أقلام وأراء

الأربعاء 03 يوليو 2024 9:46 صباحًا - بتوقيت القدس

بمناسبة اليوم الدولي لمساعدة ضحايا التعذيب.. من يُنقذ الأسير الفلسطيني؟

تلخيص

فطرت النفس البشرية على احترام الكرامة الانسانية وعدم تعرضها للأذى، من هنا جاءت الشرائع الدينية والتشريعات الوضعية ترفض بل تجرم التعذيب، وقد عرفته المحكمة الجنائية الدولية بأنه: "تعمّد إلحاق الألم الشديد أو المعاناة الشديدة، جسدياً أو عقلياً، فعلاً أو إهمالاً، من أجل الحصول على معلومات أو اعترافات، أو كعقوبة، أو ترويع، وإكراه للضحية أو لشخص آخر، أو كتمييز ضد الضحية أو شخص آخر، وعلى أي أساس كان". وبالتالي نصت القاعدة (90) من القانون الدولي الانساني: "يحظر التعذيب، والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية، والاعتداء على الكرامة الشخصية، وعلى الأخص المعاملة المهينة والحاطّة بالكرامة".


من هنا جاءت صياغة الكثير من القرارات الدولية الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة في العديد من القضايا والنزاعات الدولية ترفض قطعياً أي إجراءات او ممارسات تنطوي على التعذيب، وأصدرت الجمعية العامة للامم المتحدة قرارها رقم (149/52) عام 1997م، القاضي بإعلان تاريخ 26 حزيران من كل عام (اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب)، بهدف القضاء على التعذيب والمضي قدماً بتطبيق دولي شامل لاتفاقية مناهضة التعذيب المعتمدة من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1984م والجاري تنفيذها لاحقاً ابتداء من عام 1987م.


 والسؤال المشروع اليوم وفي ظل ما نشاهده يومياً في وسائل الإعلام ومنذ عقود من جرائم بشعة يمارسها الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، من ينقذ المعتقل والأسير والمدني الأعزل الفلسطيني من التعذيب؟، كيف للعالم اليوم الصمت أمام مشاهد بثها الإعلام مؤخراً من إطلاق كلب بوليسي متوحش على مسنة فلسطينية في مخيم جباليا؟، ومن الطفل الفلسطيني المقدسي أحمد مناصرة الذي بدت على وجهه الشاحب معاناة وقسوة التعذيب؟.


تشير إحصائيات المؤسسات القانونية المعنية بالأسرى الفلسطينيين ومنها مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ان عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى نهاية شهر نيسان عام 2024م حوالي 9300 أسير فلسطيني، بمن فيهم أسرى مدينة القدس، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم إفصاح الاحتلال الاسرائيلي عن أعداد كبيرة من المعتقلين في قطاع غزة المحتل والضفة الغربية بعد السابع من اكتوبر لعام 2023م ( طوفان الأقصى)، حيث تبدأ معاناة الأسرى باعتقالهم الشرس المترافق مع الضرب والشتائم والإهانات ومنع الاتصال بالأهل أو المحامي (فترة 60 يوماً من لحظة الاعتقال وتجدد لاحقاً)، والحبس الانفرادي وما يعرف بالشبح وهو تكبيل يدي المعتقل خلف ظهره على كرسي وتثبيت رجليه بالارض ووضعيات أخرى عديدة يتفنن السجان الاسرائيلي بابتكارها، الى جانب الحرمان من الطعام والنوم والنظافة وصولاً للتهديد بالقتل وتمديد فترات السجن والاعتقال دون وجود أدلة تثبت التهم المزعومة غالباً.


ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وبمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب تذكر العالم ومنظماته الحقوقية بواقع الأسرى الفلسطينيين وما يتعرضون له من معاملة قاسية، تعرض الكثير منهم بل معظمهم للخطر والاستشهاد، خاصة في ظل حكومة اليمين الاسرائيلي المتطرفة التي أعلن وزراؤها بمن فيهم وزير ما يسمى الأمن القومي بن غفير استهدافه للأسرى بالتضييق عليهم وزيادة معاناتهم، ومن ذلك إلغاء قانون يتيح الإفراج عن الأسير أو المعتقل الفلسطيني قبل موعد انتهاء محكوميته، إضافة الى القيام بتقليل حصة الأسير من الغذاء ومنع حقوقه بزيارة الطبيب داخل السجن، علماً بتراجع وتدهور هذه الخدمة اساساً في سجون الاحتلال، والأخطر سعي بن غفير الى إقرار قانون إعدام الأسرى. وهنا يجب الاشارة ايضاً الى أن سياسة الاحتلال بحجز جثامين الشهداء الأسرى والتي بلغت عام 2024م حوالي 26 جثمانا لشهيد فلسطيني، علماً بأن عدد الشهداء من الأسرى في سجون الاحتلال منذ عام 1967م بلغ حوالي 252 شهيداً.


ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وفي إطار ما يقوم به الاحتلال الاسرائيلي من حرب إبادة وتطهير عرقي ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني وإنكار لجميع الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، تدعو العالم ومنظماته الشرعية الى سرعة انهاء الاحتلال ووقف حرب الابادة والعدوان التي تنكل بها آلة الاحتلال الاسرائيلي وأمام نظر العالم بالمدنيين العزل في فلسطين، احتلال وحشي يضرب بعرض الحائط الشرعية الدولية والأخلاق والفطرة الانسانية التي تحفظ للانسان كرامته وحقوقه. واليوم العالمي لمساندة الأسرى مناسبة للضمير والإرادة الدولية بمراجعة مواقفها والتوقف عن سياسة الكيل بمكيالين والدعم الظالم وعلى كافة الأصعدة لإسرائيل في حربها ضد الشعب الفلسطيني المستعمر منذ عقود.


وسيبقى الأردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الداعم لأهلنا في فلسطين والقدس، بما في ذلك جهود الاعلام في فضح ممارسات الاحتلال وتذكير العالم في كل المناسبات الدولية بحجم المعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، والتي لا يقبلها حر في العالم، ومع ذلك كله يستمر الظلم والقهر، وفي نفس الوقت الصمود والرباط الفلسطيني في وجه أبشع احتلال عرف في العصر الحديث.

دلالات

شارك برأيك

بمناسبة اليوم الدولي لمساعدة ضحايا التعذيب.. من يُنقذ الأسير الفلسطيني؟

المزيد في أقلام وأراء

إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع

حديث القدس

اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟

سماح خليفة

حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة

سري القدوة

لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة

راسم عبيدات

حماس بعد السنوار.. هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟

علاء كنعان

ماذا -حقا- يريد نتنياهو..؟

د. أسعد عبد الرحمن

التحول الخليجي والعلاقات مع الأردن

جواد العناني

متى يرضخ نتنياهو؟

حديث القدس

سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة

بهاء رحال

السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024

كريستين حنا نصر

الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين

سري القدوة

المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات

وسام رفيدي

مبادرة مروان المعشر

حمادة فراعنة

سجل الإبادة الجماعية

ترجمة بواسطة القدس دوت كوم

هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة

حديث القدس

المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة

المتوكل طه

عواقب خيارات نوفمبر

جيمس زغبي

النكبة الثانية والتوطين المقبل

سامى مشعشع

They will massacre you

ابراهيم ملحم

شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.04

من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

%50

%50

(مجموع المصوتين 2)