يعتزم أكثر من 70% من الناخبين الأميركيين الاستماع إلى مناظرة، ليلة الخميس، بين الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، في مدينة أتلانتا، ولاية جورجيا، المركز الرئيس لشبكة سي.إن.إن التي نظمت المناظرة.

وتتميز المنافسة الرئاسية هذا العام بأعلى نسبة من البالغين منذ ثلاثة عقود على الأقل الذين يعبرون عن آراء سلبية لكلا المرشحين، وفقا لاستطلاع حديث أجراه مركز بيو للأبحاث PEW Center - وهو أعلى مما كان عليه قبل أربع سنوات، عندما تنافس المرشحان لأول مرة.

وبالنسبة للمستقلين والناخبين الذين ليس لديهم آراء إيجابية تجاه أي من المرشحين - قد تكون التوقعات منخفضة. ولكن هذا هو المكان الذي قد يتم فيه كسب المعركة أو خسارتها، في انتخابات من المرجح أن يتم حسمها على الهامش.

وفي مقابلة له مع صحيفة "بوليتيكو" قال ديفيد أكسلرود، كبير الخبراء الاستراتيجيين السابقين في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، إن المخاطر منخفضة فقط "إذا كنت تحكم على الأمر كنوع من المسرح، وفي الوقت نفسه قد تكون واحدة من أكثر الأحداث أهمية في التاريخ الأميركي".

وكما كان عليه الحال في عامي 2016 و2020، فإن الناخبين الذين لديهم وجهة نظر غير مواتية لكل من المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين يميلون قليلاً نحو ترامب الآن.

وقد أظهر الاستطلاع الذي أجراه تقرير كوك السياسي (Cook Political Report) مع إيمي والتر أن الناخبين الذين ينظرون إلى كل من ترامب وبايدن يثقون بترامب أكثر في معظم القضايا ولكنهم أكثر قلقًا بشأن مزاج ترامب من كبر سن بايدن – وهما أهم مقياسين لكل مرشح في مناظرة يوم الخميس.

ثم هناك الناخبين الذين يميلون نحو المرشحين من ما يسمى ب"الطرف الثالث" روبرت إف كينيدي جونيور، وجيل ستاين (حزب الخضر) وكورنيل ويست (تقدمي مستقل)،  فقد أظهر أحدث استطلاع لـمركز "السياسة الواضحة RealClearPolitics " فقد حصل بايدن وترامب معًا على حوالي 83% من الأصوات. وهذا بالمقارنة مع عام 2020، عندما حصل الرجلان معًا على أكثر من 90% من الأصوات طوال الخريف. ويتنافس ترامب وبايدن على سحب حصص هؤلاء الناخبين أيضًا، وف هذا العام، هناك المزيد منهم على الساحة الانتخابية.

وهذا يعني أنه على الرغم من أن يوم الخميس يصادف المناظرة الثالثة بين الرجلين، فمن المرجح أن تكون هذه المناظرة أكثر أهمية من المناظرتين الأوليين لأن حصة أكبر من الناخبين من المحتمل أن تكون متاحة للاستيلاء عليها. كما أن التوقيت المبكر للمناظرة لديه أيضًا القدرة على تغيير مسار – وسرد – السباق لأسابيع أو أشهر، خاصة إذا تبين أن مناظرة الليلة هي المناظرة الوحيدة في الدورة.

ومع دخول بايدن وترامب إلى المناظرة باعتبارهما المرشحين الرئاسيين الأقل شعبية منذ ثلاثة عقود، فإن العديد من الأميركيين سوف يتابعونهم بهدف التحقق من صحة آرائهم السابقة.

لقد صاغ مستشارو بايدن المناقشة على أنها اختيار حول الطبيعة الأساسية للديمقراطية. وفي مذكرة في وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت الحملة إن المناظرة ستمنح الأميركيين الذين سيشاهدون المناظرة "وجهتي نظر متميزتين للمستقبل على خشبة المسرح في أتلانتا: رؤية الرئيس بايدن، حيث تتم حماية الحريات ويتمتع جميع الأميركيين بفرصة عادلة، ورؤية دونالد ترامب". مقابل "رؤية" ترامب المظلمة، حيث سيكون بمثابة دكتاتور في اليوم الأول، ويمنح تخفيضات ضريبية للأثرياء على حساب الطبقة الوسطى، وينتزع حقوق المرأة.

وقالت هيلاري كلينتون، التي ناظرت بالفعل بايدن وترامب، في مقال افتتاحي لصحيفة نيويورك تايمز، إن التوقعات منخفضة للغاية بالنسبة لترامب، حتى أن البعض سيقول إنه نجح طالما أنه لا "يشعل النار في نفسه حرفيا". وأشارت ميجين كيلي، التي أدارت مناظرة مع ترامب من قبل، إلى أن التوقعات منخفضة للغاية لدرجة أن بايدن يحتاج ببساطة إلى "ألا يموت".

إن المعيار منخفض للغاية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الجمهوريين اعتبروا بايدن، الذي يبلغ من العمر 81 عامًا أكبر من ترامب بثلاث سنوات، كجثة تمشي خلال السنوات القليلة الأخيرة من رئاسته. ومن ناحية أخرى، أدت استطرادات ترامب المتكررة ــ فقد تحدث كثيرا عن أسماك القرش وهانيبال ليكتر في الآونة الأخيرة ــ إلى تحصين الناخبين ضد الزلات التي من شأنها أن تقلب المرشحين الآخرين رأسا على عقب.