عربي ودولي
الخميس 01 أغسطس 2024 3:43 مساءً - بتوقيت القدس
تصاعد المخاوف من التصعيد بعد اغتيال إسرائيل لإسماعيل هنية وفؤاد شكر
تلخيص
واشنطن - "القدس" دوت كوم - سعيد عريقات
تعهدت إيران بالانتقام بعد اغتيال إسرائيل الزعيم السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، حماس، إسماعيل هنية في طهران في وقت مبكر من صباح الأربعاء، وقائد الجناح العسكري لحزب الله اللبناني ، فؤاد شكر في بيروت ، في غضون 10 ساعات، حيث سحقت الاغتيالات الإسرائيلية المزدوجة الآمال في وقف وشيك لإطلاق النار في غزة وأثارت المخاوف من "تصعيد خطير" في المنطقة بحسب الخبراء.
وبينما لم تعلن إسرائيل بشكل مباشر عن الهجوم على هنية، لكن لم يكن هناك شك يذكر في أن إسرائيل هي من يقف وراء الاغتيال بحسب إجماع المحللين والخبراء.
وصرح خليل الحية، المسؤول الكبير في حركة حماس، في مؤتمر صحفي في طهران، وفق ما نقله الإعلام الأميركي، أن هنية قُتل بصاروخ أصابه "بشكل مباشر" في غرفة نومه في دار ضيافة حكومية كان يقيم فيها.
وكان هنية يزور إيران لحضور تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، الذي قال بعد القتل إن بلاده ستدافع عن سلامة أراضيها وشرفها.
من جهته ألقى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي باللوم على إسرائيل وقال إن إيران لديها "واجب" الانتقام لأن هنية استُهدِف أثناء وجوده ضيفاً في البلاد. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن خامنئي أصدر أمراً لإيران بضرب إسرائيل مباشرة، نقلاً عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين مطلعين على الأمر (بحسب نيويورك تايمز).
ويعتقد الخبراء إن توقيت وموقع الهجمات المزدوجة، التي استهدفت قادة رفيعي المستوى للغاية في عواصم مكتظة بالسكان، جعلها مهينة بشكل خاص لإيران وحزب الله، مما يزيد من خطر الانزلاق نحو حرب إقليمية كاملة مع سعي طهران إلى إعادة تأسيس رادع عسكري.
وبحسب نيويورك تايمز "رغم أن حماس تعهدت بالانتقام، إلا أنه بعد ما يقرب من 10 أشهر من القتال في غزة، لم يعد لديها سوى قدرة ضئيلة على إلحاق الضرر خارج القطاع".
ويتفق خبراء الأمن والمسؤولين في إسرائيل وإيران ولبنان على أن الصراع الشامل سيكون مدمراً لجميع الأطراف، بغض النظر عن من سيخرج منتصراً. ولكن في ظل الجهود الكبيرة لإبراز القوة في حرب بالوكالة الإقليمية، فإن خطر سوء التقدير والأخطاء القاتلة يتزايد.
وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن اعتقاده بأن الهجمات تمثل "تصعيدًا خطيرًا". وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك في بيان حث فيه جميع الأطراف على العمل من أجل خفض التصعيد إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يعتقد أن الهجمات تمثل "تصعيدًا خطيرًا". وأضاف: "ضبط النفس وحده غير كافٍ في هذا الوقت الحساس للغاية".
وقد دفع مقتل هنية، الذي لعب دورًا رئيسيًا لحماس في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، الكثيرين إلى التساؤل عما إذا كانت حكومة إسرائيل لديها أي رغبة حقيقية في وقف الصراع هناك.
يشار إلى أن الناطق باسم وزارة الخارجية ، فيدانت باتيل، قال في رده على سؤال مراسل القدس الأربعاء بشأن ما إذا كان يعتقد أن المفاوضات تظل مجدية بعد أن اغتالت إسرائيل إسماعيل هنية، الذي يعتبر كبير المفاوضين مع الولايات المتحدة وإسرائيل (وإن لم يكن بشكل مباشر، بل عبر القطريين) ، " أود أن أقول مرة أخرى، إنني لن أتكهن بهذا الأمر فيما يتصل بكيفية تأثير أو عدم تأثير (اغتيال هنية) على اتفاق وقف إطلاق النار".
وأضاف "ما أستطيع قوله هو أن الولايات المتحدة تركز بشكل لا لبس فيه على مواصلة عملها لسد الفجوات. ونحن نعتقد أن التوصل إلى اتفاق ليس في مصلحة الولايات المتحدة فحسب؛ بل إنه في مصلحة المنطقة، وفي مصلحة إسرائيل، وفي مصلحة الشعب الفلسطيني. ونحن نتحدث عن تهيئة الظروف التي تسمح للرهائن المتبقين بالعودة إلى ديارهم، وتدفق المساعدات الإنسانية، وإخراج هذه المنطقة من هذه الدائرة التي لا تنتهي من العنف. وهذا هو ما سنظل نركز عليه".
وحذرت مصر وقطر، اللتان لعبتا دورًا رئيسيًا في المحادثات، من أن مقتل هنية من شأنه أن يعرقل المفاوضات.
وكتب رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على موقع X، "كيف يمكن للوساطة أن تنجح عندما يغتال أحد الطرفين المفاوض على الجانب الآخر؟"،.
ومساء الأربعاء، ألقى رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو خطاباً متحدياً، احتفى فيه بالغارة في لبنان ــ التي أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عنها رسمياً ــ وتعهد بمواصلة القتال في غزة.
وقال نتنياهو: "لم يمر أسبوع منذ أشهر دون أن يطلب مني الناس في الداخل والخارج إنهاء الحرب. لم أستسلم لتلك الأصوات آنذاك ولن أستسلم لها اليوم".
"لو استسلمنا للضغوط لإنهاء الحرب، لما تمكنا من القضاء على زعماء حماس، ولما تمكنا من السيطرة على ممر فيلادلفيا [على طول الحدود المصرية]، الذي يشكل الأكسجين لحماس، ولما تمكنا من خلق الظروف اللازمة لإعادة جميع مختطفينا وتحقيق أهداف الحرب".
وتقود الإدارة الأميركية منذ أشهر جهوداً دبلوماسية دولية لمنع الحرب في غزة من الانتشار إلى صراع إقليمي أوسع نطاقاً، وقد دفع الدبلوماسيون الأميركيون مؤخراً بقوة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوم الأربعاء إن واشنطن لم تكن على علم باغتيال هنية أو متورطة فيه، وإن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة لا يزال أمرا حيويا.
وأضاف بلينكن إن الطريق إلى تخفيف حدة الصراعات الإقليمية مع إيران وحلفائها، من حزب الله على الحدود الشمالية لإسرائيل إلى الحوثيين في اليمن، يمر عبر غزة.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي: "نحن لا نعتقد أن التصعيد أمر لا مفر منه ... ولا توجد أي علامات على أن التصعيد وشيك".
وفي اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أدانت الصين وروسيا والجزائر ودول أخرى اغتيال هنية، الذي وصفه سفير إيران لدى الأمم المتحدة بأنه عمل إرهابي. وقال فو كونغ، سفير الصين لدى الأمم المتحدة، إن الفشل في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة كان مسؤولا عن تفاقم التوترات.
وأدانت الممثلة الفلسطينية فداء عبد الهادي ناصر مقتل هنية قائلة: "العنف والإرهاب هما العملة الرئيسية والوحيدة لإسرائيل". وأضافت: "لا يوجد خط أحمر بالنسبة لإسرائيل. ولا قانون لن تخرقه، ولا معيار لن تدوس عليه. ولا عمل فاسد أو همجي للغاية".
وسيتم تشييع جنازة هنية في إيران يوم الخميس، وأعلنت البلاد الحداد لمدة ثلاثة أيام. ثم سيتم نقل جثمانه جواً إلى العاصمة القطرية الدوحة لدفنه.
ورغم الصدمة التي أحدثها موته، قال مسؤولون ومحللون في حماس إن وفاته لن يكون لها تأثير فوري كبير على الأرض في غزة.
الاغتيالات الإسرائيلية السابقة لقيادات حركة حماس
وقالت صحيفة "الغارديان" إن لجهاز الموساد الإسرائيلي تاريخا طويلا في تنفيذ العمليات السرية، بما في ذلك العديد من عمليات الاغتيال التي طالت قادة الحركة المصنفة "إرهابية" في الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أوروبية.
وفيما يلي أبرز هؤلاء القادة وكيفية اغتيالهم:
يحيى عياش
في الخامس من كانون الثاني 1996، اغتيل يحيى عياش، القيادي في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، بانفجار هاتف نقال في غزة. واتهم جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) بالضلوع في قتل عياش الذي كان يُعرَف بـ"المهندس". فقد كان مهندسا بالفعل، لكن إسرائيل كانت تلقبه بـ"مهندس العمليات الانتحارية".
صلاح شحادة
اغتالت إسرائيل مؤسس الجناح العسكري لحركة حماس، صلاح شحادة، في غارة جوية استهدفت مبنى في غزة في 22 تموز 2002. وأدى القصف الى مقتل 15 مدنيا بينهم زوجة شحادة وابنته وثمانية أطفال آخرين.
إسماعيل أبو شنب
اغتيل إسماعيل أبو شنب، أحد مؤسسي الحركة وأحد أبرز قادتها السياسيين، في استهداف صاروخي إسرائيلي لسيارته في 22 آب 2003.
أحمد ياسين
اغتيل أحمد ياسين بغارة نفذتها مروحية إسرائيلية فجر 22 آذار 2004، واستهدفت الشيخ المقعد بعيد خروجه من مسجد في غزة.
عبد العزيز الرنتيسي
بعد أقل من شهر، لقي خليفة الشيخ ياسين في قيادة الحركة، عبد العزيز الرنتيسي، المصير ذاته في ضربة إسرائيلية.
الشيخ خليل
وفي أيلول من العام ذاته، قتل المسؤول في الحركة عز الدين الشيخ خليل بانفجار سيارة مفخخة.
نزار ريان
وقتل نزار ريان، أحد أبرز القادة السياسيين والعسكريين للحركة، في الأول من كانون الثاني 2009 في غارة أثناء عملية عسكرية إسرائيلية، أودت أيضاً بزوجاته وعشرة من أبنائه ألاثني عشر.
محمود المبحوح
عثر على محمود المبحوح، أحد المسؤولين العسكريين في الحركة، مقتولاً في غرفة فندق في دبي في 20 كانون الثاني 2010. واتهمت الحركة وشرطة الإمارة عملاء لإسرائيل بالوقوف خلف العملية باستخدام جوازات سفر أجنبية مزورة والتنكر في هيئة سائحين أو لاعبي تنس وصلوا من مطارات أوروبية مختلفة.
أحمد الجعبري
أطلقت إسرائيل عملية "عمود السحاب" ضد فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بعملية اغتيال نائب القائد العام لكتائب القسام أحمد الجعبري في 14 تشرين الثاني 2012، عبر قصف صاروخي استهدف سيارته.
صالح العاروري
بعد أشهر من اندلاع حرب أكتوبر 2023 في قطاع غزة، اغتيل نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري وعدد من رفاقه في ضربة جوية نسبت الى إسرائيل، واستهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت في الثاني من يناير 2024.
دلالات
الأكثر تعليقاً
في حدث تاريخي: ملك النرويج يشارك في إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
الرئاسة تطالب بعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية
أردوغان: مبادرة بايدن الجديدة لوقف النار في غزة متأخرة لكنها مهمة
نيويورك تايمز: نتنياهو غير مهتم بتقديم تنازلات بشأن غزة
الإعلان الدستوري.. تباين الآراء بين المحللين حول "دستورية الإعلان"
المواجهة في الشمال في الميزان.. جردة حساب لحصاد الإسناد
سانتياغو: وكالة بيت مال القدس تُشارك في أسبوع المغرب بالشيلي وتُبرز دعم المملكة المتواصل للقدس وفلسطين
الأكثر قراءة
المرسوم الرئاسي.. حاجة دستورية أم مناكفة سياسية؟
الجيش اللبناني: إسرائيل خرقت اتفاق الهدنة مرات عدة
اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.. بأيّ حالٍ يعود؟
مصدر مصري: القاهرة قدمت مقترحًا جديدًا لوقف إطلاق النار في غزة
هجوم هيئة تحرير الشام على حلب نسقته إدارة بايدن مع إسرائيل وتركيا
الإعلان الدستوري.. تباين الآراء بين المحللين حول "دستورية الإعلان"
"رويترز": السعودية تخلت عن التوصل إلى معاهدة دفاعية مع أميركا مقابل التطبيع مع إسرائيل
أسعار العملات
السّبت 30 نوفمبر 2024 9:53 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.63
شراء 3.62
دينار / شيكل
بيع 5.13
شراء 5.11
يورو / شيكل
بيع 3.84
شراء 3.82
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 150)
شارك برأيك
تصاعد المخاوف من التصعيد بعد اغتيال إسرائيل لإسماعيل هنية وفؤاد شكر