Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الجمعة 06 سبتمبر 2024 12:08 مساءً - بتوقيت القدس

استهداف الصحفيين بالقتل والتنكيل.... التهمة إعلام.. والعقوبة إعدام!

رام الله - خاص بـ"القدس" والقدس دوت كوم-

أيمن النوباني: باغتَنا قناصٌ وأصابنا بالرصاص خلال توجهنا لتغطية الأحداث في كفر دان
راية عروق: جرافة ضخمة لجيش الاحتلال لاحقتنا في شوارع جنين وكادت تفتك بنا لو لم نهرب
شروق الأسعد: استهداف الصحفيين ممنهج وقديم وتصاعد بشكل غير مسبوق بعد 7 أكتوبر خاصة في غزة
أيهم أبو غوش: الصحفيون موجودون في دائرة الاستهداف الإسرائيلي وسلوك الجنود يعكس رغبة متعمدة في القتل والانتقام
معاذ عمارنة: حادثة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة مثالٌ صارخٌ على تعمّد جيش الاحتلال استهداف الصحفيين


أعادت حادثة إطلاق جنود الاحتلال النار بشكل متعمد على الصحفيين في جنين وإصابة أربعة منهم بجروح متفاوتة إلى الأذهان جريمة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة في جنين أيضاً في 11 أيار/مايو 2022، بدمٍ باردٍ وبشكلٍ مقصود، بينما كانت تتواجد في مكانٍ يخلو من أيّ مواجهات، وسط مخاوف من تصعيد هذه الاعتداءات على الصحفيين في الفترة المقبلة، في محاولةٍ لتخويفهم ومنعهم من نقل الجرائم التي يقترفها جيش الاحتلال إلى العالم.
وتبدو هذه الاعتداءات الأخيرة في جنين استنساخاً لما يرتكبه جيش الاحتلال بحق الصحفيين في قطاع غزة، من قتل منهجي ومتعمد طال 164 صحفياً والمئات من أفراد عائلاتهم خلال أحد عشر شهراً، ما يؤكد أن هذه الجرائم ارتكبها جيش الاحتلال في إطار الانتقام واغتيال الحقيقة، للتعتيم على مجازر الإبادة والتدمير في قطاع غزة.
وحسب شهادات حصلت عليها "ے"، فقد تعرض العديد من الصحفيين لإصابات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث تم استهدافهم بشكل متعمد أثناء تغطيتهم الاقتحامات في جنين، وشمل ذلك إطلاق النار المباشر من قبل القناصة الإسرائيليين وملاحقة الصحفيين بجرافة عسكرية.
ويرى الصحفيون أن ذلك الاستهداف يعكس سياسة ممنهجة تهدف إلى قمع الاحتلال الإسرائيلي الرواية الفلسطينية وطمس الحقائق التي ينقلها الإعلام.
وبالرغم من ارتداء الصحفيين زي الصحافة ووجود علامات تعريف واضحة، استمر الاحتلال باستهدافهم دون أي اعتبارٍ للقوانين الدولية التي تحظر الاعتداء على العاملين في مجال الإعلام. ويؤكد الصحفيون أنه وبالرغم من الجهود المبذولة لمحاسبة المتورطين في هذه الجرائم، فإن صمت المجتمع الدولي يتيح لإسرائيل الاستمرار في استهداف الصحفيين دون رادع.
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استُشهد في قطاع غزة 164 صحفياً، وجُرح أكثر من 19، بينما في الضفة الغربية استشهد الصحفي إبراهيم محاميد من طولكرم، وأصيب عشرات الصحفيين بالرصاص، واعتُقل نحو 100 صحفي في الضفة وغزة، وفُقد صحفيان اثنان من غزة منذ بداية الحرب.

منصور أُصيب برصاصة في يده والنوباني بالشظايا

وروى الصحفي في وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا" أيمن النوباني، لـ"ے"، تفاصيل تعرضه وزملائه لإطلاق نار من قبل قناص إسرائيلي أثناء توجههم لتغطية حصار وهدم منزل في قرية كفر دان، غرب جنين.
وقال النوباني: "كنا في طريقنا إلى الموقع لتغطية حصار قوات الاحتلال الإسرائيلي لمنزل في قرية كفر دان، وعندما أصبحنا على بُعد دقائق من المكان الذي يتواجد فيه الصحفيون، باغتَنا قناصٌ إسرائيلي بإطلاق النار باتجاهنا".
النوباني أصيب بشظايا في أطرافه، بينما تعرض زميله محمد منصور، وهو أيضاً من وكالة "وفا"، لإصابة بالغة في يده تتطلب عملية جراحية. كما أُصيب خلال الاقتحام صحفيان آخران، هما: يزن حمايل ورنين صوافطة، حيث كانت إصابتاهما وأيمن النوباني طفيفة مقارنة بإصابة منصور.

ليس الاستهداف الأول للصحفيين

وحسب النوباني، لم يكن هذا الاستهداف الأول للصحفيين في جنين، حيث تعرض الصحفيون قبل ذلك بيوم واحد فقط، وتحديداً يوم الإثنين الماضي، لاعتداء آخر خلال تغطيتهم اقتحام مدينة ومخيم جنين.
وخلال ذلك الاعتداء، أُصيبت الصحفية شذا حنايشة ومدير التصوير في وكالة الأنباء الفرنسية رونالدو، بشظايا في أطرافهما نتيجة استهدافهما من قبل قوات الاحتلال، التي استخدمت جرافاتها الضخمة لملاحقة الصحفيين.
وعلى الرغم من أن النوباني يدرك خطورة عمله كصحفي في مناطق المواجهات، فإنه يؤكد أنهم كانوا داخل سيارة تحمل شارة "صحافة" حين استهدافه وزميله محمد منصور.
في تلك الأثناء، كانت قوات الاحتلال قد اقتحمت قرية كفر دان، حيث حاصرت أحد المنازل وطالبت شاباً بتسليم نفسه، ثم أطلقت قذائف "أنيرجا" الحارقة تجاه المنزل، ثم هدمت السور المحيط به، وأقدمت على تدمير المنزل بالكامل، فيما أسفر اقتحام كفر دان عن استشهاد الفتاة لجين أسامة مصلح، البالغة من العمر 16 عاماً، حيث أُصيبت برصاص الاحتلال داخل منزلها المجاور للمنزل المحاصر، كما أُصيب شاب آخر بجروح خلال الاقتحام.

هجمات ممنهجة ومتعمدة ضد الصحفيين

الصحفية راية عروق، مراسلة قناة العالم، أشارت إلى تصاعد الهجمات الممنهجة ضد الصحفيين في جنين، والتي تعكس عدم اكتراث جيش الاحتلال الإسرائيلي بأي فلسطيني، سواء أكان صحفياً، أم مواطناً، أم مسعفاً.
وأكدت عروق أن الاحتلال الإسرائيلي لا ينظر إلى الصحفيين كناقلين للحقيقة، بل يتعامل معهم كـ"إرهابيين".
وروت عروق، في حديث مع "ے"، تفاصيل حادثة وقعت يوم الإثنين الماضي، حيث كانت هي وزملاؤها الصحفيون يقومون بتغطية تدمير جرافات الاحتلال مناطق دوار السينما والمحلات التجارية في مدينة جنين، وأثناء التغطية، لاحقتهم جرافة عسكرية ضخمة كادت تفتك بهم، ما اضطرهم للفرار إلى مكان آمن، واستمرت الملاحقة لنحو خمس دقائق.

التعرض أكثر من مرة لإطلاق النار

وأضافت عروق: "بالرغم من أن الصحفيين كانوا يرتدون زي الصحافة ويستقلون سيارات تحمل شارة الصحافة، فإنهم تعرضوا لإطلاق النار ومُنعوا من أداء عملهم، وهو ما حدث معها شخصياً اكثر من مرة".
ولفتت إلى أن استهداف الصحفيين يتم بشكل متعمد حتى لو كانوا بعيدين عن مناطق الاشتباكات، مشيرة إلى أن ذلك حدث مع الشهيدة شيرين أبو عاقلة التي قُتلت برصاص قناص إسرائيلي، على الرغم من ارتدائها الزي الصحفي ووسائل الحماية.
وأكدت عروق أن الاحتلال الإسرائيلي لم يُحاسب أي جندي منذ مقتل أبو عاقلة، ما شجعهم على تصعيد الهجمات ضد الصحفيين.
وأشارت عروق إلى أن جيش الاحتلال يفرض قيوداً على الصحفيين الفلسطينيين، بينما يُتيح للصحفيين الإسرائيليين تصوير جنود الاحتلال في جنين كأبطال، وهذا التباين يعكس سياسة الاحتلال الرامية إلى طمس الرواية الفلسطينية، وترويج روايته الخاصة للعالم.

تزايد خطير في حالات استهداف الصحفيين

من جانبها، كشفت شروق الأسعد، عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين، والصحفية في إذاعة مونت كارلو الدولية، وتملك خبرة صحفية تمتد لأكثر من 30 عاماً، وجود تزايد خطير في حالات استهداف الصحفيين الفلسطينيين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن هناك قراراً عسكرياً إسرائيلياً باستهداف الصحفيين بهدف القتل، وما جرى من استهداف بحق الصحفيين في محافظة جنين يكشف ذلك.
وأوضحت الأسعد، في حديث لـ"ے"، أن الصحفيين في جنين تعرضوا لإطلاق نار مباشر من قبل قوات الاحتلال أثناء تغطيتهم للاقتحام المتواصل، بالرغم من ارتدائهم الزي الصحفي المميز لهم، وأصيب اثنان منهم بالرصاص الحي، فيما لاحقت جرافة عسكرية آخرين، وفي اليوم التالي أُصيب أربعة صحفيين كانوا داخل سياراتهم دون أي إنذار مسبق، حيث كاد الصحفي محمد منصور يُستشهد بعدما أصابته رصاصات الاحتلال في يده، بينما كان يحاول الهروب بتحريك السيارة، فيما أصيب الثلاثة الآخرون بشظايا الرصاص.
وأكدت الأسعد أن استهداف الصحفيين ليس جديداً، فقد كان الصحفيون دائماً في مرمى النيران منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي، حيث يُنظر إليهم كمصدر رئيسي لنقل الرواية الفلسطينية، التي يسعى الاحتلال لطمسها.

55 صحفياً استشهدوا منذ العام 2000

وشددت الأسعد على أن هذا التصعيد في استهداف الصحفيين هو ممنهج وقديم، لكنه زاد بشكل ملحوظ بعد السابع من أكتوبر، لكن كان هناك 55 صحفياً استشهدوا منذ العام 2000، مع تصاعد في وتيرة الاعتداءات بعد هذا التاريخ.
وفي إطار الجهود لمحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق الصحفيين، تقدمت نقابة الصحفيين بملفات عدة للمحاكم والمؤسسات الدولية، تتعلق باستشهاد الصحفيين شيرين أبو عاقلة وياسر مرتجى، إلى جانب ملفات أُخرى توثق الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين الفلسطينيين، وعلى الرغم من ذلك، لم تصدر أي قرارات حتى الآن، ما أتاح لإسرائيل الاستمرار في استهداف الصحفيين دون رادع.
وترى الأسعد أن هذا الصمت الدولي يُعدّ شكلاً من أشكال التواطؤ ويعطي إسرائيل الضوء الأخضر للمضي في جرائمها.
وأشارت إلى أن تصعيد الاحتلال ضد الصحفيين في غزة بعد السابع من أكتوبر أدى إلى استشهاد 12% من صحفيي القطاع، مؤكدة أن هذه الهجمات تشكل جريمة مقصودة تهدف إلى إسكات الإعلام الفلسطيني لطمس الرواية الفلسطينية.

164 صحفياً استُشهدوا و190 جُرحوا في غزة بعد 7 أكتوبر


ولفتت الأسعد إلى أن 164 صحفياً استشهدوا في غزة بعد السابع من أكتوبر، بينهم 20 صحفية، وأكثر من 190 جريحاً، وتدمير 88 مقراً إعلامياً، في حين نزح نحو 1600 صحفي من أماكن عملهم ومنازلهم، ويعيش كثيرون منهم في ظروف معيشية صعبة، حيث يعانون من التجويع وانقطاع الكهرباء والإنترنت.
وأضافت: في الضفة الغربية، سُجلت مئات الاعتداءات ضد الصحفيين بعد السابع من أكتوبر، بما في ذلك استشهاد الصحفي إبراهيم محاميد من طولكرم، وإصابة عشرات الصحفيين بالرصاص، واعتقال نحو 100 صحفي في الضفة الغربية، بما فيها القدس وقطاع غزة، إضافة إلى استمرار فقدان صحفيين اثنين من غزة منذ بداية الحرب.
ولفتت الأسعد إلى الممارسات القمعية التي يتعرض لها الصحفيون، مثل مصادرة وتكسير معداتهم، ومنعهم من التغطية واحتجازهم على الحواجز، خاصة في القدس التي شهدت اعتداءات مكثفة في بداية الحرب، مشيرة إلى أنه ونتيجة التصعيد الذي يتعرض له الصحفيون فإن كثيراً منهم لا يرغبون في الكشف لجيش الاحتلال حين مرورهم عن الحواجز أنهم صحفيون خشية استهدافهم والاعتداء عليهم.
وأكدت الأسعد أن النقابة تقوم بإعداد تحقيق خاص حول الصحفيين الأسرى، يستند إلى شهاداتهم وما تعرضوا له من تنكيل وتعذيب، وسيتم توجيه هذا التحقيق إلى هيئات مختصة في الأمم المتحدة، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين، مع نهاية العام الجاري، لتحديد موقف مما جرى معهم، ولإطلاق حملة ضد الاعتقال الإداري الذي تعرض غالييتهم له.

استهداف الصحفيين جزء من حرب شاملة

الصحفي أيهم أبو غوش سلّط الضوء على التصعيد الخطير من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الصحفيين في الأراضي الفلسطينية، مشيراً إلى أن هذا التصعيد يمثل تجاوزاً لجميع الخطوط الحمراء، سواء على الصعيدَين الإنساني أو القانوني.
وقال أبو غوش في حديث لـ"ے": إن ما بدأ في تحدي ممثل إسرائيل للأمم المتحدة وتمزيقه ميثاقها أمام أنظار العالم امتد إلى جنود الاحتلال، الذين يتفاخرون بجرائمهم في غزة والضفة عبر فيديوهات منشورة.
وأوضح أن استهداف الصحفيين بشكل مباشر ليس بالأمر الغريب، بل هو جزء من حرب شاملة تهدف إلى إسكات جميع الأصوات المناوئة لرواية الاحتلال.
ويرى أبو غوش أن استهداف الصحفيين في جنين والمناطق الفلسطينية الأُخرى ما هو إلا امتداد لحالة الإبادة في قطاع غزة، حيث يسعى الاحتلال لفرض روايته على الساحة الإعلامية، وذلك عن طريق القضاء على أي تغطية توثق الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين.

لا وزن للقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية

وأكد أبو غوش أن سلوك الجنود الإسرائيليين على الأرض يعكس رغبةً متعمدةً في القتل والانتقام، متجاهلين بذلك جميع القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية، التي باتت بالنسبة لهم مجرد حبر على ورق.
وأشار إلى أن الصحفيين موجودون بشكل واضح في دائرة الاستهداف الإسرائيلي، لافتاً إلى أن عدد الصحفيين الذين قُتلوا في الأشهر الـ11 الأخيرة منذ أحداث 7 أكتوبر، تجاوز الضعفين مقارنة بحالات القتل الموثقة منذ بداية الاحتلال عام 1967.
واعتبر أبو غوش ذلك مؤشراً خطيراً على سياسة ممنهجة تهدف إلى التخلص من الصحفيين الفلسطينيين وغيرهم، لافتاً إلى أن هذه السياسة تستند إلى مقولة "مَن أمن العقاب أساء الأدب"، ما يشجع إسرائيل على المضي في استهداف الصحفيين.

حادثة استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة

واستَشهد أبو غوش على أقواله بحادثة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، التي كانت تعمل مع قناة الجزيرة إحدى أهم القنوات العربية والدولية، مؤكداً أن هذا الاغتيال شكّل نقطة تحول خطيرة، فقد أظهر للجندي الإسرائيلي أن قتل الصحفيين لن يترتب عليه أي عقاب دولي، ما فتح الباب أمام مرحلة جديدة أصبح فيها استهداف الصحفيين أمراً مألوفاً.
واعتبر أن الصمت الدولي على حادثة استشهاد شيرين أبو عاقلة قد ساهم في تسهيل قتل المزيد من الصحفيين لاحقاً، خاصة في ظل حرب الإبادة التي كشفت الوجه الحقيقي للاحتلال، الذي تجاوز جميع الخطوط الحمراء باستباحة الدم الفلسطيني بغض النظر عن المهنة أو العمر أو الجنس.

تجربة الصحفي معاذ عمارنة مع فقد عينه واعتقاله

أما الصحفي معاذ عمارنة، الذي فقد عينه اليسرى قبل خمس سنوات خلال تغطيته أحداثاً قرب الخليل، فقد روى تفاصيل تجربته المؤلمة مع الاستهداف الإسرائيلي المتعمد للصحفيين، سواء بإصابته أو اعتقاله.
وأكد عمارنة لـ"ے" أن هناك قراراً إسرائيلياً واضحاً باستهداف الصحفيين بهدف طمس الحقائق والصور التي توثق جرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.
ولفت إلى مشهد ملاحقة الجرافات الإسرائيلية للصحفيين في جنين، وإطلاق النار المباشر عليهم، واعتبر ذلك جزءاً من سلوك ممنهج يعكس نية الجيش الإسرائيلي لقتل الصحفيين وإسكات أصواتهم.
ويرى عمارنة أن الاستهداف المتعمد للصحفيين يتجاوز المخاطر الطبيعية التي يواجهها العاملون في هذا المجال، ويؤكد أن هذه الفترة تُعدّ الأكثر دموية بالنسبة للصحفيين الفلسطينيين.
وتساءل عمارنة عن دور المجتمع الدولي في حماية الصحفيين، مشيراً إلى أن الصمت العالمي يُشجع إسرائيل على الاستمرار في استهدافهم.
وقال عمارنة: إن حادثة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة مثال صارخ على مدى تعمّد الجيش الإسرائيلي استهداف الصحفيين، وتؤكد أن هذه الممارسات ليست جديدة بل تمتد لفترات سابقة طويلة.
ولا يقتصر الاستهداف الإسرائيلي للصحفيين على اعتداءات الميدان فقط، بل يمتد إلى الاعتقال بكافة أشكاله، حيث تحدث عمارنة عن تجربته الشخصية خلال فترة اعتقاله بعد السابع من أكتوبر إلى أن أفرج عنه قبل نحو شهرين، حيث تعرض للإهانة والتهديد، وتم تفتيشه عارياً، وشاهد الأسرى يتعرضون للضرب بالعصي، كما تعرض للشتائم والضرب المبرح والتهديد بالقتل والاغتصاب، إضافة إلى حرمانه من الطعام، بالرغم من معاناته من مرض السكري.

تجويع وإهمال طبي وجرب ومضاعفات في عينه المصابة

وقال إنه فقد أكثر من 20 كيلوغراماً من وزنه خلال فترة اعتقاله نتيجة تجويعه المتعمد، مشيراً إلى تعرضه لإهمال طبي متعمد، حيث لم يحصل على العلاج المناسب لإصابته، بالرغم من وجود رصاصة قرب جمجمته بعد إصابته برصاص قوات الاحتلال خلال التغطية الصحفية قبل نحو خمس سنوات.
وأشار عمارنة إلى أنه عانى خلال اعتقاله من مشاكل صحية متعلقة بعينه المصابة التي فقدها قبل خمس سنوات، بما في ذلك تقرحات وإفرازات، حيث تفاقمت معاناته بعد مصادرة نظارته الطبية، ما جعله شبه أعمى حتى سُمح له بشراء نظارة جديدة على نفقته الخاصة بعد أربعة أشهر.
وخرج معاذ عمارنة من السجن قبل نحو شهرين وهو يعاني من مرض جلدي مُعدٍ (الجرب)، ما منعه من السلام على أحد، بمن في ذلك أطفاله ووالداه، واستمر علاجه عدة أيام.
ووصف هذه التجربة بأنها كانت الأصعب بين جميع فترات اعتقاله، خاصة بعد أحداث 7 أكتوبر، مشيراً إلى أن جميع الأسرى يعانون من ظروف صعبة، فيما يعاني أسرى غزة من سوء المعاملة بشكل مضاعف.
وبالرغم من كل هذه المعاناة، أكد معاذ عمارنة ضرورة استمرار الصحفيين في أداء واجبهم في نقل الحقيقة، مهما كانت المخاطر، وشدد على أهمية تحرك المجتمع الدولي لحماية الصحفيين الفلسطينيين من الاستهداف الإسرائيلي الممنهج.

دلالات

شارك برأيك

استهداف الصحفيين بالقتل والتنكيل.... التهمة إعلام.. والعقوبة إعدام!

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)