أقلام وأراء
الجمعة 13 سبتمبر 2024 9:54 صباحًا - بتوقيت القدس
مع اقتراب الانتخابات الأمريكية ”اللوبي الصهيوني" لم يعد يهوديا فحسب
رغم كل الدعم اللامتناهي الذي يقدمه المسيحيون الصهاينة (إقرأ: المتمسيحون المتصهينون) لـ "إسرائيل"؛ فإن الكثير من اليهود ينظرون إليهم بشيء من الارتياب، ويعود ذلك لأسباب عدة منها: تاريخ "معاداة اليهود" من قبل المسيحيين، ووجود ما يعرف باللاهوت الاستبدالي الذي يفيد بأن "الكنيسة قد حلت محل إسرائيل في خطة الله!"، ولا يؤمن معتنقو هذا الاعتقاد بأن اليهود مازالوا "شعب الله المختار"، أو أن "الله ما زال لديه خطط محددة متعلقة بمستقبل شعب إسرائيل"!، مع العلم أن الصهاينة المسيحيين يرفضون هذا المعتقد. يُقلق العديد من اليهود بشكل خاص رغبة بعض المسيحيين من الكنائس الإنجيلية بتسريع عملية رجوع المسيح للأرض عن طريق الإسراع بتبشير اليهود بالمسيحية. حتى أن هذا دفع المؤرخة اليهودية الأمريكية (نعومي كوهين) إلى القول بأنه: «لو لم يكن ذلك من أجل تلبية احتياجات إسرائيل، لكان معظم اليهود قد رفضوا فوراً أي تفاوض مع اليمين المسيحي الجديد».
كما أن مواقف المسيحيين الصهاينة - ولو أنها تتفق بشكل عام مع مواقف اليمين الإسرائيلي المتطرف- تناقض في بعض المواضيع ما تراه بعض المنظمات اليهودية الأمريكية مفيداً للدولة العبرية، فعلى سبيل المثال: يعارض التيار الصهيوني المسيحي أي انسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة أو أي تفكيك وإخلاء لأي "مستوطنة"/ مستعمرة إسرائيلية، كما يرفضون بشكل قاطع تبني حل الدولتين وهذا يخالف رأي المنظمات المعتدلة المؤيدة لإسرائيل والتي ترى في إقامة الدولة الفلسطينية حلاً لإنهاء حالة الحرب في المنطقة. كل هذا لم يمنع الكثير من المنظمات اليهودية من الترحيب بالتحالف فيما بينها وما بين المسيحيين الصهاينة، حتى أن "أيباك" أسست من أجل هذا مكتباً خاصاً للتواصل والتنسيق مع الحركة الإنجيلية. كما أن شخصيات يهودية أمريكية نافذة أكدت في أكثر من مناسبة على أهمية هذا التحالف لمصلحة إسرائيل، يذكر منها (ناثان بيرلموتر) وهو رئيس سابق لرابطة مكافحة التشهير والذي صرح بأنه: «بإمكان اليهود التكيف تماماً مع أولويات اليمين المسيحي فيما يخص السياسة الداخلية- للولايات المتحدة الأمريكية- على الرغم من تناقض ذلك مع آراء يهود اليسار، وذلك لأنه لا يوجد أي قضية من هذه القضايا بمقدار أهمية إسرائيل». وهنا، لا بد من الإشارة بأنه ليست جميع الكنائس الإنجيلية مؤيدة لهذا التيار في الولايات المتحدة، فهناك "المجلس الوطني لكنائس المسيح"، والذي يضم (34) طائفة بروتستانتية يرفض الصهيونية اللاهوتية. هذا بالإضافة لمعارضة الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية.
منذ أحداث ٧ أكتوبر 2023، قدمت الولايات المتحدة دعمًا غير مشروط لإسرائيل فاق الدعم التاريخي الذي التزم به كل الرؤساء الأميركيين فيما سلف، سواء الجمهوريين منهم أو الديمقراطيين. وصرّح (الرئيس جو بايدن):" ليس ضروريا أن تكون يهوديا حتى تصبح صهيونيا، وأنا صهيونى وهذه حقيقة لا أعتذر عنها". كذلك صرّح السيناتور (ليندسي غراهام):"نحن في حرب دينية"، وهذا أدّى إلى إثارة جدل في الأوساط السياسية العالمية، عقب تصريحات له في أعقاب أحداث 7 أكتوبر 2023، الذي طلب فيه من إسرائيل أن: "تسوي بهم الأرض" في سبيل الدفاع عن نفسها. أمّا وزير الخارجية الأمريكي (أنتوني بلينكن) فقد صرّح قائلًا: "أنا لم آتِ لإسرائيل كوني وزيرًا لخارجية الولايات المتحدة فقط؛ ولكن بصفتي يهوديًا". مضيفا: "الرسالة التي أحملها إلى إسرائيل هي: قد تكون قويا بما يكفي للدفاع عن نفسك، ولكن ما دامت أميركا موجودة، فلن تضطر أبدا إلى ذلك، سنكون دائما بجانبك". وقبل ذلك، كرر بايدن القول إن: "الولايات المتحدة ودولة إسرائيل شريكان لا ينفصلان"، وأنّ الولايات المتحدة "ستواصل التأكد من أن إسرائيل لديها ما تحتاجه للدفاع عن نفسها وشعبها".
باستطاعتنا فهم دوافع الولايات المتحدة لاتخاذ هذه المواقف من خلال العودة للمراجع الدينيّة الّتي تعد عاملا بالغ الأهمّيّة في هذا السّياق، بالاضافة –بالطبع- للمصالح السياسية الفردية والحزبية، هو دعم جماعات المسيحيين اليمينيين "البروتستانت الإنجيليين" في الولايات المتحدة. وهذا لتعجيل سيطرة إسرائيل الكاملة على كل أراضي فلسطين لتسريع عودة المسيح الثانية وبناء الهيكل المزعوم في المسجد الأقصى. اعتمادًا على هذا الفكر الدّينيّ يدعو المتطرّفون المتدينون من قطعان "المستوطنين"/ المستعمرين إلى قتل المدنيين الفلسطينيين بلا هوادة وقت الحرب، مصرّحين أنّه: "عليهم الاعتداء عليهم بكل قسوة، لا تأخذكم بهم رأفة أو شفقة. عليكم فقط حماية مواطنينا وجنودنا". وهذا انطلاقًا من "تفوّق الجنس اليهودى" المزعوم في مواجهة الأجناس الأخرى خاصة العربية، الّتي ليس لها أي قيمة لديهم، فبينما توجه جماعات "جوش أمونيم" و"يوشوفات كوهينيم" أنظارها نحو بناء "الهيكل"، فإن المسيحيين الإنجيليين في أمريكا يخرجون الأموال من جيوبهم لتمويل الأنشطة التي تؤدي إلى "إعادة بناء الهيكل"!!! ومن المعلوم أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تفضل الاعتماد على الدعم السياسي الخارجي من المسيحيين الإنجيليين الذين لديهم نفوذ كبير في كثير من بلدان العالم، وهم يدعمون إسرائيل من منطلق مشاعرهم الدينية، دون إثارة أسئلة غير مرغوب فيها، على عكس اليهود. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدد الصهاينة من المسيحيين يشكل أضعاف عدد السكان اليهود في العالم. ولا تزال الصهيونية تجد أتباعها الأكثر جدارة بالثقة في البيئة البروتستانتية التي نشأت فيها؛ لذلك فإن "اللوبي الصهيوني" في الولايات المتحدة والدول الأخرى لم يعد يهوديًّا فحسب، حيث يتضاءل دور اليهود فيه بشكل تدريجي. وللحديث بقية!
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
يُقتلون وهم يَلعبون!
المياه حق للجميع ….معاً وسوياً حتى نحصل على حقنا في المياه
في التأصيل للفلسطينية Palestinism
إياد البرغوثي
زيتون فلسطين يعانق أرز لبنان
حديث القدس
فلسطين في مواجهة المستعمرة
إسرائيل تدق مسماراً قاتلاً فى نعش "الأونروا"
سامي مشعشع
طوفان الأقصى" وما أعقبه من تداعيات على المنطقة العربية
كريستين حنا نصر
النيكروبوليتيكس والأهداف الجيوسياسية.. أداة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية
مروان أميل طوباسي
المقاطع الوحشية المصورة لعمليات التعذيب بحق المعتقلين
سري القدوة
الصين والشرق الأوسط الجديد.. من طريق الحرير لطريق الحزام والأمان
دلال صائب عريقات
الإصلاح الوطني وهندسة النظام السياسي
فهمي الزعارير
"ثورة الذكاء الاصطناعي تعيد الأمل: أول جهاز عصبي يتيح لانسلن مصاب " بالشلل" استعادة الحركة والإحساس"
في عصر الذكاء الاصطناعي: هل كلنا سواء؟
أُبيدت عائلات ومُحيت أجيال!
عدوان في كل مكان
حديث القدس
إسرائيل.. نهج "النحر الجماعي" مؤداه "الانتحار الذاتي"!
أسعد عبد الرحمن
شمال غزة.. جوع ومجازر وحصار
بهاء رحال
ما يجري في قطاع غزة جزء من خطة إبادة جماعية
سري القدوة
سبعُ نقاط في فهم الغُلوّ الصهيوني
بكر أبو بكر
هل اقترب وقف إطلاق النار؟
جواد العناني
الأكثر تعليقاً
حزب الله يعلن عن عملية نوعية عقب الهجوم على جنوب حيفا
الأردن: جرائم إسرائيل لن تتوقف ما لم تتم محاسبة نتنياهو ووزرائه المتطرفين
الاحتلال يمنع فلسطينيين من قطف الزيتون بالضفة
نيكاراغوا ستقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل
مقتل مواطن في جريمة إطلاق نار شمال الخليل
الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها: شهيد و4 إصابات واستهداف صحفيين
اليونيفيل ترفض دعوة إسرائيل للانسحاب وتحذر من حرب إقليمية
الأكثر قراءة
لليوم السابع: الاحتلال يواصل ارتكاب المجازر في جباليا مخلّفا عشرات الشهداء والجرحى
الاستيلاء على مقر الأونروا بالقدس.. محاولة قتل حاملة أختام القضية
ملف المحتجزين الإسرائيليين في غزة.. هل تعيد تحذيرات "أبو عبيدة" الملف من الظل إلى الواجهة؟
طائرات الاحتلال تشن عدة غارات على مركبة شرق طولكرم
الاحتلال يمنع فلسطينيين من قطف الزيتون بالضفة
دلالات تأخر الضربة الإسرائيلية المرتدة لإيران.. نتنياهو يحاول استجلاب الولايات المتحدة إلى ساحة المواجهة
قتلى وجرحى في جيش الاحتلال بهجوم مسيرة على قاعدة عسكرية قرب حيفا
أسعار العملات
الأحد 06 أكتوبر 2024 12:55 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.82
شراء 3.8
دينار / شيكل
بيع 5.39
شراء 5.37
يورو / شيكل
بيع 4.19
شراء 4.17
هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟
%18
%82
(مجموع المصوتين 377)
شارك برأيك
مع اقتراب الانتخابات الأمريكية ”اللوبي الصهيوني" لم يعد يهوديا فحسب