أمر حاسم لأي خطوة إسرائيلية تجاه إيران، خاصة أن الولايات المتحدة تعارض قصف المفاعلات النووية الإيرانية، ومن دون التنسيق مع واشنطن، لن تستطيع إسرائيل تنفيذ الهجوم بمفردها.

أما السبب الرابع، فيعتقد أبو السباع أن العامل الروسي له دور في تأخير الرد، إذ قامت موسكو بتزويد إيران بمنظومات دفاع جوي متطورة، ما يزيد من قدرة طهران على التصدي لأي هجوم جوي إسرائيلي محتمل.

من جانب آخر، يشير أبو السباع إلى أن هناك دعوات متزايدة في إسرائيل لرد عسكري على إيران خلال عيد الغفران، الذي يصادف الثاني عشر من الشهر الجاري، إلا أن هذا الخيار يحمل مخاطر كبيرة، لكنه قد يؤدي إلى تصعيد عسكري متبادل قد يتطور إلى حرب طويلة. 


68 مليار دولار تكلفة الحرب في عامها الأول


ويلفت أبو السباع إلى تصريحات محافظ البنك المركزي الإسرائيلي التي تفيد بأن تكلفة الحرب في عامها الأول قد وصلت إلى 68 مليار دولار، ما يعني أن إسرائيل ليست جاهزة لتحمل أعباء حرب طويلة لا عسكرياً ولا اقتصادياً.

على الجانب الآخر، يشير أبو السباع إلى ما أكده وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت بأن أي رد إيراني سيكون غير متوقع، في حين أعلن الرئيس الإيراني أن بلاده لا تسعى للتصعيد، لكنها جاهزة لرد كبير إذا استدعت الحاجة، وكذلك حذر نائب قائد الحرس الثوري الإيراني من أن إسرائيل قد "تُمحى عن الخارطة" في حال قررت ضرب إيران، ما يزيد من التوترات والتهديدات المتبادلة بين الجانبين.

على صعيد آخر، يشير أبو السباع إلى أن هناك حديثاً داخل الأوساط الإسرائيلية حول استخدام الرد التكنولوجي كبديل عن المواجهة المسلحة المباشرة، وقد لمح الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى هذا الخيار عندما قال إنه لو كان مكان إسرائيل، لفكر في "رد بديل". 


التكنولوجيا والهجمات السيبرانية كوسيلة للرد على إيران 


ويلفت أبو السباع إلى أن حادثة تشويش حركة القطارات في إسرائيل قبل أسبوع قد تكون جزءاً من هذا التوجه نحو استخدام التكنولوجيا والهجمات السيبرانية كوسيلة للرد على إيران دون الانجرار إلى مواجهة عسكرية واسعة النطاق.

وفي ما يتعلق بالموقف الأمريكي، يرى أبو السباع أن الولايات المتحدة تسعى إلى إدارة الأزمة بين إسرائيل وإيران دون أن تصبح طرفاً مباشراً فيها، فالولايات المتحدة تدرك أن إسرائيل لا تستطيع تنفيذ أي رد عسكري دون دعم أمريكي، وفي الوقت نفسه تسعى واشنطن إلى احتواء النفوذ الإيراني في المنطقة دون الانجرار إلى حرب شاملة. 

ووفق أبو السباع، فإنه لذلك، تعمل الولايات المتحدة على الحفاظ على مستوى من التصعيد لا يتسبب في إشعال حرب واسعة النطاق، بل إدارة الأزمة بما يضمن عدم تفاقمها إلى حد لا يمكن السيطرة عليه.

ويرى أبو السباع أن إسرائيل تواجه تحدياً كبيراً؛ فإذا لم ترد على إيران ستبدو ضعيفة في مواجهة أعدائها، وإذا قررت الرد فستفتح الباب أمام تصعيد غير محسوب قد يشمل وابلًا من الصواريخ الإيرانية، ما يعزز من التعقيدات التي تواجهها إسرائيل في اتخاذ قرار حاسم بشأن كيفية التعامل مع طهران.

دلالات

شارك برأيك

دلالات تأخر الضربة الإسرائيلية المرتدة لإيران.. نتنياهو يحاول استجلاب الولايات المتحدة إلى ساحة المواجهة

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 93)