Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 20 يوليو 2024 9:51 صباحًا - بتوقيت القدس

خميس الإسي.. بروفيسور من غزة شاهد على التغريبة الفلسطينية

تلخيص

حاملاً صرته على ظهره، أمام منزل مدمر، ظهر البروفيسور الفلسطيني خميس الإسي، في رحلة النزوح الـ 14 التي يعيشها منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية الجماعية على قطاع غزة، مجسدًا التغريبة الفلسطينية في نسخيتها الجديدة.

التغريبة الفلسطينية

على صفحته على فيسبوك، نشر استشاري تأهيل الأعصاب وطب الألم، وأستاذ مساعد ورئيس وحدة الطب القائم على الأدلة، والزميل في عدد من كبريات الجامعات الدولية صورته وهو يحمل "بكجة النزوح" إلى جانب اللوحة الشهيرة للفنان الفلسطين سليمان منصور (جمل المحامل)، التي تجسد كهلا فلسطينيا يحمل مدينة القدس على ظهره، قائلاً: ما أشبه اليوم بالبارحة، التغريبة الفلسطينية 1948=2024.


وحوّل البروفيسور الإسي صفحته منذ بدء حرب الإبادة إلى منصة للتعريف بالمآسي التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بما في ذلك الحالات التي يعالجها رغم قلة الإمكانات وتدمير المستشفيات واستهدافها المتكرر.
وكتب الإسي باللغتين العربية والانجليزية على صفحته: مسلسل "التهجير تحت النار" الذي لا ينتهي.. هجرة اضطرارية مؤقتة مع كل العائلة والأولاد للمرة الـ ١٤ في مدينة غزة منذ أكتوبر 2023.
وشهدت صورة البروفيسور الفلسطيني تفاعلا كبيرًا، وتداولتها العديد من وسائل الإعلام المحلية والدولية.

معاناة عامة

وبكل تواضع يقول الأكاديمي الفلسطيني: "ما نتحمله منذ 9 أشهر ليس معاناتي الشخصية المتواصلة والرعب فقط بل المحنة اليومية لـ 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة المحاصر وخاصة في الحجر المسحوق لمدينة غزة".
ونزح الإسي من تل الهوى إلى الدرج، إلى مناطق الزيتون وأعاد الكرة بينهما عدة مرات، حتى بلغ عدد مرات نزوحه 14 مرة منذ بداية الحرب على قطاع غزة.
ويقول: "سكنت منزلي الجديد قبل بداية العدوان بـ 3 شهور فقط، وكنت أسست عيادتي الجديدة لللأعصاب مُجهزة بأحدث الأجهزة الطبية لعلاج الألم وحقن المفاصل، وكان من المقرر افتتاحها بعد الحرب بـ5 أيام فقط".

وأضاف: "كل القصف الإسرائيلي بدأ من تل الهوا، خاصة وأنها منطقة أبراج، وطال القصف منزلي الذي لم أسكنه سوى 90 يومًا، ودمرت عيادتي وأجهزتي الطبية وهي جديدة قبل أن تعمل".
وذكر أنه اضطر للنزوح مع أسرته لمنزلهم القديم بمركز غزة "منزل والدتي والأشقاء، محاولين أن نتأقلم على الوضع الجديد، ولم يمر سوى أسبوعين واجتاح الاحتلال المنطقة".
وأضاف: نزحنا مرة ثالثة غرب غزة، ولم يمر سوى شهر واجتاح الاحتلال المنطقة فأجبرنا على النزوح لتل الهوى مرة أخرى، وبعد الاجتياح نزحنا للمرة الخامسة لحي الدرج والتفاح، ثم نزحنا للمرة السادسة لحي الزيتون، ثم هُجرنا للمرة السابعة إلى وسط غزة، ثم إلى غرب غزة، ثم إلى الشمال، وهكذا توالت عمليات النزوح".

قصة الصورة

ويوضح قصة الصورة الأخيرة قائلا: "كنت أعمل في المستشفى وهاتفني ابني وأبلغني بأن الاحتلال بدأ في اجتياح منطقة الدرج والتفاح فركبت الدراجة مُحاولًا الاطمئنان على أسرتي، وحين وصلت وجدت عشرات الآلاف من البشر يحملون أمتعتهم للنزوح مرة أخرى، لأن الاحتلال يقصف المنطقة بشكل عشوائي ويطلبون من الجميع الإخلاء فورًا".


وأضاف: "حملنا ما تبقى من الأمتعة ونزحنا إلى غرب غزة، فوصلنا تقريبًا الساعة 10 مساءً، فجلسنا في بيت أختي الذي أحرقه الاحتلال سابقًا، ورغم التعب والألم حاصر الاحتلال غرب غزة بالدبابات وكان من الصعب العودة للدرج والتفاح، فنزحنا إلى حي النصر في نفس الليلة، فكانت 3 نزوحات خلال 12 ساعة".

وقال: "اضطررنا في كل مرة تجتاح قوات الاحتلال منطقة إلى النزوح منها، أنا وعائلتي وأبنائي السبعة، مثلنا مثل مئات الآلاف في قطاع غزة".

واعتاد الإسي خلال نزوحه توثيق هذه المعاناة بالصور ونشرها، لا سيما ما حدث خلال نزوحه الأخير من منطقة الدرج إلى النصر.

وقال: "ابنة أختي تقول لي أنت أشبه بالرحالة.. فأجبتها لا، نحن أشبه بالتغريبة الفلسطينية، ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه، فتذكرت صورة المسن الذي يحمل القضية الفلسطينية على أكتافه وهكذا جاءت فكرة الصورة".
وأعاد آلاف المدونين مشاركة صورة البروفيسور الإسي مصحوبة بتعليقات وتضامن واسع، وتأكيد على ضرورة أن يتدخل العالم لينهي هذه المأساة.

ويوضح الإسي أن الذين شاركوا الصورة بحثوا عنه وعن سيرته الذاتية ومسيرته العملية، لتصل الصورة بعد إعادة نشرها آلاف المرات إلى مسامع الجامعات الدولية التي كان يعمل فيها أو يتعامل معها، ليستغربوا حاله وما وصل إليه خلال الحرب من وضع مأساوي.

قامة علمية

والدكتور الإسي صاحب مسيرة عملية وعلمية طويلة وعالمية، فهو الأول عربيًا الذي يُمنح درجة الزمالة الفخرية من جامعة أكسفورد، وعضو هيئة الخبراء في منظمة الصحة العالمية لطب الألم، وبروفيسور في علم أعصاب وطب الألم واستشاري تأهيل الأعصاب وطب الألم، إضافة إلى أنه جاب جامعات بريطانية ودولية عدة ودرّس فيها.


ويقول البروفيسور الإسي: "ربما لأنني شخصية معروفة أثرت الصورة في الرأي العام داخل فلسطين وحول العالم، بين متعاطف مع حالي خلال الحرب، ومستغرب لما أعيشه، ولكنني أريد القول لهذا العالم: إن هذه الصورة لا تعبّر عني فقط، الصورة تحمل رسائل أكبر ومعاناة أكبر".

والإسي من مواليد غزة ويعيش فيها وتلقى تعليمه في العديد من دول العالم، قبل أن يعود إلى المدينة التي يعشقها كما يقول في مقابلته الصحفية، أملًا في دعم القطاع الصحي في غزة وفلسطين.
وقال: على مدار الـ20 عامًا الماضية حاولنا نقل الخبرات العلمية لتدعيم وتخريج أطباء أكفاء مُميزين يُنافسون أفضل الأطباء على مستوى العالم.

ويشير إلى أن الصورة تعكس معاناة 2.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة، كما تعكس معاناة أكثر من 11 مليون فلسطيني يحلمون بالعودة إلى البلاد (فلسطين)، وبأن يصبحوا مثل بقية الشعوب في العالم.
وأوضح أنه كان شاهدًا على تحول القطاع لأطلال وإبادة الحياة فيه، جراء عدوان الاحتلال وقصفه بآلاف الأطنان من المتفجرات على المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ.

وأشار إلى أن ما يزيد عن 400 ألف مواطن نزحوا نحو الجنوب، كان من بينهم الكثير من الأطباء حفاظًا على حياتهم وحياة أسرهم، في إشارة إلى النزوح الواسع بعد أوامر الإخلاء الإسرائيلية في 13 أكتوبر الماضي.

وقال: بكل صراحة رفضت النزوح خارج غزة، بسبب تزايد القصف الشديد ووصول عدد الشهداء يوميًا لـ1000 شهيد في ظل قلة ونُدرة الأطباء بالمستشفيات بسبب "النزوح الإجباري"، وقررت البقاء في غزة داعمًا للأطباء، مُحاولا تقديم كل الدعم لآلاف الجرحى والمصابين في ظل ظروف قهرية جراء العدوان.

وأشار إلى أن بعض الأشياء دمرها الاحتلال عدة مرات، حتى لا يمكن إصلاحها مرة أخرى، ومن بين هذه الأشياء بعض المستشفيات، وقال: "لك أن تتخيل أن قطاع غزة كان يضم 36 مستشفى عاملة قبل الحرب، والآن تعمل 3 – 4 مستشفيات جُزئيًا بعد خروج معظم المشافي عن الخدمة".
والبروفيسور الإسي أنموذجا لآلاف العلماء والاطباء والمتخصصين الذين آثروا تحمل الصعاب والمعاناة والحرب والبؤس ليساهموا في بلسمة جراح أبناء شعبهم.
(عن المركز الفلسطيني للاعلام)

دلالات

شارك برأيك

خميس الإسي.. بروفيسور من غزة شاهد على التغريبة الفلسطينية

الجيزة - مصر 🇪🇬

Eid Alnaji قبل 4 شهر

كل الاحترام والتقديرللبروفيسور خميس ليس لشخصه فقط ولكن لدوره كطبيب يدافع عن الحياة في قطاع غزة المنكوب

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 88)