مع اقتراب انقضاء سنة كاملة للحرب على غزة، تتضح الآثار المدمرة لهذه الحرب الدموية بشكل متزايد. هذه الحرب التي لم تستثنِ الإنسان ولا الطبيعة ولا البنية التحتية، حوّلت أكثر من 2,000,000 غزي إلى نازحين يعيشون تحت ظروف قاسية تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة مثل الماء، والغذاء، والدواء، والرعاية الصحية.

وقد فاقم تدمير البنية التحتية للمدينة، خاصة تلك المتعلقة بالصرف الصحي والتخلص من الفضلات، الوضع سوءًا.

 ففي الأشهر الأولى من اندلاع الحرب، حذرت العديد من المنظمات الدولية والحقوقية من أن سكان غزة سيكونون عرضة لتفشي الأمراض والأوبئة.

 وللأسف، تحول هذا التحذير إلى واقع، حيث سُجلت الشهر الماضي أول حالة لشلل الأطفال بين أطفال غزة بعد اختفائه لأكثر من 25 عامًا، مما زاد من معاناة أهالي غزة.

وفي استجابة لذلك، تدخلت المنظمات الدولية والصحية لإنقاذ أكثر من 640,000 طفل غزي من هذا الوباء.

 وتحت ضغط دولي، وافقت الآلة الحربية الإسرائيلية على هدنة جزئية لتتمكن وزارة الصحة الفلسطينية بالتعاون مع وكالة الغوث والمنظمات الدولية من تطعيم الأطفال عبر التقطير بالفم ضد هذا الداء.

 وقد باشرت الطواقم الطبية الفلسطينية عملها هذا الأسبوع عملية التطعيم رغم كل المصاعب التي تواجهوها حيث أنها  تعمل مقار بديلة بسبب خروج معظم مستشفيات غزة عن الخدمة وتدمير مقارها الرئيسية ومقتل عدد كبير من كوادرها الطبية أثناء تأدية واجبهم  إلا أنهم لازالوا يعملون بكل عزم وقوه واصلين الليل بالنهار لإنقاذ ما يستطيعون انقاذه من أبناء شعبهم.

وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية  أن استمرار هذه الحرب ونقص الموارد الأساسية سيؤدي مستقبلًا إلى ظهور المزيد من الأوبئة  بين المواطنين الغزيين وخاصه مع قدوم  فصل الشتاء حيث انه ترتفع فيه نسبة الأمراض والفيروسات نظرا لانخفاض درجات الحرارة و كثرة هطول الأمطار مع استمرار عيش الغزيين  في الخيام ومراكز الإيواء التي تفتقر إلى أدنى مقومات الوقاية من فصل الشتاء وهو الثاني الذي يمر على قطاع غزة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية.