أقلام وأراء
الأحد 09 يونيو 2024 10:36 صباحًا - بتوقيت القدس
"التجويع" يُشهر مجدداً كسلاح في وجه الغزيين
تلخيص
تظهر التقارير المحلية أن إسرائيل عادت مرة أخرى لاستخدام سياسة التجويع في مدينة غزة وشمال القطاع، بعد أن أشهرته كسلاح فتاك في وجه الغزيين امتد لقرابة ستة أشهر، ما دفعهم لأكل أعلاف الحيوانات وحبوب الطيور لسد جوعهم وجوع أطفالهم.
أمام الضغوط والمطالبات الدولية لدولة الاحتلال، سمح مجلس الحرب الإسرائيلي في الشهر السادس لحرب الإبادة ولمدة ثلاثة أسابيع بتدفق المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة، وسمحت للقطاع الخاص بإدخال المواد الغذائية والخضروات واللحوم والدواجن والبيض والفواكه الأمر الذي ساهم في انخفاض أسعارها في الأسواق الغزية.
ولكن سرعان ما أغلقت قوات الاحتلال بوابة القطاع الخاص، وأبقت على فتات المساعدات الإنسانية من الطحين وصناديق المُعلبات وتزامن ذلك مع إغلاق معبر رفح البري، ما ساهم في فقدان السلع الأساسية من السكر والأرز والبقوليات واللحوم والدواجن والبيض والخضروات والفواكه من الأسواق، وعودة المجاعة من جديد.
وبينما كشف خبراء في الأمم المتحدة عن تراجع حجم المساعدات الإنسانية الواردة إلى قطاع غزة إلى الثلث، أوضح مكتب منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة أن تدفق المساعدات الإنسانية انخفض إلى ما نسبته 67% مع بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في محافظة رفح وإغلاق معبر رفح ما يهدد بعودة الجوع إلى قطاع غزة من جديد.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن "أطفال غزة يتضورون جوعًا مع استمرار العراقيل أمام وصول المساعدات الإنسانية". وقالت المتحدثة باسم المنظمة مارغريت هاريس: "هؤلاء هم الأطفال دون سن الخامسة الذين لا يحصلون على الطعام طوال اليوم. لذا فالسؤال: هل تصل الإمدادات؟ الإجابة لا، فالأطفال يتضورون جوعًا".
وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة حنان بلخي قائلة "هناك أناس يأكلون الآن طعام الحيوانات والعُشب ويشربون مياه الصرف الصحي داخل قطاع غزة".
وأبدت منظمات محلية ودولية تخوفها من تفشي وباء الكوليرا في قطاع غزة مع ارتفاع درجات الحرارة ومحدودية الوصول إلى المياه النظيفة وتدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع والطرقات.
وأوضحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف": إن 90% من الأطفال يعانون من فقر غذائي حاد، فيما حذر مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين من تزايد خطر المجاعة، مضيفاً "إذا لم نتمكن من إيصال مساعدات بكميات كبيرة إلى قطاع غزة ستتزايد علامات المجاعة".
بدوره، حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني، من استمرار انقطاع دخول المساعدات وإمدادات الوقود عبر معبر رفح ما سيوقف الاستجابة الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة، مشدداً على أن كارثة الجوع التي يواجهها الناس، خاصة في شمال قطاع غزة ستزداد سوءاً إذا توقف دخول الإمدادات. وقال: "ما نحتاجه هو وقف إطلاق النار الآن، وليس نزوحا قسريا جديد والقلق من المعاناة لا تنتهي".
إن إشهار حكومة الاحتلال سلاح التجويع في وجه الفلسطينيين في شمال قطاع غزة، دفع 70 منظمة حقوقية لإصدار بيان مشترك دعا لإعلان المجاعة رسمياً في غزة نتيجة إصرار دولة الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب جريمة التجويع واستخدامه كسلاح حرب، في إطار جريمتها الأشمل وهي الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وتزامن البيان المشترك لنحو 70 مؤسسة حقوقية مع تهم وجهتها محكمة الجنائية الدولية لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يؤاف غالانت أبرزها المجاعة الجماعية للمواطنين والتسبب بمعاناتهم بشكل متعمد والدعوة إلى القتل الجماعي وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وبموجب تلك التهم تقدم المدعي العام لمحكمة الجنائية الدولية كريم خان بطلب لاستصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وغالانت وآخرين.
إن حكومة الاحتلال تواصل وضع نفسها فوق القانون الدولي الإنساني وشرعة حقوق الإنسان الذي يحظر التسبب بالمجاعة كممارسة عسكرية ضد السكان المدنيين، حيث تؤكد المادة 54 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1977، على حماية الأعيان والمواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين، وتحظر مهاجمة أو تدمير أو نقل أو تعطيل المواد الغذائية والمناطق الزراعية والمحاصيل والماشية ومرافق الشرب وشبكاتها وأشغال الري، إذا كان الهدف هو تجويع المدنيين أو حملهم على النزوح أو لأي باعث آخر.
ونصت المادة 6 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، أن "أي من الأفعال التي ترتكب بقصد إهلاك جماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية بصفتها هذه، إهلاكًا كليًّا أو جزئيًا، توصف على أنها إبادة جماعية". وفي العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تنص المادة 11 منه "على حق الإنسان في الحصول على الغذاء الكافي والملائم للحياة، وتلزم الدول الأطراف باتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان حق الإنسان في الغذاء".
ويخالف التسبب بالمجاعة وتدمير مقومات الحياة في قطاع غزة، التدابير المؤقتة التي أقرتها محكمة العدل الدولية، ما يدفع بإمكانية مقاضاة المسؤولين عن الأمر أو والمتسببين بتأخير توصيل المساعدات أمام المحكمة الجنائية الدولية. إنّ الأفعال والسياسات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين في قطاع غزة تضعها في موضع المسؤولية الجنائية، بسبب مسؤوليتها عن خلق ظروف مثل الهجمات المباشرة على المنشآت الحيوية، أو فرض الحصار على المواطنين لمنع وصول المساعدات الإنسانية.
إن سلاح التجويع والتعطيش والقتل والتدمير ما زال مُشهراً بوجه الغزيين للشهر التاسع على التوالي، مُدمراً أية إمكانية للعيش في غزة، فيما لم يسمح مجلس الحرب الإسرائيلي بإدخال الوقود وغاز الطهي، ما يهدد أي سبل للحياة ويتسبب بتفشي الأمراض والأوبئة وإحداث مكرهة صحية وتلوث مياه الشرب نتيجة تدفق مياه الصرف الصحي في شوارع القطاع وأزقته وبين بيوت وخيام النازحين، ما دفع الغزيين لاستخدام بدائل لطهي الطعام. وطاول التدمير البنى التحتية وخطوط الكهرباء والمياه في كافة مناطق قطاع غزة، حتى أنه طاول القطاع المصرفي في عدم السماح بإدخال السيولة النقدية ما أدى إلى شحها في الأسواق الفلسطينية وجعل جيوب المواطنين فارغة.
إن إشهار حكومة الاحتلال سلاح التجويع في وجه الفلسطينيين في شمال قطاع غزة، دفع 70 منظمة حقوقية لإصدار بيان مشترك دعا لإعلان المجاعة رسمياً في غزة نتيجة إصرار دولة الاحتلال على ارتكاب جريمة التجويع واستخدامه كسلاح حرب، في إطار جريمتها الأشمل بحق الغزيين.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
"التجويع" يُشهر مجدداً كسلاح في وجه الغزيين