Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 13 أبريل 2022 2:03 صباحًا - بتوقيت القدس

العلاقات الإسرائيلية – الأميركية في ضوء هبّة القدس

بقلم: أنطوان شلحت

بدأت أصواتٌ إسرائيلية متخصصة في الشؤون الأميركية تعرب عن بعض التحسّب من احتمال أن يطرأ تغيير على مواقف الإدارة الأميركية الحالية، برئاسة جو بايدن، حيال قضية فلسطين، في ضوء وقائع المواجهة التي تجسدّت، أخيرا، في الهبّة الشعبية المتدحرجة، وفي عملية “سيف القدس” التي خاضتها المقاومة الفلسطينية بقدر كبير من الكفاءة.
ووفقًا لهذه الأصوات، العلامة المرئيّة الواضحة لهذه المواجهة في ما يتعلق بمجال العلاقات الإسرائيلية – الأميركية أنها تسببت بإعادة قضية فلسطين إلى موقع بارز في أجندة إدارة بايدن، بعد أن دأبت هذه الأخيرة على خيار الإبقاء عليها في موقع متأخر.
وقد فعلت ذلك مدفوعةً بثلاثة أسباب رئيسية: الضغوط التي تمارسها بعض الأوساط الراديكالية في الحزب الديمقراطي على هذه الإدارة، لتغيير مقاربتها حيال تلك القضية، إلى ناحية التخفيف من غلواء الانحياز إلى إسرائيل وسياستها. الفشل الذي مُنيت به جهود إدارة الرئيس باراك أوباما، وكان بايدن في عداد قيادتها الأولى، في التوصل إلى تسوية للقضية، ويُشار بشكل خاص إلى جهود وزير الخارجية جون كيري. إيثار إدارة بايدن بأن تبذل جلّ الجهود الإستراتيجية في حقل سياستها الخارجية في مقابل الصين.
تحاول بعض هذه الأصوات أن تربط بين آخر المستجدّات وما تسميها “الذاكرة الجمعية” الإسرائيلية بشأن مواقف الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة حيال الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. وفي هذا الصدد يتم إيراد ما يلي: باستثناء أعوام ولاية الرئيس دونالد ترامب الأربعة (2017- 2021)، اتسمت مواقف البيت الأبيض على نحو ثابت بمطالبة إسرائيل بالانسحاب من معظم الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967؛ تأييد حل الدولتين للصراع مع الفلسطينيين؛ معارضة أعمال البناء الاستيطانية خارج الخط الأخضر.
وتطرّق بعض آخر إلى ما وُصف بأنه ضغط مارسه بايدن على رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لوقف إطلاق النار، فأشار جزء منه إلى أن هذا الأخير ما كان في وسعه أن يقول لا، كون إسرائيل، على الرغم من جبروتها الظاهر، ما زالت دولة صغيرة وهشّة، وتابعة للولايات المتحدة بصورة مطلقة، فيما رأى جزء آخر التشديد على أنه ليس من شأن ذلك الضغط أن يظلّل المواقف التي تبناها الرئيس الأميركي خلال أيام المواجهة العسكرية، وشملت من بين أمور أخرى: دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ومنع صدور أي قرار يدين إسرائيل في مجلس الأمن بما في ذلك بمبادرة فرنسا، والوقوف في وجه كل المبادرات التي تشجب إسرائيل داخل الحزب الديمقراطي، وبضمنها التي تدعو إلى تقليص حجم المساعدات العسكرية الأميركية إلى دولة الاحتلال.
يُضاف إلى هذا كله، كما يؤكد السفير الإسرائيلي السابق في الولايات المتحدة، زلمان شوفال، أن إسرائيل استمدّت التشجيع من تصريح بايدن: “لن يكون سلام في المنطقة (الشرق الأوسط) إلا حين تؤكد بصورة غير قابلة للتأويل أنها تعترف بحق إسرائيل في الوجود دولة يهودية مستقلة”.
وبرأي شوفال، ثمّة في هذا التصريح ما ينطوي على تماهٍ مع ادعاءات إسرائيل أولًا ودائمًا، للتهرب من السلام والتسويات.
واضح أن من شأن التفاصيل المرتبطة بعُمق العلاقات الإسرائيلية – الأميركية أن تكون ذات صفة لها نفَس مرجعي في تأويل أي مظاهر قد تكون ذات قيمة عابرة أو ربما زائلة، غير أنها، في الوقت عينه، تخضع للتغيير أيضًا وتفتح المجال أمام التأويل.
وليس مبالغةً رؤية أن هذا الأمر قد يكون ترتب على الهبّة الفلسطينية أخيرا، وذلك بجوار مترتبات أخرى، لا بُدّ من الإشارة من بينها مثلًا إلى موقع إسرائيل في ميدان الصراع الآخذ في الاحتدام بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما برز أيضًا في حلبة مجلس الأمن، في ضوء أن بكين هي الرئيسة الدورية له. وهو ما قد يحتاج إلى تفصيل أكبر.

شارك برأيك

العلاقات الإسرائيلية – الأميركية في ضوء هبّة القدس

المزيد في أقلام وأراء

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة

حمدي فراج

مصير الضفة الغربية إلى أين؟

عقل صلاح

كيف نحبط الضم القادم؟

هاني المصري

هل من فرصة للنجاة؟!

جمال زقوت

تحية لمن يستحقها

حمادة فراعنة

قل لي: ما هو شعورك عندما ترى أحداً يحترق؟!

عيسى قراقع

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 78)