Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 14 يوليو 2024 9:30 صباحًا - بتوقيت القدس

إسرائيل تتحول سريعاً إلى الفاشية

تلخيص

استغلت دولة الاحتلال الإسرائيلي أحداث السابع من أكتوبر لكي تمضي قدماً في التحول من مفهوم الدولة الليبرالية إلى مفهوم الدولة الفاشية، وبدا ظاهراً للجميع أن هذا التحول بدأت إرهاصاته منذ بداية التحالف بين الليكود والصهيونية الدينية، بعد انتخابات الكنيست السابعة والثلاثين التي جرت عام 2022، حيث استغل نتنياهو هذا التحالف في أحداث أكتوبر للقيام بالعديد من التحولات الجذرية في بنية النظام الإسرائيلي نحو ما يمكن تسميته بالفاشية الصهيونية.


إن عناصر الفاشية الصهيونية التي بدأت ملامحها بالرسو في بنية النظام الاسرائيلي تقوم على الآتي:
1-تمجيد الدولة الإسرائيلية اليهودية، وتعظيم شأنها في مواجهة الأعداء داخلياً وخارجياً.


2-استخدام مكثف للعنف والقتل والإبادة الجماعية في مواجهة العدو، سواء كان فلسطينياً أو إيرانياً أو غيره.
3-استمرار احتلال الأراضي الفلسطينية، ومنع قيام أي فرص حقيقية للسلام.


4-القضاء على مفهوم الدولة الفلسطينية، وفرص تحقيقها، مقابل الاستمرار في سياسة الفصل العنصري والتهجير القسري.


5-استخدام الدين اليهودي - كإطار ايديولوجي- في التعبئة الجماهيرية، وبث خطاب الكراهية والعنف، وتمجيد الدولة اليهودية.


6-الإلغاء التدريجي للنمط الليبرالي والديمقراطي للدولة من خلال القضاء على المعارضة والتعددية، وإلغاء قوانين الاصلاح، وتقليص صلاحيات المحاكم والرقابة، والابتعاد قدر الإمكان عن الانتخابات.


كما هو ملاحظ من عرض عناصر الفاشية الصهيونية الحديثة، فإن موضوعها الأساسي هو مواجهة الفلسطيني وقتله وطرده من أرضه. ومن الخطأ التصور بأن الحكومة الاسرائيلية الحالية هي التي تتبناها فقط، بل إن الشارع الإسرائيلي بأكمله أصبح أكثر ميلاً لتبني هذه العناصر، سيما منذ السابع من أكتوبر. على سبيل المثال، تشير استطلاعات الرأي الاسرائيلية إلى أن 2% فقط من المستطلعين الإسرائيليين يعتبرون أن ما تقوم قوات الاحتلال في غزة هو استخدام مفرط للقوة. كما أن أكثر من 67% من الاسرائيليين يدعمون نتنياهو في حربه في القطاع، وبنسبة مماثلة تقريباً يطالبون الجيش الاسرائيلي بإعلان الحرب ضد حزب الله واحتلال جنوب لبنان.


 ليس هذا فقط، وإنما تتناول غالبية وسائل الاعلام الإسرائيلية موضوع الإبادة الجماعية في قطاع غزة باعتبارها نصراً على الفلسطينيين، وهذا تماماً ما تناوله زميلنا عبد المجيد سويلم في مقالته الأخيرة بالنقد والتحليل، معتبراً إياها شريكة في هذه الحرب.


من زاوية أخرى، وإذا تابعت مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من الإسرائيليين، ستجد أن غالبيتهم يتحدثون عن قتل المدنيين الفلسطينيين باعتبار الشعب الفلسطيني كله "إرهابي" بما في ذلك النساء والأطفال.


 بل أنهم يطالبون علانية بنزوح الفلسطينيين من الضفة وغزة إلى الأردن وسيناء تجنباً للقتل. لقد أصبحت سياسة التجويع للفلسطينيين عندهم وسيلة "أخلاقية"، للتخلص من خطر "الإرهابيين" الفلسطينيين على حد قولهم!، وأصبح التطهير العرقي أيضاً عندهم وسيلة "أخلاقية" لتجنب قتل المدنيين!


ما أود طرحه في هذا المقال، هو أن تحولات جذرية نحو الفاشية الصهيونية ألمت ليس فقط في بنية النظام السياسي الإسرائيلي، وإنما أيضا في بيئته الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، وباتت إسرائيل على شفا حفرة من الوقوع في منزلق الديكتاتورية، تماماً كما حدث مع أصحاب القمصان السود في جمهورية موسوليني الفاشية. ولربما هذا ما يفسر تحذير رئيس حزب "اسرائيل بيتنا" ليبرمان، عندما قال "أنه إذا استمرت حكومة نتنياهو الحالية، فلن تكون إسرائيل موجودة في العام 2026. وهذا يفسر أيضاً تقلص الفجوة في استطلاعات الرأي بين غانتس من يمين الوسط، وبين نتنياهو من اليمين الفاشي إلى 5 نقاط فقط، وهذا يفسر أيضاً استمرار قيام نتنياهو بالتخلص من معارضيه في داخل الليكود وفي الحكومة، وحتى في المحطات الاسرائيلية الإعلامية، كما حدث مؤخراً مع القناة 13 الإسرائيلية.

إن تحولات جذرية نحو الفاشية الصهيونية ألمت ليس فقط في بنية النظام السياسي الإسرائيلي، وإنما أيضا في بيئته الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، وباتت إسرائيل على شفا حفرة من الوقوع في منزلق الديكتاتورية.

دلالات

شارك برأيك

إسرائيل تتحول سريعاً إلى الفاشية

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 82)